و رغم كل ما يقال عن الإستقبال الضخم الذي حضي به محمد و أتباعه في المدينة من طرف من سموا بالأنصار، فالتاريخ يذكر خلاف ذلك، فالتحالف مع بطون الخزرج و هم أخوال محمد قد سبب حساسية شديدة لبطون قبيلة الأوس و هم كما نعرف على صراع طويل و حروب لا تنتهي مع الخزرج، بالإضافة إل كون اليهود حينذاك قد كانوا يسيطرون على النسيج الإقتصادي ليثرب من فلاحة و تجارة و صناعة و خاصة صناعة السلاح، و فور وصوله للمدينة كان لا بد لمحمد من أن يحصل على مصدر دخل مادي ثابت و كبير يكفيه لضمان ولاء من هاجروا معه و هم من فقراء مكة و من إتبع دعوته من قبائل المدينة، و هنا كانت غزوة بدر التي يرجع سببها الأساسي إلى رغبة محمد و أتباعه في نهب قافلة لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، وقد نجح أبو سفيان في الفرار بالقافلة، وأرسل إلى مكة يطلب النجدة. لم يكن عدد ُالمسلمين في غزوة بدر يتجاوز 317 رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، و يلح على العقل هنا سؤال بديهي جدا، كيف لنبي هاجر من مدينة إلى أخرى و إستقبله أهل يثرب خارجين عن بكرة أبيهم كما تذكر كتب التاريخ الإسلامي، و من ثم ملكوه على أمرهم و جعلوه سيد القوم بيده قرار الحرب و السلم و الدين، كيف له أن يجد نفسه و هو خارج للحرب على رأس جيش من 317 رجلا فقط، هل كان هذا هو العدد الحقيقي لأتباعه، أم أن دعوته لم تكن حينها قد حصلت على ما يكفي من الدعم و الولاء من طرف قبائل ألفت أن تمنح ولاءها لسادتها و كبار أغنيائها ممن يجزلون العطاء لأتباعهم، ثم كيف لنبي مبعوث من الله كخاتم الأنبياء و الرسل، برسالة كونية شاملة جامعة لما سبقها و سيليها، رسالة تتمم مكارم الأخلاق، أن يلجأ لهذا الأسلوب البدوي الذي لا يليق لا بالنبوة و لا بالقيم النبيلة التي تدعو لها الأديان عادة، فهذا رجل جاء بدين يدعو للخير و النبل و عبادة إله واحد لا شريك له، لكنه يخرج في غزوة سلب و نهب على الطراز البدوي الأصيل تماما كما لو كان شبح قبيلة تحترف غزو باقي القبائل سعيا وراء السلب و النهب و السبي .. ؟؟!!!
على الجانب الآخر خرجتُ قريش في جيش من ألف رجلٍ معهم مئتا فارسً. و قد إنتهت غزوة بدر بانتصار محمد و من معه على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، و هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي الملقب بأبي جهل أحد كبار سادة قريش ممن كان محمد في مكة يدعو الله لينصر الإسلام بأحد العمرين، هو أو إبن الخطاب، و النصرة المرغوبة هنا مادية بحتة، فالدعوة حينها لم يتبعها إلا ضعفاء مكة و قريش و عبيدها و مواليها، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
و قد كانت النتيجة الأساسية عن غزوة بدر بالنسبة للمسلمين، هي أنهم قد أصبحوا مهابين في يثرب وما جاورها من ديار العرب حينها، خاصة و قد أصبح لدولتهم مصدر كبير للدخل المادي وهو غنائم الغزوات و المعارك، و هي الغزوات و السرابا التي لن يتوقف محمد عن إرسالها في كل أنحاء جزيرة العرب، تارة للسلب و النهب و تارة أخرى لقنل المعارضين و إغتيالهم غيلة و غدرا بغية تخويف القبائل و بعث رسالة مفادها أن لا أحد بعيد عن سيفه و خاصة منهم الشعراء الذي كانوا يهجونه بقوة في الأسواق و مواسم الحج لمكة و باقي كعبات شبه الجزيرة العربية.
أما مسألة الغنائم هذه فهي ثابتة في القرآن و الحديث نصا واضحا لا لبس فيه بكونها حلال بينا لا شبهة فيه :
1- قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [69]} [الأنفال: 69].
2- وَعَنْ جَابِر بن عَبْدِالله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أعْطِيتُ خَمْساً، لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فَأيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أمَّتِي أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأحِلَّتْ لِيَ المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وَأعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إلَى النَّاسِ عَامَّةً». متفق عليه.
و يدخل في ذلك كل ما يملكه أعداء المسلمين سواء ممن واجهوهم في حرب أو قتال أو ممن عاهدوهم على أداء الجزية و منها :
1- الأموال المنقولة كالنقود و الذهب و الفضة والحيوان والطعام.
2- الأسرى والسبايا كالنساء والأطفال.
3- الأرض و المزروعات.
4- السلاح و الدروع و لباس المقاتلين.
و هذا ما لم يكن بجديد على العرب حينها، فقد كانت القبائل تحترف الغزو الدوري على بعضها البعض بحثا عن المال و قطعان الإبل و الغنم و السبايا. و قد زاد القرآن و السنة عن ذلك بأن وضحا كيفية تقسيم الغنائم بين المقاتلين فهناك سورة الأنفال التي توضح هاته القسمة بالتفصيل.
فالغنيمة أيا كانت مكوناتها من حق من حضر و شارك في القتال، وكيفية قسمة الغنائم هي كما يلي:
1- يُخرِج الإمام خمس الغنيمة، ويقسمه على خمسة، سهم لله ولرسوله يُصرف في مصالح المسلمين العامة كالفيء، وسهم لذوي القربى، وهم بنو هاشم، وبنو المطلب، الذين آزروا النبي صلى الله عليه وسلم وناصروه، وسهم لليتامى، وسهم للمساكين، وسهم لأبناء السبيل.
2- الباقي من الغنيمة وهو أربعة أخماس يُقسم بين الغانمين، للراجل سهم، وللفارس ثلاثة أسهم، سهم له، وسهمان لفرسه.
3- قال الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [41]} [الأنفال: 41].
4- وَعَنْ عَبْدالله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَسَمَ فِي النّفَلِ: لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرّجُلِ سَهْماً. متفق عليه.
و فيما يخص السبي هناك أيضا أحكام واضحة لا لبس فيها، فالنساء المسبيات حتى لو كن متزوجات يتم فسخ زواجهن بمجرد وقوعهن في الأسر. ولا يجوز وطؤهن إلا بعد قسمتهن بين المقاتلين، ثم يتم إستبراء أرحامهن بعد ذلك قبل الوطء فالحامل ينتظر سيدها أن تضع حملها، وغير ذات الحمل يتم إستبراء رحكها بحيضة واحدة، أما البكر فلا داعي لكل هذا فيجوز لمن كانت من نصيبه أن يطأها فورا و بدون إنتظار.
عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي سَبَايَا أَوْطَاسَ: «لاَ تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ وَلاَ غَيْرُ ذاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً». أخرجه أبو داود.
و عند هذه النقطة بالذات أجدني أمام سؤال بديهي آخر يفرض نفسه بشدة، ففي كل مناسبة أتحدث فيها عن مسألة الرق في الإسلام تواجهني ردود آلية من المسلمين عن كون الإسلام قد جاء ليحرر العبيد و ينهي الرق و يجعل الناس سواسية أمام الله، و قد جاءت الكفارات بعتق الرقبة في هذا الإطار، أي ترغيب المسلمين في تحرير العبيد و عتقهم من الرق، طيب إذا كان الأمر كذلك فعلا، فكيف نجد الإسلام في نفس الوقت يشرع السبي كممارسة بدوية قائمة منذ زمن و يحرض عليها بشدة كأحد سبل الترغيب في الجهاد و القتال، فالحديث النبوي يقول بوضوح : ” أغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر ” و بنات الأصفر هنا كناية عن الشقراوات لأن منطقة تبوك كانت واقعة تحت السيطرة البيزنطية وقت ظهور الإسلام، فهاهو النبي الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق و يحرض على القيم الأخلاقية النبيلة، لا يتحرج من تحريض أتباعه على الغزو من أجل السبي و الغنيمة، و هو بذلك يشرع لممارسة بدوية قديمة تدخل في إطار ما سمته كتب التاريخ الإسلامي بالجاهلية التي جاء الإسلام ليبددها و يقضي عليها، و كيف لمن يريد القطيعة مع ممارسة الرق و العبودية البغيضة أن يشجع أتباعه على سبي النساء و الأطفال و يرغبهن في القتال بهذا، كيف ينتهي الرق و سيوف المسلمين قد باتت مشرعة على كافة قبائل شبه الجزيرة العربية و ما يليها من بلدان و أراض، و نذكر على سبيل المثال سبي غزوة حنين، و قد وقعت في السنة الثامنة للهجرة بين محمد و أتباعه و جيش مكون من قبيلتي هوازن و ثقيف و هي إحدى القبائل العربية القوية ممن رفضت الدخول في الدين الجديد و فضلت الدفاع عن نفسها بتحالفات مع قبائل أخرى، و قد غنم المسلمون في نهاية المعركة أكثر من 6000 من النساء و الأطفال، و عددا لا يحصى من الإبل و الخيول بلغت أكثر من 12000 ناقة، قسمها محمد بين أصحابه بل و أجزل العطاء حتى لمن كان لا يزال رافضا الدخول في الإسلام، و قد عبر عن هذا صفوان بن أمية بقوله : “لقد أعطاني رسول الله ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ”. و الغزو هنا كما يظهر من هذه القصة قد بات بابا مفتوحا من أبواب الحصول على السبايا و الإماء و العبيد، فأين تحريم الرق هنا و الإسلام قد بات يزيد من الظاهرة بتشريع أسباب حصولها .. ؟؟!!!
بل إن حتى قتل و إبادة يهود بني قريضة و سبي أطفالهم و نساءهم و بيعهم في أسواق اليمن و عمان و طرد يهود بني قينقاع و بني النضير و الإستيلاء على بيوتهم و أملاكهم و أراضيهم، لم يكن الهدف منه سوى شيء واحد، الإستيلاء على المقدرات الإقتصادية و المالية الضخمة التي كانوا يملكونها في يثرب قبل هجرة محمد و أتباعه إليها.
مهدي بوعبيد
08/05/2016
3 تعليقات على الإسلام و السيف و الغنائم، علاقة أبدية …
هذا انسان حاقد دنئ اذا كان التراث الاسلامي كذب ، فمن اين اتى بهذا الكلام الفاسق ، لقد أتى به من كتابات الغرب الحاقد على سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، واقول لك لماذا تكذب التاريخ الاسلامي وتصدق كتاب الغرب ، هذا لانك تريد ان تعيشى في الرزيلة التي اتيت بصور منها وعرضتها على العلن لتشوه المسلمين وما هي الا صور من خيالهم المريض الكاره للحق والاسلام ، واعلم ان الله لناصر دينه ورسوله شئت أم أبيت
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: من الذي سُلط عليه السيف أولا ؟ هل الإسلام هو الذي سلطه على قريش أم قريش هي التي سلطته على العزل من المؤمنين ؟ من الذي كان يعذب المؤمنين الأوائل في مكة ، بعضهم حتى الموت؟ من الذي خرج يطارد المهاجرين الذين فروا بدينهم من الاضطهاد إلى الحبشة ؟ من الذي أتى إلى المدين في عشرات الآلاف من الجنود يحاصرها ؟ من الذي قتل رسل المسلمين الذين أرسلوا إلى بعض البلادان مثل الفرس؟
ما من حضارة أو دولة إلا وكان عندها جيش يدافع عليها، فلم يكون الاسلام استثناء ؟ أم تريدون أن تجعلوا المسلمين حمقى يصعرون خدودهم للناس؟ هنالك كثير من المواطن انتشر فيها الاسلام بدون أي سيف مثل الصين ومواقع كثيرة في آسيا .ولقد مدح المؤرخ الفرنسي الشهير غوستاف لوبون الإسلام بقول أم لم يشهد العالم فتوحات أرحم من فتوحات العرب. فالنبي صلى الله عليه وسلم يحرم في حال الحرب قتل الصبيان والنساء والشيوخ والرهبان في المعابد حتى أنه ينهى قتل الحيوان وقطع النخل من غير حاجة.
نأتي الآن إلى العبودية التي هي في الحقيقة إعجاز تشريعي عظيم يفتخر به الإسلام:
أولا الصور التي نشرها الكاتب تكذب ، الدليل على ذلك أنها ليست فوتوغرافية ، لهذا اضطر أصحابها إلى تلفيق رسوم يدوية من خيالهم الحاقد ليكذبوا على الإسلام. فأصلا الإسلام يحرم كشف عورة المرأة هكذا. وليس من عادة المسلمين أن يعروا النساء هكذا، بل لايوجد ديم دعى إلى ستر المرأة وحفظها مثل الإسلام.
ولهذا يبدوا أن الذي ينشر مثل هذه الصور معتاد على المواقع الإباحية، فالمسلم يستحي لنظر إلى مثل هذه الصور فمابالك أن ينشرها، فلا تستعجوا أن يدل مثل هذا الانحلال على إلحاد صاحبه الذي لايحرم حراما ولايحلل حلالا.
نرجع الآن إلى الإعجاز التشريعي في العبودية: نقول بحول الله وقوته: بأخذ بعين الاعتبار الإلحاد الذي ينتمي إيه صاحب المقال:
نقول بحول الله وقوته:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن أَعتَقَ رقبة مسلمةً، أعتق الله بكل عضو منه عضواً منه من النار حتى فرجَه بفرجه» [رواه البخاري ومسلم]. أولا: نقول أن الرق ليس مشكلة إسلامية فيلقى باللائمة فيها على الإسلام إنما هو مشكلة إنسانية ناتجة عن الصراع والتدافع الإنساني، فلا يوجد نص في القرآن أو السنة يأمر بالرق أو يحث عليه بل نجد النقيض من هذا كما سنرى، فالرق معروف ومعمول به في كل الديانات والمذاهب السابقة للإسلام؛
أولا : العبودية هي مرحلة أساسية في تاريخ الجنس البشري ومن مقتضيات عصور بشرية أصيلة .
ثانيا : لا يوجد في تاريخ البشرية ديانة ولا فلسفة ولا مذهبا ولا فِرقة إلا وأجازت الرق واعتبرته بديهة وجودية .
ثالثا : اختفاء الرق في القرن الماضي كان فقط لظهور المكائن – الآلات التي حلت محل البشر – وإلا فالرق كان وسيظل موجودا ما وُجد الإنسان .
رابعا : لا يوجد مانع ديني ولا أخلاقي ولا مادي ولا علمي ولا فلسفي ولا إلحادي يمنع من ممارسة الرِق.. والذي يزعم أنه يوجد مانع يتفضل بطرحه بالأدلة .
خامسا : لم يتوقف الرق فجأة لضجر العبيد أو لرهافة إحساس الأسياد .. ولكن فقط نتيجة استغناء مباشر عن العبيد بالمكائن التي ظهرت في القرن الماضي .
سادسا : لم يعرف التاريخ ناقدا للعبودية على طول الخط وانتهاء العبودية لم يكن عن وعي العبيد ولم يكن عن شفقة الأسياد وإنما جاء كنتيجة بديهية لعدم الحاجة إليهم كما قلنا فقد حلت المكائن محل العبيد … ولذا يقول نيتشه ” لو أمطرت السماء حرية لأمسك العبيد مظلات .”
فلاسفة الدنيا كلها أطبقوا على أن مفهوم الرق مفهوم صحيح أخلاقيا وسنذكر بعض الأمثلة :
1- كان أرسطو يرى أن العبودية أمر بديهي وكان من أشد المؤيدين لها والحريصين عليها
2- قال أرسطو : الذي يخضع للقانون هو أيضا عند مستوى ما من العبودية .
3- جمهورية أفلاطون الفاضلة لا تخلو من العبيد .
4- يؤيد هيجل العبودية بشدة ويرى أن العبد يحقق متعته في خدمة سيده .
5- يقول كارل ماركس بدون عبيد لا وجود لأمريكا الشمالية .
http://www.marxists.org/archive/marx…s/46_12_28.htm
سابعا : يرى هيجل أن الغريزة الأساسية في الإنسان هي الرغبة في نيل الإعتراف وفي هذا الإطار فالعبد يحقق غايته تماما فالعبد يحقق متعته في خدمة سيده وهو في ذلك يسعى إلى الرغبة في الاعتراف والعبد لا يتمرد على سيده أبدا لأنه أصلا لا يعرف أنه ينقصه شيء فهو رغباته المادية يحققها من أموال سيده ورغباته فوق المادية مثل الرغبة في الاعتراف يحققها ببراعته في عمله بل وكلما كان أكثر اخلاصا لسيده كان اكثر تحقيقا لهذه الرغبة لذا فالعبد لا يشعر أنه عبد بل يتحرك في إطار عقلاني يستوعبه ويستوعب سيده لذا لم يتمرد العبيد فالعبد في البداية والنهاية مسوق إلى الدور المطلوب منه – كالسيد تماما – .
ثامنا : يقول جون لوك ” الملوك في أمريكا القديمة والذين كانوا يملكون أراضي شاسعة هم أفقر ماديا من عامل انجليزي في ورش مانشستر ” فهذا صحيح على المستوى المادي ومستوى المتع التي يحصل عليها العامل لكن الملك لديه من يعترف به فتزداد سعادته فالسعادة قيمة نسبية لا علاقة لها بالوسائل المادية المتاحة .
تاسعا : في لحظة ما عندما نحتاج للعبيد سيعود العبيد خاصة وأنه بعد اختراع الأسلحة النووية ظهرت في الأدب العالمي فكرة احتمالية أنه في أي لحظة يمكن أن يخسر العالم كل التكنولوجيا الحديثة ونعود للخيل والجمال مرة أخرى وفي فيلم محارب الطريق the road warrior للمنتج الاسترالي جورج ميلر نرى حضارة مستقبلية قائمة على الخيل والعربات التي تجرها الحيوانات .
المصدر : نهـاية التاريخ وخاتم البشر … فرانسيس فوكوياما …. ترجمة : حسين أحمد أمين الطبعة الأولى 1993 مركز الأهرام للترجمة والنشر .ص 86
عاشرا : الذي ينتقد العبودية الآن هو حتما سينتقد عمليات السمسرة التي تجري للاعبين في كل أندية العالم وهو يستسيغ عملية سمسرة اللاعبين ولا يستسيغ مسألة الرق فقط بسبب المعاصرة – فهو معاصر لسمسرة اللاعبين ولم يعاصر مسألة الرق – ولذا لم تتبين له كل جوانب المسألة وظن أن الرق كما يحاول أن يصور الأدب الغربي خاصة مع الصورة القاتمة لمعاملة العبيد التي كانت تجري في الدولة الرومانية فظن أن هذا هو الرق وهذه هي حقيقته .
إذن الرق أمر بديهي عبر التاريخ وعبر الجغرافيا .. والحفاظ على حقوق الرقيق هو الوصية العاشرة من الوصايا العشر في التوراة ” سفر التثنية 5-21 ”
والحفاظ على حقوق الأسياد ووجوب طاعتهم مِن قبل العبيد هو وصية الإنجيل ” الرسالة إلى أفسس 6:5 ”
ولم يكن الإسلام بِدعا من الأديان ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بِدعا من الرسل فقد جائت الوصية مباشرة بحفظ حقوق الرقيق في الإسلام .
حفظ حقوق الرقيق في الإسلام :
1- {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} ﴿٣٦﴾ سورة النساء
2- { فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف } ﴿٢٥﴾ سورة النساء
فأمر سبحانه مَن أراد أن يتزوج من أمته أن ينكحهـا بإذن أهلهـا وأن يعطيهـا مهرهـا كاملا !!
3- لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي ….. صحيح مسلم
4- إنّ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم …. متفق عليه
ولذا صار الرقيق في الدولة الإسلامية ملوكا وحُكـاما وأصبحت فترات تاريخية كاملة في حُكم بعض الدول حِكرا على الرقيق – دولة المماليك في مصر – .
ولا يعرف تاريخ الإنسانية دينـا أشد حرصا على الرقيق من الإسلام ……. يكفي أن تعلم أن هناك ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين يوم القيامة:-
1- رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ثم أدركني فآمن بي
2- ورجل كانت له أمة فأعتقها وتزوجها
3- وعبد أدى حق الله وحق مواليه .
إذن الرجل لو أعتق جاريته وتزوجها له أجره مرتين
والعبد الذي يطيع سيده له أجره مرتين
ولذا قال أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه ” والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك .”
إذن لا تختلط عليك الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن الرقيق – العربدة الرومانية -والصورة التي حددت لنـا أُطرهـا الآيـات والأحـاديث.. !!
لكن يبقى السؤال : هل يحق للملحد أن ينتقد مسألة الرق ؟
قبل أن ينتقد الملحد مسالة الرق عليه أن يجيب عن الآتي :
1- الدولة الوحيدة الملحدة على وجه الأرض الأن هي كوريا الشمالية وداخل هذه الدولة يتم تقسيم الناس رسميا رسميا رسميا إلى سادة وعبيد في نظام يُعرف بإسم السونجبن Songbun وحسب هذا النظام يتم تحديد كمية الغذاء حسب طبقة الإنسان وطبيعة العمل المسموح بها والأماكن التي يدخلها أيضا حسب طبقة الإنسان في السونجبن … هذا النظام معمول به منذ قرابة نصف قرن ولم نسمع أن ملحدا عربيا أو علمانيا غربيا تمرد على هذا الأمر أو انتقده ..؟
http://en.wikipedia.org/wiki/Songbun
2- أليس التمرد على الرق هو تمرد صريح على الداروينية وعلى قانون كوني يحكم وجودنا – طبقا لمعتقدكم – وهو قانون البقاء للأقوى ؟
3- أليس التمرد على الرق هو تمرد على الحتمية المادية ؟
4- أليس الرق يساعد مباشرة على الإنتخاب الطبيعي – عبر انتخاب الأقوياء والأكثر سيادة – إذن لو كان الملحد ملحدا وكان الإلحاد صحيحا وكانت الداروينية قضية حتمية لأصبحت عودة الرق قضية حياة الملحد .. أليس كذلك ؟
5- ما معنى الأخلاق .. هل تمت البرهنة عليها علميا حتى يتبناها الملحد ؟
6- الملحد ينظر للإنسان على أنه لطخة بروتوبلازمية ثلاثية الأبعاد حدود الطبيعة هي حدوده وقوانين المادة هي قوانينه فكيف تسنى له أن يستوعب الخطأ في الرق ثم ينتقده ؟
7 – لا يوجد للأخلاق ترميز جيني – تشفير في الجينات – إذن ليس لها مصدر مادي فكيف يتبنى الملحد نموذج أخلاقي غير مادي ينتقد من خلاله عملية الرق؟
8- هل يوجد مانع مادي من زنا المحارم أو شذوذ الكبار مع الصغار ؟
وهذا رد آخر من موقع https://ar.islamway.net/article/5101:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن أَعتَقَ رقبة مسلمةً، أعتق الله بكل عضو منه عضواً منه من النار حتى فرجَه بفرجه» [رواه البخاري ومسلم]. أولا: نقول أن الرق ليس مشكلة إسلامية فيلقى باللائمة فيها على الإسلام إنما هو مشكلة إنسانية ناتجة عن الصراع والتدافع الإنساني، فلا يوجد نص في القرآن أو السنة يأمر بالرق أو يحث عليه بل نجد النقيض من هذا كما سنرى، فالرق معروف ومعمول به في كل الديانات والمذاهب السابقة للإسلام؛
نبدأ بآراء فلاسفة و بعض منظري الإلحاد والعلمانية في الرق:
1- كان أرسطو يرى أن العبودية أمر بديهي وكان من أشد المؤيدين لها والحريصين عليها
2- قال أرسطو : الذي يخضع للقانون هو أيضا عند مستوى ما من العبودية .
3- جمهورية أفلاطون الفاضلة لا تخلو من العبيد .
4- يؤيد هيجل العبودية بشدة ويرى أن العبد يحقق متعته في خدمة سيده .
5- يقول كارل ماركس بدون عبيد لا وجود لأمريكا الشمالية .
6-جون لوك لم يكن يرى بأسا في العبودية
وقد كان الرق عند قدماء المصريين آلة للعمل كحرث الأرض وعمارتها بالزرع وإقامة الدور وحمل الأثقال، ويعدون الرقيق بمنزلة الدواب. والقرآن وكتب اليهود والتاريخ القديم لا تزال تذكرنا بما سامه فرعون لليهود وهم أرقاء لديه. وعند اليهود: لا يحرم سوى استرقاق اليهود لبعضهم فقط، بينما نرى الكتب المقدس يبيح ليهود استرقاق جميع الأمم “44 و أما عبيدك و إماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم منهم تقتنون عبيدا و إماء* 45 و أيضا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون و من عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكا لكم* 46 و تستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر و أما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنف* 47″ (سفر اللاويين 2544). بل إن الفكر السياسي اليهودي قائم على قضية الرق وهي دعوة نوح على ابنه حام أن يكون ابنه عبدا لأعمامه سام ويافث كما في سفر التكوين 9/ 25- 26 -” ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته ، وقال : مبارك الرب إله سام ، وليكن كنعان عبداً لهم . وفي الإصحاح نفسه / 27 /: “ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبداً لهم”. وفي المسيحية لا نرى الأمر يختلف فبولس مؤسس المسيحية ينصح العبيد بحسن السمع والطاعة لأسيادهم ويؤكد فيقول: “أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد للمسيح، عاملين بمشيئة الله من القلب، خادمين بنية صالحة كما للرب، ليس للناس” (رسالة افسس 65). وكما يقول الدكتور “جورج بوست” في (قاموس الكتاب): “إن المسيحية لم تعترض على العبودية من وجهها السياسي ولا من وجهها الاقتصادي، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم في آدابهم من جهة العبودية، حتى ولا المباحثة فيها، ولم تقل شيئاً ضد حقوق أصحاب العبيد، ولا حركت العبيد إلى طلب الاستقلال، ولا بحثت عن مضار العبودية، ولا عن فساوتها ولم تأمر بإطلاق العبيد حالاً، وبالإجماع لم تغير النسبة الشرعية بين المولى والعبد بشيء، بل بعكس ذلك فقد أثبتت حقوق كل من الفريقين و واجباته”. ولو تحدثنا عن الرق عند اليونان والرومان والفرس والعرب لطال المقام، وحسبنا أن لا احد يكابر في شيوع الرق في هذه الأمم وسوء معاملته بينهم. أما موقف الإسلام من الرق فينبع من تصوره لهذه المشكلة؛ فالإسلام ينظر إلى الرق باعتباره نتيجة حتمية للصراع بين البشر وهذه النتيجة رسخت في الأذهان والمعتقدات على مر آلاف السنين، ولهذا تعامل معها الإسلام بخطة لا تتجاهل الواقع ولا تقفز عليه.. وأيضا لا تعترف به على النحو الذي فعلته المسيحية. وعلى ثلاثة مراحل استطاع الإسلام أن يقيم نظامه الخاص بالرق وهو أعلى نظام يمكن تحقيقه في واقع البشرية كما سنرى: المرحلة الأولى: تحسن حال الرقيق ورفعهم للمستوى الإنساني. الثانية: تضيق مصادره وحصرها فيما يخرج بالرقيق عن الصفة الإنسانية. وبعد هذه تأتي الخطوة الرئيسية وهي تحرير الرقيق. ففي الجانب الأول: تحسين معاملة الرقيق نظر الإسلام إلى الرقيق لا على أساس دينه، أو لونه، أو عرقه، وإنما على أساس بشريته المحضة، وكل التوجهات والأوامر الإلهية في هذا الصدد ارتكزت على بشرية الرقيق لا غير، وعلى سبيل المثال فبدأ الإسلام بتغير الاسم وتصحيحه. – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي» [رواه مسلم]. – ثم إيجاد الوضع الاجتماعي المناسب لهم في زمرة الواقع الإنساني وقتها فقال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} [سورة النساء: 36]. – ثم إيجاد الكرامة والحرمة الشرعية و الاجتماعية له: عن أبي هريرة قال: قال َ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قذف مملوكه، وهو بريء مما قال، جلد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال» [رواه البخاري]. عن سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ» [مسند أحمد - (41/93]. – ثم ضمان حقهم في الاحتياجات المعيشة بالمستوى الإنساني المطلوب: عن المعرور بن سويد قال: دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله فقال: “يا أبا ذر لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت حلة، وكسوته ثوباً غيره؟”، قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليكسه مما يكتسي، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه» [رواه البخاري وأبو داود]. وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين، أو أكلة أو أكلتين، فإنه ولي علاجه» [رواه البخاري]. وفي الخطوة الثانية قام الإسلام بتضيق المدخل إلى الرق، وتوسيع المخرج منه؛ فالمدخل إلى الرق قبل الإسلام كان مفتوحاً على مصراعيه؛ فهناك الرق بالبيع كأن يبع الإنسان احد أقاربه، والمقامرة كان يؤخذ الخاسر عبدا للفائز، والنهب والسطو على القوافل والضعفاء واسترقاقهم وبيعهم لجني المال، ووفاء الدين كان يؤخذ المدين عبدا للدائن، والحروب كالأسرى وملك اليمين، وقد حرم الإسلام جميع هذه الأوجه؛ جاء في الحديث القدسي يقول الله تعالى: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجره» [أخرجه البخاري]. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قوماً وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دباراً – بمعنى بعد خروج وقتها – ورجل اعتبد محرراً» [رواه أبو داود وابن ماجه وضعفه الألباني]. فلم يبقي مدخلا للرق سوى أسرى الحرب، فأتى الإسلام عليهم فوضع لهم ثلاث خيارات بإذن ولي الأمر: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: من الآية4]. فالمن بالطلاق السراح بلا مقابل أو قبول الفداء، وإطلاق السراح أو الاسترقاق وفقا لقواعد الإسلام الإنسانية في التعامل مع الرقيق. ثم قام الإسلام بتوسع المخرج وأسباب العتق ومنها: – جعل العتق من القربات العظيمة إلى الله: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن أَعتَقَ رقبة مسلمةً، أعتق الله بكل عضو منه عضواً منه من النار حتى فرجَه بفرجه» [رواه البخاري ومسلم]. جعل العتق أحد مصارف الزكاة الثمانية: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 60]. قال يحيى بن سعيد: “بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية، فجمعتها، ثم طلبت فقراء نعطيها لهم، فلم نجد فقيراً، ولم نجد من يأخذها منا، فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس، فاشتريت بها عبيداً فأعتقتهم”. – جعل العتق كفارة للطم العبد أو ضربه: عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: «من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته عتقه» [صححه الألباني]. – جعل العتق واجبا في بعض الكفارات مثل: . في القتل الخطأ: {مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [سورة النساء: من الآية92]. . وفي الظهار: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} [سورة القصص: من الآية3]. . وفي الحنث في اليمين: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} [المائدة: من الآية89]. كذلك جواز الزواج من الرقيق، وهو من أهم أسباب العتق: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ…} [سورة النساء: 25]. وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدى حقَّ الله وحقَّ مواليه، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران» [رواه البخاري ومسلم]. – وأخيرا وضع الإسلام القرار في يد الرقيق أنفسهم فشرع لهم المكاتبة مع المالك للعتق {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: من الآية33]. فما على الرق إذا أراد الحرية إلا أن يأتي سيده ويخبره بما يريد ويتفق معه على قيمه مالية يسددها العبد من عمله الخاص -الذي يفسح له السيد وقتا له – ويكتبا بينهما كتابا يشهد عليه الناس، وبعد سداد الرق للقيمة المالية يكون حراً، ثم تختم الآية الكريمة بما يوضح الهدف من المكاتبة فتقول: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}، فالسيد يعطي عبده مالا بعد عتقه ليستعين به على بدْء حياته الجديدة، وهذا يوضح أن المكاتبة ليس الهدف منها المال وإنما اعتماد الرقيق على نفسه في تحرير نفسه لتعظم عنده الحرية فيصونها ويحفظها لنفسه وللمجتمع. ويمضى الإسلام فيما هو أعظم من هذا فينسج علاقة جديدة وفريدة بين المحرر وبين سيده السابق وهي “الولاء” الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «الولاء لُحْمَةٌ كلُحْمَة النسب» [صححه الألباني]. ليجد المحرر له نسبا وأصلا بين الناس، ووعاءاً اجتماعياً بشرياً يحتضنه ويحتويه كباقي البشر، ويتعدى هذا الوعاء مجرد الاسم المعنوي، ليجد الرقيق المحرر نفسه في قائمة الورثة الشرعيين بترتيبهم الشرعي المعتبر. وأخير نقول: كان سهلا على الإسلام أن يحرر الرقيق بكلمة يقولها، لكن ما النتيجة دون معالجة الحالة النفسية للمجتمع تجاه الرقيق؟! ، وما النتيجة دون ضمان الوضع الاجتماعي لهم بعد التحرير؟!، وما النتيجة دون معالجة الحالة النفسية للرقيق أنفسهم؟! ما زلت أذكر حين قام أبراهام لنكولن بتحرير الرقيق بجرة قلم، لقد ظل السود في أمريكا إلى هذه اللحظة أرقاء أمام المجتمع وأمام الدولة، بل وحتى أمام أنفسهم، ولا نعجب إذا عرفنا أن العبيد في أمريكا قاموا بمظاهرات بعد عتقهم بشهور يطالبون بعودتهم إلى العبودية مرة أخرى لأنهم لازالوا عبيداً أمام أنفسهم وأمام المجتمع، لكن الإسلام بمنهجه المحكم وتشريعاته الحكيمة ومصدره الرباني هو وحده الذي استطاع معالجة هذه الظاهرة. وبعد هذه الرحلة المختصرة يحق لنا أن نتسأل… هل في الدنيا العريضة أعظم من هذا الدين؟
حكايات محمد مع السبايا مذكورة في السيرة النبوية بوضوح لا لبس فيه. فهي ليست من اقوال الحاقدين أو الغرب الغير مسلمين بل هي من صلب العقيدة الاسلامية ومما تاسس عليه الاسلام في تشريعاته. ففي غزوة خيبر وغزوة بني المصطلق اخذ محمد صفية بنت حيي في الاولي وجويرية وريحانة في الثانية. وجاءته هدية جارية انجبت له ابنه ابراهيم الذي مات مبكرا واعطي اختها التي اتت معها كسبية لشاعره حسان ابن ثابت. اما عن صفية فهي من يهود خيبر وقعت في نصيب احد رجال محمد فاخبره احد رجاله انها جميلة ولا تصلح الا له فاخذها محمد لنفسه وقال للرجل خذ لك واحدة اخري.