عندما يريد أن يعطي نصيحة يصعد فوق أنف الجميع ويتكلم بكل كبرياء وغرور وتمكن وثقة و”يطرطش “كلام يمين وشمال في أي مجال وفي أي كلام انه الفلحوس الكبير …الغالبية من مجتمعنا أصبحوا “بتوع كله ” تتحدث في الدين تجد الجميع مشايخ وعلماء تتكلم في الطب تجد الكل دكاترة وأطباء . تسأل في الهندسة تجد الكل مهندسين كالعظماء , فلا إيمان بالتخصص فالكل يتكلم والكل يفتي والكل يريد إبراز رأيه علي الكل بل فرض رأيه علي الجميع؛ لذا نجد المجتمع تأخر مئات السنين وأصبح عليه طبقات من التراب لن تُزال إلا بالتخلص من هؤلاء المتفلحسين .
كيف تعرف المتفلحس ؟؟
في البداية بحثت كثيرا عن كلمة فلحسة ومتفلحس وفلحوس ولم أجد أي شيء مفيد يبين أن لها معني لغوي لكن أشعر دائما بأنها وان كانت لا توجد في القواميس إلا أننا كمجتمع مصري نشعر بأن لها معني موجود بيننا لذلك لو ذكرتها امام بعض فئات المجتمع لن يسألك عن معناها لذلك فهي لها معني في مجتمعنا .
لكن كيف نعرف المتفلحس … هذا الشخص موجود في كل مجموعة من مختلف الأعمار تجده بعينه له بعض الصفات التي يتميز بها عن غيره في بعض الأحيان تجد في صوته نبرات تكّبر وإيحاءات بالثقة ويكرر الكلمات التي يريد أن يجبرك بها أن تصدقه مع بعض “التشويحات ” بيده التي في بعض الأحيان ما يتخبط بها هنا وهنا .. هذا الشخص لو تحدثت أمامه في كل شئ تجد عنده معلومات حتى وإن كانت أكيده لكنها تبدو كعجينة من المعلومات مخلوطة بشوائب كثيرة من كافة المجالات والأفكار والمعلومات وتلك هي المصيبة .
الفلحوس له مشجعين و”فانز”..!
عندك حق يا فلحوس تلك الكمة أو غيرها من تأييد لذلك الفلحوس الذي يبدو أمامهم كالفيلسوف والذي ينتقد كل شئ بطريقة فلحوسية جادة ؛ لأن كل ما يراه يحتاج إلي تعديل أو تصويب أو ربما إلى لمسه ,بينما لو أسترضيته بكلمات سلسة رقيقة وتقربت منه كصديق ربما يرضى عندك ؛ عندها لن ينتقدك بل سيعطيك النصائح وحسب … لكن عليك أن تعرف أن نصائح ذلك الفلحوس ليست كغيرها … فهي ليس من نفس رتبتك الآدمية لكن إنها من العالم النجيب الذي وجد ل”يطلع عين أبونا” ويكرهنا في خلق الله .
أنا أعلم جيدا أن هذا الشخص قريب منك جدا و”محشور” في حياتك وتريد أن تتخلص منه , لكن سأخبرك كيف تتعامل معه لأنك لن تسطيع مهما فعلت أن تتخلص منه
كيف تتعامل مع الفلحوس …
هناك بعض الطرق للتعامل مع الفلحوس لكن تختلف من فلحوس لأخر حسب طريقة تعامله
الأولى هو أن تتلاشى التعامل معه ولا تجديه أي اهتمام وتجعل كل نظراتك إليه نظرات تحقير وكأنك “قرفان”منه. أو تتقرب منه حتى تنال رضاه وهذه هي الطريقة المضمونة لكن لا أنصحك بها. أما الطريقة الأخيرة والأهم هي أن تقف له كالـ” شوكة” لا تعطيه فرصة للكلام بمعنى أنك تقف لها بالمرصاد تجعله لا يتحدث في شيء تعلم أنه يتفلحس فيه ؛ ولا مانع من أن تتعصب عليه عدة مرات بطريقة “نرفوزية ” حتى وإن كنت ستظهر أمام مشجعيه و “فانزه ” كالهمجي كله فداء لأن يتجنبك ويحترمك .
كلمة اخيرة لكل فلحوس..
إتق الله فينا … إتق الله فينا … فنحن بشر ولنا طاقة وبجد أتخنقنا منكم اللي تعرف فيه اتكلم فيه اللي متعرفش قول مش عارف .
روى لي صديق مقرب من مدة قصة بعنوان “الخنفشار” أنصح بقراءتها فهي قريبة من كل فلحوس قريب من كل قريب فينا .
نقلته لكم من مدونتي من قسم دواية حبر ” مدونة حمودة “
3 تعليقات على الفلحسة والفلفسة
صدقت و الله يا عزيزي…….
التخصصية أمر هام، ولكن قضم تفاحة من كل مجال هو أهم من وجهة نظري. فأنا أحب أن أعرف كل شيء، ولست فلحوسًا ولا يحزنون.
صحيح الفلحسه انتشرت ولكننا في عصر المعلوماتيه الناس صارت تفهم في كل شيء ,ربما ليسوا متخصصين ولكن وسائل المعلوماتيه توفرت
المصيبه في من لايفهم ويريد ان يفرض جهله علينا
مقال رائع ونتمنا لك التوفيق