هذه هي رابع تجربة انتخابية أشارك فيها ولكنها مختلفة هذه المرة. ففى المرات السابقة شاركت فى إدارة الحملة الانتخابية ولكن هذه المرة أشارك فى إدارة الحملة وأشارك أييضا كمندوب لأحد المرشحين المستقلين فى احدى اللجان.رأيت هذه المرة ما يؤكد لى فكرتى القديمة اننا كمجتمع غير مؤهلين للديمقراطية وان المشكلة اكبر من حزب يحكتر السلطة لمدة تزيد عن عشرين عام وهذه بعض الممارسات التى رايتها فى دائرتى. رأيت ما جعل قلبى يدمع حزنا على هذا البلد الضائع اهله. كانت دائرتى الدائرة الثانية فى محافظة 6 أكتوبر دائرة الحوامدية ولكنى واثق ان ما رأيته حدث فى كل مصر ولم يحدث فى دائرتى فقط وانا حاولت جاهدا فى هذه الكلمات المتواضعة رصد وتحليل ما رأيته وهذا جانب مما رأيت:
1. عصبية مقيتة… الكل يتعصب على أساس العائلة والقبلية فهذا قريبى وذاك نسيبى او عديلى او ابن قريتى ولتذهب الافكار والبرامج الانتخابية الى الجحيم… فلا داعى لها لانها لا تشغل بال الناخب المصرى وقت التصويت. ويكفى الاختيار على أساس القبلية وهذا يؤكد اننا كمصريين ما زالنا نفتقد ثقافة المدنية والدولة الحديثة واننا ما زالنا نحيا فى مرحلة وسط بين الدولة ونظام القبيلة والعشائر…
2. نسبة الأمية مرتفعة جدا، وبالتالى سيكون الاختيار عن طريق التلقين من على باب المقر الانتخابى بالرموز (اننا فى القرن الواحد والعشرين ومازال ناس بتختار بالكورة والبطة والهلال والجمل) فيدخل الناخب الأمى ويقوم باختيار الرموز وهو لايدرك اى فكر للمرشح الذى قام بإختياره ولا يدرك برامجهم ومن الممكن ألا يعرف اسمائهم…. (كيف نساوى بين ناخب مثل هذا وناخب اخر مثقف او مفكر او عالم او مبدع.. حقيقة انى فى حيرة فى ذلك الأمر)…………… واحيانا كان يقوم عضو اللجنة الانتخابية الذى من المفترض ان يكون محايد باستغلال امية الناخب ويختار من يريد طبعا طبقا لاهوائه الشخصية او طبقا للمال والرشوة التى أخذها من مرشح ما ومن دفع أكثر (وياحسرتاه على الشفافية والحياد!)
3. ثقافة التزوير: رايت اكثر من شخص تابع للمرشحين الوطنى وانا اعرف بعضهم شخصيا وجلست معه أكثر من مرة ورأيته وهو يسب ويشتم الفساد وينقده ولكن هيهات رأيت اتباعهم يقومون برشوة اعضاء اللجنة الانتخابة مقابل التزوير لهم او ما يعرف فى لغة الانتخابات بالتسويد وهكذا فسد الحاكم والمحكوم وهكا اصبح القانون الانتخابى فى مصر ان تقوم بدفع رشاوى وتقوم بتسويد وتزوير الانتخابات لصالحك وهكذا ارسى النظام فى ثقافة هذا الشعب ثقافة التزوير.
4. ولكن أسوأ ما رأيت هو أن أكثر من 12 بودى جارد مفتولي العضلات قاموا بغلق اللجان للمرشح الوطنى الراجح كفته(كما نعلم هناك وطنى اصلى ووطنى تايوانى ههههه) تحت رعاية رجال الشرطة الذين قاموا بمجهود فظيع (طبعا بتريق لحد يفهمنى غلط هههه) فى اكل الوجبات وشرب السجاير والشاى وتحت رعاية بعض صغار ضباط امن الدولة, قاموا بمنع الناخبين من الادلاء بصوتهم…. وكانت إجابة من قابلتهم من ناخبين بطريقة المصريين الساخرة عندما اوجه لهم سؤال “هل انتخبت”؟ فيجيبوا، “لا هما انتخبولى”… ويضحك ويكركر!
وهكذا اصبحنا فى دولة البلطجة ورجال الشرطة الساهرين على خدمة النظام فقط واوامره ولتذهب دولة المؤسسات الى الجحيم..
النظام الحالى استطاع ان يؤدى الى فساد الحاكم والمحكوم.. منذ سنة 1952 الى الأن واصبحت اهم سمة للرجل السياسة الناجح المال والعلاقات والبلطجة ولا عزاء للفكر السياسى.
ان مجلس الشعب القادم لا يخرج بين فاسد او مفسد (اسم مفعول بفتح السين) وكفاية بقى كده لا اريد ان احكى بقية ما رأيته لانى اعلم كم الاحباط فى هذه التجربة. ولكنى من واقع تجربتى لا أثق فى أى نتخابات تجرى فى مصر الا فى ظل إشراف قضائى كامل وحتى ان اغلقنا المحاكم قبل الانتخابات حتى نضمن مجلس محترم.. ويجب على منظمات حقوق الانسان أن يتقوا الله فى هذا الوطن وان يستغلوا المال الذى يحصلون عليه فى توعية المصريين توعية حقيقية!
تعليق واحد على وهكذا فسد الحاكم والمحكوم! (شهادتي على انتخابات مجلس الشعب الأخيرة)
شكرًا يا عطية على التغطية. مثلما قلت أنت، فهذا ليس جديد على الانتخابات المصرية، ولكني أرى أن هناك جديدًا في الانتخابات الماضية، وهناك أمل في أن مستوى ذكاء النظام المصري الحاكم يتحسن أخيرًا.
فإذا كان يتم التزوير في الماضي، لينجح 80 إخوانجيًا، فإن التزوير هذا العام تم بغرض واحد، وهو القضاء على المعارضة الإخوانجية، وفعلًا، الإخوان: لم ينجح أحد. يمكن نائب واحد بس. وأكيد هذه الدائرة، وهي الدايرة الثالثة أو الرابعة، نسيها الحزب الحاكم، مش معقول يكون دي الدايرة الوحيدة التي لم يزور فيها! لول!
كلمتي الأخير: لقد تم تزوير الانتخابات هذا العام بهدف عير نجاح الوطني، وهو إبعاد الإخوان… والهدف نجح بنسبة خطأ أقل من 0.5%.. على رأي والدي: “لما الحكومة بتحب تعمل حاجة بتعملها.”
فاصل من الكوميديا السوداء!