الفن المفاهيمى مثل المبيد الحشري، ينتشر ويتوغل، ويتمدد وينتشر. يوماً بعد يوم ينمو كشجرة محدودة في الجذور متشابكة الفروع.
لنأخذ مثلا المعرض الأخير لمحمود خالد والذي أُقيم قبل أشهر في مركز الصورة المعاصرة تحت عنوان “عندما تواجه المعانى الأسطح اللامعة”. في الجوهر يحمل المعرض والذي يتكون من خمسة أعمال متعددة الأشكال والأساليب مجموعة من الأفكار والأسئلة الطفولية حول طبيعة الفن وعلاقته المركبة مع المجتمع وموقع الفنان وبيئته الفنية في الحراك الإجتماعي.
هكذا نشاهد في زاوية قطعة “نيش” خشبية تقليدية وقد اصطفت داخلها مجموعة من الصور الطبيعة في إطارات غليظة، طبعا لا يتركنا محمود في حيرة حتى لا نتوه في الأسئلة و”يلزق” ورقة بجوار العمل يشرح الهدف منها ويحلله ويعبر عنه، ونفهم من تلك الورقة المكتوبة بانجليزية سليمة وعربية ركيكة أن في الأمر مقاربة/ البرجوازية المصرية/ البيوت/ استقبال وعرض العمل الفني.
لا تختلف بقية الأعمال عن العمل السابق حيث يبدو في المعرض انشغال خالد بالتصورات الثقافية والإجتماعية عن الفن والممارسة الفنية، والتلاعب بها في سياقات مختلفة. والسؤال الآن لماذا يجب أن يكون مثل هذا العمل مثيراً للاهتمام أو التفكير؟
- لا يوجد ما يدعو للتفكير، جميع الأعمال مقدمة بورقة “ملزوقه” تشرح رسالتها، وتمدح في مدى عبقريتها.
- لا يوجد ما هو جديد، وتمرد الفنان على وضعه الإجتماعي، أو محاولته للتلاعب بهذا الوضع، أو حتي وضع هذه التصورات كموضوع لعمل فني، تكنيك وممارسة تكررت طوال عقود طويلة.
- الأشكال والأساليب التي اختار محمود خالد أن يقدم من خلالها أعماله وعلى الرغم من تنوعها بداية من الفيديو، التصوير الفوتوغرافي، والنحت إلا أن جميعها باهته أشبه بأن تكون بطاقات بريديه مرسلة من الماضى. لا جديد تحت الشمس.
لكن الأمر الإيجابي في المعرض، هو كيف استغل محمود مساحة جاليري مركز الصورة المعاصرة ليصنع من فضائه حالة من الألفة محوله إلي ما يشبه منزل إقامة الفنان انطلاقاً من الصالون حيث النيش، إلي غرفة نوم الأب والأم المدفونين في معاطف الإنقاذ من الغرق، إلي غرفة عبث الرسام (المرسم). لقد حول المكان إلي ما يشبه المنزل الدافئ بعمليات إعادة طلاء الجدران وتوزيع الأضواء. الأمر الذي يكشف أن لدى محمود الكثير من الأفكار والمواهب التي يمكن استفادتها في مجال فن الديكور وتنسيق الزهور.
تعليق واحد على عندما تغرق المعانى في مستنقعات الضحالة
لقد تذكرت تدوينتك هذه يا ناجي ليلة أمس بينما كنت أشاهد مسرحية طفولية بطولة فصل 5/1 اسمها تذكرة للتحرير… وبعد الجلوس غصبًا لمدة ساعة ونصف لمشاهدة عرض أقل ما يُقال عنه أنه سرد متطفل من كتاب الذكريات، وأكثر ما يُقال أنه محاولة ساذجة، ودراما هجينة تعرض فكر غيرر متّسق ولا متّصل.
قد أكون قلت كل ما يمكن أن أقوله عن هذه المسرحية، وأنت ساعدتني كثيرًا بنقدك الحداثي العبقري.
تحياتي