الفيلم الممتع “خطاب الملك” الفائز بأوسكار 2011 يحكى قصة الملك جورج السادس ملك إنجلترا مع التلعثم فى الكلام (التهتهه) وكيف أن خطابات ملك متلعثم أصبحت خطابات فى غاية الفصاحه وعدم التلعثم لملك شجاع قاد إنجلترا وكل مستعمراتها أثناء الحرب العالميه الثانيه .. المشكله كانت فى عقل الملك وليست فى فمه.
إن ترددنا فى اتخاذ أى قرار فى حياتنا يكون سببه قيود عقليه نضعها بأنفسنا فنحن نخاف من المستقبل بشكل كامل و من الحاضر جزئياً ولدينا حنين جارف للماضى الذى نعتقد أنه أفضل .. كل هذه قيود وسلاسل تمنعنا من الانطلاق نحو المستقبل وببساطه هذا ما تخلص منه كل الثوار فى العالم العربى ( التلعثم والتهتهه ) فلم يكن لديهم حنين لماضى أو رضاء بالحاضر فكسروا قيود خوفهم من المستقبل وانطلقوا إليه بعيداً عن إختلافنا وإتفاقنا مع الإتجاهات السياسيه لأى منهم
إن واحداً من أعظم الدروس هو أن لا تخف من المستقبل ولا تتردد ولا تتلعثم فأنت لديك صوت مثل الملك جورج السادس
كن شجاعاً ولا تخف من المستقبل وتذكر هذين المقطعين أحدهما من سفر القضاه أصحاح 14” ومن الآكل خرج أكل ومن الجافى خرجت حلاوه “
والآخر من هاملت لشكسبير
” الحياة أم الهلاك : تلك هى المشكلة
أيكون العقل أسمى و أنبل
إذا احتمل قذائف القضاء الجائر و سهامه؟
أم إذا جرد سلاحه على بحر خضم من الكوارث
فيكافحها حتى يقضي عليها؟
الموت رقاد : ثم لا شئ
و لئن قلنا إننا بالرقاد نقضي على آلام الفؤاد
و على آلاف العلل و الأسقام التي تنتاب الجسد
إنه إذن لمأرب ينشده المرء بإخلاص
الموت رقاد
رقاد ربما تخللته الأحلام و هذه هى العقبة
فإن الأحلام التي قد تعاودنا في رقاد الموت
بعد أن طرحنا عنا ذلك الغلاف الفاني
لخليقة أن تحملنا على التريث
إن الشعور بالكرامه يجعل من العمر الطويل عذاباً أليماً
فمن ذا الذي يحتمل ضربات الزمن و إهاناته
و ظلم المستبد و وقاحة المتكبر المتعجرف
و آلام حب يقابل بالازدراء
و بطء العدالة و غطرسة الحكام
و الإهانات التي لابد لذوي الجدارة
أن يتقبلوها صابرين ممن لا قيمة لهم
فمن ذا الذي يحتمل هذا كله
وفى وسعه , إن شاء , أن يقضى عليه بطعنة خنجر؟
من ذا الذي يحتمل الأعباء الفادحة
في حياة شاقة كلها أنين و عرق يتصبب
لولا أننا نحس الرهبة مما بعد الموت
ذلك العالم المجهول الذي لا يرجع من تخومه أحد
فتملكنا الحيرة و تؤثر احتمال الشرور التي نعرفها
على الوثوب نحو أخرى نجهلها كل الجهل؟
و هكذا أمكن لضمائرنا أن تجعلنا جميعا جبناء
و فقدت عزائمنا لونها الطبيعي البراق
و علاها شحوب المرض الذي كستها به همومنا
و كم من أعمال مجيدة عظيمة قد تحول مجراها
و لم توضع موضع التنفيذ بسبب تلك الاعتبارات”
ثم شاهد فيلم خطاب الملك و هذا الخطاب للملك جورج السادس الشجاع بعد أن تخلص من اللعثمه
http://www.youtube.com/watch?v=WF8q45vwf-0&feature=related
6 تعليقات على لا تخف من المستقبل… فأنت موجود لتصنعه!
فيلم مذهل وتدوينة رائعة، وتؤجمة ممتازة لاقتباس من شكسبير!
أحييك!
لديّ رؤية أخرى حول التردد، وهو:
أشكرك يا أحمد على الكلام الجميل ده ولكن إحقاقاً للحق أنا لم أترجم .. أنا اقتبست فقط لكن الترجمه دى بتاعة هاملت طبعة جامعة الدول العربيه
متفق معاك وأنا أقصد التردد نتيجة الخوف من إتخاذ القرار وليس للتفكير فقط
ميرسى كمان على الرد فى يومين مختلفين فمعنى كده إن الموضوع شغل تفكيرك امبارح والنهارده هههه
حقيقي، الفيلم عاجبني جدًا من ساعة ما شفته! وطبعًا مقالتك أيضًا!
جيوفري راش عامل دور العمر! وطبعًا كولين فيرث مش محتاج تعليق!
عايز أهديك مفاجأة:
http://www.youtube.com/watch?v=DAhFW_auT20&feature=player_embedded#at=237
شكراً جداً على الإهداء يا صديقى العزيز
هل تتفق معايا أنه بالرغم من جمال الفيلم وإتقان كولين فيرث للدور إلا أن صوت الملك جورج الحقيقى ليه وقع خاص على النفس.. يعطى شعور بأن الواحد أمام مهمه عظيمه ومقدسه ليس فى هذا الخطاب فقط بتاع إعلان الحرب ولكن فى أغلب الخطابات ؟
سعيد بالإهداء ودورت كتير على خطابه الأولانى بتاع 1925 فى ويمبلى لكن ملقتش حاجه لأنه بحسب وكيبيديا تحسنت خطاباته جداً بحلول 1927