المقادير
½ كيلو حمص
ثار الشعب التونسى على البطاله لأن الشاب بوعزيزى أحرق نفسه لأنه بعد أن أمضى سنوات عمره فى التعليم لم يجد حياه كريمه تنتظره .. هذه بكل بساطه وبدون تعقيد كانت البدايه
ثم تبلورت المطالب إلى مطالب بالحريه و الحقوق الدستوريه والقضاء على الفساد وبمساعدة الدهاه الناظرين إلى السلطه تمت بلورتها مرة أخرى وشخصنة الاستبداد فى بن على والفساد فى أسرته و فى زوجته وكأن الاستبداد والفساد تجسد فى هؤلاء وهؤلاء فقط وبمجرد طردهم ستصبح تونس باريس الشرق ولا أستبعد أن تتم بلوره ثالثه ورابعه حسب ما يرغب أعلى الأصوات بين الثائرين
معلقتين زيت زيتون
“الثورات يدبًرها الدهاه ، وينفذها الشجعان، ثم يكسبها الجبناء” هكذا قال نجيب محفوظ وفى التجربه التونسيه لا أعرف الدهاه ولكن أعدكم أنهم سيظهرون فى كتابات ما بعد الثوره بعد أن يقتلهم أول من يتولى السلطه ولكن أعرف أن الشجعان هم الشعب الذي ضحى بأبنائه وهم الموجودون فى الصوره الآن ولكن بعد قليل ستتغير الصوره ويملأها الجبناء الذين لم يستشهد منهم أحد فى الثوره فمن هم الجبناء فى تونس؟؟
أنا أخمن اثنين أولهما الجيش القابع فى ثكناته رغم قتل الشعب بالرصاص الحى ورغم أعمال السلب والنهب أو الإسلاميين الذين يوجد قادتهم فى باريس لم يشاركو لا فى ثوره ولا يحزنون وربما يصل إلى السلطه أحدهما فإما حكم العسكر أو حكم إسلامى إلا إذا رحم القدر شعب أراد يوماً الحياه !!
خبز بايت
لا تفرحوا بالثورات الشعبيه فهى التى أتت بالإسلاميين فى إيران ودخلت بإيران النفق المظلم بعدما كانت تحت فساد الشاه فى إقتصاد أفضل ومستوى من الحريه أعلى كثيراً مما هى عليه وثقوا تماماً أنه من يجلس على الكرسى حتى ولو أتى على أكتاف الشعب بثوره حره مباركه ميمونه فلن يسمح للشعب أن يثور عليه
ففى عام 1979 وصل الإمام الخمينى للسلطه بعد ثوره شعب ايران على الشاه وفى عام 2009 ثار الشعب بعد تزوير نتائج الانتخابات لصالح أحمدى نجاد ضد موسوى ولكن قمع الفقيه الشعب وثورته .
2 ملعقه كبيره هريسه
كل ما يحدث فوضى ولا يمكن أن يكون إلا فوضى فالثورات فى العالم العربى والإسلامى لن تُصلح المجتمعات لأن المشكله ليست فى الحاكم .. المشكله فى العقول ..فهذا يشابه الإعتقاد بأن نزاهة وشفافية صندوق الاقتراع تعنى الديمقراطيه , وأن حكم الأغلبيه يعنى الديمقراطيه وفى هذا مغالطه فالديمقراطيه لا تعنى أبداً أن 51% من الناخبين يمكن أن يهمشوا ويتغلبوا ويفتكوا بـ 49 % منهم وليس هذا ما يحدث فى الانتخابات الأمريكيه أو البريطانيه أو أى انتخابات يطمئن الشعب كله أنها حره وتعبر عنه
الديمقراطيه هى أن يكون الشعب كله بكل طوائفه ممثلاً تمثيلاً حقيقياً فى الحكم
نصف ليمونه
أنا لا أدعو إلى الخنوع والاستسلام والإنهزاميه ولا أدعو أيضاً للتحلى بالحكمه القبطيه والتفنن فى كلمات التعزيه والرثاء ولكن أدعو إلى أن نقوم بثورتنا وأعيننا على أهداف , أن نقوم بثورتنا ونحن ندرك النهايه ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بنا فى الطريق .. أنا أدعو إلى أن لا نحمل المستبد على أكتافنا للسلطه .. أنا فقط قد كفرت بثورات العميان .. أنا كفرت بأنصاف المثقفين الليبراليين الذين يُمجدون الثوره وهم يراهنون أنفسهم بأن الشعب الثائر سيكون فرنسياً أو أمريكياً أو أن لديهم تأكيدات إلهيه من آلهة الإغريق بأن حاكمنا بعد الثوره سيكون ليبرالياً .. ديمقراطياً .. مؤمناً بتعدد الأحزاب .. مشروعه قائم على حقوق الإنسان و سيكتفى بفترتين فى السلطه ويكون أول رئيس سابق .
طماطم وفلفل أخضر
فى 1979 كانت الثوره الشعبيه الإيرانيه التى أتت بحكم إسلامى و فى عام 1981 تم قتل السادات ومحاولة انقلاب الإسلاميين على السلطه وكانو قد استولو على أسيوط والمنيا و على بعد 100 متر من ماسبيرو لإلقاء البيان الأول للثوره الإسلاميه المصريه وفى 2011 كانت الثوره الشعبيه التونسيه فمن سيكون على بعد 100 متر من ماسبيرو؟؟
فى يونيو 1981 كان حادث الزاويه الحمراء الطائفى الذى استهدف أقباط مصر وفى يناير 2011 كان حادث كنيسة القديسين الذى استهدف أقباط مصر سبقه فى التاريخين المظاهرات العماليه
بقى شئ واحد خرج عن الإطار
فى 1979 استضاف الرئيس السادات الشاه رضا بهلوى بعد الثوره الإيرانيه و فى عام 2011 لم يستضيف الرئيس مبارك الرئيس التونسى بن على ربما تشاؤماً من هذه التواريخ !!
ولكن هل تبقى النهايه واحده
ففى عام 1981 اغتيل السادات على أيدى الإسلاميين الملهمين بالتجربه الإيرانيه وفى عام 2011 كانت الثوره التونسيه التى لا نعرف بمن تأتى إلى السلطه حتى الآن وفى …..سيحدث فى مصر أو لن يحدث ..ربما تكون خزعبلات ولكن ما هو ليس خزعبلات أن 2011 ستشهد غلاء فاحش فى أسعار الغذاء !!!!
تونه وملعقة كبيره كمون
يقول محمد نجيب فى مذكراته ” كنت رئيساً لمصر” عن الثوره المصريه التى حظيت بدعم شعبى واسع و عشاقها كثيرين حتى الآن:
” السلطه العسكريه أو الديكتاتوريه العسكريه لا تطيق تنظيماً آخر ولا كلمه واحده ولا نفساً ولا حركه ولا تتسع الأرض لها ولا أحد غيرها “
” ساعتها أدركت ماذا فعلت حركة يوليو فى مصر كيف أزالت الاحترام بدلا من الفوارق بين الطبقات ..كيف أطاحت بالكرامه فى الوقت الذى كانت تقول فيه ارفع رأسك يا أخى “
” وعرفت ساعتها كم كانت جريمة الثوره فى حق الإنسان المصرى بشعه وعرفت ساعتها أى مستنقع ألقينا فيه الشعب المصرى …فقد حريته .. فقد كرامته .. فقد أرضه .. وتضاعفت متاعبه .. المجارى طفحت .. المياه شحت .. الازمات اشتعلت .. الاخلاق انعدمت .. والإنسان ضاع “
يقول فرج فوده فى كتابه ” قبل السقوط ” تحت عنوان ” مصريه .. مصريه ” عن ثورة الشعب الإيرانى:
” وكان التركيز فى الشارع السياسى على صغار السن, الذين لا يرون فى المستقبل القريب أملاً أو أماناً . ويستوى لديهم كل شئ. ويستهويهم أن يدفعوا المجتمع بأكمله إلى الإنتحار الجماعى. وهكذا تكامل مربع الرعب الإيرانى أمام ساع إلى الزعامه وأئمه مُسيسون على المنابر وشارع مطحون بالمشاكل ومغامرون صغار فقدوا الأمل فى مستقبلهم فإستهوتهم المخاطره بمستقبل الوطن. وعندما تكامل المربع إنهار كل شئ ولم يُغن المثقفون عن أنفسهم شيئاً . ولم يدفعوا عن وطنهم ذلك الفزع. لأنهم كانوا قد إنهزموا منذ زمن طويل حين فضلوا الصمت على الكلام والتقوقع فى الداخل عن المواجهه”
6 تعليقات على بالأسواق :الثوره بتاعة زمان بالخلطه التونسيه
أهلًا وسهلًا عزيزي جوزيف شفيق على شبكة شباب الشرق الأوسط حقيقي سعيد أني أقرأ أولى مقالاتك هنا، وعلّها تكون بداية لمقالات قادمة كثيرة!
لا أريد أن أتفائل، وفي نفس الوقت لا أتشاءم، مما يحدث في تونس. لأنه إذا نتج عنه تغيير حقيقي، وأتى شخص ولا هو إسلامي ولا هو من الحرس القديم، هتكون هذه الثورة الشعبية نجحت، وأيضًا هذا الشخص الجديد لن نملك مقومات الحكم على شخصه كاملةً الآن.
نظام بن علي وفّر الأمن والأمان، على الأقل، للتونسيين. ما يحدث من فوضى وانتهاكات وتخريب متعمّد للمتلكات وسلب ونهب من عصابات سواء نتيجة الإجرام أو الحقد الطبقي هو تحفّظي على أي ثورة، فالعنف والدمار والموت إحدى سيماتها، ولثاني مرة، هذا لم يحدث في عصر بن علي، رغم كل الفساد الذي يتحدثون عنه، ولكني لا أملك مستندًا عليه، سوى وثيقة واحدة من ويكيليكس.
للمرة الألف، أعلن تضامنى مع مثقفي تونس، ولكن أعلن تحفظي على كل الانتهاكات التي حدثت ضد الممتلكات الخاصة… وهقول خلينا نستنى ونحكم بعد شوية بعمق أكثر!
تحياتي
سؤال سريع، من هي الفتاة التي في الصورة السوداء هذه؟
زيدان انا مختلف معاك ، الفوضي و التخريب متوقع حدوثهم مع كل ثورة ، و كله بتمنه يا سيد ، و هيا الحرية ببلاش ؟؟ هما لية بيقولوا الحرية هي الاغلى ؟
جوزيف ، كل الثورات بتبدأ بالمبدأ السليم ، و يقوم الدهاه بتوجيهها لاهدافهم ، و في نهاية الثورة بتتحقق اهداف الاغلبية ، لكن مش دي نهاية القصة ، دي البداية بس ، و ترجع العجلة تدور تاني ، بعد ما الناس تنسي يعني اية “ثورة” و يعني اية “حرية” و تتحول الدساتير من “جميع الحيوانات متساوية” الي “جميع الحيوانات متساوية ، لكن بعضها أكثر مساواة عن اللآخريين”
أشكرك يا أحمد وأنا لى عظيم الشرف أن أكتب على شباب الشرق الأوسط لسبب هام بالنسبة لى .. أنه إن تجاوزت الخطوط الحمراء لأى موقع من المواقع التى أنشر بها ستبقى شبكة شباب الشرق الأوسط بسقف حريتها الأعلى
أنا متفق معاك فى إنتظارك لأن الثورات عادة تأخذ فتره زمنيه إلى أن يستقر الحكم فى يد سلطه ما أو إتجاه محدد ومثال لذلك ثورة يوليو كانت انقلاب ثم حركه ثم حركه مباركه ثم ثوره هذه التحولات لم تكن بين يوم وليله , أخذت سنوات
ومثال آخر : الكل يعرف أنه كان للإخوان دور فى الثوره وكانوا مؤثرين جداً فى قرارات السنوات الأولى إلى أن انقلب عليهم عبد الناصر وتخيل لو حدث العكس بل كانت هناك دعوات من داخل مجلس قيادة الثوره تبناها يوسف صديق بالعوده للثكنات وكانت هناك انقلابات لم تنجح من سلاح الفرسان ثم المدفعيه
فإنتظر ولكن لمدى طويل بعض الشئ فتوقعاتى أنه سيتم تشكيل حكومة انقاذ وطنى ثم تسقط ثم تشكيل أخرى وهكذا لأن دول المغرب العربى عندهم فن تشكيل حكومات الانقاذ
بالنسبه للفتاه كنت أتمنى أن أكون أعرفها بس الصوره من flickr و أعتقد أنها مُعبره عن المقال وليست تعبيريه!!
مايكل او مينا او شنودة (مصر): أنا متفق معاك إلى حد ما فى كل ما قلت ما عدا هذه الجمله ( و في نهاية الثورة بتتحقق اهداف الاغلبية ) فأهداف الأغلبيه تتحقق فى بداية الثوره بإزالة الطاغيه وهو المبدأ ثم يقوم ….الخ
ولكن توجد تجربتين مختلفتين إحداهما فى فرنسا والأخرى فى تركيا و رأيى أن الثورتين صاحبهما ثورات فكريه وثقافيه وإجتماعيه فلم يكن الهدف الأوحد هو التخلص من حاكم جائر ظالم
اقبل التصحيح ، يا جوزيف ، و انا معاك في موضوع الثورة الفرنسية لكن مش التركية ، تركيا بدأت العلمانية بالديكتاتورية ، اتاتورك اجبر الديمقراطية و الدولة العلمانية بالقوة ، لها مزايا و عيوب ، لكنها الان تتأرجح على شفا الفكر الديني مجدداً ، يا خسارة