عندما لايوجد مؤرخين حيادين ينتهي عالمنا الى أشخاص يكتبون التاريخ وهم جالسون في شقق فارهه تبعد عن ما يكتبوه ألوف الاميال ,اليوم العراق يكتب ويسطر ويوصف من قبل اشخاص شاهدوا جانب واحد منه ولان القوى والمال ورائهم فهم اليوم من يتربع على عرش الحقيقه وليمضى الباقون للجحيم
بعد حرب 2003 وتغير الوضع في العراق خرج علينا كم هائل من الاشخاص من كل صنف ولون وبدؤا يتكلمون جميعا بنفس الوقت , وفجأة اصبحنا مقسمين الى ناس وجماعات وبيننا وبين اصدقاء لنا بحور من الدم والكراهية والظلم
بداء كل شخص يحول التاريخ والاحداث التي مضت كما يريد ,فتجد اناس يصبحون قديسين واخرين يصبحون ابطال ,وكل شخص ارتدى عبائه ووقف على المسرح ليحكي لنا مقامات ابو الورد في تاريخ العراق وحاضره ومستقبلنا حسب وجهه نظره
قدري فرض ان اكون مولودا في عالم من الصراع العراقي , وقضيت اعوام مراهقتي وبدايه شباب في قلب الصراع ,عاصرت من طفولتي ثلاث حروب ,وكنت معلقا بين عالمي المعارضه والمواطنه العاديه بلا سابق قرار مني ولكن لظروف قهرية
وعندما بدات مسرحية مابعد السقوط ,بداء الكل يحاول ان يضعك في دور معين ,وبعد مدة من الوقت وجدت نفسي اعامل حسب دور ليس لي به اي علاقه او حتى اهتمام
ووجدت اشخاص مصرين ان يعرفوني على اساس هوية لاوطنية ولافكريه , ولكي اعيش كان لابد ان احارب التصنيف ,وفي النهايه انطلقت في رحله للبحث عن الهوية وتلك الرحله لاتزال مستمرة
في العراق يوجد من يحلل الوضع كما يشاء ,يعلق خيباته على الشعب ,ويعلق خيبات الشعب على البلد ,وحال البلد على التاريخ ,والتاريخ على الله ….الخ
يردون ان يقنعوا انفسهم بهوية المظلوميه الجديده ,التي ترث مظلوميتها من تاريخ طويل يدخل فيه الله والاحداث والواقع والخيال,ومظلومين اخرين وجدوا انفسهم يحاكمون على مالايد لهم به ومتهمين بتمثيل نظام او فكر فقط لان هناك من يريد ان يقنع الجميع بفكره الفرق والملل
واسوء من وجدت في رحلتي للبحث عن الهوية كان هم من دخلوا علينا وفي جعبتهم كتاب وصورة مناضل على قميص ويحملون قنينه ماء ويقبلون تراب الوطن
واخطر من شاهدت من تجمع حولهم من مدعي الفكر والثقافه ,فالجماعه استحلوا فكرة الانقسام وصاروا ينغمون فشلهم للوصول للكراسي على انغام التمدن
وجوه وعبارات رنانه وكلام عن المساواة والعدالة ,وفي العمق مساومات على المبادئ ارخص من مساومات على سعر ليلة مع فتاة ليل
مثقفين يكتبون تاريخ مزور عن عراق اخر ,ومفكرين يعلمون جيلا من الناس كيف يكرهون قوميتهم ويكرهون من يحملوها من ابناء بلدهم وماحوله
قصص عن عالم سراديب ومؤامرات ودوامات وبلد كاننا لم نعش به يوما ,والا تعس من يحكي لك قصص عن واقعنا وناسنا واصدقائنا وكأننا لم نكن هناك ولم نعش فيها او نعرف مايحدث في الشارع لحظه بلحظه
ناس تغتال الفكر والتاريخ بكلماتها المملؤه غل وحقد, واقنعه مثقفين تخفي طائفيين حتى العمق وتطرف اسوء من تطرف الارهابين
تاريخنا وواقعنا يكتبه عميان وناسنا يعلمهم خرسان وعقولنا يملؤها بحقدهم الغريب علينا
كيف سيقراء القادمون تاريخنا ويعرفوا حكايتنا ان كنا سنترك ارشيف حكايتنا مكتب بخط ناس يكرهون ناسهم وبلادهم ؟
حزني على وطن سيدفن في قبر بلا شاهد وتاريخ مشوه
6 تعليقات على كتابة تاريخ مشوه
Good article. Why I feel that you are criticizing certain Iraqi historian who likes to elaborate on the Iraqi scene from his exile!
لا والله مافي شخص في بالي معين ,انا اصلا مزعوج من ال2003 من كل الاشخاص الي بيكتبوا عن العراق وتاريخه ,وخصوصا في ناس بيكتبوا سير شخصيه و روايات وعاملين افلام , يعني مثلا من الحقيقه ان هناك كان اعتقالات وتنكيل بالمحجوزين في عهود سابقه ولكن بعض الاشخاص ممن يكتبون عن تلك الفترات يحولون الامور لقصه اقرب لفلم الرعب الامريكي مجزرة تاكساس
انا شخصيا تم احتجازي في عهود سابقه ولكن الامور لم تكن بنفس الدراميه لمؤرخينا اليوم , هناك اشخاص يتكلمون عن شخوص واحداث كنا موجودين فيها لايمكن ان تغيب عن بالنا وتقديم نسخ مشوهه عنها يثير الدهشه
مقالة رائعة يا دكتور وميض!
تدوينة رائعة
و لكن تزييف التاريخ شئ طبيعى خاصة فى العراق الثى للأسف تعانى من تعدد طائفى.
فالتاريخ نصفه أوهام و الباقى من إملاء الهوى
صحيح و اتفق و ياك انه الكثير من الميالغات و القصص المرعبة تم سردها من قبل المعارضين السابقيين الي اعتبرهم من المحظوظين لانه و بكل بساطة لو كان كلامهم صحيح ما كان من الممكن سماع اصواتهم. كان هناك تعذيب حقيقي بوقت صدام للفرد العراقي صاحب الفكر المعارض لكن للاسف تم تصفيتهم جسديا و اسكتت اصواتهم للابد و كالعادة وصل المتزلفزون و الوصوليون لسدة الحكم بدماءهم.
أحمد السمان
كلامك يذكرني بكلام الشاعر معروف الرصافي
و ما كتب التاريخ في كل ما روت لقرائها الا حديث ملفق
نظرنا لامر الحاضرين فرابنا فكيف بامر الغابرين نصدق
I like this website very much, Its a rattling nice post to read and find information. “I look upon every day to be lost, in which I do not make a new acquaintance.” by Samuel Johnson.