أريد أن أُثبّت بداية نقطة ضرورية : كتب ( أحمد ناجي ) الرواية التي تتحيز لها ذائقتي : اللعب بالتفكيك وتفتيت العالم السردي وتحويله لشظايا متناثرة تحافظ طوال الوقت على حدتها وتوهجها بما يضمن لإيقاعها المتوتر استمرار القدرة على المراوغة وتنويع أشكال وطاقات الصدم والإدهاش .
بناء على هذا فإن من يقارب ( روجرز ) باحثا عن ( حكاية ) سيكتشف منذ اللحظة الأولى أن عليه أن ينسجها بنفسه بل وألا يتوقف عن خلقها طوال زمن القراءة ومن ثم بعده مدعوما باستسلامه للتورط في متاهة شائكة ومدوخة من التفاصيل والشخصيات والأحداث المشحونة باقتراحات جمالية متشعبة ومتداخلة كأشلاء مختلطة لذاكرة مقطّعة بقصد طفولي يمتلك أسراره الخاصة عن توحد البراءة والعنف .. الحكاية التي تظل ( روجرز ) محفزة لخلقها هي بالأساس اكتشاف في أكثر من اتجاه لـ ( شظاياك الشخصية ) كقاريء يتزامن بحميمية مع اكتشافاتك المتعاقبة للحكاية المبهمة والنشطة في خلفية ( روجرز ) والتي تحرضك على اقتفاء أثرها الإلهامات الملتبسة للرواية .. بالتالي ونتيجة لكونها قائمة على هاجس التحرر من أي تماسك عادي أو منطق طبيعي لصالح غواية تمتزج خلالها النشوة والألم فليس هناك بناء تقليدي لـ ( روجرز ) بل يجب تشييد أبنية خاصة ومختلفة على يد متلقي يستوعب تماما ضرورة ألا يكون مخصيا وأن تتجاوز فكرة إعادة الكتابة بالنسبة له كافة المسارات المستهلكة عن التفاعل مع النص وتتبع المسارات الدلالية وتطويرها وإكمال ومعالجة ما يستقر على اعتباره نقصا وثغرات أسلوبية أو تصحيح أخطاء الوعي بالعالم عند الكاتب وما إلى ذلك من أساليب التلقي التي لا تعدو أكثر من رفاهية ذهنية لقاريء مسالم .. أتحدث عن مواجهة مبتكرة غير مسبوقة مع الماضي الشخصي وتاريخ الحياة والموت وعن استرجاع وتأمل كاشف لمعاني ممكنة وبالأحرى أسئلة جديدة محتملة عن الذات ووجودها وعلاقاتها وحركتها في الدنيا .. لهذا أعتبر ( روجرز ) من الكتابات التي ينبغي التعامل معها كفرصة جيدة لمحاكمة ما يسمى بالحقيقة .. أي حقيقة .. السلطة المعرفية المطلقة التي تحكم تجارب العيش المختلفة لدى القاريء الذي عليه أن ينتشل حكايته من بين الأنقاض التي تركها ( أحمد ناجي ) بين يديه .. ليس انتشالها فحسب بل وتوثيقها أيضا بأي شكل وذلك بمساعدة الطفل الذي كان يقلد سوبر مان والصبي الأسمر الذي انفجرت معدته في حمام السباحة والفتاة التي تتدرب على البيانو أثناء الحرب والحيوانات البلاستيكية داخل شنطة ( عمر افندي ) والشارع الواسع الذي يشبه إله داهية والدراجة الحمراء المنطلقة على الأسفلت الناعم والبحر والبار الزجاجي والأم والجد والشموع والحيتان وبينك فلويد ويعقوب وجميلة المحيا وسليمة والقرنفل وكافة الأشياء التي وفرت بامتياز للرواية السحر اللازم لجعلك خفيفا وفرحا وممتنا لكل لحظة يأس وحنين ولذة وحيرة وحزن عبرت من صفحات ( روجرز ) إلى داخلك .
( وجدت نَفسي أكتب النصوص التي أعجبتني وأسرقها من أصدقائي وأدمجها مع بعض البُهَارات ) .. بدا وكأن فرصة على طيق من ذهب قدمتها هذه الجملة وكان يجب على الباحثين عن بطولة ما في المعارك الشخصية استغلالها جيدا والتسابق لإقامة حفلات ( التقطيع ) على المدونات والمنتديات .. أتذكر الآن ما كتبه الروائي الكبير ( سيد الوكيل ) عن ( أحمد ناجي ) في منتدى القصة العربية : ( أعجبنى الروائى أحمد ناجى وهو من اشهر المدونين العرب ، الذى كتب على غلاف روايته روجرز أنها مسروقة من أكثر من عمل ومن فيلم الجدار ، ومع ذلك فالرواية جميلة وفيها إبداع حقيقى ، ويبدو أن ناجى بهذه الجرأة أراد أن يلفت انتباهنا إلى أحد أهم مفاهيم الكتابة مابعد الحداثية ، أن الرواية الجديدة لم تعد تأليفا خالصا ، بل تناصا واسعا ) .. في المقابل أتذكر أيضا ما كتبه أحد الروائيين الشبان في مدونته عن أن ( أحمد ناجي ) يحتاج للمزيد من النضج وهنا يهمني التأكيد على أن الجملة التي يتحدث فيها عن سرقة النصوص من الأصدقاء هي بمثابة دليل دامغ وإثبات فعلي على أن ( أحمد ناجي ) بدأ ناضجا أكثر مما يتوقع الكثيرون أو بشكل أدق أكثر مما يرغب الكثيرون .. حسنا .. ما الذي يقف وراء هذا الاقتناع عندي ؟ .. قد يكون من الأنسب للإجابة على سؤال كهذا هو عرض محايد لمقتطفات من مقال ( الموضوعة الشعرية عند بورخس في قاعة المرايا ) لـ ( إيستر ريبا ) ـ ترجمة د. سندس فوزي فرمان والمنشور بمجلة ( الروائي ) في 30/12/2008 :
( يقول بورخس في سيرته الذاتية إنه بدأ مسيرته كقاص بسلسلة من تمارين النثر السردي. الأمر يتعلق هنا بمجموعة من الحكايات التي نشرت في 1935 تحت عنوان “حكاية عالمية عن العار”. كانت هذه الحكايات في الحقيقة سير ذاتية واعترف بورخس بخصوصيتها وذلك بكونه استوحاها من نصوص لكتاب آخرين.
قام بورخس بخلق الشخصيات وتغير تاريخ حياتهم انطلاقا من هذه النصوص الأولية المخصصة وبشكل واضح كمصادر في نهاية المجموعة القصصية “حكاية عالمية عن العار”. في فاتحة طبعة عام 1954 أشار بورخس إلى هذه النصوص معتبرا إياها “كلعبة غير مسؤولة من شخص خجول لا يملك الشجاعة الكافية لكتابة الحكايات والذي تسلى في تزوير وتغير (وأحيانا بلا عذر جمالي) تاريخ الآخرين )
(من جانب آخر وفي أحدى المقالات البحثية في مؤلفه “نقاشات” في 1932 والتي كانت بعنوان “ملاحظة عن والت وايتمان” كتب بورخس قائلا : “سخر نيتشه في 1874 من الفرضية الفيثاغورسية القائلة بأن التاريخ هو عملية تكرار دائرية ؛ وفي 1881 استوعب فجأة هذه الفرضية عندما كان في أحد ممرات غابة سيلفابلانا. وما أجده فضا بل ورخيص بوليسيا هو أن نتهمه بالسرقة الأدبية. وعندما سؤل نيتشه أجاب قائلا بأن ما يهم هو ما يمكن أن تغيره فكرة ما في دواخلنا وليس فقط مجرد استيعابها عقليا )
( نجد إن بورخس يعطي الشرعية بأن يقتات من الآخرين متلاعبا على فكرة إن عملية العرض التي نصل من خلالها إلى منطوق مشابه إلى آخر سبقه هي عملية متنوعة دوما وأصيلة ويبرر ذلك قائلا : “إن كان لحمي كإنسان قادر على أن يهضم ويمثل اللحم الحيواني للخروف فلا شيء يمنع أيضا أن نهضم ونمثل الحالات الذهنية لبشر آخرين. على قدر ما فكر نيتشه بفرضية العودة وعانى منها أصبحت له ولم تعد لرجل مات ولم يعد سوى اسما إغريقيا” وهو بذلك يؤيد موقف فاليري الذي كتب يقول : “لا شيء أكثر أصالة ولاشيء يمثل الذات حقيقة غير اقتياتنا على الآخرين. لكن يجب أن نهضم فلحم الأسد من لحوم الخراف التي أكلها وهضمها”
إن كان بورخس يشترك مع فاليري بهذه الفكرة عن الكتابة التي تخلط الحدود بين الأصالة والسرقة الأدبية فهو يشاركه أيضا في مفهومه للأدب كإبداع مجهول وليس للخصوصيات الفردية فيه رواج ؛ وتم إعطاء المثال على هذا المفهوم من خلال فكرة اللعب التي يتبناها المؤلفين ؛يكتب سيرفانتس وبير مينار نفس العمل. وهكذا فإن عمل “الكيشوت” الذي يأخذ بيير مينار على عاتقه إعادة كتابته يعكس هذان المفهومان ) .
لو خيرت بين المنجزات العديدة التي حققتها ( روجرز ) من أجل الاحتفاء بواحد منها فقط لانتقيت دون تردد اللعبة الجميلة التي يمكنني شرحها كالآتي : في لعبة ( بازل ) المعروفة يتم تكوين نسخة من مشهد معد سلفا عبر إخضاع الأجزاء الغير مرتبة لمنطق تقرره معطيات كل جزء وفقا لاتساقها مع معطيات الأجزاء الأخرى .. في ( روجرز ) لا يخضع تكوين المشهد لمنطق أجزاءه المقطّعة بقدر ما ينتج عن شروط اللاعب نفسه ( المتلقي ) حيث لا وجود لأي مشهد معد سلفا من الأساس وبالتالي فإن من أهم منجزات ( روجرز ) هي عدم تجهيز يقين يلزم القاريء بأحكامه بل بالعكس يترك القرارات الدلالية في يد المتلقي ليس فيما يتعلق بالرواية نفسها بل في المقام الأول بحياة القاريء نفسه وعلى هذا فإن ( روجرز ) هي لعبة ( بازل ) ناجحة في جميع محاولاتها لأن أي مشهد ستكوّنه بنفسك سيكون صحيحا لا لشيء إلا لأنه يخصك أنت وحدك .. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ـ لازلت أتحدث عن منجز واحد فقط ـ بل إن كل جزء من الأجزاء المتناثرة يمثل وحدة قائمة بذاتها وليس مجرد شريك في تكوين وحدة كلية للرواية حيث لا يتيح لك سيل القصص والتأملات والإشارات والملحوظات المتقاطعة إمكانية تغيير وتبديل وحذف وإضافة وتعديل ما تجده يستحق ذلك فحسب بل يتيح لك أيضا أن ترى الرواية بكاملها في كل مقطع وفي كل قصة وفي كل إشارة أو ملحوظة منها وكأننا إزاء تحقق شرس وغير محكوم وحميمي في نفس الوقت لـ ( وحدة الوجود ) ولكنها مضادة لصورها الفلسفية والدينية والصوفية المعتادة حيث الظواهر والتجليات والفيض والضرورة والحتمية هي أشياء متاحة في ( روجرز ) كموضوعات للهدم والبناء والمساءلة والمحاكمة واللهو ومن ثم لإعادة الخلق وفقا لخصوصية التجربة سواء عند الكاتب أو المتلقي .
الطفولة في ( روجرز ) لم تكن مجرد ماضي يتم استعادته وإنما حاضر مستمر ومتدخل وصانع للواقع .. إذن الأمر يتجاوز الحنين والرغبة في العودة إلى جمال أو قبح قديم إلى نوع من السعي إلى الفهم وتصفية الحساب مع ذكريات لم تقف عن حد مكاني أو زمني وإنما امتدت كخطوط مستقيمة تصل بين أي بداية وبين أي لحظة راهنة وبين أي هاجس يريد تمزيق الحصانة المعتمة للغيب .. عليّ الآن أن أقرأ هذا المقطع من ( روجرز ) :
( الأغنية ذكرتني بأمي الجَالسة بجواري صَامته، غير مهتمة بما قلته، لمجرد أن الرأي لا يُرضيها، أنا فقط رغبت في الطيران يا أمي أليس من حقي الطيران بمفردي؟
أليس من حقي أن أركب طائر الرخ وأحلق بعيداً عن الحرب، أليس من حقي أن أقود ماكفير وأحطم كل ما هو مُتشَابك ومُعقد ومؤلم لا أراه، أليس من حقي أن اركب درَاجتي وانطلق مُستمتعاً بالمتعةِ الكونيةِ اللانهائية..وقفت أمي وخرجت من الغرفةِ دون أن ترد علي )
لم يعتبر الكثيرون ( روجرز ) رواية ، و( أحمد ناجي ) نفسه كتب في مدونته : ( روجرز هو مجرد لعبة، ليس رواية، ولا قصة، ولا تدوينة، وبالطبع ليس قصيدة ) .. لكنني ببساطة أعتبر ( روجرز ) رواية جميلة يقف وراءها قرار تجاوز في أعماقه الأرق بالرغبة أو بالاحتياج لكتابة رواية إلى نوع من الهوس بكتابة رواية متمردة على كل ما يندرج في نطاق الخبرة الذاتية للروائي نفسه على أنها أشكال وطرق ووصفات عادية وسائدة في كتابة الرواية .. اختيار شخصي أتصور أن على الكاتب أن يحسمه في داخله أولا وقبل أن يحصل على ما يؤكد نجاحه أو فشله من الآخرين حيث لا يكون للأمر هنا علاقة بكتابة رواية جيدة بقدر ما له علاقة بإضافة تعريف جديد ومحتمل للفن الروائي نفسه .
* * *
5 تعليقات على عن ( روجرز ) أحمد ناجي
ليس مهما تصنيف روجرز والدخول في “لعبة ” ناجي بشروط ناجي . فأية لعبة يشترك فيها أكثر من شخص يجب ان ” تُتسقى ” قواعدها من اتفاقات ما ضمنية و علنية . هذا لا ينطبق على لعبة ناجي باعلانه ان الرواية( او النص ) المكتوب “مسروق ” فهو منذ البداية يريد ان يضع القاريء في لحظة خاصة مع “المؤلف” ولكن ناجي لئيم فهو ايضا يريد ان يرقّص القارئ على دقات طبول احمد ناجي !
انا قرأت روجرز قبل ان تُطبع في كتاب وبالتالي غير متذكر اذا كان ناجي كتب انها مستقاة ( بالتعبير المهذب ) من اعمال كتّاب آخرين .. وانا شخصيا لم الاحظ هذا – رغم ان عندي انف كلب صيد اتابع ما يسرقه الأخرون من الآخرين واكتب عن سرقاتهم دون خجل- لكن روجرز اعجبتني رغم ان بها العيوب التقليدية للعمل الأول ..اي محاولة ابهار القارئ واغراقه بفيض من حاجات تبدو مهمة وهي في الحقيقة غير مهمة . اقول مهمة في ” تركيبة ” الرواية او النص ..فأي “عمل ” مبذول فيه بعض الجهد الانساني هو في النهاية ” تركيبة ” اراد صاحبه ذلك ام ادعى غير ذلك .
بالنسبة لبورخيس قرأت بعض اعماله بالإنجليزية ولا اعتقد انه كاتب متميز ( جدا ) انه نتاج انجازات معقدة قام ببعضها بعض النقاد الذين انبهروا به .. بالإضافة الى عملية التسويق التجارية المعقدة . وبالتالي لا أحب ان اتخذه مرجعا هو والكاتب التشيكي كونديرا الذي انبهر به الكثيرون رغم ان اعماله فوق المتوسط لكن بها ثرثرة وتعليمية واستذة .
هنا مقتل احمد ناجي وكل احمد ناجي ” الثرثرة والأستذة ” رغم ان له بعض الفصول الباهرة وخاصة تلك الايروتكية ..
ولنا عودة !
ثم اذا كان احمد ناجي قد كتب لعبة فوق نص روجرز .. فمن حقي ان العب او ارفض ان العب ..ومن حقي ايضا ان اتسائل عن قوانين و” شروط ” اللعبة . واخيرا من حقي ان اعتبرها اي شيئ .. اي ان ارفض ان اعتبرها لعبة .. وهنا سوف تخرج ” اللعبة ” عن ملعب احمد ناجي ، لتدخل في ” مجالي ” ولن اقول ملعبي .
قواعدي انا مستقاة من مزاجي اولا ومن ” احساسي ” بالأصول والقواعد التي تعارف عليها ” المشتفاون ” بما نطلق عليه ” عملية الإبداع ” فمنذ ان رسم ونحت انسان الكهف ما رسمه ونحته على جدران كهفه مدفوعا بقوى غامضة ..ما زلنا حتى الآن نقادا وكتابا ومبدعبن وعلماء نفس لم نتفق على تحديد اصطلاح لفعلته تلك . منذ ساعات قليلة كنت اقرا مقالا – بالإنجليزية – في نيورك تايمز بوك ريفيو يدور حول التساؤلات التي وضعها ارسطو ومن تلاه عما نطلق عليه الآن ” تقاليد المهنة ” او قواعدها . المقال بارع لأنه يريد ان يفصل بين ” الفلاسفة ” وبين “علماء النفس ” اي بين الفلسفة التي تتطور ببطء منذ الأغريق وبين علم النفس الوليد السريع التطور والذي يستفيد كثيرا من انجازات عصر العلم والتكنولوجيا .
فأنا حينما اقرا كتابا ما ؛ فإن قرائتي لها اسباب محددة .. ان اتعلم شيئا . ان استفيد معلومة ما ..و ان اتسلى ايضا . لذا فبعض ما يعتبره النقاد والكتاب ومن لف لفهم عملا بارعا وخطيرا ..( مثل رواية ماركيز الأخيرة ) اراه انا نتيجة ذائقتي الخاصة عملا اقل من المتوسط مع اني اعرف جيدا وأعلن ذلك بلا خجل ؛ اني احب ماركيز واستمتع ببعض اعماله وليست بين وبينه ضغينة او تنافس (!)
مقال الفلسفة الذي اشرت اليه يريد ان ” يبعد ” المنطق عن ” القواعد والقوانبن ” باعتبار اننا – الآن – نختلف كثيرا في رؤيتنا للعالم والكون وبالتالي الدين والأخلاق عن عصر ارسطو وزمنه . وبالتالي حينما يفتي فيصل دراج مثلا فتاويه التخريفية مستخدما ” قواعد ارسطوطالية ” ان جاز التعبير اتحسس فورا عنقي مسترجعا قول الشاعر ” عوى الذئب فاستأنست بالذئب اذ عوى ..وصوّت انسي فكدت أطيرُ”
فالتحليل الذي قرأته لشخص محب للأدب – ولا اعرفه – عن روجرز فتح شهيتي الكسولة في قول ما قلته الآن متخذا احمد ناجي – وكل الناجيين الآخرين – لوحة تهديف ارشق فيها سهامي ..واتسلى !!
اي اني اوافق على ابعاد ” المنطق ” عن العمل الخلاّق ( مسروقا او مُستقى ) وان احاول ان اجرده من بهرجته واقنعته وان لآ ااقيسه فوق سريري الذي هو على مقاسي ..بل اتعامل معه بذائقتي ومتسائلا في الوقت ذاته ” لماذ فعل الفاعل ذلك ؟ لماذا رسم فان خوخ اكلي البطاطس اصلا.. ولماذا رسمهم هكذا؟ لماذا كتب ديستوفسكي ” الاخوة كارامازوف ” ؟ما الذي حدا بواحد مثل جوجول ( الروسي ) ان يكتب لنا قصة المعطف .. بل وايه اللي يخليه يكتب لنا اصلا قصة كهذه ؟
حكاية سريري هذه ” فلسفية ” ..فقد كان في زمن صيني ما قاطع طريق فيلسوف ..قرر ان لا يقتل اي شخص تسوقه الأقدار ان يقع بين يديه قبل ان يضعه فوق سريره . فإذا جاء طويلا قتله وان كان قصيرا قتله .. وعبرة القصة لا تخفى على اللبيب المتوسط الذكاء!
أشكرك ممدوح على نقدك الرائع…
أنت شوقتني، أنت ورءوف مسعد، لقراءة هذه الرواية…
تحياتي ومودتي
رؤف مسعد
جزيل الشكر وخالص التقدير والامتنان لوجودك الذي أعتز به للغاية
دمت بكل الخير
أحمد زيدان
خالص الشكر وأنا عارف إنك ها تستمتع بالرواية
تحياتي وتقديري