شباب الشرق الأوسط هي شبكة مستقلة تُدار بجهود ذاتية من شباب يعي تاريخ المنطقة وصراعاتها، ويعيش حاضرها ومستقبلها، ويواكب آلامها وطموحاتها، امتدادًا من إيران حتى موريتانيا، مرورًا بالخليج، الشّام، القرن الأفريقي، وشمال أفريقيا، متجاوزون الحدود الضيّقة للجنسية، اللغة، العِرق، الدين، والطائفة، إلى آفاق العالم الإلكتروني الرحِب، يتشاركون حكاياهم ومعاناتهم وأفراحهم وشكّهم ويقينهم في تجربة تدوين جماعي صادقة ومُلهمة تبدأ بالمقالات المكتوبة ولا تنتهي بالمواد المرئية والصّوتية. وتتبنّى الشّبكة مجموعة كبيرة من المشروعات والمبادرات التي تنتمي مباشرةً لمنظمة شباب الشرق الأوسط، بالإضافة المساهمات الفردية والتدوينية والحقوقية التي نستضيفها مجانًا، إعلاءً لمبادئنا وتحقيقًا لأهدافنا.

أهداف شبكة شباب الشرق الأوسط الرئيسية هي إعلاء قيم الحوار الحضاري بين شباب المنطقة، دعم حرية الرأي والتعبير، التسامح، وتقبّل الآخر، بالإضافة لدعم الأقليات العِرقية والدينية بالمنطقة. ولكن للأسف، تعرّضت مواقع الشبكة المختلفة لهجمات مستمرة ومُنظمّة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2010 على يد قراصنة أتراك بسبب مشاريعنا المخصصة لحقوق الكُرد، وأهمها موقع تحالف الدفاع من أجل حقوق الكُرد. ولكن هذا لن يثنينا، ولو للحظة، عن مواصلة درب الخوض في القضية الكُردية العادلة، حتى يحصل كل فرد في المنطقة على حقّه الطبيعي بلا تفرقة ولا محاباة. وبما أنّ كل نشاطنا على موقع الإنترنت بالأساس، ورسالتنا تستهدف إبراز صورة المنطقة من وجهة نظر شبابها بالتحديد، سواء المقيمين بداخلها أو خارجها، للعالم الخارجي، كان لزامًا علينا أن نتّخذ وقفة حازمة تجاه هذا الوضع الذي أثّر على أدائنا بشكل ملحوظ في الفترة السّابقة.

عمِل فريق الموقع التطوّعي على مدار السّاعة طيلة الشهرين الماضيين، يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2011، لنقل مواقع الشبكة بالكامل لخادم جديد، ونظرًا لضخامة مواقع وبيانات الشبكة، استغرقت هذه العملية وقتًا طويلًا، ولكنها قيد الانتهاء في هذه الأثناء، إذ أن مواقعنا عادت للعمل بالفِعل بنسبة كفاءة أكثر من 80%، ومحتوى الأرشيف كاملٌ ويمكن تصفّحه في أي وقت، على أن تعود لكامل كفائتها في غضون أيام؛ لاستيعاب الضغط الكبير على مواقعنا بواسطة طاقة وسِعة أعلى من الماضي، بالإضافة لحماية حائط صدّ منيع يحول دون تكرار سيناريو هجمات القرصنة مرة أخرى. وقد آثرنا أن ننجز هذه العملية برمّتها في الآونة الأخيرة على أكمل وجه وبأقصى سرعة، لضمان مواكبة الأحداث المتلاحقة الطارئة على الساحة؛ للحفاظ على ما حققته شباب الشرق الأوسط من نجاحات واسعة في الماضي، وإضافة تقدمًا وتميّزًا وجودةً لهذه المكانة عبر تغطية لائقة باسم الشبكة لما يجري في المنطقة، بينما مواقعنا مستعدة لذلك على أحسن حال.

تتقدّم إدارة الموقع بالعّذر لجميع أعضائنا من كتّاب ومساهمين ومشتركين وجميع زوّارنا عن أي بطء، أو عُطل، أو توقّف مفاجئ خلال الفترة الأخيرة، كوننا ندرك حساسية الوقت الرّاهن في المنطقة بالنسبة لأي موقع رأي أو خبر على الإنترنت. فمن الهام، بل من الضروري، أن نستعيد كامل كفائتنا قريبًا لمواصلة أرشفة وتوثيق هذه اللحظة التاريخية الحرجة، وغير المسبوقة، التي تمرّ بها المنطقة.

نعتذر بالتحديد لكل عضو فشل في نشر محتواه خلال الفترة السابقة، ولكل زائر لم ينجح في الإدلاء برأيه في المكان المخصص بالتعليقات نظرًا لظروف نقل مواقعنا كما أوضحنا سابقًا، ولكن من الآن تستطيعون نشر محتواكم بأمان وفاعلية وسرعة أفضل مما مضى، على أن تتحسّن الخدمة لتبلغ المستوى الذي يُرضي أعضائنا وزوّارنا النهِمين في القريب العاجل.

كان موقعنا كراود ڤويس هو الوحيد الذي يعمل، ولايزال، بكامل طاقته خلال الفترة الماضية، كونه مُستضاف على خادم مستقلّ، وقد بذلنا كل ما في وسعنا لمواكبة الأحداث المتلاحقة في المنطقة عبر أصوات الموقع المختلفة، مما حدى بصحيفة غارديان البريطانية لتُثني على جهدنا في هذه التغطية. وهو الموقع المرشّح لنيل جائزة نايت للصحافة لعام 2011. كراود ڤويس هو الموقع الذي أطلق فعاليات عصر اليقظة رسميًا في المنطقة تحت شعار “أصوات الاحتجاج” (Voices of Protests) قبل أول صدى احتجاج تاريخي في المنطقة بنحو ستة أشهر كاملة.

تعيش المنطقة ظرفًا حسّاسًا، ولهذا، فإننا ندرك جميعًا، ككتاب ومثقفين، أهميّة التكاتف لمواجهة التيّارات الرجعية والظلامية عبر نشر التوعية والحوار البنّاء لإحراز مزيد من التقدم الذي يخدم قضايانا، لأن بإمكان رجل الشارع العادي الآن، وبعد ارتفاع نسبة وعيه قليلًا نتيجة الأحداث المتعاقبة، أن يتقبّل نطاقًا واسعًا من الآراء بصدرٍ رحب، فهو وقت التوجّه لمستخدم الإنترنت الذي لا يقرأ مقالاتنا تحت الظروف العادية؛ كي نجذبه لنسائم حرية التعبير عن الرأي، واحترام وتقبّل الرأي الآخر. هذه فرصة سانحة للتأثير الفعّال والسريع من خلال كتاباتنا، وشبكة شباب الشرق الأوسط قادرة وجديرة بحمل هذه الشعلة، بما تملكه من كفاءات وقيم فكرية وأدبية تنتمي لجيل الشباب.

نُهيب بكلِ أعضائنا أن نستهلّ من هذه الآن حوارًا فاعلًا وبناءً يطرح كل البدائل لمجتمع يتساوى فيه جميع أطيافه، واضعين نُصب أعيننا أهمية هذه اللحظة الفارقة على مستقبل المنطقة بأسره، ليس في تونس، مصر، اليمن، إيران، البحرين، ليبيا والأردن فحسب. حوارٌ من شأنه أن يؤسس لقاعدة جيل قادر على التفكير خارج مربّع التقاليد العتيق، لبراح الإبداع. إن الخطوة الآن لمستقبل تعلو فيه راية حرية الرأي، تعددية المجتمع، عدالة الدستور، وقيم المواطنة قد باتت أقرب من أيّ وقتٍ مضى. وقد حان وقت أخذ يد الأغلبية الصامتة لمشاركتنا في حوار حضاري يدمج كل الأفراد سواءً بسواء، بغضّ النظر عن أي وسوم أخرى من شأنها أن تعوق هذه البناء المتكامل.

إن هذا التفكير البعيد لا يعبّر فقط عن رؤية الشبكة بعيدة المدى، بل أيضًا عن رغبتها الملحّة في مشاركة شباب المنطقة هذه الرؤية، عملًا بشعارنا، “نفكر للمستقبل… رأسيًا لا أفقيًا.”

ننتهز نشر هذا البيان لكي نشكر كتّاب الشبكة المميّزين، من أركان وزوايا المنطقة المختلفة، الذين تعوّل عليهم الشبكة الكثير والكثير في توجيه رسالتها – فأنتم زُخر للشبكة ولاشكّ.

إذا كنت من المُعجبين بنشاط شبكة شباب الشرق الأوسط، ساهم لبقاء الموقع من هنا. أو هل تشاركنا نفس الرؤية؟ فلماذا لا تنضم إلينا اليوم لتشاركنا تخيّل وبناء شرق أوسط جديد من خلال إسهاماتك؟

شكرًا لصبركم ودعمكم المستمر!