على الرغم من سعادتى بمشاركتى فى هذه الوقفة الاحتجاجية (وقفة دار القاضىء العالى اعتراضا على  إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة)واحترامى للجميع المشاركين من اصغرهم سنا إلى اكبرهم سنا  وتقديرى  للجميع الشخصيات المشهورة التى شاركت فى هذه الوقفة واحترامى للوطنية وحماس جميع الشباب من جميع التيارات السياسية الذين عبروا عن حبهم لهذا الوطن بطريقتهم ولكن من حقى ان اعبر عن حبى للمصر وحزنى عليها عبر كتابتى من وجهة نظرى المتواضعة اننى  رأيت كثير من السلبيات عندما قارنت بين الوقفات الاحتاجية والمظاهرات  وفكرة العصيان المدنى عامة  عندنا فى مصر وما حدث فى بريطانيا مثلا  أثناء اعتراضات الطلاب وأيضا مقارنة بما حدث فى فرنسا أثناء  مظاهرات الفرنسيين ضد  رفع سن التقاعد…

لاحظت ان الأمن المصرى يفعل مثل الأمن فى بريطانيا يقوم بتطويق المظاهرين تماما كما يحدث عندنا (هذا ما رأيته بعنيى فى هذه الوقفة الاحتجاجية فالأمن لم يقوم بمنعى أثناء دخولى للمظاهرة ولم يقوم باالقبض عليي أثناء خروجى على الرغم من خروجى مع بعض شباب الاخوان) ولكن هناك فارق كبير بيننا وبينهم ( الضمير هنا  عائد على الاوربيين مثلا)… الفارق الأساسى فى وجهة نظرى هو فى طبيعة  المتظاهر المصرى والمتظاهر الاوربى وأيضا عدد المتظاهرين .ففى دول اوربا مثلا يكون عدد المتظاهرين بالألاف مما يعطى فرصة لهم لكسر الحصار الأمنى لإن عدد المتظاهرين أكبر بكثير من عدد رجال الأمن …  ولكن فى مصر  هيهات  عدد المتظاهرين فى الوقفة الاخيرة مثلا لم يتجاوز 500 متظاهر على حد اقصى وبالتالى هناك عدد اكبر جدا من رجال الامن(طبعا الأمن بيبقى  أكثر من المتظاهرين بأربع اضعاف مثلا)*

مما يفقد المظاهرة تأثيرها ويجعل منها صراخ فى العراء تحت شمس حارقة…….. ما اقصده فى اجياز ان المصريين لو اهتموا وتحركوا ونزلوا بألاف الى الشوراع  وبطريقة سلمية تماما مثل ما يحدث بعد أى مباراة  للمنتخب سننجح فى اخضاع الأمن للمتظاهرين  وننجح فى كسر الحصار اأمنى بطريقة سلمية تماما (( ولاحظوا ان اعلم ما سيدور فى رأس البعض أن الامن سوف يكون رد فعله قاسى ولكن نحن لم نحقق الشق الأول لنعرف النتيجة هل نزل المصرين بألأف ؟ الاجابة بالطبع لا ))وبالتالى سوف تنجح فكرة التظاهر السلمى… لكن ما يحدث أن الشعب المصرى لا يكترث بهؤلاء المتظاهرين واجد المارة يشاهدون المظاهرة وكأنه فيلم رعب او فيلم جنسى يشد انتباهم للحظات ثم يكملوا طريقهم.. وكان الأمر لا يعنيهم وكان المتظاهرين يتظاهروا من اجل الوضع السياسى فى المريخ مثلا……….. هل هذا  السلوك يصدر عن شعب لديه ارادة حقيقية للتغيير؟؟؟؟؟؟ الاجابة بالطبع لا  فحق بلا مدافع عنه يفقده  أهميته  ولو ذهب الحزب و الوطنى وأتى اى حزب مكانه او حتى لو ملاك وحكم شعب مثل هذا سيتحول الى  لص للثروات شعب بلا ارادة(على غرار المثل الشعبى القائل المال السايب يعلم السرقة)

أيضا من السلبيات التى  رأيتها أن كل تيار سياسى يريد أن يأخذ المظاهرة فى إتجاه أيدلوجيته (يعنى بالعامية المصرية كل واحد عاوز ياخدها لحسابه) فذاك ذو اتجاه دينى رديكالى فيهتف بشعارات دينية ويقوم برفع المصاحف وكأن النظام السياسى نظام  كافر …وهذا يهتف هتافات يسارية ويهتف هتافات ضد الإمبريالية الأمريكية …وذلك يهتف هتافات ثورية  ما انزل الله بها من سلطان… وكلهم تركوا الهدف الأساسى من الوقفة التى نزلنا من أجلها وهو  الاعتراض على  النتيجة الانتخابية.. وهذا يهتف ويبحث عن من يرفعه على الاعناق لكى يظهر فى القنوات الفضائية بل كنت اجد   تقسيم داخل الوقفة ذاك يهتف باسم عبد الناصر وذلك يهتف ضد السادات وهذا يعلى صوته بالهتاف لكى يصبح هو القائد الشعبى للمظاهرة حاجة تحزن فعلا..  وأ:ثر ما أثار غضبى هو ان كثير من المتظاهرين يرفعوا صور عبد الناصر  وكأن الرئيس عبد الناصر  أرسى الديمقراطية وكانه غير مسئول عن ما يحدث فى مصر الأن من تدخل رجال الجيش فى الحكم.. أيوجد أستخفاف بعقول الناس أكثر من ذلك .. وهذا يرفع المصاحف وكأننا فى معركة الجمل الاسلامية الشهيرة  ونحتكم الى  المصاحف مثلا

إنى شعرت بحزن وإحباط أن من المعقول اننا كمعترضين على الحياة السياسية حاليا لا نستطيع تنظيم وقفة احتاجية كيف لنا بتغيير الحياة السياسي  كيف لنا بخلق بديل سياسي حقيقى

عفوا اننا كمعارضين لم نخلق البديل القوى  الذى يجعل مننا بديل للنظام السياسى . اننا كاحزاب معارضة بعد اربعة اعواوم قضيتها كمعارض لم نستطع  بناء انفسنا من الداخل وبناء تنظيم يكتثب ثقة الجماهير المصرية التى فقدت الثقة فى كل السياسيين سواء معارضين او فى الحكم

اننى نزلت الى هذه المظاهرة وانا على يقين ان الأحزاب المعارضة حتى ان لم  يكن هناك  تزوير  لن تحصل على اكثر من هذه المقاعد وانى  نزلت الى وقفة من اجل 88 مقعد اخوانى

وللحديث بقية ان كان لينا عمر