فجاة وبدون مقدمات اختفى “البرادعي” من الساحة تاركا خلفه العديد من التساؤلات على الرغم من ان الكثير توقع هذا منذ البداية!!!!

فمنذ عودته الى مصر في 23 فبراير الماضي دار حوله الجدل ما بين مؤيد ومعارض و… ومتشكك , فقد ايده الكثير من المعارضين وعلى راسهم الاخوان المسلمون , و حزب الغد , وحزب الجبهة الديمقراطية , وحزب الوسط , وحزب الكرامة , وحركة شباب 6 ابريل , والعديد من كبار المفكرين والمثقفين …. لكن كان هناك من يعتقد من البداية ان البرادعي مجرد ظاهرة لن تستمر طويلا وسرعان ما تزول , واعتقد البعض انه مجرد خطة جديدة من خطط التوريث .

وتم انشاء الجمعية الوطنية للتغيير التي قام برئاستها “البرادعي” على الرغم من انه لم يكن متحمسا لانشائها من البداية بل دفع الى ذلك دفعا بواسطة الحاضرين في منزله اثناء اجتماعهم به في 23 فبراير على حد قول الاعلامي “حمدي قنديل” احد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مقاله بعنوان ( أسرار الخلاف والاتفاق مع البرادعي) هذا المقال الذي نشر بتاريخ 7/6/2010 والذي كشف الكثير من الاسرار التي لم نكن نعلم عنها شيئا , ابرزها الخلاف بين البرادعي ومعظم قيادات الجمعية الوطنية للتغيير, و ان البرادعي ضعيف الثقة في النخبة , كما ان نواياه ازدادت غموضا !!!! او كما وصفه عصام سلطان القيادي بحزب الوسط ان(الغاطس في شخصية البرادعي اكثر من الظاهر فيه ).

واخر ما صرح به البرادعي هو ضرورة مقاطعة الانتخابات حتى لانمنح الشرعية للنظام كما انه لم ينضم الى اي حزب مضيعا فرصته الاخيره في الانضمام لحزب معين او تاسيس حزب جديد يراسه هو (ان كان معترضا على الطريقة التى انشئت وتسير بها الاحزاب الاخرى) وبذلك طبقا للدستور لن يكون له الحق في الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة , ثم سافر الى الخارج تاركا الجمل بما حمل في صورة سلبية ليس لها مبرر سوى انه ضعف امام التحديات وظن انه خسر المباراة بخسارة اول جولة فقط راميا خلف ظهره احلام الملايين ممن كانوا وضعوا امالهم عليه وعلى مطالب الجمعية الوطنية للتغير .

هذا كان نقل مختصر عن ظهور البرادعي والاراء التي ذكرت حوله , لكن دعونا نحلل الامور بمنطقية دون تحيز او معارضة , دعونا نتسائل هل مقاطعة الانتخابات هي الحل ؟ وماذا سيحدث اذا قاطعناها ؟ لن يكون هناك شرعية للنظام! , وماذا بعد ذلك ؟ لن يحدث شئ …. اذا البرادعي لم يكن مصيبا في فكرة المقاطعة , لم يكن يتمتع بفكر سياسي او ايجابي جيد على الاطلاق , هل تواجه السلبية بالسلبية ؟ هذا هو مافعله البرادعي … قرر المقاطعة وسافر مبتعدا , اليس من الافضل له ان يهتم اكثر بجمع التوكيلات على طلبات التغيير على امل ان ينقذ ما يستطيع انقاذه ؟! اليس من الافضال ان يستغل شعبيته وجذب الانظار اليه ليوعي الشعب ويبث فيهم روح الايجابية والتغيير ؟!

فالواقع البرادعي خيب امال الجميع واثبت ظني فيه من البدايه بانه لايصلح قائدا على الاطلاق .

لكن الاصح في ان يكون سؤالنا هو ماذا بعد البرادعي ؟ هل ستستمر حركة التغيير؟! اعتقد ان بمصر العديد من الرجال الذين يستطيعون قيادة حركة التغيير, لذا ارجوا الجميع الا يفقد الامل ونستمر في هذه الحركة ….. وللحديث بقية .