
جانب من مظاهرة جمعة الرحيل
بكل تلقائية خرج شباب وشابات مصر معبّرين، هاتفين، ومحتجين في مشهد كرنڤالي لم يسبق لأحد أن عايشه بمصر… بكل تلقائية، طموح وحماس. لم ينكر أحد أن الشعلة بدأت من هناك في بلد صغير على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث أن الاحتجاجات واسعة المدى التي استهلّت في تونس، نهاية العام الماضي، كسرت حاجز الخوف لدى المجتمعات العربية من النظام للأبد، فالشعوب العربية فضّت عذريتها السياسية في تونس للأبد، بل وصرخت تونس، من فرط الألم والنشوة، صرخة دوّى صداها في كل شوارع وعواصم المنطقة، “أنا حرة!”
خرج المصريون بدورهم عن صمتهم المعهود، واتجهوا من كل صوب وحدب لأكبر ميدان في كل محافظة مصرية إثر دعوة على موقع فيسبوك لما سمّي بيوم الغضب يوم الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2011.
تصاعدت الأمور جذريًا وأخذت منحنيات عدة على مدار أحد عشر يومًا، هم أيام الاحتجاج حتى اليوم، حتى بلغ الضغط مداه بجمعة الرحيل أمس، 4 فبراير/شباط 2011، والتي طالب فيها المتظاهرون برحيل الرئيس مبارك الآن وإسقاط النظام مستخدمين شعارات مبدعة وإجراءات غاية في الرقيّ والتحضّر عند مداخل الميدان، أبرز هذه الشعارات هو “الشعب يريد إسقاط النظام،” والتي نستطيع ملاحظتها على لافتة كبيرة في يمين الصورة أعلاه، وأبرز هذه الإجراءات هي انقلاب الصورة رأسًا على عقب، فالشعب هذه الجمعة يفتش عند مداخل الميدان لمنع اندساس عناصر الشرطة وسط المتظاهرين، وهو عكس ما حدث تمامًا أثناء جمعة الغضب، في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011.
خرج القاهريون، وبعض ممن سافروا من المحافظات الأخرى، لميدان التحرير حاملين مطلب رحيل الرئيس كمطلب رئيسي لا نزول عنه. قد يصعب علينا اقتصار الاحتجاجات المصرية غير المسبوقة على ميدان التحرير فقط، ولكن كونها وليدة الإنترنت، واعتبارًا لما يُعنيه اسم الميدان لفظيًا وفعليًا، فإن (Tahrir#) قد يكون اسمًا مجمّعًا لأحداث مصر على مدار احتجاجاتها التاريخية. آخرون أطلقوا عليها ثورة اللوتس، تيمّنًا بثورة الياسمين التونسية.
جُبنا ميدان التحرير في جمعة الرحيل، رصدنا انطباعات المتظاهرين واللافتات والحراك الكبير في الميدان، تحاورنا حول المعوقات والطموحات، ناقشنا الآمال والأحلام، سجّلنا، ووثقنا هذه الاحتجاجات في هذه الحلقة من آرابيكاست شبكة شباب الشرق الأوسط. أكثر من خمسة عشر متظاهرًا يدلوا بشهاداتهم وآرائهم وطموحاتهم من قلب الحدث، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية والخلفيات الثقافية والسياسية.
استمع أو حمِّل ساعة كاملة من آراء متظاهري ميدان التحرير فقط على شباب الشرق الأوسط؛ ساعة حاورنا خلالها الليبرالي واليساري والثوري والشعبوي والإخواني، بل وتحدثنا مع بعض المتظاهرين الذين يمثّلوا أغلبية معتصمي الميدان من غير المسيّسين أو الموجّهين سياسيًا أو المنتمين حزبيًا، خُضنا جدالات مع المعارضين والمؤيدين، تخلّينا في بعضها عن دورنا كمحاور إلى أكثر من ذلك، حيث أجبرنا الحدث على إبداء رأينا. آراء متباينة صنعت حدث التحرير، وقد كانت بالفعل تجربة مثيرة وشيّقة وجديرة بالمشاركة.
تغطيتنا لثورة الغضب المصرية مستمرة من خلال مقالات الرأي، وموادنا المسموعة والمرئية على موقع شباب الشرف الأوسط العربي والإنكليزي، وأيضًا نوفر تغطية تزامنية خاصة باللغة الإنكليزية على مدار الساعة عبر صوت مصر الخاص على موقعنا كراود ڤويس: أصوات الاحتجاج.

لافتة مطالب المعتصمين على واجهة بناية في وسط ميدان التحرير
أشكر كل المشاركين في هذه الحلقة، تحديدًا أحمد يسري الذي ساعدني كثيرًا في الإعداد لهذه الحلقة، والمشاركة برأيه فيها، بل وتصوير الصورة الثانية، وأشكر أيضًا نجيب المصري، حسن اسماعيل، أمين عام الاتحاد المصري لحقوق الإنسان وعضو بحزب التجمّع الوحدوي، وكل من اشترك في هذه الحلقة ليدلي برأيه مع احترام حق الآخر في التعبير عن رأيه.
استمع وحمِّل أول أغنية راپ عن الثورة المصرية، أداء فريق آرابيان نايتز، على موقع الشبكة، ميد إيست تيونز.
استمع وحمّل كل حلقات آرابيكاست وپودكاست شباب الشرق الأوسط من الأرشيف الصوتي للشبكة على هذه الصفحة.