مساء أمس كنا جالسين كعائلة مشجعة
ولن نختلف في رأينا بتمني الفوز للمنتخب العراقي
الذي كان يلعب في كأس الخليج مع نظيره عُمان
ببساطة لأننا عراقيون ولايوجد شخص عراقي
لايتمنى الفوز ! فنحن خسرنا ماخسرنا والشعب ينتظر
الفوز في الكرة على الاقل ..
نلعب ومازال التشجيع مستمر حينها انا انظر الى التلفاز
ودماغي يفكر بالاسئلة : أذا فزنا سنتاهل ولكن كم طلقه سنستمع
إليها محملة بمشاعر الفوز والفرح لا الحزن والدمار ! انا ضد هذه الفكرة
وبنفس الوقت اريد الفوز . ياترى ماذا افعل ؟
لاشيء الا إيصال الفكرة ربما يفهمني أحد ..
تأهلنا .. ولم اسمع صوتاُ إلا صوت الطلقات المستمرة
نحن كنا نشجع بطريقة ” حضارية ” والان نصمت بطريقة
مخيفة بإنتظار طلقة ما لتثقب مكان ما في منزلنا , أو
بإنتظار نداء استغاثة لمن هم في الشارع صدفة ربما
وجاء قدره مع طلقة الفرح !
ياترى الم يفكر حامل السلاح بعواقب هذا
الاستعمال ؟ اليس من حق البرلمان العراقي
ان يصدر عقوبات لمن يستعمله بهذه الطريقة ؟
أين هم من هذا كله ؟ ماذنب الذي يأتيه اجله من اجل تأهل
لكأس الخليج وليس أمم أسيا حتى ؟
لنقف قليلا في مشهد أخر قبل ايام كان
هناك عزاء لفقدان شخص ما ولن يستطيع أحد
ان يخرج لكثرة الطلقات والرمي المتواصل
فهو حزن الان
وقبل فترة اخرى هناك عرس الشاب فلان
ولن يتوقفوا عن الرمي ايضا
فهو فرح الان .
ها هي التناقضات الي نعيشها
لا نعلم كيف نفرح من اعماق قلوبنا
ولا نعلم كيف نحزن أيضا ؟
دوما هناك تشابك بين الاثنين
نفرح – نرمي – يموت فلان – نرمي ويموت الاخر
وهكذا سلالة الطلقات تستمر
ولا توعية ولم يخرج مسؤول للتكلم والتحذير من هذه الافعال
في نفس الوقت انا وددت التخلص من هذه الاصوات
واصبحت مشاعر الحزن اكثر من الفرح !
فتحت الموسيقى ! بصوت عالي وفتحت
الفيس بوك ! ولم أجد الا الاصدقاء الذين تراودهم
الاسئلة مثلي وبات الجميع يسأل عن هذه الطريقه
المعبرة للفرح وكيف نتخلص منها؟
ومن التعليق المضحك لشاب
” نحن نحتفل أحتفال ساخن ” فكل شيء ساخن هنا
حتى شمس الصيف التي لاتود الرحيل عنا !
ففشلت التجربة ولم اتخلص من هذه الاجواء
لكنني انتظر الاجابة ! هل ان الطلقات هي المعبر الوحيد
عن الفرح والحزن ؟ ومتى سنصل الى الامان المعدوم ؟
واذا فزنا وليس تأهلنا في المرة القادمة هل سنستمع الى
” هاونات أم صواريخ أرض أرض ” مثلا ؟
دعونا نفرح بحضارة فنحن شعوب الحضارة .
أنتهى الى حين وجود مناسبة اخرى محملة بطلقات
نأمل إلا تكون حزن !