كبرت يأمى وظهرت  برأسى بعض الخصلات من الشعرالأبيض ،ولكن مازال قلبى يملك إحساس الشباب وينبض نبضاً متسارعا،أتذكره عندما كنت بمقتبل العمروأنا أفكر بطريقة تختلف عن مثيلاتى من الفتيات ’فكنت أبحث دوما عن ذالك الشخص الذى تجذبنى نظرات عينيه ’ويشدنى اليه نضوج تفكيره  وكثرة صمته ’ورزانة عقله واختياركلماته وأخيراَ ذاك الشعر الأبيض الذى يميزه عن باقى من أعرف،،لا أدرى لماذا كنت أفكروقتها هكذا ’ولكنى أدركت بعدها, أننى ركبت قطار العمر باكراَ دون موعد فتوقفت كثيرا فى كل  محطة من محطاته عازمة على الهبوط منه ولكن دون إصرار منى بقيت ولكن كبقايا انسان مزقته أحلامه فصارت تعبث به أيامه وتعذبه الليالى وماتحمله معها من دموع والآم ..وهاأنا ذا وبعد أن وصلت إلى منتصف الطريق وهممت بالنزول وامتلكت من الجرأة ماجعلنى أتوقف عن المسير فى هذا الطريق فإذا بمن حولى يرون أننى لم يعد من حقى الحياة وأن السعادة لها وقت وأيام ,وأننا غدونا ناضجين بما يكفى لتقبل تقلبات الأقدار’فنغض الطرف عن الحرمان ونتجنب الحديث عن الأحلام، ونهرب كثيرا الى الوحدة والصمت،ونبقى فى انتظار أخر محطات العمر…فهل استسلم يأمى كما استسلمت بقية عمرى ؟وأحبس بداخلى مشاعركانت سجينة أفكارى الخاطئة..أم أصمم على المضى وتحمل العثرات فى سبيل تحقيق حلمى ..لم تكن أحلامى وردية كباقى الفتيات ’أنتظر الفارس على حصانه الأبيض ولا بقصور عالية ولم أسرح يوماَ فأرى نفسى أميرة ترقص معه وتبادله نظراته الحانية..فهل هذا كان نضوج قبل سنى أم كنت شاردة فى بحر من الأوهام ؟ولماذا أبحث  الآن عمًا فرطت فيه آنفا..وتشاركنى نفسى البحث وكأنها لم تكن هى سبب معاناتى ،أم كان قلبى ،أم عقلى …لا أدرى من كان المسئول عن طريقة تفكيرى واتخاذ قرارى..وعليه فقد قررت أن لا أتوقف عن الحلم ولو تحقق بعد حين .