إن إحتقار الكهنوت الإسلامي لباقي الأديان لكونها إما محرفة أو مبنية على مجموعة من الأساطير القديمة و الخرافات التي لا يوجد لها إثبات مادي ملموس، يجعل الإسلام يظهر و كأنه مثبت علميا بتجارب مخبرية موثقة و مؤكدة، بينما الحقيقة هي أنه يحتضن في طياته نفس الحمولة الأسطورية و نسبة كبيرة من الخرافات و المرويات القديمة التي إقتبسها من حضارات و أمم و شعوب سبقته بآلاف السنين، بل حتى الفكرة الرئيسية المتمثلة في البعث بعد الموت و الحساب و المكافأة بالجنة أو العقاب بالجحيم ليست خاصة بالإسلام أو بالأديان الإبراهيمية، بل هي موروث أسطوري قديم عرفته شعوب و حضارات سبقت ظهور الأديان بآلاف السنين، و لعل أبرز أسطورة تهتم بمفهوم البعث و الحساب هي تلك التي وردت بالتفصيل في ما ييمى بكتاب الموتى الفرعوني و الذي يعرف أيضا ببردية “حونفر”.

جزء من بردية "حونفر" Hunefer (حوالي 1275 قبل الميلاد) تبين عملية وزن قلب حونفر في الميزان والمقارنة بريشة ماعت (الحقيقة والعدل) ويقوم بها الإله أنوبيس, بينما يقوم الإله تحوت بتسجيل نتيجة الميزان.
هذا الكتاب يتكون من مجموعة مفصلة من التعاويذ و التمائم السحرية التي كانت تنقش على جدران المقابر أو على التوابيت و ذلك إبان عصر الدولة القديمة (ما بين 2780 ق.م و 2263 ق.م)، لتتحول إلى بردية مكتوبة خلال عصر الدولة الوسطى و الحديثة (ما بين 2134 ق.م و 1069 ق.م)، حيث تكتب نصوص التعاويذ و توضع البردية في التابوت إلى جانب المومياء.
و قد كان كل مصري قديم ذو شأن معين حريصا على تكليف الكهنة خلال تحنيطه و دفنه بتجهيز كتاب الموتى الخاص به، بحيث يذكر فيه إسمه و إسم أبيه واسم أمه ووظيفته في الدنيا، وذلك إستعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته، و لم يكن هذا الأمر متوفراً لكل المصريين ﻷنه مكلف جدا لذلك إختصت به طبقة معينة من النبلاء و الموظفين و خدام الآلهة في المعبد.
تلك التعاويذ و التمائم التي يحملها الكتاب هي تعليمات إرشادية تمكن الميت من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادف روحه في أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التي يتعين عليه أن يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء.
توجد في كتاب الموتى عادة صورة لأوزيريس جالسا على عرشه في الآخرة وإلى الخلف تستند إليه أختاه إيزيس ونفتيس، وأمامه أبناء إبنه حورس الأربعة الصغار ليساعدوه في حساب الميت. و قد كان تصور المصري القديم أن الإله حورس سوف يأتي بالميت بعد نجاحه في اختبار الميزان ويقدمه إلى أوزيريس، ويُعطى لباسا جميلا ويدخله إلى الحديقة الغناء “الجنة”، و قبل ذلك لا بد من أن تتم عملية وزن أعمال الميت في الدنيا عن طريق وضع قلبه في إحدى كفتي الميزان وتوضع في كفة الميزان الأخرى ريشة “ماعت” وهي رمز “العدالة والأخلاق السوية”، فإذا كانت الريشة أثقل من قلب الميت، فمعنى ذلك أنه كان شخصاً طيبا في حياته و على خلق كريم فيأخذ ملبسا جميلا ويدخل حديقة “الجنة” حيث حقول الفردوس تتخللها الأنهار من تحتها ليعيش فيها راضيا سعيدا أبد الآبدين. أما إذا ثقل قلب الميت عن وزن الريشة فمعناه أنه قد كان في حياته شخصاً شريرا، و عندئذ يُلقى بالقلب وبالميت إلى حيوان خرافي يكون واقفا بجوار الميزان – اسمه “عمعموت” – رأسه رأس أسد وجسمه جسم فرس النهر وذيله ذيل تمساح – فيلتهمه هذا الحيوان على التو وتكون نهايته.

محكمة الموتى, في الصف العلوي حيث يمثل الميت أمام محكمة مكونة من 42 قاضيا للإعتراف بما كان يفعله في حياته.
في جزء آخر من البردية يظهر الميت و هو يمثل أمام ما يسمى بمحكمة الموتى و هي مكونة من 42 قاضيا للإعتراف بما كان يفعله في حياته، في مقدمتهم رع-حوراختي”. ونرى إلى اليمين أسفل منهم أوزيريس جالسا على العرش وخلفه تقف أختاه إيزيس و نفتيس وأمامه الأبناء الأربعة لحورس واقفون على زهرة البردي وقد قاموا بالمحافظة على جثة الميت في القبر، ثم يأتي حورس بالميت لابسا ثوبا جميلا ليمثل أمام أوزيريس ويدخل بعد ذلك الجنة. إلى اليسار نرى أنوبيس يصاحب الميت لإجراء عملية وزن قلبه، و في الوسط منظر عملية وزن القلب حيث يقوم الإله أنوبيس بوزن قلب الميت ويقارنه بريشة الحق “ماعت”، بينما يقف الوحش الخرافي “عمعموت” منتظرا التهام القلب إذا كان الميت خطاء عصيا، وفي نفس الوقت يقوم “تحوت” (إله الحكمة الذي علم المصريين القدماء الكتابة و الحساب) بتسجيل نتيجة الميزان بالقلم في سجله الأبدي.
و من الأجزاء الأساسية في كتاب الموتى دعاء خاص يدافع به الميت عن نفسه (ويسمى الاعتراف بالنفي)، حيث يقول :
“السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كاذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أوجع ولم أبك أحدا، وما قتلت وما غدرت، بل وما كنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الآثام، فاجعلني ياإلهي من الفائزين.”

نصين لمقولة الأبواب. في صف الرسوم العليا نجد "أني" وزوجته يواجهان سبعة أبواب لبيت أوزيريس. وفي صف الرسوم السفلي الزوجان يدخلان بيت أوزيريس من حقل الأشجار ويقابلون 10 من 21 من الأسرار السماوية وتقوم بحراستها كائنات شرسة كل واحد منها في صومعته.
يبين لنا كتاب الموتى لدي قدماء المصريين العقائد الدينية التي كانت تشغلهم طوال حياتهم. فلم يكن الموت لديهم جزءا لا ينفصل عن الحياة فقط وإنما كان لدى الناس آنذاك مفهوم آخر عن الموت والحياة الأخرى لا يختلف كثيرا عما نعتقده اليوم، و إن كنا نرى الموت كحتمية مرعبة نتحاور التفكير فيها و الحديث عنها، فقدان المصريين كانوا ينظرون إليه كجزء لا يتجزأ من مفهوم الحياة، و يستعدون له كما يجب للعبور نحو الحياة الأخروية، و هنا يأتي دور كتاب الموتى بما يحتويه من تعاويذ وتوجيهات للميت، تساعده على البعث والانتقال إلى الآخرة حيث يعيش فيها مثلما كان يعيش على الأرض ولكن بدون أمراض ولا تعب و لا كبر في السن، بل يكون في الآخرة رفيقا للآلهة يأكل ويشرب معهم في بعض المناسبات.
وهدف الميت كان الوصول إلى الحياة الأبدية في العالم الآخر، و رغم أن التصور لم يكن منطقيا لدى بعض الشعوب في تلك العصور، لكن تصور المعيشة في الآخرة لدى قدماء المصريين هو أن الميت الذي فعل صالحا في حياته وكان أمينا وصادقا يساعد الفقير والجوعان والعطشان، ويساعد الأرامل واليتامى، كان مثل هذا الإنسان يعيش طبقا لما أرادته له الآلهة من ” قواعد حياة سوية، ونظام عادل”، و من هنا يتك وزن قلبه و أعماله طبقا لما رمز له النظام المصري القديم ب “ماعت” آلهة الحق والعدل و النظام الكوني.
كتاب الموتي يحتوي على عدة فصول، تصف وتشير إلى الآتي :
- وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها.
- تعرف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة.
- تساعده على عبور بحر النار، والصعاب التي تهدده.
- تسمح له بالتردد بين العالم الأرضي والعالم الآخر.
- تساعده على الحياة في الآخرة.
-تساعده على الحصول على الماء والغذاء وتلقي الهبات والأضحية، وعطائها في العالم الآخر.
- تساعده على معرفة الأماكن في الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء الهامة (مثل إسم باب الآخرة).
- تساعده على معرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه إليهم.
ورغم وجود بعض الإختلافات بين تصورنا في الحاضر عن الحياة الآخرة و رؤية الحضارات القديمة لمسألة الحياة بعد الموت، فلا نستطيع أن ننكر أنه توجد بين معتقداتنا ومعتقدات المصري القديم تماثلات كبيرة، ففي حين كان قدماء المصريين يعتقدون في البعث والمثول أمام هيئة قضائية مشكلة من 42 قاضيا يعترف الميت أمامهم بأنه لم يسرق، ولم يقتل أحد، ولم يكذب، ولم، ولم، وكل ما لم يكن يفعله من سيئات في حياته في الدنيا، نجد أن الديانات الإبراهيمية الثلاث التي ظهرت بعد الحضارة المصرية القديمة، تتفق بكل مذاهبها و توجهاتها على فكرة رئيسية يقوم عليها مبدأ الإيمان، و هي مسألة البعث بعد الموت و الحساب بين يدي الإله الخالق لكل شيء، و إذا ما أزيلت هاته الفكرة الأساسية، ينهار بناء الأديان كليا، و تنتفي الحاجة إلى الإيمان بالآلهة، ما دامت لن تعيد تصحيح الموازين المختلة في الحياة الدنيا و تقيم العدل المطلق و الأبدي في الآخرة و تكافئ الطيبين و تعاقب الأشرار.
كما ترون فإن التشابه بين الأساطير المصرية القديمة و ما تذكره الكتب المقدسة للديانات الإبراهيمية فيما يخص مفهوم الحياة الآخرة و البعث بعد الموت و الوقوف بين يدي الآلهة من أجل الحساب و المكافأة أو العقاب على ما سبق من حياة الإنسان، يصل إلى درجة من التشابه تتجاوز حدود التناص الأدبي، إذ يبدو من الواضح و المؤكد اليوم أن الأديان الإبراهيمية قد إقتبست هاته التفاصيل بحذافيرها لتغير فقط تعدد الآلهة بمفهوم التوحيد و تترك الباقي كما هو في غالبيتهم.
و يبقى السؤال الأزلي مطروحاً من جديد : من إقتبس من الآخر … ؟؟!!!
ملحوظة : بردية حونفر (Papyrus of Hunefer), تخص الكاتب الخاص للفرعون سيتي الأول و قد كان إسمه حونفر و يعتقد أن البردية تعود للعام 1300 قبل الميلاد، و هي موجودة حاليا في المتحف البريطاني.
مهدي بوعبيد
23/06/2015
12 تعليقات على كتاب الموتى الفرعوني و أسطورة البعث من الموت و الحساب أمام الآلهة
Pingback: هل جاء ذكر محمد في التوراة و الإنجيل … ؟؟!!! (الجزء الأول) | شباب الشرق الأوسط
لم يذكر بنو اسرائيل في كتبهم من توراة او مدارش او تفسيرات ان المصريين كانوا يؤمنون باخرة يذهب اليها الموتى او بمخلوقات يقومون بامور الموتى اي ملائكة
اعتقد ان ذِكر القران لاعتقاد المصريين بذلك نوع دليل على نبوة ذلك الرجل القرشي
جاء في القران بلسان فرعون ذاكرا الملائكة:الزخرف 53
فلولا القي عليه اسورة من ذهب او جاء معه الملائكة مقترنين
وجيء على لسان مؤمن ال فرعون يحذر قومه ذاكرا الاخرة:غافر 39
يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار
وفي الاية 32
ويا قوم اني اخاف عليكم يوم التناد
يخاطبهم كما يخاطب من يسلمون ان هناك بعث بعد الموت
ولا ننسى انه لم يظهرعلم التنقيب والاثار الا حديثا
شكرا
c’est très bien pour la culture
فكرة التوحيد موجوده مند وجود أدم والاسلام ليس اول من نادي بالتوحيد
يا كاتب المقال كلامك مغرض وواضح ضحالة ثقافتك
التوحيد ليس اساطير وخرافات والاسلام متمم لجميع الاديان ومكمل وليس لاغي لها
كل شئ سيفنى و تبقى ماكتبت يد المرء و ما قال لسانه اذاكانت الفلاشة الصغيرة تسطيع ان تحمل كل المعلومات الخاصة بالبشرية و الذي صنعها هم البشر فمابالك بخالق البشر كل نفس عليها سائق و شهيد
كتاب الموتي وتعاويذه التي تحرس الميت وتدله علي طريق الحياة الابدية وتشرح رحلته واجزائها وخطواتها وتصف حالة الميت وحسناته وسيئاته ومن هو بالتحديد ….. الا يذكركم هذا بأيات القرأن الكريم التي تصف الموت والحساب والثواب والعقاب ….. فعلا هناك تشابه كبير بينهم وهو ما يدل ان قصة الموت والحساب والثواب والعقاب خرجت من مشكاة واحدة وهي كلام الله عزوجل …. ويمكن ان تكون ناتجة عن اشياء كثيرة ربطت بين الحضارة المصرية والاديان السماوية حيث زار سيدنا ابراهيم مصر وتزوج منها السيدة هاجر ام سيدنا اسماعيل عليه السلام …. وحكمها سيدنا يوسف عليه السلام …. وتربي وترعرع فيها سيدنا موسي عليه السلام …. وهرب لها واختبأ في ربوعها سيدنا عيسي عليه السلام ….. فليس ببعيد اذا ان تقترن اعتقادات الفراعنة علي مر العصور بالديانات السماوية التي امن بها المصريون القدماء ايضا علي مر العصور ….. كم انتم عظماء يا اجدادي
مهندس معماري / محمود طعيمة
واتساب 212644812808+
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام عل رسول الله أما بعد:
يبدو أن هذا المقال حجة على صاحبه خاصة وعلى الإلحاد عامة، وسف يتبين إن شاء الله تعالى الأمر في الرد التالي:
قول صاحب المقال:” يجعل الإسلام يظهر و كأنه مثبت علميا بتجارب مخبرية موثقة و مؤكدة” : من قال أن الإدراك يكون فقط عن طريق التجربة؟ المعرفة إما تكون عن طريق الخبر أو العقل أو الحس (الذي تدخل فيه التجربة)، ومن أكبر الأدلة على تأليه المنج التجريبي (وهو نهج الإلحاد المعاصر)، عدم إمكان إثبات أكبر النظريات التي قام عليها لإلحاد الحديث عن طريق التجربة، والمتمثلة في الداروينية ! هل الداروينية مثبة من خلال الحس أو المشادة؟ الجواب طبعا لا، هل أشياء مثل الإليكترون يمكن مشاهدته ولو بأكبر المجاهر العالمية؟ الجوب لا، وهذا ما يجعل هذا المنهج (الذي لا يؤمن إلا بالحس والمشاهد)قد بني أساس يهدم نفسه بنفسه.
حقيقة الإيمان بالبعث والحساب عند قدماء المصريين: هذه العقيدة تدل على الدين الصحيح السماوي الذي كان في مصر القديمة، والذي لا يكون منبعه إلا عن طريق الوحي الذي جاء به الأنبياء. وأكبر دليل على وجود عبادة الإله الواحد الأعلى في مصر القديمة، وأنّ أصل دينهم التوحيد، وهنا يتضح بطلان ما زعم صاحب المقال أن الأديان الإبراهيمية الثلاتة هي التي جائت به، والدليل على أنّ التوحيد هو الأصل، شهادة كبار علماء المصريات الغربيين، مثل: renouf و emmanuel de rouge و heinrich brugsch وaugusTe mariTTe و غيرهم أن أصل دين المصريين هو عبادة الله وحده، (انظر: ولاس بودج، آلهة المصريين، ص164-165، ونديم السيار، قدماء المصريين أوائل الموحدين، الصفحات الأولى. وقد جمع فيه كثير من أقوال علماء الغرب في إثبات التوحيد في مصر)، وهذا ما يعني أن مصر القديمة كان فيها أنبياء، منهم من نعرفهم، على رأسهم خليل الرحمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأقدمهم إدريس، ويوسف ويعقوب وموسى وهارون وربما رسل لانعرفهم صلى الله عليهم، قال الله تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)، وقال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك). وبعض بقايا الإيمان الصحيح التي تشهد أيضا بذلك في مصر القديمة، مثل رفع اليدين إلى السماء لدعاء الإله الأعلى، وإثبات أن لله عرش يحمله ثمان ملائكة، والقرآن أثبت ذلك يوم القيامة، قال تعالى: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)، وغير ذلك من حساب الإنسان بعد الموت على جرائم مثل القتل والزنى وعلى الغش وعدم إطعام الجائع والسرقة والاعتداء وغيرها…فأما البار الذي نجح في الامتحان يعطى من الحقول الواسعة ومن الخيرات ومن النعيم، وأما المذنب العاصي الذي أخفق في الحساب تعاقبه القضاة (الملائكة)، (انظر: أدولف إيرمن، ديانة مصر القدية، ص314-315-316)، وجزأ كبير من هذا الإيمان يلتقي جملة مع الأديان السماوية والإسلام خاصة، حيث أنه يستحيل أن يكون صادر من العقل المجرد لوحده، وإنما لا يمكن أن يلحق إلا ببقايا تعاليم الأنبياء من بينهم إدريس عليه الصلاة والسلام الذي يسميه قدماء المصريين أوزيريس على الأرجح، فالأديان السماوية ليست محصورة في اليهودية والنصرانية والإسلام، وإنما كان هنالك أديان أخرى كانوا على شريعة من الحق مثل كثير من قدماء المصريين، وكما سيأتي معنا إن شاء الله في إثبات أن الأصل في الديانة الهندية والكتاب المقدس للهندوس التوحيد.
-أما الادعاء بأن التشابه يدل على النقل(النسخ) لوحده ادعا خاطئ، لأن التشابه يدل إما على النقل، إما على الصدفة، إما على أن مصدره المشكاة الواحدة، ولما كان الاحتمال الأول (النقل) مستحيل، كون الهيروغليفية المصرية لم يتم ترجمتها إلى حوالي 1799م إبان حملت نابوليون على مصر، ولذلك نلاحظ أن صاحب المقال لم يستطع الاتيان بدليل على النقل، بل اعترف في تخبط في آخر ما كتب: “من اقتبس من الأخر؟”، وإن كانت هذه العبارة لوحها تدل على عجز صاحبها على الاتيان بالأدلة العلمية على النسخ المزعوم من المصريين، بل في مقال آخر نجد أنه يكرر نفس الكلام مع الحضارة السومرية، وقد رددنا عليه في ذلك بفضل الله، فإن الحضارة السومرية تشهد هي بدوراها لصحة عقائد الأديان السماوية عامة، وتشهد للإسلام خاصة، وسوف يأتي بيان بعض ذلك إن شاء الله. نأتي إلى الاحتمال الثاني: وهو القول بصدفة التشابه، وهذا مستحيل كون هنالك كثير من الأشياء المتشابهة التي تجعل محال كل ذلك التشابه، ويبقى الاحتمال الأخير الذي هو: المشكاة الواحدة المتمثلة في الوحي المشترك، وهذا هو الحق، لكزن الألة تشهد على ذلك: قال الله تعالى:( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ )، فالتوحيد ملازم لدعوة الأنبياء ومضيهم في أي بلاد من البلدان، وقد مر معنا في الفقرة السابقة شهادات من كبار علماء المصريات الغربيين أن التوحيد هو أصل الأديان في مصر، أضف إلى ذلك ما تفرع منه من عقائد، مثل الإيمان بالحساب، والثواب والعقاب، والروح والملائكة، (الذين بعضهم هم القضاة الممثلين في الصور التي في المقال)، وغيرها من العقائد والشرائع، كتحريم القتل والغش والسرقة وغيرها
-أما الحضارة السومرية فكذلك وجد عندهم التوحيد، وقد صحح علماء آثار ألمان ما كان يعتقد أنه تعدد آلهة، وأثبتوا أن تلك التماثيل ماهي إلا تجسيد لصفات إله واحد أعلى (انظر: wisemnas, new discoveries in babylonia about genesis,p22 ، ويقول عالم الآثار و الآشوريات ستفان لانغدون Stephen Langdon : ” بعد دراسة طويلة للمصادر السامية و السومرية ، أنا مقتنع بأن الطوطمية و الروحية ليس لهما أي علاقة مع أصول الأديان السومرية أو السامية ، و لا يمكن إثبات ذلك، بل إنهما مظاهر فرعية من تلك الأديان، ربما لا استطيع الاقناع بنتيجتي التي توصلت إليها و المتمثلة في أن ( التوحيد في سومر والأديان السامية قد سبق الشرك (الوثنية) و الاعتقاد بالأرواح الطيبة و الشريرة) .”( stephen en langdon, the myThology of all races, pxviii ) ، وكذلك كانوا يعتقدون أن أول إنسان خلق من طين، وهذا من بقايا الوحي وتعاليم الأنبياء.
-أما اشارة صاحب المقال أن عقيدة الحساب والعقاب صدرت من مصر خاطئ، لأنه وجد شعوب أقدم منهم بآلاف السنين، وآخرين أبعد منهم بآلاف الأميال ومنعزلين عن بقية العالم،كانوا يؤمنون بالحساب وثواب والعقاب بعد الموت، بل كانوا موحدين، يعبدون الإله الأعلى الذي يعاقب الظلمين ويثيب الطائعين بعد الموت، وهم، قبائل شعب جزر أندمان، وقبائل أستراليا، وكثير من قبائل أمريكا وكثير من القبائل في إفريقيا (انظر: Chillaume schmidT , l’origine de l’ide de dieu, 78.91.101p (، فجزر أندمان وجد عندهم عقيدة الإله الأعلى، والإيمان بالحياة بعد الموت، والحساب، والإيمان بالجنة والنار، والصراط جسر يوم القيامة، من تحته العذاب تجتاز فوقه الأنفس، الإيمان بالملائكة، والروح، والشياطين، وقصة آدم وحواء ونزولهم من الجنة، والإيمان بالطوفان وتحريم لحم الخنزير، وغيرها من العقائد والشرائع التي لا يمكن إدراكها بالعقل المجرد، فمن علمهم كل هذا؟ علما أن المستشرق الأول الذي درسهم في القرن التاسع عشر أكّد أن تلك الجزر لم يقربها غيرهم من الناس، كونهم كانوا يظونهم بهم، أنهم آكلو لحوم البشر-ولم يكونوا كذلك-، وظلوا معزولين عن العالم لفترات طويلة، بل عندما تعمق في دراستهم واختلط بهم وتعلم شيء من لغتهم، أكد له وجهائهم وكبارهم أنهم تلقوا ذلك الإيمان والتعاليم عن آبائهم الأولين،( On the Aboriginal Inhabitants of the Andaman Islands, Londres, 1883, p. 88 ص 88. وما بعدها من الصفحات) فمن علم آباءهم الأولين؟ علما أن السكان الأصليين يرجع توطنهم في تلك الجزر إلى آلاف السنين ( أي قبل الإسلام والنصرانية)، وقد وردت دراسات جينية حديثة على عينا بشرية من تلك الجزر (من السكان الأصليين)، فبعد دراسة الأحماض النووية، أكدت أن الأكثرية الساحقة لشعب أندمان الأصلي ترجع إلى عرق إفريقي هاجر في قديم من إفريقية تجاه جزر أندمان، ما بين سبعين ألف (70.000) وخمسين ألف سنة (50.000) قبل الآن (في العصر الحجري الأوسط)، وبقوا في شبه عزلة عن العالم، لأحقاب طويلة عشرات آلاف السنين، انظر: Brevia, Reconstructing the Origin) of Andaman Islanders, 13 MAY 2005 VOL 308, p996.)وإذا أخذنا أقل التواريخ أي خمسين ألف سنة (50.000) وقارناه مع زمن إبراهيم صلى الله عليه السلام -وبداية ظهور الأديان الإبراهيمية – الذي قدّر حوالي ما بين 1997ق.م و1822ق.م، أي قرابة ثمان مئة وثلاثة آلاف سنة قبل الآن 3.800 سنة، نجد بعملية طرح، أن قبائل أندمان كانوا معزولين في تلك الجزر قبل حوالي خمس وأربعين ألف سنة (45.000) من ميلاد الأديان الإبراهيمية وإبراهيم صلى الله عليه وسلم، وقبل ميلاد المصرين (42.00) سنة بقرابة نفس المدة، فمن علّم هذا الشعب البدائي المعزول عن العالم لعشرات آلاف السنين هذا الدين السماوي، وكل العقائد والأخبار السالفة؟ وكذلك وجد عند قبائل أستراليا البدائية عقيدة الإله الأعلى، وأنه خلق الإنسان من طين، ويرفعون أيدهم في السماء داعينه وخاشعين له (مثل المسلمين)، ووجد عندهم الإيمان بالحياة بعد الموت، والحساب، وأنه لا يستوى الظالمين والمصالحين عند لله يوم الحساب، والإيمان بالروح وأنها تخرج من الجسد بعد الموت، وغيرها من عقائد السماوية، فمن أين تعلموا هذا الدين؟ علما أن أصلهم استوطانهم يرجعه علماء الإنسان الأنثبولوجيين إلى قرابة 70.000 سنة، ليعتزلوا في شبه الجزيرة الأسترالية لآلاف السنين(هنالك من قدر عزلتهم ب50.000سنة) (انظر: http://www.lemonde.fr/planete/article/2011/09/22/premier-sequencage-du-genome-d-un-aborigene-d-australie_1576529_3244.html
، وأول رجل حديث اكتشف تلك القارة هم الهولنديين في القرن السابع عشر، فمن علم الأستراليين؟ هل أخذوها
من المصريين، التي ولدت حضارتهم بعد عشرات آلاف السنين من استوطان الأستراليين في بلادهم، أم من السومريين التي ولدت حضارتهم متأخرة هي كذلك بعشرات السنين على أصول الأستراليين (سومر بدأت حضارتهم قبل حوالي بعد 3200 ق.م ومصر 3150ق.م)، وهذا لا يقوله عاقل، فضلا عن العزلة المكانية التي تفصلهم بآلاف الآميال من اليابسة والبحر.
وكذلك وجد عقيدة الإله الواحد بالله الأعلى، في قبائل كثيرة من الهنود في أمريكا عند اكتشافها، في فرجينا ونيومكسيكو ونبراسكا وعند قبائل السايوكس وقبائل الأقدام السود وغيرهم، والعجيب أنه وجدوا عندهم أن الإله خلق أول زوج بشري (آدم وحواء؟) من الطين، فهل هؤلاء الأمريكيين الذي يقول الغربين أنفسهم أن قارتهم اكتشفت رسميا واستعمرت إلا حديثا بعد القرن الخامس عشر، أتوا بهذه العقائد من مخيلاتهم؟ علما أن البحوث العلمية تقول أنه قدموا إلى العلم الجديد من مضيق قديم (قيل جليدي) عبر سيبيريا قبل قرابة خمسة عشر ألف سنة 15.000من الآن؟ (ثم حبسوا هناك) ،من الذي علمهم التوحيد، والصلاة لله، والإيمان بوجود حياة بعد الموت، والإيمان بالروح، والإيمان بأن الإله الأعلى يثيب الأرواح الطيبة بعد موتها، ويدخلها المأوى السماوي (الجنة) حيث يوفر لها من كل شيء، ويعاقب الأرواح الشريرة، وأن الروح تصعد إلى السماء بعد الموت،
والإيمان أن الإله الأعلى خلق أول زوج بشري من الطين (آدم وحواء؟)، وتحريم بعضهم لأطعمة معينة مثل الحيوانات الآكلاة للحوم، ولإيمان بوجود الشيطان وأنه كائن شرير، والإيمان بالجن، وغيرها من العقائد التي لا يسع المقام في ذكرها، (انظر: Guillaume schmiT, L’ORIGINE DE L’IDÉE DE DIEU , p78 a p101 ) . فمن علم الأمريكيين كذلك؟
والإجابة على من علم الأستراليين وشعب أندرمان والأمريكيين وغيرهم
في قوله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وقوله تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك).
- علم تاريخ ومقارنة الأديان وأنثروبولوجيا أثبتوا علميا أن أصل أديان البشر هو التوحيد، ومن أبرز علماء الغرب الذين أثبتوا ذلك : أندرو لانج andrew lang الإنجليزي و جيوم شميد wilheme schimdT الألماني وغيرهم ، وهذا ما يلتقي مع القرآن الكريم في إثبات أن أصل الأديان هو عبادة الله وحده، وقد أثبت ذلك قبلهم، قال الله تعالى : ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) أي كانوا كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث النبيين (انظر تفسر ابن كثير للأية)، ومع قول الله تعالى : (وإن من أمة إلا خلى فيها نذير) أي رسول. فلذلك نجد أن عبادة الخالق الأعلى وجدت في أبعد وأقدم شعوب العالم (أستراليا، إفريقيا، آسيا، أمريكا …حتى أن قدماء الصينيين كانوا موحدين ولو أن التحريف أحدث على تلك الأديان، ومن بين تلك الحكم كان يجدد الله بعثة الرسل.
– أن بعض التشابه الموجود في الأديان يدل على الأصل الصحيح لتلك العقائد، فلا يمكن أن تجتمع أقوام متباعدة زمانا ومكانا على تفاصيل عقدية لا يمكن إدراكها بالعقل، بالتالي لا يمكن تفسير ذلك إلى أنه وحي من مصدر واحد، هو الله رب العالمين.
– لم توجد أي حضارة أو شعب قبل العصر الحديث بلا دين، وهذا يدل أن الإنسان مفطور على التدين وعلى الإيمان بخالق، ،كما قال المؤرخ الإغريقي بلوتارك ” لقد وجدتُ في التاريخ مدنًا بلا حصون، ومدنًا بلا قصور، ومدنًا بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدًا مدن بلا معابد!”.
-الإنسان مفطور على الإيمان بالله، قال الله تعالى:( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )(30) والفطرة هنا هي ” معرفة الله وتوحيده .”(انظر: تفسير ابن كثير للآية)، وهنالك دراسات علمية غربية أثبتت ذلك، بعضها قارب ميزانيتها أو جاوز المليون جنيه إسترليني، وهذه بعض الروابط منها:
http://integral-options.blogspot.com.au/2009/02/new-scientist-born-believers-how-your.html
http://religion.blogs.cnn.com/2011/05/12/religious-belief-is-human-nature-huge-new-study-claims/
https://www.sciencedaily.com/releases/2011/07/110714103828.htm
– قال الله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
- قال الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
* وترقبوا المزيد بإذن الله في الكتاب الذي سوف أصدره، والذي يثبت أن عبادة الله أصل الأديان، وأن التوحيد موجود منذ القدم، وعلى الأصل التوحيدي لجل الأديان (حتى ولو كانت تظهر أنها وثنية إلى أن أصلها توحيدي والتي نسبت إليهم كانوا أنبياء غلوا في بعضهم حتي ألهوا، مثل ما فعل النصارى بالمسيح، وقد ذكرت مثال في أوزيريس الذي هو أصله إدريس صلى الله عليه وسلم، وأنبياء آخرين لا نعرفهم في أستراليا وأمريكا والصين، اكتبو اسمي في محركات البحث: لعريبي أمين رياض، بإذن الله، نسأل الله أن يوفقنا في ذلك ويفيد به. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلاة والسلام على رسول الله،
هذا استداك فيه تصحيص لبعض المفردات في الرد السابق:
*من أكبرالأدلة على بطلان تأليه المنج التجريبي : إضافة كلمة بطلاد
أما التوحيد في الهندوسية هو:
كثير من الأديان الوثنية أصلها أديان سماوية قبل تحريفها، فالهندوسية مثلا التي تعد من أكبر الأديان الوثنية يقو لفيها المؤرخ ويل ديورانت الأمريكي: ” ومن المؤرخين الغربيين الدين ذهبوا إلى إثبات التوحيد في الهند المؤرخ الأمريكي الشهير وول ديورنت إذ يقول في كتابه قصة الحضارة :” إنه يوجد في الهند قريبا من أربعة آلاف من الآلهة وهذا لا مثيل له في العالم ومع ذلك ينظر لهذه الكثرة الكاثرة من الآلهة أنها صور وتجسيدات للكائن الواحد الأعلى، وهذا ما ذكره التقرير المرفوع الي الحكومة البريطانية في الهند وفيه أن :النتيجة العامة التي انتهت إليها اللجنة من البحث هي أن كثرة الهنود الغالبية تعتقد عقيدة راسخة في كائن واحد اعلى.” فلم يكتفي ديورنت بذك الاعتقاد القائم في هده الكثرة أنها صورة لإله واحد ، بل ذكر تقرير الباحثين الذي حمل الى الحكومة البريطانية إذ ذلك ، ولذي يحتوي نفس النتيجة، وهذا ما جعل عقيدة الإله الاعلى في الديانة الهندية حقيقة علميه تاريخية بالرغم من التباسها وامتزاجها مع أنواع الشرك والأوثان .(انظر (انظر max muller ,history of sanskrit litenature,p558.)
لقد أوضحنا في مقالات عديدة أن قبائل في الامازون وافريقيا وأستراليا وآسيا ليس لها رب أو اله بل ليس لها حتى طوطم وهي تعيش في غابات الامازون مثلا سعيدة ومنسجمة مع الطبيعة والاطفال يعرفون اسماء الكثير من الاشجار والنباتات والحيوانات وأما السومريون فلايؤمنون بالبعث ولا النشور وكان في سومر وبابل مجمع الهة ذكور وإناث نظرية التطور حقيقة علمية راسخة وعليها بحجم جبال هملايا أدلة واثبات أما الله أو الرب فهو حتى لايرقى الى مجرد فرضية علمية لان الفرضية العلمية قابلة للتكذيب والتجريب وليس فرضية خرافية مثل ابريق يدور حول الكواكب يمكن الاطلاع على المقالات في كوكل ودمت بخير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
جواب محسن السراج: للأسف كلام عاطفي بدون دليل
أما الإبريق الذي ذكرته فلا يوجد أي دليل على وجوده،
أما وجود الله تعالى فكل شيء في هذا الكون يدل على وجده، فكما أنه لا يوجد مصنوع من غير صانع، فمن صنع هذا الكون، قال الله تعالى: ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) ، جاء في تفسير الآية: ” وقد تقرر في العقل مع الشرع، أن الأمر لا يخلو من أحد ثلاثة أمور:
إما أنهم خلقوا من غير شيء أي: لا خالق خلقهم، بل وجدوا من غير إيجاد ولا موجد، وهذا عين المحال. أم هم الخالقون لأنفسهم، وهذا أيضا محال، فإنه لا يتصور أن يوجدوا أنفسهم
فإذا بطل [هذان] الأمران، وبان استحالتهما، تعين [القسم الثالث] أن الله الذي خلقهم، وإذا تعين ذلك، علم أن الله تعالى هو المعبود وحده، الذي لا تنبغي العبادة ولا تصلح إلا له تعالى”. (تفسير السعدي)،
والإنسان مفطور على الإيمان بالله، قال الله تعالى: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )، وهذه ثلاث روابط لدراسات علمية أجنبية تثبت أن الإنسان مفطور على الإيمان بالله:
http://integral-options.blogspot.com.au/2009/02/new-scientist-born-believers-how-your.html
http://religion.blogs.cnn.com/2011/05/12/religious-belief-is-human-nature-huge-new-study-claims/
https://www.sciencedaily.com/releases/2011/07/110714103828.htm
و قال الله تعالى: (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ)
قولك: ” لقد أوضحنا في مقالات عديدة أن قبائل في الامازون وافريقيا وأستراليا وآسيا ليس لها رب أو إله بل ليس لها حتى طوطم ”
هذا الكلام بدون أي دليل، والقاعدة المنطقية تقول: البينة على المدعي، فهذه دعوى مجردة عن الدليل فلا تقبل أصلا.
من قال لك أن قبائل إفريقيا وأستراليا وآسيا لم تكن لها رب؟
أما إفريقيا: فإن قبائل البدائية لماداعشقر، وقبائل الزولو، وقبائل الهوتونتوت، وقبائل سود السودان، وغيرهم كانوا يعبدون الإله الأعلى، والكثير منهم عدوهم علماء الأديان مثل البريطاني لانج والألماني شميد والباحث تيتكومب من صنف الموحدين. بل وجد عند قبائل الزولوا انهم كانوا يؤمون بأول إنس، أدم على طريتهم أو آدمهم، (انظر: JOURNAL OF
THE TRANSACTIONS OF THE VICTORIA INSTITUTE , p146 ) ،
أما سومر، فأصل الدين عنهم يرجع في أصله إلى إله واحد، أكرر الدليل مجددا: الحضارة السومرية كذلك وجد عندهم التوحيد، وقد صحح علماء آثار ألمان قاموا بدراسة معمّقة ما كان يعتقد أنه تعدد آلهة، وأثبتوا أن تلك التماثيل ماهي إلا تجسيد لصفات إله واحد أعلى (انظر: wisemnas, new discoveries in babylonia about genesis,p22 ، ويقول عالم الآثار و الآشوريات ستفان لانغدون Stephen Langdon : ” بعد دراسة طويلة للمصادر السامية و السومرية ، أنا مقتنع بأن الطوطمية و الروحية ليس لهما أي علاقة مع أصول الأديان السومرية أو السامية ، و لا يمكن إثبات ذلك، بل إنهما مظاهر فرعية من تلك الأديان، ربما لا استطيع الاقناع بنتيجتي التي توصلت إليها و المتمثلة في أن ( التوحيد في سومر والأديان السامية قد سبق الشرك (الوثنية) و الاعتقاد بالأرواح الطيبة و الشريرة) .”( stephen en langdon, the myThology of all races, pxviii ) ، وكذلك كانوا يعتقدون أن أول إنسان خلق من طين، وهذا من بقايا الوحي وتعاليم الأنبياء.
(أما قولك أن النظرية التطورية حقيقة علمية): فالواقع والعلم يقول غير ذلك: وأكبر وصمة عار في جبين الداروينين الذين يؤلهون المنهج التجريبي أنه لا يوجد أي دليل تجريبي حول هذه النظرية، ولو كان الأمر سهل في إثبات هذه الخرافة لما اضطر ذلك الإنجليزي المسكين إلى تلفيق فك قرد مع جمجمة إنسان في مايسمى بكذبة رجل بولت داون، كي يضل الناس لعشرات السنين، قبل يكتشف أمره، ويظهر زيفه. بل كلما ازداد العلم كلما ظهر عيب خرافة دارووين، مثلما اكتشفت في هذه الصائفة جثة رجل حديث كامل في المغرب في عمره 250.000 سنة، بينما السلم الداويني يجعل الهوموسابين (أب الرجل الحالي) في 80.000 سنة، فارق شاسع بين الرجلين، بالرغم أن الرجل الأقدم مثل الرجل الحالي، أي السلم التطوري من هذا؟ بل هذا الاكتشاف يكسر لوحده خلاافة التطور، ويمكن تلخيص بعض النقاط في نقض هذه الخرافة:
1- من الحقائق الثابتة علميا أن الحياة لا تنشأ من مواد غير حية (قانون التكوين البايولوجيBiogenesi.
2- يعتبر أي تطور كيميائي للحياة مستحيلا. فلم يحدث من قبل أن قام عالم بإجراء تجربة ناجحة في هذا الصدد. و حتى تجربة ميللر-يوري التي لم تزل تذكرها بعض المراجع العلمية، فقد ثبت فيما بعد أنها غير ملائمة.
3- قوانين مندل للوراثة تحد من التباينات الوراثية داخل النوع الواحد. فوفقا لهذه القوانين، تؤدي التوليفات المختلفة من الجينات إلى ظهور صفات مختلفة بين أفراد النوع الواحد، لكن الجينات نفسها لا تتغير من فرد لآخر داخل النوع الواحد. و قد أكدت التجارب و الملاحظات العلمية صحة هذه الحدود الوراثية.
4- الصفات المكتسبة لا تورث. فمثلا عنق الزرافة الطويل لم يتكون نتيجة قيام أسلاف الزرافة بمد أعناقهم عاليا للوصول للأغصان المرتفعة، و كذلك فإن الإنسان الذي يمارس رياضة حمل الأثقال، لن يمرر عضلاته القوية إلى أبنائه. فلا توجد أي آلية حيوية، يمكن للكائن الحي من خلالها إحداث تغييرات في صفات نسله، بمجرد ممارسته لسلوك معين خلال فترة حياته.
5- لم يحدث من قبل أن تسببت الطفرات الوراثية في جعل الكائنات الحية أكثر ملاءمة لظروفها المعيشية. فالطفرات في مجملها مؤذية، و كثيرا ما تكون مميتة.
و من خلال سلسلة من التجارب العلمية على ذبابة الفاكهة، استغرقت 90 عاما، و انتجت 3000 جيلا متعاقبا، لم نجد في النتائج ما يجعلنا نعتقد بوجود أي عملية طبيعية أو صناعية يمكنها زيادة تعقيد الكائن الحي أو قابليته للاستمرار.
فالطفرة هي تغير عشوائي في جسد كائن حي بالغ التنظيم، و يعمل بشكل متسق إلى حد كبير. مثل هذا التغير العشوائي في نظام كيمائي حي محكم، لابد و أن يفسده حتما. كما أن تلاعبا عشوائيا في الوصلات داخل جهاز التليفزيون، لا نتوقع منه أن يؤدي إلى تحسن في الصورة. (التشبيه للدكتور جيمس ف. كرو، أستاذ علم الوراثة في جامعة وسكنسون).
6- الانتخاب الطبيعي (أو البقاء للأصلح) لا يحفز التطور، بل على العكس من ذلك، فهو يعرقل التطور. فالطفرات دائما ما تسهم في تقليل قابلية الكائنات الحية للبقاء و الاستمرار. ( حيث يسهل افتراسها و تصبح جزءا من سلسلة الغذاء).
7- الطفرات لا ينتج عنها أعضاء معقدة كالعينين و الأذن و المخ، ناهيك عن التصميم المحكم الدقيق في الكائنات الحية الدقيقة. فمثل هذه الأعضاء لا يمكننا حتى أن نتصورها في حالة شبه مكتملة أو نصف صالحة.
ينطبق على هذه الأعضاء صفة “التعقيد الغير قابل للاختزال” .. أي أنه يلزم لأي عضو من هذه الأعضاء، للقيام بالحد الأدنى من وظيفته، أن يتوافر له نطاق واسع من المكونات و الأجزاء المترابطة، تعمل معا في كفاءة. و أي نقص أو عدم اكتمال في أي وظيفة عضوية من هذه الوظائف، تجعل العضو عبئا على الكائن الحي لا ميزة. (و هو ما لا يشجع على ظهوره وفقا لمبادئ التطور الأساسية).
بالاضافة إلى ذلك، فإن معظم هذه الأعضاء الدقيقة تعتمد بشكل متداخل على صفات أخرى بالغة التعقيد أيضا، بشكل يتوقف عليه صلاحيتها للعمل. هذا الترابط بين الأعضاء المعقدة لابد و أن يتكون فجأة و دفعة واحدة.
8- الظواهر الأكثر تعقيدا في مجال العلم نجدها دائما في الكائنات الحية. و قد كشفت لنا الدراسة المستفيضة للكائنات الحية، أن بعض الكائنات تمتلك من “الامكانيات” المتقدمة ما لا يمكن استنساخه بأعقد النظم التقنية. و الأمثلة على ذلك تشمل: نظم السونار الدقيق الذي تمتلكه الدلافين و الحيتان و خنازير البحر – نظم الرادار و التمييز عند الوطاويط – امكانيات الديناميكا الهوائية و كفاءة الطائر الطنان – نظم التحكم و المقذوفات الداخلية و غرفة الاحتراق عند الخنفساء القاذفة (الفاسية) – نظم الملاحة الدقيقة و المتعددة عند خطاف البحر القطبي – نظام الصيانة الذاتية عند جميع الكائنات الحية .. كل هذا يدل على التصميم الذكي لا التكوين العشوائي.
9- كل الكائنات الحية مكتملة التطور، و كل أعضائها مكتملة التطور. لا توجد سحالي بحراشيف ريشية، أو أجنحة/أقدام أو قلوب ثلاثية الغرف !!! لو كان التطور هو القاعدة لكان من المحتم أن نجد مثل هذه المراحل الانتقالية حولنا في الطبيعة .. لكننا في الواقع لا نجد لهم أي أثر.
10- كل الكائنات الحية يمكن تصنيفها إلى مجموعة من الأنواع .. و لو كانت نظرية التطور هي التفسير السليم لظهور الكائنات، لكنا قد وجدنا أعدادا غفيرة من الكائنات الانتقالية الغير مصنفة. لكننا، في الواقع، لا نجد أي دليلا مباشرا، على نشوء أي فصيلة رئيسية من الحيوانات أو النباتات من فصيلة أخرى.
11- اقتصرت مشاهداتنا على انقراض بعض أنواع الكائنات الحية .. لكننا لم نشهد أبدا، على مر العصور، ظهور أي نوع جديد من الكائنات الحية.
12- الأحافير لم تكشف لنا أبدا عن كائنات المراحل الانتقالية، و إنما مجرد أنواع منقرضة. لقد تمت دراسة سجل الأحافير بشكل صارم، بحيث يمكننا أن نستنتج بمنتهى الثقة، أن الفجوات و الحلقات المفقودة في شجرة التطور، لن يتم العثور عليها أبدا
13- “شجرة التطور” المزعومة لا جذع لها. ففي الفترات المبكرة لسجل الأحافير و بصفة عامة في طبقات العهد الكامبري، نجد أن صور الحياة قد ظهرت، معقدة و متنوعة و كاملة التطور، بشكل مفاجئ.
14- وجود بقايا آثار لكائنات لم تتطور لعشرات الملايين من السنين، مثل القوارض والضفدع ونجم البحر، حتى أنه يوجد كائن مجهري اكتشف في أستراليا لم يتطور منذ ملياري سنة ! أي ما يعادل عمر نصف الكرة الأرضية.
والدليل العلمي الأنثبولوجي التاريخي على قصة خلق آدم وحواء يشهد بذلك ويبطر كل خرافة داروين، حيث اكتشفت عقيدة أول مرأة ورجل (آدم وحواء) خلقهما الإله الأعلى في ٌأجناس لم يكن ينتظر منهم أنهم يؤمنون بذلك مثل المسلمين وأهل الأديان السماوية اليهود والنصارى، حيث وجدة هذه العقيدة عند القبائل البدائية لجزر أندرمان الذين كانوا معزولين عن العالم لأحقاب طويلة-قيل ل40.000 ألف سنة-، وعند قبائل من الهنود الحمر الأمريكيين بعد اكتشاف قارتهم، فمن علمهم هذا؟ الجواب في قول الله تعالى: ( وإن من أمة إلا خلى فيها نذير )، نعم هو الله الذي علمهم بالوحي، فما من أمة إلى أرسل فيها رسل ولوا كانوا لا نعرف أسماءهم ، قال الله تعالى: ( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ). ( المرجع انظر: Guillaume schmiT, L’ORIGINE DE L’IDÉE DE DIEU , p78 a p102 , E.h.man ,On the Aboriginal Inhabitants of the Andaman Islands, p88 فما فوفقها)
وصل اللهم على نبيا محمد والحمد لله رب العالمين.
اذا ممكن وسيلة تواصل يا امين العريبي
Pingback: الفصل الأول: الموت.. والنشآت الإنسانية - مؤلفات د. نور الدين أبو لحية للمطالعة والتحميل