لا يوجد فرق بين المُستعمر والمُحرر في حالة أن هناك حاكم مستبد و ظالم ولا يستطيع العقل وقتها أن يحكم علي أفضلية أحدهما حتى وان كانت نسبة وجود قسوة الغريب موجودة وملموسة . فمثلاً عندما غزا هتلر الشرق كان الألمان يُستقبلون في بعض الأحيان في جمهوريات البلطيق الشمالية وكأنهم محررين بعد حُكم ستالين المروع كان أي شئ أفضل من الشرطة السوفتية السرية القاسية والتي كانت مسؤلة عن القمع السياسي . كما أن كثيرا من الأوكرانين دعموا النازيين فكانت النساء تُحضر للجنود الألمان الخبز والعسل لأنهم اعتبروهم محررين مع أنهم دخلوا أوكرانيا لينهبوا ثرواتها ويستعبدوا أهلها .
والآن تحركت بعض الدول بهدف وقف حمام الدماء في ليبيا وضد الجرائم التي يرتكبها القذافي في حق الانسانية من قتل المدنين والأطفال والنساء ؛ وكل ما يفعله العرب هي فقط مشاهدة . لكن لو كان هناك تحرك عربي موحد ضد ما فعله القذافي من حرب هدفها إبادة شعبه من أول لحظة عندما قال ” تصبح ليبيا نار حمراء ” لما سمعنا عن ما يحدث الآن من تدخلات غربية عسكرية أياً كان هدفها لأني أرى أن مشكلتنا العرب ليست مشكلة رؤوس وعقول بل إنها مشكلة تفاهم وأفكار فالإنسانية أحق بكثير من احترام شخص يوجه الطائرات لتقتل عُزّل من السلاح ولهذا نسأل أين العرب وجامعة الدول العربية ؟ .
كثيرا ما أجد عبارات استفهامية تسأل لماذا ثار الليبيون علي القذافي مع أنهم كانوا مرفهيين إلى حد كبير مقارنتاً بجيرانهم من العرب ؟ والإجابة تتضمن في معنى الحرية ذاتها … فالقذافي لم يعطي الحرية لشعبة طيلة فترة حكمه الظالمة , فثار الليبيون على الظلم والإستبداد والفساد وخيانة الوطن والمواطن . فكما يعلم الجميع أن ليبيا دولة غنية بمواردها الطبيعية والبشرية وموقعها الجغرافي والإستراتيجي المتميز . لكن حتى وإن كان الإنسان غنيا داخل سجن فما قيمة أمواله ؟
4 تعليقات على غزو ليبيا بين المحرر والمستعمر !
أتفق معك و هذا مقال لي منذ يومين:
http://ar.mideastyouth.com/?p=7624
انا لا اريد ان اقول الا جملة واحد .غزو العالم ليبيا بذريعة تحريرها والى اخره ما هو مخدر وبنج موضعي سرعان ما سيزول وسيظهر الورم الحقيقي والذي اخشى بان لا يكون له علاج وشكرا لكم على الموضوع الرائع
Pingback: شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » تابع آخر أخبار الثورة الليبية على كراود ڤويس
أتفق معك صديقي حامد تمامًا! فجر الأوديسى كان يجدر به أن يشرف منذ وقت كبير!