منذ أوائل الستينات و الدولة كان لها تواجد ملحوظ في الشارع المصري من خلال الخدمات المباشرة التي تقدمها للشعب من خلال المراكز الصحية و التعليم المجاني و الاسكان و نظام القوى العاملة الذي استطاع أن يؤمن لكل خريج وظيفة فور تخرجه و بالتالي استطاعت الدولة أن تحافظ على توازن اجتماعي مقبول بشكل كبير ، ولكن مع غياب ذلك الدور مذ عام 1990 أحس المواطن المصري أنه تائه يقف وحيدا وسط غابة مليئة بالوحوش وهو أعزل بلا سلاح يحميه ، و كانت تلك النقطة هي البوابة التي وصل منها الأخوان للشارع المصري و فرض وجودها بقوة ، فالدولة كانت الحامي للمواطن الفقير الأعزل حتى للطبقة المتوسطة فهي التي تحافظ على تواجدها المتميز في المجتمع كما أنها تعطي الفرصة للطبقات الأقل للرقي من خلال مجموعة من القوانين مثل قانون الايجارات و توظيف الخريجين و مجانية التعليم …
اليوم يتباهى الأخوان بتواجدهم في الشارع المصري و قدرتهم على الوصول إلى الطبقات الفقيرة أكثر بكثير من التيارات السياسية الأخرى فهم استطاعوا ملء الفراغ الذي تسببت فيه سياسات الحزب الوطني من تقليص لدور الدولة و الاتجاه ناحية الفكر الرأسمالي و السوق الحرة مما دعى المواطن للبحث عن بديل للدولة و للأسف الشديد لم تستطع التيارات السياسية أن تقدم له هذا البديل على العكس من التيارات الاسلامية و على رأسها الأخوان بمساعدات عينية و أحيانا مالية للفقراء فأكسبتهم ثقة الشارع خاصة و أن ذلك كان مغلف بغلاف ديني مؤثر مستغلا الحالة المزاجية المصرية المتدينة بطبعها …
في نفس الوقت تجد أن التيارات الاسلامية تقف موقف العداء للتيارات اليسارية أكثر من التيارات الرأسمالية ، فالرؤية الاجتماعية و الاقتصادية للتيارات اليسارية تسحب البساط من تحت أقدام التيارات الاسلامية المرتكزة على التواصل الاجتماعي مع الشارع المصري من خلال الخدمات المباشرة ، فتفعيل دور الدولة و عودتها بقوه مرة أخرى للشارع يضعهم هنا في مجال خلاف سياسي فقط مع اليسار بعيدا عن الخدمات الاجتماعية ، و في المقابل لا تجدهم مثلا يهاجمون التيارات الرأسمالية بنفس القوة و العنف فهم يعرفون جيدا أنهم ليسوا خطرا عليهم بأي شكل من الأشكال ففي الأغلب سيتم التحالف بينهم ، فالفكر الرأسمالي لا يمثل تهديد لهم و لا هم يمثلون تهديد له ، فهم يتبنون تقريبا نفس الأفكار و التوجهات ، لذا سنجد مثلا حزب العدالة و الحرية التنظيم السياسي لجماعة الاخوان حتى هذه اللحظة لم ينشر في برنامجه توجهه الاقتصادي و اقتصر البرنامج فقط على توجهات سياسية عامة و شعارات لا يختلف عليها الكثيرين ، و تحججوا أنهم أجلوا الإعلان عن توجههم الاقتصادي لحين دراسة الموقف ، و أعتقد أنهم لن يعلنوا عنها إلا بعد وصولهم إلى كرسي الحكم ، فهم لن يتبنوا تواجد حكومي قوي بل سيتم التأكيد على مبدأ السوق الحرة و آلياته التي دمرت الاقتصاد المصري فكما قلت من قبل عودة دور الدولة ليس من مصلحتهم في شيء و لن يقروا ذلك إلا في حالة القضاء التام على التيارات السياسية الأخرى بحيث لا يكون هناك منافس لهم يمكن أن يستغل بنية تحتية في تقديم خدمات اجتماعية من خلال الدولة …
6 تعليقات على غياب دور الدولة فتح الباب للإخوان
كم هي الأفكار الاشتراكية، كما الشيوعية، أُبويّة (Parentalist). وهذه الجملة أقرب مثال لهذا، فهي تنقص، وتنقض، من حق الفرد، وتضع الحكومة مكان الإله. وعلاوةً على عاطفيتها الشديدة، “تائه… وحوش… أعزل”، ولكني لا أنكر لغتها الأدبية الفصيحة، فهي تحثّ على استسلام الفرد لتحكّم الحكومة ليس فقط في الاقتصاد، ولكن في كافة مناحي الحياة والفكر.
اليسار هو أول من يطلب عدم إقصاء الجماعات الإرهابية كالإخوان المسلمين، ثم تأتي هنا لتقول أن اليسار عدو الإسلاميين، بينما الليبراليين أصدقاء الإسلاميين، بل ولهم توجهات مشتركة!!! وعجبي…
هذا كله “كُوم”، بالبلدي، وكونك تنظّر للقراء للبسطاء، غير المسيّسين، أن الرأسمالية جاذبة للأخوان، والاشتراكية نافرة، هو قمة التناقض، واللعب على المشاعر والعاطفة، بلا استناد حقيقي لأي معايير نزيهة. وهو قفز لاستنتاج مبني على هويتك الشخصية، ولا يمتّ للواقع بأي صلة. أيّ رأسمالية التي تفتح الباب للإخوان؟!! وهل عبناصر الذي زجّ بهم جميعًا في السجن هي هذه الاشتراكية الرحيمة النافرة للإخوان؟!! إذا كانت لغة اليسار هي المعتقلات التحأرضية، فهي بالفعل، كما تقول أنت، نافرة للإسلاميين، بل وللجميع وليس للإسلاميين فقط. ولكن كون الرأسمالية تنادي بالحرية والليبرالية، فهي ليست أبوية، وليست ضد أحد… أنا ضد إشراك الإخوان في السياسية كونهم إرهابيين في الأساس، ولكن الرأسمالية لا تفتح الباب لأحد سوى النابغ والذكي والقادرـ ولا تُغلق الباب على يد أحد سوى الأبوي والمتسلط وغير القادر على المنافسة، فهي لا تفرّق على أساس النوع أو الجنس أو الدين… ولا تفتح الباب للإسلاميين ولا غيره. أما خلط الأوراق غير المبرر على خلفية توجهك الفكري، فهذا أمر غريب أن تروّج لفكرة أنت تعاديها، صغر حجم الدولة، بترويج الشائعات عنها بأنها تفتح الباب لجماعة إرهابية!
بص يا أحمــد
الموضوع مش ابوية الدولة
، الموضوع واقع حقيقي لمسته خلال الفترة الأخيرة ، أنا كتبت الموضوع ده بعد فترة توقفت فيها عن الكتابة بسبب موضوع الانتخابات اللي قلتلك عليه في تعليق سابق أني ناوي أنزل انتخابات المجلس المحلي ، ولأني عارف الموضوع مش سهل فبدأت أتحرك من فترة و ده اللي وصلت ليه من خلال تواصلي مع الناس أن دور الدولة أختفى ، لأن مش كل الناس عندها نفس الامكانيات زي حضرتك من الرأسماليين الأذكياء القادرين على المنافسة … في ناس كثير بتعيش حياتها يوم بيوم ، درجة ذكائهم محدودة على قدهم و الناس دي من حقها تعيش و تحس بالأمان ، لأنهم لما ما لقوش اللي يحميهم من غيلان الرأسمالية ادمرت حياتهم ، الناس اللي حضرتك بتنقرف منهم و ما بتقش ريحتهم ماعلش بعتبرهم افضل منك مئات المرات لأنهم رغم ظروفهم الصعبة الشبه مستحيلة قادرين يعيشوا و صابرين على الذل و المهانة … بس محدش عارف بكره ممكن يحصل أيه ! ، فبلاش كلمة معايير نزيهة دي !!
أما بالنسبة للأخوان فهما فهموا اللعبة و لعبوها كويس و قدروا يلموا الناس حوليهم مش بس بخطاب ديني لكن بتواجد حقيقي في الشارع مش بس شعارات بزيادة الاستثمارات و الكلام الكبير اللي محدش بيشوف منه حاجة ، الاخوان بيفتحوا بيوت و بيساعدوا اللي مش قادر و بيأكلوه و يكسوه و يعالجوه مش بطريقة الصدقة لأنها هتكون مهينة ، لكن بيساعدوه بشكل محترم هشرحلك ازاي يمكن تتعلم حاجة منهم أغلب القيادات الوسيطة في الأخوان و معاهم السلفيين بيشتغل في ثلاث حاجات ليها أحتكاك قوي بالشارع
1- تجارة المواد الغذائية ( النص جملة بالتحديد )
2- المقاولات و مواد البناء ( شركات المقاولات الصغيرة بالتحديد )
3- التعليم ( خصوصا إنشاء المراكز التعليمية ، أو المدارس الخاصة الصغيرة )
ده غير المراكز الصحية اللي ساعات الأخوان بيفتحوها بس مش موجودة عندنا في الحي ، لكن عرفت أنها موجودة في أحياء تانية في القاهرة و المحافظات
ده بيكسبهم احتكاك مباشر و تعاطف مع الناس ، فمثلا في تجارة المواد الغذائية خصوصا لما يكون المحل بيبيع بأسعار النص جملة يعني بتبقى أقل من سعر السوق العادي بحوالي 25% ، فبتلاقي الناس بتخرج من عند صاحب المحل فرحانة و مبسوطة و بتدعي ليه و بتقول ربنا يخليك لينا و طبعا هتلاقي عمك الشيخ صاحب المحل ده في الأغلب بيبني جنب المحل يا أما جامع أو زاوية للصلاة على الأقل ، و في رمضان تلاقيه بيوزع كل يوم على الغلابة الموجودين في الشارع شوية حاجات علشان رمضان سكر و زيت و رز و شاي حاجت من دي ، طبعا شوية الحركات دي و الشكل الديني بيدي للشخص مكانة في الحي و بيظهر ده أوقات الانتخابات بيبقى أكبر مركز دعاية أنتخابي لما يكون حد من الأخوان مترشح عندهم
نيجي للنقطة الأهم و هي المراكز التعليمية ، و يمكن عرفت حاجات مهمة عن طريق صديق قابلته بالصدفة بيشتغل مدرس هو كان معايا في الدراسة ايام ثانوي هو دخل كلية تربية و بقى مدرس في مدرسة أعدادي ، كنت قابلته من كام سنة و عرفت أنه شغال دروس خصوصية على ودنه لكن فوجئت أنه بيشتغل دلوقتي مع مركز من مراكز الدروس الخصوصية اللي عاملها واحد أخواني و سألته لأني عارف انه لايمكن يكون أخوان ، قال ببساطة المراكز دي خطفت منه الطلبة و علشان يحافظ على معدل الدخل بتاعه وافق أنه يشتغل معاهم و بيتقاسم ثمن الحصة مع صاحب المركز ، طبعا الدروس في المراكز دي أرخص بكثير من الدروس الخصوصية ، و بالمرة بيتعمل في نفس المركزا دروس دينية أخوانية للطلبة !!
شوفت بقى لما الدولة دورها بيغيب الناس بتروح فين ، آه ده غير موضوع تشغيل الشباب العاطل صحيح بيشغلوهم في أعمال مش هي لكن أحسن ما يتقال عليه عاطل و شباب كثير خريجين جامعة بيشتغل حاجات من اغرب ما يمكن و اللي بيحسوا أنه بقى واحد منهم و قدر يكسب ثقتهم بيتم ضمه للجماعة و فجأة بتلاقيه بيشتغل في شركة من الشركات الكبيرة اللي بيملكها واحد من كبار الأخوان أو بيجيبوا ليه عقد عمل في الخليج ، الناس محتاجة للي ياخد بأيديهم مش اللي قاعد في التكيف ينظر و يتفلسف و يتعامل معاهم بقرف و يسلم عليهم بطرف أيده و بعد كده يغسلها لأنهم مش في مستواه
نيجي لنقطة الرأسمالية و الأخوان ، معروف أن الأخوان و السلفيين تمويلهم بيجي من الخليج و هو يا أما بيكون بشكل تمويل مادي مباشر أو بشكل عيني زي مثلا قناة الجزيرة اللي فتحت قناة مخصوص لمصر ( الجزيرة مباشر مصر ) ، و كانت أول القنوات اللي وقفت جنب الثورة من بدايتها و بصراحة ما كنتش بستريح ليهم ، و بعد الثورة ما نجحت و من ساعة موضوع الاستفتاء و هي بتعتبر البوق الدعائي للتيار الاسلامي ، لكن الأغرب إشاعات طالعة بقالها كام يوم أن السيد رشيد محمد رشيد وزير التجارة السابق و اللي بتدور حواليه أتهامات كثير حوالين ثروته هو حاليا المستشار الاقتصادي لأمير قطــر
… يخرب بيت كده هههه شوف التناقض ، طيب نيجي لنقطة تانية السيد رشيد كان عليه قضية و فجأة بعد زيارة دولة سيادة رئيس الوزراء لدول الخليج اللي كانت من شهر تقريبا القضية دي أطرمخ عليها هههه شوف الصدفة يا أخي
طبعا كلنا متابعين أن أمير قطر عنده طموح سياسي كبير و مش من مصلحته أن مصر ترجع بنفس قوتها المعروفة لأن ده هيكون ضـد طموحاته و هو عارف كويس ان الاخوان لو وصلوا لا يمكن هيقدروا يقفوا قدام طموحه ، نيجي لنقطة تانية أخطر بما أنك من المثقفين أكيد سمعت عن دعوة مجلس التعاون الخليجي للمملكة الاردنية و المملكة المغربية أنهم ينضموا ليه مش علشان سواد عيونهم لكن هما مرعوبين من التغيرات اللي ممكن تحصل في مصر لو وصل للحكم تيار قوي عنده برنامج واضح و قدر يسيطر على حالة الفتنة الطائفية ده هيسبب ليهم مشاكل كثير و ممكن يشجع شعوبهم تثور ضـدهم لكن من مصلحتهم أن التيارات الدينية توصل للحكم لأنهم ما عندهمش برنامج أقتصادي أو أجتماعي واضح ده غير الفتنة الطائفية اللي هتحصل في مصر و هتخليها دايما بعيدة عن موضوع التنمية و بالتالي هتضعف قوة الدولة سياسيا
أما حكاية الرأسمالية و الاخوان ده شىء معروف تاريخيا علشان أختصر عليك راجع المقال ده
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=259379
أولًا، كل واحد حرّ يعمل ويدعو لفكره ويساعد الناس بشكل طواعيّ، لأنك من الصعب أن تمنع أحد، سواء كان إسلامي أو غيره، إنه يعمل خير ويساعد الناس. وأعتقد أنك لا تمانع هذا.
ولكن لا تخلط هذا بدعم الفتنة والتحريض على الآخر، لأن طالما هم لا يحرّضون على الآخر في مراكزهم وانتخاباتهم إلخ، فهم أحرار في التحرّك. وهذه هي مساحة الحرية التي تتركها ورائها الدولة الحارسة التي لا تُعني إلا بأمور السياسة الخارجية والأمن والقانون، لأن الاقتصاد شأن خاص من شئون الأفراد.
تحريض أيه و فتنة ايه يا أحمـد …. مين حرض على مين ، كل ده علشان قلت ان الرأسمالية هتتحالف مع الأخوان … ايوه الراسمالية بتتحالف مع مصالحها دايما ، التيار اليميني الرأسمالي الفرق بينه و بين الأخوان أن واحد منهم عامل فيها مثقف و ديمقراطي و بيتكلم باسم الليبرالية و الثاني فاشيست ديني ديكتاتوري .. راجع كلامك اللي كله عنصرية و بعيدة كل البعد على الليبرالية اللي أنت عمال تتكلم بأسمها
1- الرأسمالية لا تفتح الباب لأحد سوى النابغ و الذكي و القادر
2- ولا تفتح الباب للإسلاميين ولا غيره
في الجملة الأولى عنصرية فكرية و طبقية ، و في الجملة الثانية أقصاء لأي رأي مخالف لرأيك .. الحاجتين دول لوحدهم كارثة … ليبرالية أيه اللي بتتكلم عنها ده أنت عار عليهم يا راجل .. إذا كان ده تفكير اليمين الليبرالي يبقى أبشرك فشلكم هيكون مريع … أرقصي يا اللي أنتي مش غرمانة
مش عارف ليه بتتكلم بلغة حربية وكأننا في مبارزة ولسنا في نقاش. وقد خرجت أنت على أدب النقاش مرتين، “أفضل منك مئات المرات”، “وعار” غير اقتطاعك للجمل من سياقها. أنا لم أثصي أحد، ولكني في الجملة الثانية كنت أرد عليك بأنك تقول أن “الرأسمالية تفتح الباب للإسلاميين،” فرديت وقلت “لا تفتح الباب للإسلاميين ولا غيرهم، ولكن تفتح الباب للذكي…” وهذا ليس تمييزًا بل واقع. هذه هي الطبيعة، وإذا كنت أنت مضاد للطبيعي، فانت حر، لكن بلا “نقض” وشتم للآخر.
لقد تدنّى مستوى الحوار تماما… وأنا أعتذر للقراء إن كنت ساهمت في ذلك…
يا أحمد أنت اللي بدأت الرد اللي كتبته استفزازي لأن أولا ما فيش حاجة اسمها أبوية الدولة دي جملة أخترعتوها علشان تستعبدوا العمال و الفقراء ، و لو أنت عايز تتأكد أن الأخوان هيحالفوا مع الرأسمالية
شوف الفيديو ده http://youtu.be/Oi_Swsazxgw … اللي حصل في حوار الشباب و المؤامرة اللي معمولة ما بين الأخوان و الجيش … المستفيد الوحيد من المؤامرة دي الرأسمالية لأن الأوضاع مش هتتغير و هيفضل الاستغلال بنفس الطريقة بس المرة دي هيتم تغليفه بغلاف ديني و اللي هيعارض يبقى كافر هههه صبح صبح يا عم الحاج