تعجبت كثيرا عندما رأيت هؤلاء المدافعين عن فودة وأن الدولة ضحت به لأنه حاول كشف ملفات فساد كثيرة كما ادعى هو فى أواخر مقالاته ولكن تحول هذا التعجب إلى شفقة على هؤلاء الجهلة الذين لايحاولون حتى قراءة التارخ أو البحث فيه رغم أن ما عليك فعله هو كتابة الاسم والضغط على محرك الزر فى أى محرك بحث …
ظهر فودة فى بداية التسعينات ظهور مفاجئ دون اى سابق انذار واتاحت له الصحف مساحات كبيرة تتناقل أخباره فيه حتى صار سكرتير وزير الثقافة فاروق حسنى وبعد فترة وجيزة أصبحت ثروة فودة تتجاوز المليون فى حين أن قدمت وزارة الثقافة مايفيد بان ما تحصل عليه من الوزارة فى تلك المدة لم يتجاوز مبلغ (51000 ) خلال تلك المدة ولكن علاقتة السياسية وبرجال الاعمال هى كانت وراء تضخم ثروته إلى هذا الحد ..
تم ضبطه متلبسا فى قضية رسوة بين محافظ الجيزة ماهر الجندى ورجل الاعمال عمرو خليفة لتوسطعه لتخصيص 130 فدانا لصالح الطرف الثانى ، وتم توجيه تهمة الكسب غير المشروع واستغلال نفوذه … وكان هذا فى أثناء فترة حكم المخلوع الرئيس مبارك الذى شهد عصره ذروة الفساد …
اعترف فودة بجريمتة التى لم تكن الأولى على حد ذكره فى تحقيقات النيابة الذى ذكر فيها أن قام فيما سبق بتسهيلات اخرى لبعض رجال الاعمال بل واكتشفت النيابة أثناء التحقيق معاه تقاضيه رشوة من المذكور ممدوح الجوهرى لتوصيل المرافق له فى مزرعته بطريق مصر الاسكندرية الصحرواى وذكر بعض الاسماء من الوزراء الذين تنكروا من ذلك ولم يتم اتهام احدهم فى تلك القضايا لانه لايوجد اى دليل سوى اعتراف المتهم انذاك الوقت محمد فودة …
وبعد ذلك تم تقديمه للمحاكمة هو ومحافظ الجيزة ماهر الجندى وتم الحكم عليهما بخمس سنوات سجن وغرامة ثلاثة ملايين جنيه كما غرمت المحكمة زوجته بدفع ثلاثة ملايين أخرى وهى السابقة قبل زواجه من الفنانة غادة عبد الرازق ..
بعد خروجه من السجن سنوات قليلة تفاجئ الجميع بزواجة من الفنانة غادة عبد الرازق .. ثم بدأ الاعلام بفتح أبوابه له ككاتب صحفى وهذا ما انكرته نقابة الصحفيين وقتها … بل وقدمت بلاغ للنائب العام تتهمه فيه بذلك .
فى العام الحالى ومع بداية الإعلان للانتخابات البرلمانية للمرة الاولى فى فبراير الماضى تم تقديمه اوراقه للترشح وذلك بعد انفصاله عن الفنانة غادة عبد الرزاق للمرة الثالثة وبالطبع ترك منزل الزوجية التى كانت تملكه الفنانة ..
ثم أقام فودة بصفة مستمرة بجناح كامل فى احد أشهر فنادق القاهرة الذى تم القبض عليه فيه بعد ثبوت تورطة فى قضية الفساد المعلن عنها …
فودة هذا الرجل الذى اهتم منذ البداية بدخول دوائر المال والسياسة والذى استغلها أفضل استغلال لجنى الأموال من خلال الوساطة بينه وبين رجال الاعمال ورجال السلطة بل وحكم عليه .. فودة الذى اتخذ دور الوسيط فى عمليات الرشوة والفساد .
فكان من الطبيعى أن أشفق على هؤلاء المتعاطفين مع شخص تسلق واستخدم نفوذه منذ العهد السابق لجنى الأموال .. شخص حكم عليه بتهمة الفساد فى عهد كان هو ذروة الفساد …
فى الحقيقة لم يشغنلى تاريخ فودة فهو معروف بالنسبة لى ولكن يشغلنى هؤلاء الحمقى الذين يبحثون عن أى فرصة لمهاجمة الدولة فهؤلاء تحولوا لمرضى الذين يمكنهم القبول بأن تسقط الدولة حتى يثبتوا أنهم كانوا على صواب …
ولم يشغلنى فى القضية الجديدة وجود فودة او غيره من الوزراء ولكن أكثر ما شغلنى هو ذالك الشخص الذى أراد من ضمن الرشوة رحلات حج له ولعائلتة فيجب أن تكون الرشوة بما يرضى الله ورسوله ..( الله يفتح عليك ياشيخ )