مقدمة
عدد من الأحداث و المواقف الأخيرة دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع
الأشخاص المقصودة فى هذه التدوينة هم “بعض” من يصفوا أنفسهم بأنهم دعاة الحرية و ليس كلهم
جزء كبير من النوت عبارة عن أسئلة مفتوحة – أحتاج فعلا لسماع كل الاجابات- و لذلك فأعتقد أن أهم جزء فى هذه التدوينة سيكون فى الردود و المناقشات
السؤال عنوان التدوينة له سببين مختلفين:
1- أن بعض دعاة الحرية أصبحوا يسيئوا اليها مما جعل لفظ الحرية مرتبطا عند كثير من الناس بالفوضى و قلة الأدب
2- أن بعضهم فعلا يتصرف و كأنه يريد حريته هو فقط و ليس الحرية للجميع ، فيقوم بقمع أى رأى مخالف لرأيه
————————————————————————————
لما “داعية اسلامى” مثلا قال فى يوم ان الغير محجبات عاهرات – الدنيا هاجت عليه و اتعمل له قضايا و اتشتم بما فيه الكفاية – و أنا أول واحد شتمته و هو يستاهل- يا ترى لو كان قال ان ده رأيه و أنه حر فى رأيه و أنه يطالب أنصار الحرية بمساندته ضد القمع – القضايا و الشتيمة- الذى تعرض له نتيجة ابداء رأيه ، يا ترى كان فيه حد ممكن يسانده؟
لما ظابط مثلا يشتم واحد من “الناشطين” ، و بيعمل “دوشة” فى كل مكان و الناس بتسانده و تتضامن معه علشان هو تعرض للاهانة و لأن “القانون” لا يسمح بكدا للظايط -المخطيء طبعا – و لأن مفيش حد يقدر يقول ان الظابط حر فى رأيه و أنه شايف أن القانون دا لازم يتعدل و لازم نسانده فى رأيه – مثلا يعنى
-توجد عشرات من الأمثلة و لكننى سأكتفى بهذين المثالين-
طيب لماذا نفس هذا الشخص – أو شخص آخر لما يعتدى على معتقدات ملايين الأشخاص الذين يعيشون معه فى نفس البلد – بل و منهم من تضامن معه شخصيا فى أى مشكلة هو تعرض لها أو سيتعرض لها-
مع أنه لمن لا يعلم: عند أى شخص متدين فان معتقداته أهم عنده من نفسه
لماذا يكون الاعتداء هنا حرية رأى؟
و لماذا لا يتم تصنيفه على أنه مثلا اعتداء على حرية الاعتقاد؟
أنا عن نفسي – عندى أصدقاء من أديان مختلفة و ملحدين كمان ، سواء فى الواقع أو على الانترنت و كل واحد حر فعلا
المشكلة ان ناس ثانية شايفة انه من حقها سب الأديان و رموزها و المعتقدين فيها – مثلا- ثم يجد من يقول أنها حرية رأى و فكر و يتفرغ البعض للمساندة و الدفاع عن شخص أقل ما يوصف به بأنه اعتدى على المجتمع
و هل الاعتداء – الاعتداء غير المناقشة و النقد- على معتقدات و ثوابت و أفكار منتشرة فى مجتمع ما يختلف عن الاعتداء على أى شخص فى هذا المجتمع؟
هل الحرية تبيح الاعتداء على الآخرين؟
هل ” الحرية ” تسمح بحرية الاعتداء سواء على شخص واحد أو على مجتمع كامل؟؟
هل الحرية ليس لها حدود فعلا؟
أنا مش باحب قوى الكلام الكثير بتاع الخصوصية الثقافية و ان احنا مختلفين و الكلام دا
و لكن يوجد سؤال يطرح نفسه بقوة : هل حدود الحرية لكل المجتمعات ممكن تكون واحدة؟
هل أشهر ما قيل عن حدود الحرية: حريتك تقف عند أنفى ، أصبح كافيا؟
أم يجب أن يصبح حريتك تقف عند أنفى و عند رأسى؟
أيضا ،لماذا أصبح الاعتداء على القانون – بأى شكل - عند البعض ،حرية؟
من أشهر ما قيل عن الديمقراطية أنها “ديكتاتورية الأغلبية” بمعنى أن ما تقرره الأغلبية يجب أن تلتزم به الأقلية
فهل اذا فرضت الأغلبية قانونا ما أو حتى عرفا ما – و العرف لمن لا يعلم من المصادر الأساسية فى التشريع- ثم قام شخص ما بالاعتداء على هذا القانون أو العرف، أليس ذلك رفضا صريحا للديمقراطية؟
الديمقراطية لمن لا يتذكر حقوق و أيضا التزامات
كيف يمكن أن يقوم شخص يدعى أنه يعمل من أجل الديمقراطية بهذا الرفض الصريح لأبسط قواعدها؟
أليس ذلك عداءا للديمقراطية؟
أليس ذلك انعداما للمصداقية؟
و هل الديمقراطية تسمح بفوضى أن يكون لكل شخص حق قبول أو رفض قانون تم اقراره من الأغلبية؟
هل الديمقراطية فوضى؟
بالتأكيد لا
سقوط آخر لبعض دعاة الحرية و الديمقراطية و هو أكثرهم شهرة و أعتقد أنه لا يوجد شخص يقرأ هذا االنوت لم يتعرض له
لماذا أصبحوا لا يقبلوا بأى رأى غير آرائهم؟
لماذا أصيحوا يغضبون من كل ما و من يخالفهم؟
بل و لماذا يغضبون من مجرد المناقشة؟
بل لماذا هناك منهم من يستسهل و لا يتنقاش أساسا الا مع من يوافقونه الرأى و فقط؟
و لماذا يسارع بعضهم فى اجراء دفاعى مشهور و محفوظ بالقاء أى تهمة على الشخص الذى يخالفهم من أول : أنت متخلف و حتى : أنت تعمل لدى المخابرات الأمريكية؟
و لمن يظن أننى أبالغ : نفس التهمتين و باللفظ و عشرات غيرهم تم القائها على أنا شخصيا و معظم من ألقاها يصنف نفسه على أنه ناشط سياسى و يعمل من أجل الحرية و الديمقراطية
هل هؤلاء يصلحوا أساسا للدعوة للديمقراطية و الحرية؟
هل يريدون حريتهم هم فقط فى الرأى و التعبير أم يريدون الحرية للجميع؟
هل هؤلاء اصبحوا مغيبين للدرجة أنهم لا يعلموا حجم تأثيرهم السيء على دعوتهم للحرية و الديمقراطية فى نظر الناس الناشطين و الغير ناشطين ؟
هل من يعتدى على الآخرين و معتقداتهم بأى شكل و هل من لا يقبل أى رأى مخالف لرأيه و يقوم بالاعتداء على صاحبه و هل من لا يقبل نتائج الديمقراطية و التزاماتها، هل هؤلاء يمكن تصنيفهم من دعاة الحرية أم من أعداء الحرية؟
محمد الخراشى
6 تعليقات على دعاة الحرية.. أعداء الحرية؟؟
تحيه لمحمد على مقالك المملؤء بأسله مثيره للاهتمام ,وقد طرحت اسئله مماثله لها قبل مده على الموقع هنا ومواقع اخرى عندما كان هناك تركيز على موضوع حرق المصحف ,وجدت كثير من دعاة حريه التعبير والرأي يغالون في التعدي على الاسلام والمسلمين رغم ان لو كان الفعل معكوس والاعتداء ضد حريه الرأي لوقفنا جميعا معهم ,المشكله ان المجتمع العربي مجتمع متدين كعموم ويعاني اصحاب التوجه اللاديني من تشدد المتدين مما يجعلهم يعكسون معاناتهم على الدين بأكمله ,كوننا اشخاص مؤمنين بحريه الرأي وحقوق الانسان ونبحث عن صيغه معتدله للمجتمع المعتدل بحيث يعيش الكل بتوافق لايمنحنا للاسف ميزة اضافيه او يحفز المقابل ان يراعي شعورنا , نحن مطالبون ان ندافع عن حريه الرأي ولكن لاان ندين من يسيء استعمالها ضد قيمنا ,رغم ان الداعين للانفتاح وتقبل الاخر يضربون مثلا بالدول الغربيه لكنهم يغضون الطرف ان الغرب فيه تيار محافظ وهو يتمتع بحق التعبير ولايوجد من يسيء لقيمه في المجتمع كما هو لايسيء لاحد
الحجه ان الاغلبيه تسيء وخصوصا لهم وبالتالي المظلوميه التجاوز ولكن في قيم التي ندافع عنها للرأي حريه على ان لايسيء للاخر وقتها يتحول لفوضى
أهلًا وسهلًا بك محمد على موقع شباب الشرق الأوسط العربي!
مقالتك الأولى مليئة بالأسئلة المشروعة جدًا، ولكني أود أن أجيب عنهم جميعًا باقتضاب: إنها سنة الحياة يا عزيزي… التغيير والتحوير واللف والدوران. هذا هو الإنسان، وهذا هو الأمر الواقع. أنت تسأل لماذا يتغير البعض؟! هذا هو الطبيعي؟ لماذا يغالي البعض؟! هذا أم الطبيعي.
أريد أن أخصص كلامي الآن عن الشيخ الإسلامي الذي أساء للسافرات… لا أعتقد أنه من واجبك أن تدافع عنه أو رأيه، لأن لا حرية لأعداء الحرية. هذا الشيخ هو أول من سوف يتسلق سلم الحرية الرحب، وسحب السلم من بعده، إذا وصل هو أو أمثاله لصناعة القرار في البلد.
ولهذا كنا نطالب جميعًا بإغلاق قنوات التطرف والتخلف، ونطالب بعدم خلط الدين بالسياسة، ونرصد اسلمة المجتمع وننقدها يمكن ينصلح الحال… كل هذا، لا يعني أنني شخصيًا مزدوج الشخصية، ولكن الإجابة أنه لا حرية لأعداء الحرية!
تحياتي
أحمد زيدان

هذه هى التدوينة الأخيرة لى و لكنها الأولى لى فى هذا الموقع و لكن لى بعض الكتابات الأقدم
و من المهم و المفيد أيضا أن أوضح أن احداها كانت بعنوان ” لا حرية لأعداء الحرية” و كانت عن غلق قنوات التطرف
الحقيقة أنا لا أدافع أبدا عن هذا الداعية و لا أي شخص آخر يقوم مثله بالاعتداء على “فئة ما” من المجتمع و توجيه الاهانات لها ،
و لكن أيضا لا أستطيع أن أقبل “الحرية الوان واى” كما سماها أحد الأصدقاء
و هذا لا يعد تغييرا – أنا أعتبره مشكلة فى المصداقية
و كما لا أقبل المغالاة من البعض فأنا لن أقبلها من أى أحد آخر
و بنفس المنطق فكما أن هذا ” الشيخ ” اذا وصل للسطة سيقوم باعتقال السافرات – مثلا – فان الآخرين الذين أقصدهم سيقوموا باعدام أى شخص يجاهر بالصلاة – أيضا مثلا
و هذا ليس من الحرية أبدا فى شيء
تحياتى و شكرا للاهتمام و الرد
wamith
الحقيقة أن الصراع ما بين ” الدينى” و ” الغير دينى ” هو المقصود وحده من هذه التدوينة و لكن هذا الصراع هو أوضح و أكبر مثال
المقصد الأساسى : بعض دعاة “الحرية” لا يريدون فى الواقع الا حريتهم هم و ليس ” الحرية” للجميع و هذه مشكلة كبيرة أسائت لفكرة الحرية نفسها عند غالبية الناس
و لذلك كان السؤال دعاة الحرية ، هل هم أعداء الحرية؟
تحياتى و شكرا للاهتمام و الرد
يا ريت تنزّل مقالاتك الأخرى من أرشيفك تباعًا هنا يا محمد!
تحياتي
Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on
the video to make your point. You definitely know what youre talking about,
why throw away your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something informative to read?