منذ اسابيع مضت وللمرة الثالثة على التوالي صوت اعضاء البرلمان – صوت الشعب حسب المفهوم الديمقراطي – على قانون امتيازاتهم بعد رفضة لمرتين متتاليتين من قبل مجلس الرئاسة.
إذ ان اعضاء مجلس النواب صوتوا على مشروع قانون يمنح انفسهم امتيازات وجوازات سفر دبلوماسية لهم ولعوائلهم لمدة 4 سنوات وهم في الخدمة و8 سنوات بعد انتهاء دورتهم البرلمانية. اضافة الى قطع اراض سكنية في مقاطعة الخر في قلب العاصمة بغداد يجري العمل لتخصيصها لهم اسوة بكبار مسؤولي الحكومة واصحاب الدرجات الخاصة الذين منحوا قطعا سكنية في مناطق ضفاف دجلة.
ونظرا لاعتراض مجلس الرئاسة على المشروع لمرتين متتاليتين فانه لا يحق له نقض القانون للمرة الثالثة استاذا الى نص المادة 38 خامسا ب – ج من الدستور العراقي. وعلى هذا الاساس يعد المشروع نافذا بتصويت مجلس النواب عليه باغلبية ثلاثة اخماس ولم يبق لمجلس الرئاسة سوى ارسال مشروع القانون للنشر في الجرائد الرسمية استنادا الى الصلاحية المخولة له بموجب احكام المادة 73 ثالثا من الدستور.
ولان وسائل الاعلام هي السلطة الرابعة للكشف عن الحقائق ونشر الفضائح – في دول اخرى غير العراق – كما يعرف الجميع ، ومن هذا المنطلق تعمل ايضا وسائل الاعلام العراقية للكشف عن ما يدور في افكار المواطنيين ، فقد قوبل القرار بالرفض من قبل الاوساط الشعبية التي ترى ان امتيازات البرلمانيين قد فاقت التصور والمنطق المعقول في بلد يقع نصف سكانه تحت خط الفقر فيما يبلغ عدد ايتامه وارامله نحو 4 ملايين.
ولكي تصمت وسائل الاعلام من جهة وتكسر الاقلام من جهة اخرى قرر اعضاء البرلمان مقاضاة اي وسيلة اعلام او اي كاتب يثير هذه المسألة.
وانا اقرأ هذا التهديد المباشر من قبل اعضاء مجلس النواب خطرت على بالي بعض الاسئلة التي حاولت الاجابه عنها ولم اجد لها اي جواب مناسب؟
هل فكر اعضاء البرلمان بمقابلة اي مواطن عراقي او ارملة عراقية للتعرف على مشاكلهم او المحاولة لايجاد حلول لهم من خلال عرض مشاكلهم على مجلس النواب والعمل على اصدار مشروع او قانون لصالح المواطن ؟؟؟؟
لماذا لا يستقتل اعضاء مجلس النواب بالتصويت لمرات متعددة كما يفعلون لانفسهم على قرارات اومشاريع تخص المواطن العراقي ارامل او ايتام او متقاعدين او عسكريين او صحفيين؟؟؟؟
ماذا فعل اعضاء البرلمان للشعب العراقي الفقير قبل الغني منذ توليهم مناصبهم ولهذا اليوم؟؟؟؟
اين اعضاء البرلمان مما يجرى في الشارع العراقي من اعمال عنف وقتل ؟؟؟
اتمنى ان تصلني اجابة على هذه التسأولات لكي اصمت الى الابد ، ولا افكر ابدا بان اقول انهم لا يستحقون الامتيازات التي اقرت لهم.
ولا اتقبل اي قول بانهم عملوا من اجل العراق عندما كانوا في المنطقة الخضراء معرضين انفسهم للمخاطر من اجل العراق والعراقيين ، لانهم بقبولهم هذا المكان كان يفترض ان يعرفوا بانهم في البرلمان صوت للشعب وليسو اصوات لانفسهم.
المصدر
2 تعليقات على امتيازات أعضاء مجلس النواب والمواطن العراقي
Pingback: Tweets that mention شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » امتيازات اعضاء مجلس النواب والمواطن العراقي -- Topsy.com
شيء جد محزن أن يمتاز مواطنًا عن آخرًا، لمجرد أنه جنديًا، أو شرطيًا، والجديد برلمانيًا.
لقد قامت بريطانيا ولم تقعد عندما اشترى أعضاء البرلمان هنالك شققًا صغيرة، لم يشتروها كمان، ولكن استأجروها، لقتوم أكبر حملة إعلاميّة تندد سياسات حزب العمال الحاكم في انتكاسة هي الأكبر له من عقود، ولكن في العراق، وفي بلاد الشّرق الأوسط، فالسرقة علنيّة، وبالاقتراع المباشر.
كيف يقترع صاحب سلطة لنفسه لزيادة سلطته أو امتيازاته؟؟ هذا لا يدخل عقل بشر، فالأولى بالاقتراع في هذه الحالة، إما الحكومة أو الشعب. وكيف أن يتم للمرة الثالثة، وهي المرة اليت لن يطالب فيها البرلمان من الحكومة بالتصديق على القرار، بل سيعلن بصفة إجباريّة! كبف هذا!!!