مصداقية كل ما كتب من تفاصيل في التاريخ الإسلامي تساوي صفرا بمفهوم التاريخ كعلم، بداية مما كتب من سيرة محمد و تفاصيل دعوته و حروبه و غزواته و صراعاته مع الملأ المكي و حتى سقوط الخلافة العباسية عام 1258 على يد التتار … !!!
تاريخنا لم يكتب كشهادة على عصور معينة برواية تفاصيل الأحداث و الشخصيات و تقاطعاتها و صراعاتها السياسية و الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية، بل ارتبط دوما برغبة محمومة في تعظيم شأن هاته الشخصيات في كل فترة زمنية ظهرت فيها، و البداية كانت مع محمد بالذات، فقراءة السيرة النبوية مهمة مضنية و معقدة من فرط المجهود الضخم الذي قد يبذله كل من يسعى لفهم الأحداث بمنظور العقل المتجرد و الموضوعي.
و محمد كشخص قد تجاوز الحدود البشرية في التاريخ الإسلامي ليتحول إلى أسطورة ضخمة و متعددة الصفات و الأوجه، فمن جهة لا يمكننا أنن ننكر أن الرجل قد كان بالدرجة الأولى ثائرا و متمردا على المفاهيم و النظم الإجتماعية و الدينية للمجتمع الذي ولد و نشأ فيه، و هو بهذا الشكل قد يحمل صفة المصلح الديني و الإجتماعي، لكنه كان في نفس الوقت رجل سياسة براغماتي جدا و انتهازي بشدة في مراحل متعددة من صراعه مع قريش و سادتها، بل حتى مع قبائل يهود يثرب و زعماءها، فقد سعى لتشكيل التحالفات السياسية و العسكرية و الاقتصادية حتى مع أولئك الذين كان يعرف أنهم يعادون حركته في سرهم و يظهرون له غير ما يبطنون، فدعوته لرهط من أصحابه للهجرة للحبشة لم تكن سوى سعيا وراء إمكانية تحالف سياسي مع ملكها أصحمة ابن أبجر الملقب بالنجاشي و لما تحالف عسكري يدعمه في صراعه مع الملأ المكي، بل حتى هجرته من مكة إلى المدينة لم تكن إلا نتيجة مباشرة لتحالف سياسي مع قبيلة الخزرج القوية في المدينة، و أبلغ دليل على هاته الحقيقة هو كونه قد اختار النزول عند أخواله من قبيلة بني النجار الخزرجية، و رغم أن البعض قد يتحجج بكون محمد لم يكن له أخوال مباشرون أي بمعنى أشقاء فعليون لأمه آمنة بنت وهب، لكن درج العرف عند العرب حينها ( ولا زال حتى اليوم ) في اعتبار جميع رجال القبيلة التي تنحدر منها الأم أخوالا.
هاته الهجرة إذن لم تكن لتنجح دون هذا التحالف المباشر مع قبيلتي الأوس و الخزرج و هو ما سمي ببعتي العقبة الأولى و الثانية, و قد سبقت هذه الهجرة محاولة أخرى في منطقة الطائف جنوب شرق مكة باحثا عن الدعم لدى قبلة ثقيف، لكن المحاولة فشلت عندما تعرض محمد هناك للإهانة و الضرب، بل و حتى عندما طلب من سادة ثقيف أن يخفوا أمر قدومه لديهم عن قريش لم يجيبوه إلى ذلك، و في طريق عودته إلى مكة توقف للمبيت ليلا في واحة و قام للصلاة، فنزلت عليه الآيات التالية من سورة الجن : ” قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) “ فعاد إلى رفيقه في الرحلة زيد ابن حارثة ليحدثه بكون الجن قد إستمعوا إليه و هو يقرأ القرآن في صلاته، و هذا تصرف ليس له إلا معنى واحد، فالرجل قد ذهب يبحث عن الدعم المادي و المعنوي لدى قبيلة من سادة العرب، لكنه أهين و طرد شر طردة و بالتالي فادعاءه بأن الجن يستمع له و هو يقرأ القرآن و يقتنع بدعوته لهو في نهاية الأمر تعويض نفسي عما وقع له عند ثقيف، فالبشر يرفضونه بينما الجن و هم مخلوقات خارقة يستمعون لقرآنه و يتخشعون من فرط التأثير، و حتى عند عودته لمكة بعد رجوعه من الطائف لم تكن لمحمد الجرأة على دخول و هو عائد إلبها مطرودا و مهانا، فتوقف خارج المدينة و أرسل برجل من قبيلة خزاعة إلى رجل من سادة قريش يدعى المطعم بن عدي و هو من بني عبد مناف، أي من نفس نسب محمد، ليطلب منه أن يجيره ليدخل مكة تحت حمايته، و هو ما كان، و يروي ابن سعد في طبقاته الكبرى القصة كما يلي : ” ودعا المطعم بنيه وقومه فقال: «تلبسوا السّلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدًا»، فدخل محمد ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام فقام المطعم بن عدي على راحلته فنادى «يا معشر قريش إني قد أجرت محمدًا، فلا يهجه أحد منكم» فانتهى النبي محمد إلى الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته والمطعم بن عدي و ولده محيطون به “.
و قد تلت هاته المحاولة مع ثقيف محاولات أخرى مع عدة قبائل أخرى، حيث كان محمد يترصدها في مواسم الحج و يلتقي بسادتها عارضا أمره عليهم لعله يحصل على تحالف يدعم دعوته، و قد حاول مع بني حنيفة كلب و كندة لكنهم لم يستجيبوا لدعوته, أما بنو عامر فقد اشترطوا عليه أن يكون الملك لهم من بعده لكنه رفض، و قد استمر في محاولاته الدؤوبة موسما بعد موسم حتى كانت بيعة العقبة الأولى ثم الثانية التي انتهت بتحالف مباشر مع الأوس و الخزرج و هو التحالف الذي كان يحقق مصلحة القبيلتين معا في مواجهة يهود يثرب و نواحيها.
و في مرحلة أخرى بعد هجرته ليثرب لم يتردد محمد في التحالف مع من كانت العرب تسميهم بالصعاليك، و هم عصابات من المجرمين والطائشين الذين طردتهم قبائلهم وسموا بالـ (الخلعاء)، و قد تجمعوا فيما بينهم مشكلين جماعات صغيرة تمتهن قطع الطريق على قوافل الحج و التجارة و غزو مرابض القبائل و قطعان الإبل، و كانوا يتنقلون بحرية بين دروب الصحراء، يستسهلون القتل و الخطف و السبي، مما شكل منهم قوة مرعبة بالنسبة للعرب حينها، و قد كان أشهرهم هو الصحابي أبو ذر الغفاري، وهو من أعتى صعاليك عصره وينتسب إلى قبيلة غفار المشهورة باحتراف قطع الطرق على القوافل لسرقتها و نهبها.
و في حركة شديدة البراغماتية لجأ محمد إلى التحالف معهم لأنه فهم أنهم قوة عسكرية تشبه المرتزقة و سوف يساعدونه في حربه مع قريش و خاصة في الإغارة على الآبار و محطات توقف قوافل تجارتهم، فالرجل قد هاجر خارج المدينة مع أتباعه و أصحابه و بات في حاجة لمداخيل مادية كبيرة لكي يوفر لهم معيشة قارة و لكي يستطيع تسليحهم و إعدادهم لمعاركه.
و قد جاء في الطبقات الكبرى، لابن سعد في الجزء الأول، ص155 : “كتب رسول الله صلعم لجُمّاع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومُزينة والحكم والقارة ومن اتبعهم من العبيد، و قد وفدَ منهم وفدٌ على النبي فكتب لهم رسالة قال فيها :
“بسم الله الرحمن الرحيم, هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء, أنهم إن آمنوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإن عبدهم حرّ, و مولاهم محمد، و من كان منهم من قبيلة لم يردّ إليها, و ما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، و ما كان لهم من دين في الناس رُدّ إليهم, و لا ظلم عليهم و لا عدوان و إن لهم على ذلك ذمة الله و ذمة محمد والسلام عليكم”.
ها هو النبي إذن يضع معالم تحالف قوي مع عصابة من المجرمين و قطاع الطرق، فيضع نفسهم في مقام مولاهم (سيدهم و زعيمهم)، و يؤمنهم بعدم إعادتهم لقبائلهم عنوة، و جعل جرائمهم من القتل و السرقة و السلب و النهب و السبي فعلا مشروعا لهم، بل زاد على ذلك بأن جعل لهم في أعناق الناس دينا رغم كونهم في عرف القبائل مجرد مجرمين يحترفون السرقة و قطع الطريق بل و جعلهم في ذمته مما يعني أن كل من يحاربهم يحاربه و يستعديه، و كل هذا طبعا مشروط بأن يقروا بنبوته و يتبعوا دعوته و يطبقوا طقوس الدين الجديد، و ها هو محمد هنا يتصرف بسياسة منفعية و هو يتحالف مع عصابات من القتلة و اللصوص لكي يقوي بهم دعوته و يسيرهم لاعتراض قوافل قريش المتجهة إلى الشام، فهو يعلم جيدا أن لا سبيل له لإقناع أنصاره في يثرب للخروج وراء قوافل قريش، خاصة و أن حلفه معهم لا يتضمن الدفاع عنه خارج حدود يثرب ( في معركة بدر لم يخرج معه أكثر من ثلاثمائة و عشرون رجلا، مع العلم أنه قد هاجر معه أكثر من مئتين من أصحابه من مكة)، و لهذا لجأ إلى عصابات الصعاليك، فهم ليسوا بحديثي عهد بقطع الطرق و السرقة و القتل، و لهذا استخدمهم كمرتزقة في حربه مع قريش.
يقول المؤرخ الكبير د. جواد علي في كتابه : المفصّل في التاريخ، الجزء التاسع، ص 602 : “والصعاليك حاقدون على مجتمعهم، متمردون عليه لا يبالون من شيء و لو كان سلباً و نهباً و قتل أبناء عشيرتهم، لأنهم خلعوا منه و كل ما تقع أعينهم عليه، و هو مفيد لهم نافع، و من حقهم انتزاعه من مالكه، و إن كان مالكه فقيراً معدماً مثلهم…و يرون الخلاص من هذا الذل بالحصول على المال بالقتل و السيف، فمن استعمل سيفه نال ما يريد، لا يبالي فيمن سيقع السيف عليه، و إلا عدّ من العيال“، و دعونا نتأمل في حديث لمحمد يتوافق تماما مع توجه الصعاليك، أليس هو القائل : “من قتل رجلا له عليه بينة فله سلبه “، و ما البينة هنا إلا الفرق بين من آمن بدعوته و صدق نبوته و اتبعه، و إلا كان كافرا يحل دمه و ماله و عرضه، و هذا بالضبط هو صميم العهد بينه و بين عصابات الصعاليك التي تقوى بدعمها على المضي في أمره.
كل هاته الأحداث التي فصلتها أعلاه تبين أن محمد قطعا لم يكن رجلا عاديا، بل كان شديد الذكاء و لم يتوانى لحظة واحدة عن انتهاز أية فرصة تمنحه التفوق السياسي و العسكري الذي يسمح له بمد دعوته بين قبائل العرب، حتى و هو يتحالف مع المجرمين و قطاع الطرق في تصرف مشين لا يليق بمقامه كنبي، لكن المشكلة الأساسية هنا هي أن الطريقة التي كتب بها التاريخ الإسلامي كما نعرفه لا تسمح بتاتا بالتعرف على هاته الجوانب المهمة من حياة الرجل، و لا بدراستها و تحليلها بالطريقة المجردة و الموضوعية التي تخرجه من ذلك البعد الأسطوري الذي أضفاه عليه كناب السيرة و المؤرخون العرب و المسلمون، هذا البعد قد حول محمد لشكل من أشكال الميتاتاريخ، حيث يتجاوز الرجل وجوده كبشر ليتحول إلى شخص مقدس خصه الله باختيار سماوي يرفعه إلى مراتب تتجاوز قدرات البشر العاديين، فتصبح كل تصرفاته و اختياراته و قراراته مجرد تطبيق لإرادة إلهية حتى و إن كانت مجرد خيارات بشرية محضة تصيب و تخطئ، بل و تلجأ أحيانا لقمة الإنتهازية للوصول لأهداف بعينها.
مهدي بوعبيد
31/07/216
9 تعليقات على محمد و البحث المحموم عن التحالفات السياسية … براغماتية نبي … !!!
هل تريدنا أن ندين الصعاليك لست ادينهم فالوضع الاجتماعي لهم كان مثل وضعك اليوم مهمشين بلا حقوق
قولك عن رسول الله إنه انتهازي دليل على إنك سفسفاطي تردد حشو باطل ملئت به رأسك ونفثه سم قلمك
كان بامكتنك الكتابة استغل كل الفرص المتاحة له كفرد ليعضد سلطته واعجب بها الكثيرون فهو لم يستسلم للقدر وينفي قدرته وذكائه وقدرته على المناورة كقائد
فهل هذا يزعجك
الحقيقة المُحَرَّمَةُ في تاريخ الإسلام:
http://mussaylimah.blogspot.com
https://www.youtube.com/watch?v=iF2Yqs-3PoI
للقضاء على الإرهاب، لا بد من الإطلاع على هذه الحقائق المحرمة:
http://mussaylimah.blogspot.com
https://www.youtube.com/watch?v=iF2Yqs-3PoI
انت كافر و لا يجوز معك النقاش و مصيرك ككعب بن اشرف و سلمة ابن ابي الحقيق.
الإنسان لا يكون عظيما الا إذا اختلفت عليه الآراء، فينشئ قسم مؤيد مؤمن بهذا الرجل و قسم معادي مشكك به ، و هنا تظهر عظمة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم ، و اكن ما أحد شكك يوما بصدقه صلى الله عليه و سلم حتى قبل نزول الوحي اي اذا استطعنا القول قبل معرفته صلى الله عليه و سلم بلإسلام … و قد شهد على عظمته صلى الله عليه وسلم الكثير من المفكرين و اصحاب العقول الراقية من غير المسسلمين … طريقتك في كتابك المقال تدل على تعصبك و محدودية فكرك … فلو كان نقضك موضوعيا و كلماته مراعية لضوابض الإحترام …لكنا استقبلناه بكل صدر رحب … و ناقشناه نقاشا حضاريا…و لكن ما دل الا على قلة ثقافتك …و امثالك يبحثون فقط على نسخ و لصق المقالات دون ثقافة مخولة لمعرفة الحقائق لكسب الشهرة … ف صلى الله عليه و سلم قال : ‘انما بعثت لأتمم لكم مكارم الأخلاق’ ، فقلة أخلاقك في عرض الأمور لا تزيدني إلا يقين بنبض قلوب المسلمين و هواء صدرهم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
شبهة الإسلام ووالسيف انظر قول دينونبورت ص108
للأسف كلام عاطفي بدون دليل. وسوف نسوق ماذا قال منصفي علماء الغرب حول، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحول علم الحديث الذي نقل تاريخ الإسلام والمسلمين.
نترك أسياد الغرب من المستشرقين يتكلموا:
لفيلسوف الإنجليزي “توماس كارليل”:
قال في كتابه “الأبطال”: “لقد أصبح من العار على أي فـرد متمديـن من أبناء هذا العصر، أن يصغى إلى ما يدعيه بعض الجهال الحاقدين، من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً ليس بنبي، إن علينا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة.
العلامة الألماني “كارل هيرنش بكر”:
قال في كتابه “الشرقيون”: “لقد أخطأ من قال أن نبي العرب دجال أو ساحر، لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمداً جدير بالتقدير ومبدأه حري بالإتباع، وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وأن محمداً خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال”.
المستشرق الكندي الدكتور “زويمر”:
قال في كتابه “الشرق وعاداته”: “إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً، وبليغاً فصيحاً، وجريئاً مغواراً ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء”.
الدكتور “جولد تسيهر” الأستاذ بكلية العلوم جامعة بودابست:
قال في كتابه “العقيدة والشريعة في الإسلام”: الحق أن محمداً كان بلا شك أول مصلح حقيقي في الشعب العربي من الوجهة التاريخية.
المستشرق الأمريكي “سنكس”:
قال في كتابه “ديانة العرب”: “ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة”.
الدكتور “كلود كاهن” الأستاذ بكلية الآداب جامعة ستراسبورغ بباريس:
قال في كتابه “تاريخ العرب والشعوب الإسلامية”: “اصطبغت شخصية محمد بصبغة تاريخية قد لا تجدها عند أي مؤسس من مؤسسي الديانات الكبرى”.
الدكتور “مونته” أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف:
قال في كتابه “محمد والقرآن”: “إن طبيعة محمد الدينية، تدهش كل باحث مدقق نزيه المقصد بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص، فقد كان محمد مصلحاً دينياً ذا عقيدة راسخة، ولم يقم إلا بعد أن تأمل كثيراً وبلغ سن الكمال بهذه الدعوة العظيمة التي جعلته من أسطع الأنوار الإنسانية في الدين”.
الكاتب الإنجليزي “برنارد شو”:
قال في كتابه “محمد”: “إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع الديانات، خالداً خلود الأبد، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا، بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها”.
العلامة الفرنسي “ساديو لويس”:
قال: “لم يكن محمد نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب، بل للعالم لو أنصفه الناس، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب، وأن تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب، تدل على أنه عظيم في دينه، عظيم في صفاته، عظيم في أخلاقه، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد نبي المسلمين”.
الأديب العالمي “ليو تولستوي”:
قال: “يكفي محمداً فخراً أنه خلص أمه ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقى والتقدم، وأن شريعة محمد، ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة”.
- هاملتون جب Sir Hamilton R. A. Gibb:
“.. اقتضى الأمرُ نشوءَ علمٍ جديد، غايتُه جمع الحديث ونقده، وتصنيفه وتنسيقه، والحصول في النهاية – بقدر الإمكان – على مجموعةٍ متَّفَق عليها يتقبلها الجميع، وقد استأثرتْ هذه المهمَّة بالكثيرِ من طاقاتِ الفقهاء والعلماء في القرن الثالث، ولكنَّ القائمين عليها أَحرَزُوا نجاحًا، حتى أصبح حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعتبر مرجعًا ثانيًا معتمدًا للفقه والعقيدة”.
“.. يكاد يكون من المؤكَّد أن الآراء التي تعبِّر عنها الأحاديث [التي تم جمعها في القرن الثالث] تمثِّل تعاليم القرآن ومبادئه الخلقية تمثيلاً صادقًا”.
“إن بدايات التاريخ العلمي بالعربية تقترن بدراسة سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ودراسة أعماله، وعليه فإننا نجدُ مصدر هذه الدراسة في جمع الحديث النبوي، وبخاصة الأحاديث المتعلقة بمغازي الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكان موطنُ هذه الدراسة هو المدنيةَ.. ويفسِّر لنا ارتباط المغازي بالحديث – هذا الارتباط الذي ترك طابعًا لا يُمحى في المنهج التاريخي باستخدام هذا المنهج للإسناد – ما طرأ من تغيُّر هائل ظهر منذ هذه اللحظة في طبيعة الأخبار التاريخية عند العرب، ودقتها المؤسسة على النقد، ويمكننا أن نشعر لأوَّل مرة بأننا نستندُ إلى أساسٍ تاريخي قويم”.
“ومهما نَقُلْ في قوَّة النزعة الإسلامية نحو محمد – صلى الله عليه وسلم – وفي آثارها؛ فإنا لا نوصف بالغلو؛ فقد كان إجلال الرسول – صلى الله عليه وسلم – شعورًا طبيعيًّا محتومًا في عصره وفيما بعده، غير أن ما نومئ إليه شيء يتجاوز الإجلال؛ فإن العَلاقات الشخصية من الإعجاب والحب اللذينِ بعثهما في نفوس صحابته؛ ظلَّ صداها يتردَّد خلال القرآن، والفضل في ذلك يعود إلى الوسائل التي أقرَّتْها الأمة لتستنير بهما مجددين في كل جيل”.
“.. لولا الحديث لأصبح لمحمد – صلى الله عليه وسلم – في أقل تقدير صورةٌ معمَّمة – إن لم نقل بعيدة – في أصولها التاريخية والدينية، أما الحديث، فقد صوَّر وجوده الإنساني في مجموعة وفيرة من التفصيلات الحية المحسوسة، وبذلك قدم للمسلمين حين ربط بين المسلمين وبين نبيِّهم بنفسِ الروابط الذاتية الوثيقة التي كانتْ تصلُه بأصحابِه الأولين، وهي روابطُ نَمَتْ على مرِّ القرون، وكانتْ أقوى من أن تصابَ بالضعف، ولَمْ يُصبِح شخصُ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – أبدًا ذا صبغةٍ مرسومة مقررة، ولا يكاد يكون من الغلو أن نقولَ: إن حرارة ذلك الشعور الشخصي نحو الرسول – صلى الله عليه وسلم – كانتْ أبدًا أقوى عنصرٍ حيوي في دين الشعوب الإسلامية، أو كانتْ كذلك بين أهل السنة على الأقل”.
إدوارد جورج: E.George:
“إن إيمانَه الذي لا يتزعزع برسالته الإلهية وصدق دعوته، يقيمه مثلاً فريدًا في التاريخ”؛ (الأديان العظمى).
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مزيد من أقوال أسياد الغرب من المستشرقين في مدح سيد البشر:
- إدوارد جيبون Edward Gilbbon:
“ليس انتشارُ الدعوة الإسلامية هو ما يستحقُّ الانبهار، وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور؛ فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد – صلى الله عليه وسلم – في مكة والمدينة له نفسُ الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنًا من الزمان”؛ (تاريخ إمبراطورية الشرق).
“تحلَّى بشجاعة التفكير والعمل معًا، وقد ازدانت طلاقة لسانه بالتزامه الصمت الحصيف في الوقت الملائم، وعلى الرغم من تسنمه ذروة البلاغة؛ فقد عاش أميًّا فلم يتعلم في شبابه القراءة والكتابة”؛ (اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها).
9- دُرَّاني Dr. M. H. Durrani:
“أستطيع أن أقول بكل قوة: إنه لا يوجد مسلم جديد واحد لا يحمل في نفسه العرفان بالجميل لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لِمَا غمره به من حبٍّ وعون وهداية وإلهام؛ فهو القدوة الطيبة التي أرسلها اللهُ رحمة لنا، وحبًّا بنا حتى نقتفي أثره”؛ (رجال ونساء أسلموا).
10- بوسورث سمث:
“إن المعجزة الخالدة التي أدَّاها محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – هي القرآن، والحقيقة إنها لكذلك، وإذا قدَّرنا ظروف العمر الذي عاش فيه، واحترام أتباعه إياه احترامًا لا حدَّ له، ووازنَّاه بآباء الكنيسة أو بقدِّيسي القرون الوسطي – تبيَّن لنا أن أعظمَ ما هو معجزٌ في محمد نبي المسلمين أنه لم يَدَّعِ القدرةَ على الإتيان بالمعجزات، وما قال شيئًا إلا فعله وشاهده منه في الحال أتباعُه، ولم ينسب إليه الصحابة معجزاتٍ لم يأتِها، أو أنكروا مبدأ صدورها منه، فأي برهان أقطع من ذلك؟ ولقد كان محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – يذهب في آخر حياته كما ذهب في مبدأ أمره إلى أنه رسولُ الله حقًّا، وإني أعتقد أن الفلسفة المسيحية المادية ستعترف له بذلك يومًا من الأيام”؛ (الأدب في آسيا).
الدكتور المؤرخ النصراني أسد رستم: كان يدعواإلى تطبيق علم حديث المسلمين على الأخبار التاريخية العلمية لما فيه من مزايا وتمحيص الأخبار…
البروفيسور الهندي “راماكرشنه راو”:
قال في كتابه “محمد النبي”: “لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب… ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلاً”.
الدكتور النمساوي “شبرك”:
قال: “إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ أنه رغم أميته، استطاع أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمته”.
القس الفرنسي “لوزون”:
قال: “ليس محمد نبي العرب وحدهم، بل هو افضل نبي قال بوحدانية الله تعالى”.
الكاتب والمؤرخ الفرنسي “لامارتين”:
قال: “إذا أردنا أن نبحث عن إنسان عظيم تتحقق فيه جميع صفات العظمة الإنسانية فلن نجد أمامنا سوى محمد الكامل”.
الدكتور “هانز كونج” عالم اللاهوت السويسري:
قال: “محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد، إنكار أن محمداً هو المرشد القائد على طريق النجاة”.
بوسورث سميث:
قال في كتابه “محمد والمحمدية”،: لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.
الدكتور زويمر الكندي:
قال في كتابه “الشرق وعاداته”: إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.
سانت هيلر:
قال “كان محمد رئيسًا للدولة وساهرًا على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعيًا إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفًا ورحيمًا حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة”.
المفكر الفرنسي لامارتين:
قال هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
سنرستن الآسوجي:
قال “إننا لم ننصف محمدًا إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصرًا على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ”.
المستر سنكس:
قال “ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة”.
آن بيزيت:
“من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء.
مايكل هارت:
قال: إن اختياري محمدًا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.
دُرّاني:
قال “أستطيع أن أقول بكل قوة أنه لا يوجد مسلم جديد واحد لا يحمل في نفسه العرفان بالجميل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما غمره به من حب وعون وهداية وإلهام؛ فهو القدوة الطيبة التي أرسلها الله رحمة لنا وحبًا بنا حتى نقتفي أثره”.
نصري سلهب:
قال “هنا عظمة محمد صلى الله عليه وسلم لقد استطاع خلال تلك الحقبة القصيرة من الزمن ـ أن يحدث شريعة خلقية وروحية واجتماعية لم يستطعها أحد في التاريخ بمثل تلك السرعة المذهلة”.
أنت تافه و كل ما قلت سخيف ومضيعة للوقت