يشرفني أن أرفع قلمي المتواضع – أنا المواطن المغربي الشاب المتيم بحب وطنه والوفاء لملكه – أن اكتب إليكم هذه المقال حول مبادرة 20 فبراير2011 لمجموعة من النشطاء المغاربة الذين قرروا الخروج إلى شوارع المملكة الشريفة من اجل التعبير عن آرائهم والمطالبة بالتغيير.
كما تعرفون، كانت بلدان شرق أوسطية ومغاربية على موعد مع التاريخ خلال الشهرين الماضيين، حيث اندلعت ثورات شعبية وحركات احتجاجية مطالبة بإتمام مهام التحرير الوطني وبالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. وقد أشعل نارها شاب تونسي اسمه “البوعزيزي” بعدما قرر عصيان التعاليم الدينية والانتصار على خوفه من الموت بأن أشعل النار في جسده، فكانت بحق شرارة ثورة أشعلت تونس ومصر والمنطقة العربية كلها.
ولتسمحوا لي بالتساؤل حول هذا القرار الذي تمتزج فيه الشجاعة باليأس؟
لقد قرر البوعزيزي حرق نفسه بعد أن صفعته شرطية، وبعدما تم حرمانه من عربته الصغيرة التي يستعملها في كسب قوت يومه. ولا شك أن الشاب التونسي شعر بالإهانة وبأن يده مكبلة وغير قادرة على الرد وحفظ ماء وجهه، أو حسب الاصطلاح المغربي، فقد شعر ب”الحكرة”.
وأستسمحكم مرة أخرى بأن أخبركم أن هذا الفعل الحاط من كرامة الإنسان يمارس يوميا داخل وخارج مراكز أجهزة الأمن المغربية، بل أكثر من ذلك.
منذ زمن غير بعيد، كنا داخل صفوف المدرسة الابتدائية أطفالا نعيش في مثالية ورومانسية، متأثرين بالرسوم المتحركة وقصص عطية الأبراشي، كنا نريد أن نصبح جنودا شجعان في الجيش الملكي وضباط شرطة نزهاء وقضاة مستقلين غير مرتشين للدفاع عن الوطن وعن المظلومين. لكن يؤسفني أن أخبركم أني قابلت شابا مغربيا يريد الانضمام إلى الجيش من أجل أن يصبح “مع المخزن”، وان يمتلك “السلطة”، لأنها في نظره الشيء الوحيد الذي سيضمن احترام الناس له، وانه بفضلها لن يكون مضطرا للتوقف بسيارته أمام الضوء الأحمر، وانه سيتمكن من التجول ليلا رفقة صديقته على شاطئ البحر دون خوف من شرطي يبتزه ويخيره بين دفع “الإتاوة” أو زيارة وكر الشرطة مع ما يرافقه من “شوهة” وسوء معاملة. وأمثال هذا الشاب المغربي أضحوا في مغربنا الحالي أغلبية. وأنا لست ألومه، فهو منتوج لمنظومة قيم مقلوبة وتنشئة اجتماعية مشوهة تبدأ من الأم والأسرة، وتمر من المدرسة والإعلام والإدارة والشارع..
ولما أعلنت مبادرة 20 فبراير المفتوحة، وصف مساندوها بأنهم “أولاد الحرام” وجمهوريون وانقلابيون. لسنا في حاجة على الرد عليهم. لكن إذا استدعينا التاريخ الحكيم فسيخبرنا أن كل المحاولات الانقلابية خرجت من رحم القوات الملكية المسلحة، فالجنرال أوفقير مثلا لم يكن عضوا في تنظيم ماركسي لينيني ولا جماعة سلفية جهادية ولا حركة انفصالية. لقد كان اوفقير الانقلابي جنرالا.
ولنتذكر كيف طعننا جميعا “خديم الأعتاب الشريف” إدريس البصري من الخلف عندما محى حرف الميم الجميل من الصحراء المغربية في آخر أيامه، وكيف أضعنا بفضله عدة نقاط في صراعنا مع الانفصاليين، وكيف انه مات غير مدرك أن تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية الشاملة والعادلة هو السبيل لتسجيل النقاط في مرمى أعداء الوحدة الترابية وكسب قلوب إخواننا في تيندوف، وغير مدرك أن ما يحصن الملكية في المغرب، ليس الدوائر الصغرى المحيطة بها من الحاشية وأهل الحل والعقد، ولكن ما يحصنها هو الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
كما يتهمنا البعض كنشطاء مساندين للتغيير والديمقراطية وبالتالي لمبادرة 20 فبراير بأننا متآمرون، وعناصر ذات ارتباطات خارجية، وأننا خارجون عن الإجماع الوطني، وأننا أعضاء في تنظيم غير قانوني ونريد القيام بتجمعات غير مرخص لها.
وهي تهم نعترف بها جميعا.
نعترف أننا متآمرون بشكل جماعي وعن سبق إصرار وترصد من اجل “اغتيال” المخزن العتيق.
نعترف أننا “عناصر ذات ارتباطات خارجية” من أجل عولمة نضال الشعوب لإقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان.
نعترف أننا أعضاء كاملو العضوية في “جمعيات غير قانونية” تدعى الفايس بوك وتويتر واليوتوب والمدونون، ونسعى لتعبئة الشباب من أجل الانخراط في تجمعات “افتراضية” غير مرخص لها.
نعترف أننا خارج الإجماع الوطني، لأننا نعتقد أن الاختلاف رحمة وأن نسبة 100 في المائة هي كذبة لا تليق بالقرن الواحد والعشرين.
بصراحة، لسنا “رعايا متشبثين بأهداب العرش العلوي المجيد” بطريقة كاريكاتورية فيها كثير من المبالغة والتملق والتزلف وتثير سخرية السفراء والسياح. نحن “مواطنون” مغاربة بسطاء نساند المؤسسة الملكية ولا نخل بالاحترام الواجب للملك ونلتزم بعقد البيعة. نحن مناضلون من أجل تخليق العولمة وترسيخ المفهوم الجديد للسلطة، وتنزيل مشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي المتضامن إلى أرض الواقع، وتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.
نحن خليط خماسي من الصراحة والشجاعة والإحباط والقلق واليأس والغيرة.
فالصراحة في الخطاب والقول والشجاعة في الممارسة والفعل هي طريقتنا في ممارسة حب الوطن والمواطنة.
والإحباط هو ما نشعر بع إزاء توقف الانتقال الديمقراطي، وتزايد الشعور بال”الحكرة”، والإهانة، وتقاعس الحكومة عن ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
والقلق على مستقبل البلاد جراء التصنيفات المتدنية في سلم التنمية والشفافية وتقارير حقوق الإنسان التي عادت لتوبيخنا هو حقنا، وواجبنا هو التصريح به والتعبير عنه.
والغيرة هي ما يعترينا ونحن نراقب شعوبا وجيرانا وإخوة لنا كنا حتى الأمس القريب مثالا يحتذى بالنسبة لهم، لكنهم اختاروا أن يقفزوا قفزة هائلة إلى الأمام في وقت لا نزال نصر فيه على التحرك بسرعة السلحفاة.
إن مبادرة 20 فبراير من اجل الخروج والتظاهر هي محاولة لإطلاق “ثورة” على الطريقة المغربية، من أجل إطلاق ثورة ثانية للملك والشعب، فالشعوب تسعى كلها للحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكن لكل واحد طريقها الخاص إليها.
كما نتمنى أن تمر فعاليات المبادرة – كما أراد لها أصاحبها والنشطاء- سلمية وحضارية وديمقراطية ولكل أطياف الشعب المغربي وحساسياته، وأن تلتحق بها كل التنظيمات المدنية والحقوقية والنقابية الحزبية والشبيبية التي تتقاسم معنا نفس الرؤية من اجل التأطير وحمايتها من الفراغ وأخطار الانحراف. وأن لا تواجهها القوات الأمنية بعنف غير مفهوم يسيء أكثر إلى صورة المغرب دوليا.
4 تعليقات على المغرب: لماذا حركة 20 فبراير؟
ابن بار بأهله اخى الكريم نشاركك الدعم الكامل فى مبادرتك نحن فى مصر
ندعمك صديقي زهير من هنا من مصر، أنت وكل الشباب المغربي. كل الأمان والسلامة أثناء قيامكم بالمطالبة بحقوقكم يوم 20 فبراير.
نفس هذا الجو من المحسوبية كان موجود في مصر قبل الثورة، ولا نأمل أن يستمر بعدها.
أتفهّم مفهومك الجميل للعولمة، في عولمة هذا الوعي الذي انطلق من سيدي بوزيد، ولم يتوقّف عند تعِز، والمنامة، وطهران، ودمشق…
إنها أيام التخوين يا صديقي، وما أسهله، فالجميع يمارسه، والشباب المغربي كما فهمت من كتابك، بين تخوين السلطة باعتبارهم “جمهوريين” وبين تخوين بعض أضياف الشعب المغربي باعتبارهم “أصحاب أجندات أجنبية.” ولكن تقف مبادئك سيفًا لا يتغيّر ولا يميل لأي فريق على حساب الآخر، سوى لفريق الحرية! وما غيرها!
وأعدك أن الدينا تتغير بفضل الإنترنت ومستخدميه!
“المخزن” إلى زوال!
الوطن لا يتنكر لأبنائه بل يستوعب كل أبنائه ، الوطن لا يكتسب ببطاقة التعريف ولا يؤخذ في الحقيبة كأي وسيلة ، بل يكتسب بالإنتماء الصادق النقي ويبنى بالدم والجهد والعرق ، ويحاط بالحب الذي لا يظاهيه سوى حب الله سبحانه وتعالى ، أنتم أيها الكسالى يامن لم تقدموا لهذا الوطن سوى العجز ، أنتم أيها الجحداء يامن لم تقدموا لهذا الوطن سوى اللؤم ، من منعكم من تغيير الوضع عبر صناديق الإقتراع التي تظل يوم الإنتخاب خاوية إلا من أصوات من يبيع حقه ، أنتم أيها الجبناء الخانعين لرذاء الذل تستحقون أن يسير شؤونكم كل من هب ودب ، أنتم داء وعجز هذا الوطن ، شباب هش ضعيف العزيمة لا يقوى سوى على نهر الآباء والأمهات عند أي نصيحة ، من منعكم من تبوء أعلى المراتب في سلم الحياة لكن بالجد والعمل الدؤوب وتحصيل العلم لا بالإرتكان إلى هدى الشيطان وتقليد شواذ مزابل الغرب ، ألا تخجلوا من أنفسكم وأنتم تطالبوا الوطن بالعطاء ، ألا تخجلوا من أنفسكم وأنتم تطالبوا بالتغيير، ألا تستحيوا من أخطائكم حينما تتركوا المجال فارغا ليغدوا الفاسد من الشعب رئيس مجلس مدينتكم وممثلكم في البرلمان ، لم تستخفوا بالإنتخبات فتذهبوا يومها للنوم كعادتكم ، هل تضنوا أن هذا الوطن يبنى بالعواء من وراء الستار ، لا وألف لا إنه يبنى بسواعد المغاربة الأقحاح الذين نذروا حياتهم للتحدي ، نذروا حياتهم للبناء والتشييد ، حينما تغطوا في نومكم الثقيل أيها الكسالى تجدهم في أعلى قمم جبل ظهر السعدان وفوق أرصفة طنجة المتوسط وعلى ضفاف بحيرة مارشيكا وصحاري عين بني مطهر وورززات وعلى طول شبكة الطرق السيارة وخط الكهرباء والماء ، تجدهم ينظفون الشوارع والأزقة من أوساخكم ومخلفاتكم القذرة ، تجدهم مع إطلالة كل فجر ذاهبين إلى العمل في الحقول والأسواق والمصانع ومختلف المهن ، ألآ تخجلوا من أنفسكم وأكثريتكم تقضي الليل في موقع كاميزير . ولا تقدم لهذا الوطن سوى السراب من وراء أجهزة الحاسوب ، قد أجد من بينكم من يصيح في وجهي ويقول لا لسنا كذلك ، ومع ذلك أؤكد أنكم جبناء ، إنكم كسالى ، إنكم لا تقوى حتى على تنظيف ملابسكم الداخلية وحلق عاناتكم ، أنا إبن فقير معدم درست الإبتدائي بقدم حافية لثلاث سنين كنت دائما من المتفوقين حتى دخلت جامعة فاس وأتممت في الرباط يومها كنت أعيش كأي إبن فقير أشتري ملابسي من البال لم أكن أعرف الكاميزير، ولا البيتزة ، لم أكن أعرف الغرور ولا تسلق سلاليم الوهم ، والحمد لله يوم تشرفت بالمساهمة في خدمة وطني لم أسأل هل أنا من آل الفاسي أو آل كذا وكذا من دون سؤال عن أصلي وفصلي منحت ما أستحق ، تفانيت في بناء وطني ، تفانيت في كل عمل أقدمه لوطني ، لم أعرف يوماأني مددت يدي لأحد ، ولم يدخل جيبي سنتيم رشوة حرام ، واجهت كل من إرتاد مكتبي بتطبيق القانون حتى أني أقسمت في إجتماع رسمي أنه إذا ما قدر لي أن أواجه الوزير الأول بمثل ما أقوم به والله لن أتوانا في ذلك ، حقا أنا فخور بخدمة وطني ، ومن حقي أن أستهزء بالكسالى الخانعين الذين لا يدركون منعى الإنتماء للوطن ، تريدون التغيير أنا معكم لكن إبدأوا بأنفسكم ، كونوا صرحاء وقولوا الحقيقة كل الحقيقة ، هل سيطرة آل الفاسي على زمام القرار في المغرب جاءت لسواد عيونهم ، أتحداكم أن يكون المكتب الوطني للكهرباء والماء قد عرف من يوم إنشائه إلى الآن أشرف وأخلص وأنظف من آل الفاسي وأتحداكم أن تكون الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب قد عرفت أنظف وأفيد من آل الفاسي ، وأتحادكم أن تكون وزارة الخارجية المغربية قد عرفت عبر تاريخها شخصية أحسن من آل الفاسي ، وأتحداكم أن تكون وزارة الصحة المغربية قد عرفت عبر كل من مر بها أفيد من زوجة آل الفاسي ، أتحداكم أن تأتوا يوم الإنتخاب بالملايين وتزيحوا آل الفاسي ، أما بالغوغاء والسلب والنهب والتشهير عبر مواقع الأنترنيت والله ثم والله لن تجنوا سوى المزيد من الذل والهوان ، لن نسمح لكم بتهديم ما بنينا ، لن نسمح لكم بتعكير صفو سماء هذا الوطن ، لقد نذرنا حياتنا للبناء والتشييد ومن يقف طريقنا استدوسه الأقدام أقول هذا الكلام ومعي الملايين من المغاربة الأقحاح الذين وهبوا كل غال وعزيز في سبيل رفعة وعزة الوطن ، لقد كنت من الأوائل في أكتوبر 1999 من ردد عبارة ملكنا واحد محمد السادس ، واليوم هاأنا أردد وبصوت عال عبارة .
نذرنا حياتنا للتحدي ، نذرنا حياتنا للبناء ، لك الوفاء كل الوفاء ياوطني .
اتحية العز و الكرامة للأخ زهير وتحية الخزي و العار للظالمين في ربوع مغربنا الحبيب…
للأسف يا علي المساري…تعليقاتك هي نفسها هلى أي موضوع يمس الحهة التي تضرك
بدل قليلا!!!!
و اعلم أن العروس يزمر لها و يطبل أهلها فقط من أمثالك…تب إلى رشدك