يبدو مطلب فصل التعليم عن الدين مطلبا حالما جريئا في مجتمع الأمية ضاربة إطنابها فيه..كلنا تعرضنا للقهر الديني في البيت ثم في المسيد نحفظ آيات وسور طويلة تتكلم عن الجحيم و العذاب..عقول غضة تتجرع الخوف المقدس تحت طائلة العصا الغليظة للفقيه الغاضب..لم نكن ندري لماذا وكيف ومع ذلك يجب حفظ كل تلك الآيات الطويلة و الصياح بها..كبرنا وكبر معنا التبجيل الخائف من القوى الرهيبة القادرة على إنزال عقوبة الحرق..في المدرسة تعلمنا ضرورة تقديم قربان الطاعة بحركات قالوا لنا إنها الصلوات الخمس الواجبة..تعلمنا الحذر من البول و الغائط..وفتاة ذات 6 او 7 سنوات لم تدري أن الدم الذي يخرج من جسدها مدنس.. بحثت عن الدم فلم تجده سالت أمها ببراءة فنهرتها..يمر المعلم سريعا على خروج المني النجس بدون شرح.. عرفنا انه شيء لا يجوز السؤال عنه..قلنا ربما المني شيء كنار جهنم ..عرفنا أخيرا عندما بحثنا بسرية تامة انه يخرج من تل الجلدة التي نتبول منها..إشكال كبير في عقول صغيرة تتفتح على الحياة لكن تعودت على الألغاز و تأجيل الأجوبة..احفظ بسرعة.. إياك و الغلط أما الفهم فمؤجل بعد الموت في مكان رهيب يسمى الآخرة… بعد أن كبرنا تثاءبنا أمام دروس الحج و الإرث.. لم يكن همنا سوي نقطة ثمينة لبلوغ النجاح..لا داعي لفهم لماذا.. تعلمنا تأجيل الفهم وأصبح الدين كتاب بئيس يسمى التربية الإسلامية ونفع براغماتي للامتحان العصيب.
27
نوفمبر
2010
ذكريات لا يطالها النسيان
هذه التدوينة ادرجت ضمن تصنيف أطفال, الأسلمة, الإسلام, الدولة والفرد, الرقابة, الشباب, الفردانية, القضايا الاجتماعية, المرأة, الهوية, جنس, حرية الرأي والتعبير, حرية العقيدة, علمانية, مقالات مختارة.
تعليق واحد على ذكريات لا يطالها النسيان
أهلًا وسهلًا بك أستاذ قاسم الغزالي على موقع شباب الشرق الأوسط العربي!
جاءت مقالتك الأولى لاذعة وموجّهة ومكثّفة… وأنا أحب هذه اللدغات القصيرة الماكرة جدًا!
في انتظار المزيد منك!
تحياتي