الانتخابات العراقية ,الطريق للديمقراطية
سئلت أكثر من 25 مواطن عراقي من ألأصدقاء , الجيران , زملاء العمل وسواق الكيات , ولا أزال أوجه السؤال لكل من ألتقي به : هل ستشارك في الانتخابات المقبلة ؟
الغالبية أجابت ب كلا فيما عدا بعض الأجوبة الغامضة مثل ( الله كريم , والله يسهل ) وإجابة رائعة لسائق كيا على خط بغداد الجديدة –زعفرانية عندما ألتفت نحو وسئل بكل صدق وهو مدهوش : يأنتخابات ؟ مو رحنا ذاك المرة وخلصنا ؟
هذا لايعني أن المواطن العراقي لايريد أن يشارك بالانتخابات ولايعني أن الذين سألتهم يمثلون السواد الأعظم ولكن هذا يعني أنه يوجد نسبة من المواطنين قد تكون قليلة أو كبيرة , من مختلف الخلفيات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لا تعرف بألأنتخابات ولن تذهب لتشارك بها حتى لو عرفت , وربما سيخف الأسنغراب لو عرفت أنه رغم الحملة الضخمة للتعريف بالانتخابات التي تقودها جهات عدة من رسائل موبايل , ملصقات , إعلانات , برامج حوارية وورش لا نزال لم نصل للمواطن العادي الموجود بالشارع , بدليل أنه عندما استفسرت من عدة أشخاص في قطاعات مختلفة من مدينة بغداد , ممن يداومون على التردد على مجالس البلدية لمناطقهم عن أذا شارك أحد منهم في دورة توعية حول الانتخابات لم يكن لأحد منهم فكرة عن وجود مشاريع مماثلة , رغم أن في جميع الدول الديمقراطية تكون أول خطوة لشحذ همم الناخبين هي مجالس الأحياء ولجان المناطق والتي تجمع المواطنين وتحاول أن توجههم لانتخاب الشخصيات التي ستقدم وعود لهم بتحسين الخدمات .
وقد يثير الاستغراب أن منابر الجمعة ودور العبادة قد بدأت توجه الضوء حول الانتخابات المقبلة وتحرك بشكل غير مباشر المرتادين لعدم نسيان حقوقهم المدنية وأهمية مشاركتهم بالانتخابات المقبلة بشكل غير مباشر , وقد كنت حاضرا في مجلس فاتحة عندما دار الحديث عن تفجيرات بغداد وعلق البعض بعدم أهمية الانتخابات من باب مبدءا ( وإحنا شحصلنا ؟) فكان لأحد رجال الدين من المعزين وقفة شرح فيها أهمية صوت المواطن وأن التخاذل عن المشاركة في الانتخابات سيحرم المواطن من فرص وصول أشخاص قادرين على تقديم الخدمات له
ولكن نعود للسؤال الأول هل سنشارك حقا في الانتخابات المقبلة؟ أحد الموظفين في أحد الوزارات قال لي ببساطة ( طالما عدلوا الراتب والكهرباء موزينة أشتري مولدة 5 كيفي وأكعد أتفرج على الانتخابات بالبيت )
هذا الكلام من شخص ذهب هو وعائلته المكونة من 6 أشخاص يضمنهم من لايحق له التصويت للمشاركة في الانتخابات الأخيرة ( حتى يشوفه أبنه الصغير وهو يخلي صوته بالصندوق )
أنا أتصور أن هناك سيكون إقبال على الانتخابات ولكن سيكون بسبب تصعيد الحملات في الأيام الأخيرة , ولن يذهب كثير من الناس بسبب ترسخ العملية الانتخابية ورغبتهم بالتغير أو لأنهم يتصورون أهمية أصواتهم ولكن سيذهبون لأنهم سيكونون تحت ضغط حملة إعلامية قوية في الأيام الأخيرة تذكرهم أن الإرهاب سينتصر أذا لم يتحرك ويشارك وسيذهب خوفا من الإرهاب ويصوت لابن العشيرة والطائفة على حساب صاحب الخطة التنموية والاقتصادية , وذلك لأننا لانركز على لماذا سننتخب هؤلاء ونوصلهم للسلطة بقدر أهمية أن ننتخب
في الدول المتقدمة يزور المرشح ومعه شباب من الطلبة المتطوعين في حملته الانتخابية المنازل بيتا بيتا لتعريفهم ببرامجه الانتخابية , التطوع في الحملات الانتخابية شرف يتصارع عليه الطلبة ليكون نقطة في سيرهم الذاتية تؤهلهم للتقديم على جامعات كبيرة ووظائف مهمة , أين ثقافة العمل التطوعي لدين؟
بارك أوباما كان يزور منازل ناخبيه ليعرفهم بنفسه , منافسي بوش في الدورة الانتخابية الأولية لانتخابات الرئاسة صنعوا لأنفسهم مواقع إلكترونية يتحاورون مع ناخبيهم بنفسهم فيها
نحن بحاجة أن نحسس المواطن أن من سينتخبه سيمثله حقا وانه لابد أن يفكر كثيرا باختياره على أساس وعوده وخططه الانتخابية , وألا سيظل كثير من الناس لاتعرف هل ستذهب تنتخب أم لا ؟ وبالنهاية نركز على تحريكهم للمشاركة أكثر من تركيزنا على من سينتخبون لو شاركوا.
2 تعليقات على الانتخابات العراقية … الطريق للديمقراطية
بالتأكيد لن يصل شغل الجمعيات المدنيّة الجاد لكل شرائح المجتمع، فالشريحة الدنيا التي تحدثت عنها من السائقين والعمال وغيرهم لن يهتموا من قريب أو من بعيد بكلمات مثل “شفافية العملية الانتخابية” “والمصالحة الوطنية” “وقضية كركوك…” إن كل ما يهمهم هو قوت الحياة، والبقاء هم وعائلاتهم.
ولذا أرى أن الجهود يجب أن تستمر لرفع درجة الوعي، ولكن مع الطبقة الوسطى والعليا، لأن مفاتح التغيير في جيوبهم.
مجهود رائع وميض، أحييك عليه، وبالطبع أتمنى للعراق عملية انتخابية ديمقراطية بلا اعتداءات أو إرهاب جديد.
تحياتي
عزيزي احمد خلال فترة عملي في العراق كان لي فرصة التعر ف عن قرب على عدة منظمات عراقية الجادة والتي تخلو من التوجه الطائفي ورغم قلة عددها فأن حجم مشاريعها المموله من منظمات الامم المتحده وعدد من المنظمات الدولية التي لاتروج للسياسة الاعلامية للجيش الامريكي في العراق كان مشاريع كبيرة وتغطى كم هائل من الاشخاص من الطبقة الوسطى الى المهمشين في الارض وقد يفاجاء الكثيرين مستوى الوعي السياسي الكبير للعراقين مختلف شرائحهم بسبب الوضعي السياسي للعراق الذي يفرض مثل هذا الوعي ومستوى التعليم العراقي العالي للفترة قبل 2003
لذا فمن الممكن العمل والتوجه للشرائح كلها في العراق وخصوصا ان الطبقه المثقفه يتم تهجيرها وتصفيتها في العراق وطحن الطبقى الوسطى من خلال المستوى المعاشي العالي ومن خلال خطف وقتل النخب والاقليات العلمانية والشيعة العرب السنية والمندائية والمسيحية والارمنية والتي تشكل مثقفي الطبقة الوسطى في العراق