أعزائي الأنصار،

منذ أسبوعين مضيا، كنا أول من زفّينا نبأ الإفراج عن كريم عامر على موقع حملة أفرجوا عن كريم عامر!، بعد قضائه أربع سنين محبوسًا في سجن برج العرب، شماليّ مصر.

عمِل تحالف أفرجوا عن كريم عامر! (Free Kareem Coalition) جنبًا إلى جنب أفراد ومؤسسات لا حصر لهم على مدار الأربع سنين الماضية لرفع درجة الوعي العالمي بمدى عدالة قضية كريم عامر وصراعه المرير لنيل حريته. ومع خروج كريم، تتكلل مهمتنا أخيرًا، ولذا وجب نشر هذا البيان الذي يحتوي على بعض الحقائق الهامة.

جزء من مهمة تحالف أفرجوا عن كريم عامر! كان منطويًا على جمع تبرّعات لتنظيم مسيرات وحملات دعائية لحملة أفرجوا عن كريم عامر! حول العالم. وقد تمّ بالفعل جمع مبلغ 4،368.26$ (أربعة آلاف وثلاثمائة وستة وثمانين دولارًا أمريكيًا). سددنا من هذا المبلغ 1،026.80$ (ألف وستة وعشرون دولارًا أمريكيًا) لمنظمين الحملات حول العالم لتغطية نفقات طباعة النشرات الإعلانية، اللافتات، والمواد اللازمة لإنجاح وزيادة تأثير هذه الحملة، بالإضافة لجذب انتباه الإعلام المحلي والعالمي لهذه المظاهرات العامة.

أرسلنا لكريم عامر نفسه 500$ (خمسمائة دولار أمريكي) آخرين أثناء فترة حبسه، لتوفير غذاء وملبس ولوازم أخرى أساسية لراحته الجسمانية داخل السجن، عن طريق الصديقة المشتركة، بيننا وبين كريم، المدوِّنة المصرية شاهيناز عبد السلام، وهي من اهتمّت بأمر كريم عن كثب، وكانت أول من شكرها كريم في رسالته لنا فور خروجه من السجن.

يتبقّى اليوم بحوزة تحالف أفرجوا عن كريم عامر! مبلغ وقدره 2،841.46$ (ألفان وثمانمائة وواحد وأربعون دولارًا أمريكيًا). وحينما لاح موعد إطلاق سراح كريم، قررنا تسليم كريم المبلغ المتبقّي، للتصرّف فيه كيفما يشاء. ولكن بعد مراسلات متعددة بيننا وبين كريم عامر، قرر كريم عدم احتياجه لمبلغ التبرّعات، بل وأبلغنا أن القرار يرجع إلينا أولًا وأخيرًا بخصوص المبلغ المتبقّي.

تحقيقًا لغايتنا، قررنا إعادة التبرّع بالمبلغ المتبقّي كاملًا لمؤسسة مُدافِعة عن حرية الصحافة، وهي منظمة مراسلون بلا حدود(Reporters sans frontières)، علّنا نساهم، ولو بجزء صغير، في مساعيها الرامية للدفاع عن حرية الصحافيين في الكتابة والتعبير حول العالم. فقد بارزت منظمة مراسلون بلا حدود طويلًا من أجل حرية الصحافة – بل وعملت بنفس الروح لتعريف العالم بمآساة كريم، كما لازالت تدعمّ الكثير من قضايا حرية الصحافة في بلده مصر.

يعتقد تحالف أفرجوا عن كريم عامر! أن هذه التبرّعات تعدّ أفضل تتويجًا لجهود التحالف المُضنية للإفراج عن صحافي صغير عبّر عن آرائه بجرأة وشجاعة، ولكنه عوقب ببشاعة في المقابل. ولذا، نأمل أن تساعد هذه التبرّعات، بأي شكل من الأشكال، مدوّنين وصحافيين آخرين قد يلاقوا نفس مصير كريم، ولكن لا يجذبوا نفس الانتباه العالمي.

سوف يتمّ التبرّع بالمبلغ في غضون أسبوع أو اثنين من اليوم، وسوف ننشر دليلًا موثّقًا بالتبرّع على موقع حملة أفرجوا عن كريم عامر!

في النهاية، لا يسع تحالف أفرجوا عن كريم عامر! إلا شكر 86 متبرّعًا أسهموا في دعم هذه الحملة ونشرها على نطاقات عالمية واسعة، بالإضافة لأشخاص كثيرين لم يألوا جهدًا ماديًا أو معنويًا، وأحاطونا طوال أربع سنين بالنُصح والتشجيع المستمر.

نرجو أن نكون قد صنعنا فارقًا من جرّاء هذه الحملة، ونتمنى لكريم، في الأخير، حياة كريمة وهنيئة وحرة!

كريس كيلمر، أمين صندوق تحالف أفرجوا عن كريم عامر!

29 نوڤمبر/تشرين الثاني 2010*

وهذه رسالة أخرى من السيدة شاهيناز عبد السلام المقيمة حاليًا في پاريس:

إلى كل الأنصار،

رسائلكم لكريم كانت مؤنسًا وصديقًا له بين غياهب سجن برج العرب، كانت دافعًا كبيرًا له وأملًا. وقد شكّل دعمكم المتواصل ومظاهراتكم أمام السفارات المصرية حول العالم ورقة ضغط كبيرة على النظام المصري، مما ساهم في حماية كريم، الذي لم يشعر لثانية أنه وحده مطلقًا.

وقد وصفت لكريم مرارًا في رسائلي أو خلال زياراتي له كمّ الدعم والجهد والمساندة التي تحظى بها قضيته العادلة حول العالم.

شاهيناز عبد السلام

ناشطة ومدوِّنة

* للإطلاع على نص رسالة كريس كيلمر الأصلية بالإنكليزية، إضغط هنا!