بوزنيقة: عبد الهادي بكور
شارك يوم السبت 21 نونبر 2015 من خلال فعاليات الجامعة الحقوقية للشباب التي نضمتها جمعية الشعلة للتربية والثقافة بشراكة مع المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان حيث اختير لها شعار ” الثقافة الحقوقية رافعة لتحقيق التنمية الشاملة ” و التي افتتحت يوم الجمعة 20 نونبر 2015 بالمركب الدولي مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيقة و تمتد على تلاثة ايام, في ندوة حول موضوع ” تمكين المرأة : المنطلقات والأهداف “ الأستاذة مرية الشرقاوي رئيسة منتدى الأسرة و المتخصصة في النوع الاجتماعي، و الأستاذ الجامعي محمد بودن في موضوع ” مدخلات تشبيب مؤسسات الدولة ” وهو بالمناسبة رئيس مركز أطلس للمؤشرات العامة بالإضافة لمداخلة عضو المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة محمد أشباب ، هذه الندوة قام بإدارتها الاستاذ احمد فردوس.
ركزت الأستاذة مرية الشرقاوي في تعاطيها مع القضية النسائية على الجانب الحقوقي والحريات الأساسية داخل المجتمع المغربي موجهة انتقادها للوصاية التي تمارس على المرأة من طرف العقلية الذكورية مؤكدة على أن عقلية الرجل مازالت تهيمن على الممارسة اليومية كسلوك في الحقل السياسي والنقابي والمدني والمؤسساتي وتحول دون تحقيق مطالب الحركة النسائية وتفعيل وأجرأة مضامين دستور 2011 الذي يعد منعطفا في مسيرة المغرب بعد الحراك الاجتماعي .
واكدت الأستاذة مرية الشرقاوي على أن المرأة المغربية استطاعت أن تنتزع العديد من المكاسب ذكرت منها مدونة الأسرة ’ قانون تعديل الجنسية ’ تعديل مدونة الانتخابات او ما يسمى بالكوطة ، مدونة الشغل ، وصولا إلى دستور 2011 الذي أقر بمبدأ المناصفة والمساواة وذلك بفضل نضالاتها بجانب الرجل وكذا بدعم من المجتمع المدني راصدة الاختلالات التي تعترض الانتقال الديمقراطي نحو عدالة اجتماعية متكافئة الفرص بين الرجل والمرأة .
لم يفت الأستاذة مرية الشرقاوي في ختام تدخلها أن تتساءل عن الأسباب التي تحول اليوم دون تنزيل مضامين الدستور المغربي الجديد الذي انتزع بفضل الحراك الاجتماعي في سياق ما يسمى بالربيع العربي كما شددت ايضا على ضرورة محاربة كل أشكال الأمية والجهل بالحقوق وربط هذه المهمة بإصلاح التعليم ووقف الهدر المدرسي لمواجهة التقاليد البالية المحفورة في الفكر الذكوري سلبا .
ومن جهته اعتبر الأستاذ محمد بودن أن الجامعة الحقوقية للشباب التي نضمتها جمعية الشعلة للتربية والثقافة تجربة جد متميزة مؤكدا في الوقت ذاته على اربع عناصر يجب توفيرها من اجل دولة حديثة وقوية والتي يجب استثمارها والتفاعل فيها ومعها كعنصر القوة الصلبة المتمثل في بنية الأسس الاقتصادية المتينة فضلا عن توفير الأمن والاستقرار علاوة على عنصر القوة الناعمة القادرة على ممارسة الجاذبية من خلال ضمان استثمار الموارد البشرية الكفؤة القادرة على توفير آليات الإقناع والتواصل مع المنتظم الدولي مؤسساتيا وأضاف أن عنصر القوة الافتراضية التي تتمحور حول مجتمع العلم والمعرفة واكتساب مهارات تكنولوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وضرورة استغلالها لمصلحة الوطن إيجابا أصبحت مسألة حاسمة في الارتقاء بالدولة التي تلتقط وتتفاعل مع عنصر القوة المدنية المتمثل في الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني على اعتبار أن الشباب حاضر في كل هذه التنظيمات التي منحها الدستور أهمية بالغة في التأطير والتكوين والدفاع عن مصالح المجتمع ،و صنف الأستاذ محمد بودن انتماءات الشباب الى عدة اصناف منها صنف يمثل فئة ضئيلة جدا اختارت الاشتغال من داخل العمل الحزبي والسياسي ،و اخر وجد نفسه داخل العمل المدني بالاضافة الى صنف اختار الإبحار في العالم الافتراضي بكل أشكاله ، اما الصنف الاخر فقد استطاع أن يعمل من داخل فضاءات الجامعة والكليات موزع بين عدة فصائل متناحرة فيما بينها وصنف أخير اختار الهجرة والارتماء في أحضان التطرف والإرهاب والتعصب .