بالرغم من محاولات نظام الأسد المستميتة لتسكين الكُرد بوعود الإصلاح المراوِغة، خرجت أعداد غفيرة منهم، وسط احتجاجات واسعة النطاق شملت معظم أنحاء سوريا، على مدار الأيام القليلة الماضية، للمطالبة بالحرية ومناهضة نظام الأسد البوليسي.
انطلقت شرارة الاحتجاجات الكُردية، على وجه الخصوص، من عمودا، الرّقة، وقامشلو، ذات الأغلبية الكُردية، يوم 1 نيسان 2011، متجاهلين وعود حكومة البعث بمراجعة وحل مشكلة إحصاء عام 1962 الذي جرّد حوالي مائة وخمسين ألف سوري كُردي من حقوق المواطنة، وجميع الحقوق الأخرى المترتّبة عليها، ومتجاهلين أيضًا دعوات الأمانة العامة للمجلس السياسي الكُردي المتكررة لوقف وتيرة التظاهرات المتصاعدة.
يُذكر أن المجلس السّياسي الكُردي في سوريا قد رحّب بالإصلاحات التي وعد بها نظام الأسد، كما أثنى على تغطية الإعلام السوري الحكومي لاحتفالات العام الكُردي الجديد (عيد نهوروز) في آذار الماضي، وهي الاحتفالات التي عادةً ما تُحجب عن محطات البثّ الوطني المختلفة، والتي يسيطر عليها جميعًا حزب البعث.
في لقاء والناشط الكُردي المنفيّ في ألمانيا، عبد الباسط حمو، صرّح حمو أن مشاركة الكُرد في الاحتجاجات الجارية تعكس مدى ريبتهم في صدق نوايا الأسد، مضيفًا أن الكُرد كانوا آخر من انضمّ لحركة الاحتجاجات واسعة النطاق التي اشتعلت مؤخرًا في سوريا. وأعرب حمو عن مدى دعمهم حركات الكُرد المختلفة للاحتجاجات السورية الجارية في درعا واللاذقية، حيث تمّ قمعها بوحشية معهودة لدى نظام الأسد، مما أسفر عن مقتل المئات من المحتجين المسالمين على أيدي قوات الأمن السورية. وفي لقاء آخر، أكّد المعارض الكُردي البارز على أن ثورة الشعب السوري هي فرصة سانحة للكُرد، يجب اقتناصها. وأضاف أن جميع السوريين يرغبون في التغيير، سواء عربًا، كُردًا، أو مسيحيين؛ لأنهم جميعًا يعانوا الأمرّين تحت وطأة النظام الحالي.
وفي أثناء الاحتجاجات، هتف المتظاهرون الكُرد بالعربية مؤكدين في رسالاتهم على وحدة سوريا، مطالبين بمنحهم حرياتهم، وفي تظاهرات كُردية عدّة، لم يلوّح أيّ من المتظاهرين بألوان العلم الكُردي، مكتفين بالعلم السوري. بينما في تظاهرات الأسبوع قبل الماضي، تحديدًا يوم الثاني والعشرين من آذار، كانت الهتافات المسموعة ترجّ الأفق “تحيا كُردستان،” بينما كان يلوّح البعض بعلم كُردستان. فيما هتف آخرون في قامشلو “آزادي… آزادي” أيّ “الحرية… الحرية” باللغة الكُردية.
في تظاهرة أخرى في عمودا، من مدى محافظة الحسكة، هتف المحتجون هتافات متعددة، مثل “سلمية… سلمية،” “الرئيس الذي قتل شعبه،” “أرواحنا ودماؤنا فداءً لدرعا،” وأيضًا “الله… سوريا… الحرية، وبس!” في تغيير مقصود لنشيد البعثيين الشهير “الله… سوريا… الأسد، وبس!” تضمّنت بعض اللافتات التي حملها المتظاهرون عبارات مثل “نحترم أبطال الحرية. لن ننساكم أبدًا يا شهداء درعا… معًا من أجل الحرية يا أبطال سوريا.” وأخرى خُطّت عبارة “كلنا سوريا.”
ڤيديو آخر من عامودا تُردد فيه نفس الهتافات:
وفيما يلي ڤيديو آخر من عامودا أيضًا، حيث تُردد فيه هتافات مثل، “الله… سوريا… الحرية، وبس!” “وأرواحنا ودماؤنا فداءً لسوريا.” على جانب آخر، يحمل متظاهر لافتة تُسجل مطالب المتظاهرين الكُرد، وهي:
- رفع حالة الطوارئ فورًا.
- استقلال القضاء.
- إصلاحات دستورية.
- إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تقرّ بوحدوية حزب البعث حاكمًا للمجتمع والدولة معًا.
- حل مشاكل الكُرد المُجرّدين من الجنسية.
- إطلاق سراح المُعتقلين السياسيين.
- حرية الصحافة وحرية الرأي.
أمّا محتجّي قامشلو، فكانوا يهتفون “الشعب السّوري واحد… واحد.. واحد!” “والحرية… الحرية!”
أمّا هذا الڤيديو، فهو يصوّر أحد المحتجين الكُرد، بينما يخطب في حشد جماهيري في قامشلو. وبينما يستهل حديثه بالكُردية، ينتقل بعد ذاك للعربية مؤكدًا على أهمية اللُحمة الوطنية، ومشددًا على أن الشعب السوري كله متّحد من أجل هدف واحد وهوية واحدة:
“كلنا يد واحدة… نحن أبناء هذا الوطن!
“سوف يبذل المحتجون كل ما في وُسعهم، للتعبير عن مطالبهم المشروعة بسلام. فالسلام هو سلاح المحتجين الوحيد… فنحن لا نرهب ولا نخاف، وقد حان وقت التغيير!”
ويضيف خاتمًا؛
“من يدّعي أن الكُرد مخرّبون فهو كاذب. الكُرد شعب حضاري، وها هو يشارك أبناء شعبه، كغيره من السوريين، مطالب الحرية واحترام حقوق الإنسان.”
أربعة مقاطع أخرى من قامشلو، تُردد فيهما هتافات مثل، “الحرية… الحرية،” “الله… سوريا… حرية وبس!” “سلمية… سلمية،” “والشعب السوري واحد” بالعربية والكُردية:
صور الاحتجاجات من قامشلو:
إحدى الصور تُعبّر عن أن الحرية ليست مؤامرة أجنبية، ولكن مطلبًا شعبيًا، خاصةً بعد أن حمّل الأسد “المؤامرات الأجنبية”، على حد تعبيره، مسؤولية ما يجري في سوريا في خطابه الأخير.
لافتة أخرى تقول، “منحبك… يا حرية وبس!” وهي إشارة مناوئة لمؤيدي الأسد الذين طالما ما يرفعوا ويتغنّوا بشعارات مثل “الأسد وبس!”
شاهد صورًا أكثر هنا.
روابط ذات صلة:
هذه المقالة مُترجمة عن تقريرنا الإنكليزي المنشور على موقع تحالف الدفاع من أجل حقوق الكُرد هنا.
شاهد هذا الڤيديو، وهو من إنتاج مشروعنا تحالف الدفاع من أجل حقوق الكُرد، حول معاناة كُرد سوريا تحديدًا.
شاهد مقاطعنا المرئية الأخرى عن الكُرد من هنا.
ثورة الشباب الكُردي على موقع فيسبوك.
للاستزادة حول كُرد سوريا، اقرأ هذه الأطروحة.
تابع احتجاجات سوريا على موقع كراود ڤويس من هنا.
تابع أوضاع الكُرد في منطقة الشرق الأوسط على موقع كراود ڤويس من هنا.
3 تعليقات على احتجاجات نيسان 2011: كُرد سوريا يخرجون عن صمتهم (بالڤيديو)
Pingback: شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » الحق الكُردي
اولا اسمها القامشلي وليست قامشلو …. ثانيا حارتنا ضيقة فلا تتفلسف كثيرا وماضيكم يتكلم عنكم وانا لا اشمل فهناك اكراد وطنيين وشرفاء تحية لكل شريف يريد بناء هذا الوطن وليس خرابه
http://ku.wikipedia.org/wiki/Qami%C5%9Flo