في أعماقها كانت تعلم أن

مواصلة السباحة ضد التيار
هي من معجزات زمن غادر وأن
أغلب الأمواج والتيارات النهرية
ماهي إلا ترددها وخوفها قلق
يخامر الروح يدفعها للبكاء
ورغبة بأن تلقي نفسها في بطن حوت
يسافر بها المحيطات السبعة
دون خوف وتحلم
أن تبقى حبيسة الحوت
لايلفظها في قبظ شمس في العراء
فلا تظلها يقطينة خضراء
أو تسليها نخلة تساقط عليها رطبا جنيا
أخبرها يوما عابرسبيل
أن لا وجود للمعجزات
وأن طور الروح المطمئنة في آخر المطاف
هو وجهها الحزين
وأن الشمس قد تشرق يوما من تحت جناحها
مدهشا كان كسراب تراءى لها
من أعلى الجبل المطل على يباسها
وعندما هبطت ترتوي ما منحها سوى الرمال
تذروها فوق رأس الوجع
وتشق ثوب ظلامها لم يكن في يدها
منه سوى بعض نقاط من عطر
ماوجدت له شبيها
وماكان يملك شيئا في الجراب الذي يحمله
إلا بضع قصائد لشاعر مغمور
لم يسمع به الرواة قصائد شجية

وناي حزين اللحن لايحسن الفرح