الأناجيل ليست كتبا مقدسة نزلت بها الملائكة على عيسى المسيح ثم حرفت فيما بعد كما يخيل للمسلمين اليوم؛ بل هي في مجملها قصة حياة عيسى و كلامه و عظاته و خطبه و أسفاره كما كتبها رفاقه و حواريوه و رهبان كثر من بعدهم و فيها تفاصيل عديدة متناقضة و غير مترابطة أو متشابهة بين إنجيل و آخر، و إلى جانب الأناجيل الأربعة الرسمية التي إعترف بها مجمع نيقية المسكوني عام 325 للميلاد، هناك عشرات الأناجيل الأبوكريفية الأخرى التي تم منعها و إحراقها و تحريم تداولها بين الناس و ذلك بأمر من الإمبراطور الروماني قسطنطين بعد أن أكد قرار المجمع المسكوني.
الأناجيل الأربعة الرسمية المضمونة في الكتاب المقدس اليوم و المعترف بها من الطنيسة الكاثوليكية هي :
إنجيل متى، إنجيل مرقس، إنجيل لوقا، إنجيل يوحنا.
الأناجيل الأخرى أو المسماة بالمنتحلة أي الغير المعترف بها في الكتاب المقدس هي :
إنجيل توما، إنجيل الحق، إنجيل فيلبس، إنجيل مريم المجدلية، إنجيل يهوذا، إنجيل الطفولة العربي، إنجيل مني، إنجيل مرسيون، إنجيل السبعين، إنجيل الإثنى عشر، إنجيل العوالم الأربعة السماوية، إنجيل الحسن، إنجيل حواء، إنجيل الناصريين، إنجيل رادوسلاف، إنجيل برنابا، إنجيل برثولوماوس، إنجيل برلين المجهول، أناجيل البهناسة، إنجيل إقرتون، إنجيل الإبيونيين، إنجيل العبرانيين، إنجيل المصريين القبطي، إنجيل المصريين اليوناني، إنجيل مرقس السري، إنجيل يعقوب، إنجيل متياس، إنجيل بطرس، إنجيل برلين المجهول، الإنجيل الرباعي.
و بعض هذه الأناجيل كتب في القرن التاسع و العاشر الميلادي، أي أكثر من 1000 سنة بعد تاريخ وفاة المسيح المفترض، و عدد منها تم إكتشافه بعد العثور على مخطوطات البحر الميت (مخطوطات قمران) و مخطوطات نجع حمادي في النصف الأول من القرن العشرين. و منها ما هو مكتوب بالعبرية و القبطية و الآرامية و اليونامية القديمة، و كلها تجمع تفاصيل متناقضة و مختلفة فيما بينها حول نفس الشخصيلات و الأحداث، بل هناك نسخ مختلفة و متناقضة من نفس الكتاب.
النقطة الأهم الآن هي أنك عندما تحاول إقناعي بأن الإنجيل قد تنبأ بمجيء النبي محمد و رسالته النهائية كخاتمة لرسائل النبوة الإلهية و ذلك عبر ذكر إسمه، فأنت تهذي بهراء غير منطقي و لا أساس له من الصحة، فلا يوجد هناك إنجيل واحد محدد بل أناجيل عديدة و هي كلها كنب غير منزلة من السماء بل كتبها أشخاص محددون من بينهم رهبان و كهنة ينتمون لمختلف المذاهب النصرانية و المسيحية التي عرفها التاريخ، و مرة أخرى لولا رغبة الإمبراطور في إتخاذ دين جديد يوحد به سلطة إمبراطوريته الضخمة لما وجدت هناك ديانة مسيحية و لا أناجيل، بل لكانت اليوم مجرد كتب تاريخية تتم دراستها مثل الملاحم السومرية و البابلية و الهندية (جلجامش و إينوما إليش، و المهابهاراتا و البهاجافادجيتا) أو مثل كتب الموتى المصري القديم الذي وجدت بردياته و تمت دراستها و ترجمتها.
الجميل في دراسة التاريخ هو أنه علم مجرد و موضوعي لدرجة القسوة المطلقة، و في ما يتعلق بالأديان بالخصوص فهو لا يعترف بالقداسة لأي شيء، بل يخضع للمنطق و للأدلة الموثوقة فقط لا غير.
مهدي بوعبيد
11/07/2016
5 تعليقات على هل الإنجيل كتاب منزل من السماء .. ؟؟
أن الله وصف الإنجيل في القرآن بأنه منزل من عنده، كما في قوله تعالى: { وأنزل التوراة والإنجيل } (آل عمران:3)، والنصارى لا يعتقدون ذلك، بل يعتقدون أن الإنجيل كتبه رجال الله بإلهام من الروح القدس .
كما أن القرآن صرّح بأن البشارة بقدوم نبي الإسلام مكتوبة في الإنجيل، كما في قوله تعالى: { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل } (الأعراف: 157 )، والنصارى لا يعتقدون بوجود أي بشارة بنبي الإسلام في الإنجيل .
كما أن القرآن ذكر أن في الإنجيل وصفاً لأصحاب النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – كما قوله تعالى: { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } (الفتح: 29)، ولا يعترف النصارى بوجود هذا الوصف في الإنجيل .
كل ذلك يجعلنا نجزم أن الإنجيل الذي عناه القرآن وأشاد به وأمر بالتحاكم إليه يختلف تماماً عمّا بأيدي النصارى اليوم، لأن من غير المعقول أن يشيد القرآن بإنجيل يختلف معه في عقائده الأساسية ويعزو إليه أموراً ليست فيه !!
هناك انجيل بما لا يدع مجال من الشك وهو كلام سيدنا عيسي و خطبه وعظاته ، ولكن ما تم نقله وكتابته عن سيدنا عيسي لم يتم بمنتهي الأمانة المطلوبة ومع ذلك وسبحان الله هناك بعض الأجزاء في بعض الإصحاحات في نسخ الاناجيل الموضوعة و المتفقة عليها منهم تتكلم عن سيدنا محمد وليس لها تفسير اخر لكل حيادي و عاقل منها
يوحنا ، الاصحاح ١٦ ، العدد ١٢-١٤
12 إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن
13 وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية
14 ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم
روح الحق !!
كل ما قلته يا سيدتي لا يثبت شيئا من سماوية الكتابين، فلم يكن الإنجيل منزلا من السماء فما كما أسلفت قد تمت كتابته من طرف حواريي عيسى المسيح، و شخصية المسيح أصلا غير مثبتة لكي نؤكد بها صحة وجود حواريين له، و عندما يستشهد القرآن على مصدره السماوي و كونه وحيا منزلا من عند الله عبر اللجوء للإنجيل الذي هو أصلا ليس بوحي إلهي، فماذا يعني هذا في نظرك منطقيا على الأقل … ؟؟!!!
لم انتبه الي السطر الاول مما كتبته!!
كان انشغالي في تفنيد عدم سماوية الإنجيل من زاوية ؛ ان بالرغم من الفارق الزمني بين انبعاث سيدنا عيسي و كتابة الإنجيل بفارق لا يقل عن ٣٠٠ سنة ، الا اننا كمسلمين نؤمن بوجود الإنجيل في تعاليم وعظات سيدنا عيسي و ما بلّغنا به القرآن وانه بالرغم من التحريف الا ان الإنجيل المذكور في القرآن هو ما نؤمن به
لم انظر الي ما كتبته من زاوية الإلحاد !!
كل ما أستطيع ان أقوله انك عندما ستتعرض ان شاء الله لتجربة اقتراب الموت او الموت الوشيك لن تهتف سوي بلفظ الجلاله (((( الله )))) رغما عن انفك
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (الأعراف:172
صدق الله العظيم
Pingback: هل جاء ذكر محمد في التوراة و الإنجيل … ؟؟!!! (الجزء الأول) | شباب الشرق الأوسط
التناول جميل
لكن غياب التعليقات يضعف الحكاية
المداخلات مهما كانت تثرى الموضوع
آمل ان نجد فى القريب تفاعل
دمتم بخير