عصر اليقظة (Attention Age)، المصطلح الذي قد يبدو لك مثل تويتاية نقرتها على عجل بين اجتماعين أو حفلتين موسيقيتين أو حتى لقائين جنسيين، لا يقبل المتأخرين، ولا يعرف قاموسه البطء، ولا يعير أدنى اهتمام للغافلين. عصر اليقظة تتوفر فيه المعرفة عند إخمص القدمين، ولكن السهولة التي تتوفر بها المعرفة، تقابلها قسوة بالغة في إقصاء الجاهلين. فعصر اليقظة ينطح، بل يبطح، أو ينحّي جانبًا، من السباق كل متعثر بلا مواربة. لا مجال لعدالة التوزيع أو حالمية المساواة في هذا السباق الكبير، والمساومة غير مقبولة، والتسوية مرفوضة مسبّقًا من قطار خرج عن سيطرة قائده.
في عالم تتغير فيها معايير المنافسة ليصبح الحد الأدنى من المعرفة هو مشاهدتك لفيلم الشبكة الاجتماعية (The Social Network) الأخير، في الوقت نفسه الذي تدرك فيه وجود محاكاة ساخرة لفيلم شفق (Twilight)، وتدرك ميعاد صدور الجزء الثالث من فيلم چاك آس ثلاثي الأبعاد (Jackass 3d)، وتحميلك للموسم الرابع عشر من مسلسل ساوث پارك (South Park)، وشرائك ساعة ذهبية جديدة من إيباي (ebay) بمناسبة عيد ميلادك الذي اقتصرت فيه على تهاني زملاء عملك على الإنترنت، وسماعك لألبوم روبي ويليامز الأخير الذي يجمع فيه أفضل أعماله على مدار عشرين عامًا، وقرائتك لاستعراضات (Reviews) ألبوم جوريلاز (Gorillaz)، والتعرّف على قائمة بيللبورد، وبرامج راديو 2، واطّلاعك على تشكيل حكومة ديوما خوسيف (Dilma Rousseff) الجديدة، وحفلات الشاي، وتصفّح النسخة الإلكترونية من ديلي تليغراف، ومشاهدة بي بي سي العالمية، واطلاعك على إصدارات الكتب الأخيرة، وتعيينك لمكان منزل قريب لك في سيدني على جوجل سترييت ڤيو (Google Street View)، وتتبّع أبرز التدوينات الجديدة، وكلمة اليوم على القاموس الحضري (Urban Dictionary)، وإضافتك المُقتضبة لمقالة الأسبوع على ويكپيديا، ووسوم تويتر (Hashtags)، وبيتك الأول (Home) على فيسبوك، وصور الزفاف، ومحاذير أنفلونزا الكلاب، وأخبار فورميولا 1، وملفات الدول المرشّحة لاستضافة كأسيّ العالم 2018 و2022، وأحدث كليپات اشتراكاتك “المجانية” (Subscriptions) على يوتيوب، وسقطة المذيع الشهير، ومتابعة تقارير الأمم المتحدة، وفرص التوظيف الخالية في هيومان رايتس ووتش (HRW)، وعلاقات ليدي جاجا الجنسية، وربح طاولتي پوكر ليلًا مع الأصدقاء في الملهي، واستخدام أحدث تقنيات الهواتف المحمولة، ومنتجات آپل، وإنشاء حساب على موقع دياسپورا، لهو عالم جدير بالمشاهدة – عالم يزيد فيه حجم الجملة الاعتراضية على مائة كلمة هو عالم فقد السيطرة إلى الأبد.
كل ما مضى ليس إلا معيار قبولك في السباق الكبير، أنت مجرد رقم، أو إيميل أو اسم أو صورة تخيّليّة، تبيعه شركة إنترنت لأخرى ضمن صفقة مليارية. فأنت لم تتقدم بأي متر بعد، ومازلت على أعتاب بداية السباق المعرفي الكبير.
أنت لست فذًا على أي حال، لأنه يشاركك اهتمامتك 154،655،476 مُعجب (Like) على فيسبوك، و100،000 مستخدم تويتر تحدثوا عن نفس الفيلم الذي تسرّب على پيرات باي قبل أن ينزل دور العرض، وسبقك للتعليق 45،55 مستخدم على حادثة موت رجل نيپالي سقط من على ظهر فيل، وقرأ هذه المقالة قبلك 20،000 زائر، واستمعت لهذا الألبوم قبلك مدينة كاملة، وشاهدت هذا الفيلم قبلك مائة سينما تعجّ الواحدة منهم بسبع عشرة قاعة عرض، كل قاعة بها ما يربو على مائتي مشاهد، كل مشاهد يرسل اللقطات مكتوبة في بث تزامني حي على تويتر لحظة بلحظة – بينما أنت مشغول في مشروع تخرّجك الذي سوف تتلوه في الغد على أكاديمي لاجئ على العالم من أيام ما قبل-جوجل (B.G) لا يعرف الفرق بين المِنشن والرِّتوييت – هؤلاء اللاجئون لن تنظر لهم المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين بميدان مصطفى محمود.
إن هذا الزخم المعرفي الضخم على شبكة الإنترنت، مثال: 24 ساعة من الڤيديو تُرفع على يوتيوب كل دقيقة ومليون توييت، ومليارات المليارات من البيانات والآراء والصور والتقارير والكتب والموسيقى، لهو أشبه بفوضى المعلومات (Information Anarchy) أو (Infonarchy)، وهو الأمر المُقلق بشأن حقوق الملكية الفكرية والخصوصية.
نحن إزاء فيضان من المعلومات يثير دهشة تساؤلات لا حصر لها، منها، ما هو مصير هذا المحتوى “المُخلّد” إذا ما مات صاحبه؟! هذا السؤال مراوغ إلى حد كبير، لأننا وضعنا، بميكنة التكيّف السريع، ثقة في فيسبوك أكثر من اللازم، بحيث افترضنا بقاء الموقع وفناء الإنسان، وهذا أمر آخر مُحتمل، ولكن البديهي بالنسبة لنا هو، وهو السؤال الأول، هي الذي يمكن التعويل عليه نفسانيًا، لأن الاعتماد النفسي (Psychological Dependence) على مواقع التواصل الاجتماعي صار من المسلّمات التي يفترضها قارئ هذه المقالة – قد لا يدري بها، ولكنه يسلّم بها كليًا، هذا التعامل “التلقائي” سوف يجعل من مواقع التواصل الاجتماعي في المستقبل أمرًا تطوريًا يصبح التكيّف معه ضرورة من ضرورات البقاء، وتتحول العُزلة الإلكترونية، أي العُزلة عن مثل هذه المواقع، مرضًا نفسيًا في سلسلة المتحوّلات والمتغيّرات.
إن هوس مشاركة البيانات على مواقع الإعلام الاجتماعي (Sharing) بمفهومه الجديد، أو حتى على مواقع القرصنة (P2P Sharing)، ليست فقط تدل على الجملة الهزلية التي نرددها أحيانًا: “الإنسان كائن اجتماعي يعيش ويتعايش بطبعه،” ولكنها تُبرز خصيصة نفسية أصيلة في الإنسان لا ينكرها العاقلون: “حب الظهور.” (Posing).
وإذا سألت جوجل، “أين قميصي البرتقالي الذي أهدته لي صديقتي الكوسوڤوية عند زيارتها الأخيرة لمصر لحضور “المؤتمر الإقليمي الأول لدور لإعلام الاجتماعي في هدم التحجّر الأيديولوچي لبيروقراطيات العالم” عبر سكايپ؟! سوف يجيبك عامل صيني في شركة لصناعة الساعات الشهيرة سووتش (Swatch)، بأنك نسيته في المطبخ أثناء تحضيرك للسوشي في الأسبوع الماضي – لأن هذا العامل هو نفسه من أجاب عليك على سؤالك على إجابات ياهوو! (Yahoo! Answers) عن كيفية عمل طبق سوشي يحسدك عليه الناس في خمس خطوات سهلة؟!
إن تداخل وتعدد الثقافات (Multi-culturalism) الحتمي يتجلّى في أبهى صورة، وأقساها، وأكثرها استنفارًا للحواس، واستنفاذًا للطاقة في عالم ما بعد سير تيم بِرنرز لي.
والسؤال الصعب في الوقت الأصعب الآن، وبعد وجود دول تخيلية مثل جوجل وفيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرهم من العمالقة، والذين لا ينقصهم سوى نشيد وطني وعلم لمنافسة الدول الكلاسيكية. السؤال الآن – وسط هذا الكم الملياري من التدفق الغزير للبيانات، بشكل يصعب الفكاك منه، متى سيتنازل سكان العالم عن جنسياتهم ويلقوا بها في أقرب بحر إلكتروني؟! إن الانتماء الفردي يفرض نفسه الآن أكثر من أيّ وقت مضى، في عالم تحوّلت وحدة بناءه لتصبح صفحة فيسبوك.
إن هويتك على حسابات جوجل وصورتك على فيسبوك وحالتك (Status) التي لا تشي بأكثر من رمز (Emoticon) “:)” هي بطاقة تعريفية جديدة، تتقلص معها دور بطاقة الهوية القديمة شبه كليًا – إلا في الدواوين الحكومية اللاجئة (الطارئة) على هذا العالم.
تعداد الكائنات التخيّليّة يفوق تعداد الكائنات اللحمية، أي ذوي اللحم والدم لاعتراضي على كلمة واقعي لاضطرابي الشديد في فهم الواقعية المُشوشة كليًا من الأساس، والنسبة بينهما سوف تتضاعف تدريجيًا، مما يهدد الكائنات اللحمية بالانقراض.
إن مفاهيم وأعلام مثل العِشرة والمودة والبيرة والورد تتحوّل تدريجيًا للعالم التخيّليّ، مما يرسم مفهومًا جديدًا للاغتراب – حيث أصبح الاغتراب عن حساب تويتر وفيسبوك، وليس الاغتراب عن العالم اللحمي، هو المعيار الرسمي للغربة المضنية التي يشقى فيها وبها النّواطن* (Nitizen). كم مرة أوقفت عميلًا لدقائق على باب مكتبك؛ لأنك كنت تقرأ التعليقات على حالتك الجديدة “الفشيخة” التي أطلقتها لتوّك للفضاء العالمي الإلكتروني، الذي يقدّرك حق قدرك، منذ ستة دقائق وخمس ثوانٍ بتوقيت فيسبوك؟! أو لأنك كنت تتابع الدفق الحي (Live Stream) لتسليم جوائز إم.تي.ڤي (MTV Awards)؟! أو محاضرة تيد (TEDTalk) على الهواء مباشرةً من أكسفورد؟! أو لحين الانتهاء من الوقت الضائع من مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز؟!
إن هذا التراكم التقني الهائل، خذ مثال لمصير مليون اسطوانة نظام تشغيل إكس پي (Windows XP) مدمجة أو ملايين من مشغلات الاسطوانات المدمجة أو ملايين من أجهزة الحواسب الشخصية ذات معالجات قديمة، تذكر أني لم أستدعِ حواسب صخر أو الأقراص الصلبة أو شرائط الكاسيت لأنها جميعًا دروبًا من الفانتازيا والنوسطالچا، يُفضي للمجهول! إن التقدم السريع للتقنيات يخلق بوابة خلفية ضخمة لتراكم الإلكتروبيكيا – أو الإلكترونيات ذات الإصدارات الأقدم. وهو تحدٍ جديد نوعًا ما تواجهه البشرية، مقارنة بتراكم أنواع قديمة من المعدات والملابس، الروبابيكيا، سهلة التفكيك والإحلال وإعادة الصُنع أو حتى الاستخدام لأغراض أخرى.
العالم بعد مائة عام: شوارع مكدسة من مليارات من الآلات والمعدات التقنية التي لا فائدة منها، ولكننا سوف لن نرى هذه الكراكيب، لأن بعد مائة عام، لن يكون للإنسان تواجد يُذكر في الشارع. إن العالم يتجه للتقليل (Minimalism) بشكل يثير لعاب أفلام سكاي-فاي، ولُعابي أنا شخصيًا. ما هو رأيك بتصدّر شبكات الإنترنت لأخبار إحراق مليارات الأطنان من الإلكتروبيكيا، بعد قرن من الزمان، لعدم صلاحيتها لأي استخدام آخر؟!
لنكن صريحين… هذه ليست دعوة لتقليل الاستهلاك التقني، أو حتى البقولي، لأني من عتاة مؤيدي أفكار اقتصاد السوق الحر والرأسمالية والعولمة والاستهلاكية بالتأكيد، ولكنها بالأحرى تساؤل محيّر عن مدى أهلية الوقت التقليدي، الأربع وعشرين ساعة التقليديين في ظل عالم لاتقليدي، أو بالأصح عن مدى جدوى هذه الساعات المحدودة أمام متابعة كم الإنتاج البصري والسمعي والمقروء يوميًا على شبكة الإنترنت؟! أو في مدى قدرة هذه الأربع وعشرين ساعة “التي لا حول لهم ولا قوة” في التوفيق بين الشره التقني والاستهلاك الفعلي من منتجات وخدمات؟! ليس غريبًا أن تقلّ معدلات الاستهلاك تدريجيًا على مدار القرن القادم في عالم يقضي نفص حياته أمام شاشة الحواسيب الشخصية. على كل حال… لا أستبعد خدمة جديد “جليلة” يطلقها جوجل، قدوس قدوس، قريبًا، وليكن اسمها جوجل تايم زيپ (Google TimeZip) حيث تضغط ساعات اليوم لتطيل من عمره، وأعمارنا، بما يسمح بتصفّح مقالاتها، وقراءة تدويناتها، وسماع موسيقاها، ومشاهدة ڤيديوهاتها في نصف الوقت الحالي مما يسمح بالاستهلاك اللحمي في الانطلاق من حيث انتهى جوجل كي نستردّ القدرة على البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة لالتهام أكبر كمية من المعلومات، وانتقاء الأجود من بينها.
هل شربت بيرة باردة أثناء ممارستك للپوكر على موقع فيسبوك واستغنيت بها عن بيرة “لحمية” موجودة فعليًا في ثلاجتك؟! إذا كانت الإجابة بنعم، والاحتمالية هنا تفوق الخمسين بالمئة، على اعتبار أن ليس كل المستخدمين يلعبون پوكر على نفس الموقع وليس تقصيرًا في النظرية نفسها – مرحبًا بك! فأنت، بلا أن تدري، عضوًا جديدًا في نادي التقليليين الجدد** (Neo-minimalists).
* نواطن: هي مزج لغوي (Portmanteau) لكلمة نت ومواطن.
** التقليلية الجديدة هي الاستغناء عن “اللحميات” واستبدالها “بالتخيّليّات.” اقرأ المزيد في تقرير بي.بي.سي. التقليلية: ثقافة القليل من هنا.
12 تعليقات على التقليلية بين فوضى المعلومات وتراكم الإلكتروبيكيا
مقال متميز يا احمد وقد شاهدت فلم ساخر من نوع الفرات كوميدي من توايلايت ربما هو محاكاتك التي جائت في المقال
أتوق لمنتج جوجل الجديد: تايم زيب, و أكاد أجزم أن التقليلية هي كل ما يدور بخلد كل مبرمج تقني في مجال الشبكات الإجتماعية, الدمج هو غالبا السمة الأشمل لعصر اليقظة.
أزعجني أكثر ما أزعجني هذه الحذلقة اللغوية و اللفظية و الاستعراض الفائض بالقدرة على الاشتقاق و المزج و الترجمة الغريبة: نواطن! , دفق حيّ!, كائنات لحمية!!, ناهيك عن الهنّات اللغوية الصارخة, ربما لعدم المراجعة أو التدقيق:
على عِجل ..على عَجَل
إخمس..أخمص
قوّاده..عن سيطرة قائده
و غيرهم
أشكرك يا دكتور وميض! لم أشاهد هذا الفيلم حقيقةً!
متأسفون أستاذ إياد على الهنّات اللغوية، ولكن أرجو أن يكون المعنى قد وصل حضرتك.
رائع كما عودتنا
مي..
شكرًا جزيلًا!
أرجو إنها تكون هبّت عليكِ بعاصفة من الابتسامات والتساؤلات، والأهم، المياه الباردة!
أعتقد أننا نحتاج دشًا صاقعًا!
التقليلية كما أفهمها هي الكونفرجينس convergence .. و الاعلاميون يعلمون جيدا أهمية هذا المصطلح الخطير في تشكيل المستقبل الاعلامي الفضائى أو الالكتروني. العالم كله يتجه الي الكونفرجينس وتطبيقات iphone, twitter and facebook مجرد أمثلة لاتجاه جديد في دمج وتسهيل الوصول الي المعلومة. رؤيتي المثالية للتقليلية في المستقبل هي نزولها الحياة.. الكتب ستصبح الكترونية والجرائد ستمتلأ بالصور المتحركة كما في هاري بوتر … أما تحول الواقع الي العالم الافتراضي فهي فكرة غير مقبولة وغير صالحة للتطبيق لأن الإنسان بطبعه يميل للحرية ويرفض أي قيود حتي لو كانت إفتراضية. والتكنولوجيا مهما تطورت هي تكميلية للإنسان بمعني أن العالم الواقع يفرض قواعده علي العالم الإفتراضي
ودعني أقول لك ياصديقي إذا فقدت فرديتك أو شعرت بضياعك الكترونيا فذلك قد يرجع إلي فقدانك فرديتك في الواقع. أتفق معاك في فوضي المعلومات ، تلك الفوضي الرائعة التي تجعلك تحمد الله علي حياتك في مثل هذا العصر ، ولكن دعني أقول لك أيضا إنك إذا دخلت مكتبة الكونجرس ستشعر بنفس الفوضي.
What I wanna say is that there was always too much to read, too much to learn and too little to live. So everyone should just adjust live with it.
Sitting on your couch at home playing or drinking or whatever online, while you’re a big fat piece of shit in reallity- don’t mean you Ahmed- , is just sad and inhuman.
We don’t need another Wall.
أتفق معك يا سامح فيما ذهبت إليه، وأعتقد أني أشرت أن محتوى الإنترنت يزيد النزعة الفردية ولا ينتقضها – إلا في معاملات الشركات وبيعهم لبيانات الأعضاء لمن يدفع أكثر.
والتقليلية التي أقصدها هي
Minimalism
وليس
Convergence
I see .. didn’t notice the BBC link
إلى العالم الإفتراضي بدون قيود .
Just Amazing Article.
شكرًا يا فندم!
انتظر الجزء الثاني بعد الفاصل!
مقال مميز حقاً أحسن أخى أحمد وفى إنتظار الجزء الثانى