بحسب الويكبييديا العربية فأن الغيره هي:- ”أفكار وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يعتقد الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركا أو غير مدرك أنه يشكل تهديدا”.
من ناحية تطورية فإن الغيرة هي تكيف ساعد الانسان على توريث جيناته الى الجيل اللاحق، ولا علاقة للغيرة بما نسميه “أخلاق” الا بالسنوات المتقدمة من تاريخ الانسان الحديث ، حيث ان جميع التصرفات التي كانت “تكيفا للبقاء او لتمرير الجينات او للحماية ” اصبحت متعلقة بمنظومة الاخلاق .
وكان أحد شعراء العرب في الجاهلية مشهور عنه بالغيرة الشديدة وكان أصحابه يحذرونه منها فلما تزوج كان يسير هو وزوجته في الطريق فرأى رجلاً ينظر إلى زوجته فطلقها، ثم تعرض للوم من أصحابه فقال لهم
سأترك حبها من غير بغض ………ولكن لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام ………رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأُسُود ورود ماء ………إذا كان الكلاب وَلَغْنَ فيه
إذن ان ما نتصوره اخلاقا هو بالاساس سلوكيات بدائية ساهمت بحفظ النوع الانساني مثلها مثل الشجاعة بوجه الاعداء او الخوف من الثعابين والنار وفوبيا المرتفعات .
وفي مظاهرات حکومية في مدينه اصفهان لدعم الحجاب والاحتجاج علي النساء الغير محجبات – کان احد الشعارات ” اي مرد غيرتت کو؟ ” أي ” ايها الرجل اين غيرتك ؟ “
ان تغليف المرأة بغلاف الشوكولاته اي -الحجاب والنقاب- له اثر تطوري فالمرأة ستكون محمية من انظر الاخرين فبالتالي لايمكن معرفة مفاتنها، من لون الشعر وشكل الوجه ولون العينين وعرض الخصر وحجم الاثداء ، كل هذه مواصفات تطورية تعتبر قفزة نوعية في انتخاب النسل الاصلح ، لهذا فالشخص حينما يقترن بفتاة يحاول منع اي امر يؤدي الى ان تتركه الفتاة، لهذا تم اختراع شيء اسمه الحجاب او النقاب او حتى مؤسسة الزواج وهي صفة مدنية لها اثر تطوري قديم تعني بان المرأة لي وحدي ويقوم الرجل بدفع مهر للمرأة تعبيرا عن الملكية ، للان ما زال الزواج موجودا لا اعترض عليه طبعا لكني اعترض على المهر فالزواج هو منفعة متبادلة بين حرف ال U وحرف ال I فلماذا ندفع الاموال من جهة واحدة ، في الهند المهر على الزوجة لا الزوج . المفروض يلغى المهر ويعوض عنه بالهداية الجميلة لاننا تجاوزنا مرحلة الملكية للمرأة .
والغيرة تفسر بعدة امور تتعلق بالاسس البايلوجية للبقاء وهي (الحياة”الصراع من اجل البقاء “) و(توريث الحياة”توريث الجينات للجيل اللاحق”) و(حماية هذه الحياة”من خلال منع اي اعتادءات وتبسيطها وجعلها مرفهة الى اقصى حد “) ، فغيرة الرجل من الرجل تكون اما لوجود امتيازات موجودة في الرجل الاخر كالوسامة والجسم المنسق او طول القامة او الثراء او المنصب الاجتماعي و الوظيفي وكل هذه المناصب محفزات للحصول على اقتران الاناث المنتخبات .
فتطوريا الانثى تفضل الوسيم او الوجيه اجتماعيا (الوجيه اجتماعية يوازي الثري عندنا لان زعيم القبيلة بيده كل شيء ويملك قوة القبيلة وسلطتها و…الخ . ) فكل هذه الامور التي تعددت الطرق للحصول عليها رغم ان الاقتران مع من يملك وجاهة اجتماعية لا معنى له كتفضيل اقتران جنسي لان الجنس هو الجنس لكن تطورياً النساء ترغب بمن يملك الوجاهة الاجتماعية او الثراء لان هؤلاء يمثلون الحماية والقوة لنفسها ولذريتها كذلك الوسيم القوي صاحب العضلات والطويل فيتمثل بنموذج الحماية المطلوبة من الاخرين .
اما غيرة الاطفال فتقع بنفس البوتقة وهي الحصول على امتيازات موجودة عند الاخرين تتمثل بالحماية والعطف اوالحنان الازيد والموجود عند الطفل الاخر ، او الطعام المتمثل بالحلويات وغيرها .
من ناحية علم النفس التطوري هناك ثلاث ركائز لتفسير المظاهر الاجتماعية والنفسية هي : القدرة على البقاء وتوريث الجينات وحماية الحياة وتطويرها نحو الرفاهية.
فاذا كانت بعض المظاهر هي تكيف تطوري ، فمالداعي لبقائها في زمن امكن لنا حماية نوعا باساليب مختلفة كابتكار القوانين والانظمة خصوصا ونحن كائنات ذكية ؟ .
ملاحظة الموضوع سريع جدا ويفتقر للتوثيق العلمي الا انه مستند اساسا على ركائز علم النفس التطوري وهو حصيلة مناقشة في منتدى طبيعي
علي شان
2 تعليقات على نحو تفسير تطوري للغيرة
أطروحتك رائعة، وتحليلك منطقي جدًا صديقي علي!
أشكرك لمشاركتنا هذه النفائس النفستطورية.
الزميل طيب الذكر علي شان ، كالعادة رائع ونتمنى لك العودة في منتداك “طبيعي”.
بالمناسبة انا قرأت المقال منذ مدة طويلة جدا وانت من اشار لي بقراءته لكني عدت له للاشارة اليه في مكان ما.