ازاى تبررالراسمالية اللى بيتولد داخل الانسان من ” غيرة – انانية – افساد ” ؟
بحاجة واحدة بس هى ” ان الانسان مخلوق كده ” .. اى طبيعة الانسان انانية وغيورة ومفسدة وده بيتعلق او بيستند على احد صفات المنهج الميتافيزيقى وهو ” عدم التغير ” ..
لو انت جبت بنطلون جينز , وبعد فترة بدأ البنطلون يدوب , تبدأ تخيط فيه .. ولكن لو حد سألك انت لابس ايه ؟ هتقوله بنطلون جينز .. وهكذا , مش هيكون فى تغير فى الشئ .. وهو نفس جدلية الراسمالية
طيب هل الانسان بيتغير , على انه انانى وغيور ومفسد , هل ممكن يتغير ؟
هنا يجيى دور تانى صفات المنهج الميتافيزيقى , وهى ” الفصل ” , يعنى الانسان مفصول عن مجتمعه , فالانسان شئ والمجتمع شئ تانى , وبالتالى الانسان لا يتغير لانه مفصول عن المتغير .. وبالتالى بتفصل الراسمالية بين ان النقابات ” نموذج ” شئ والسياسة شئ تانى تماما مغاير عنها , اى ان النقابات لا دخل لها بالسياسة , وبالتالى بتستخدم الصفة الاعتباطية ” الفصل بين المتغيرات ” عشان توصل لفصل كامل بين الفئات المتحكمة فى السياسة وبين الفئات اللى بتحاول المشاركة فيها
الابيض ابيض والاسود اسود :
الابيض ابيض والاسود اسود هو الصفة رقم 3 فى المنهج الميتافيزيقى , يعنى الشئ واحد بس ولا يمكن ان يكون محمل بضده ..
يعنى الديمقراطية هى الديمقراطية والدكتاتورية هى الدكتاتورية .. ومعنى كده انه لا يمكن ان تكون الديمقراطية نوع من الدكتاتورية وده اللى بتحاول النظم الراسمالية الترويج له , على الرغم ان الديمقراطية تحمل بداخلها على الدكتاتورية , فربما تكون دكتاتورية فئة من الفئات , او ان تكون دكتاتورية الغوغاء او الجماير الغير واعية ..
وربما تكون الدولة ديمقراطية بالنسبة لاقلية من الشعب ودكتاتورية لاغلب الشعب وهكذا
الخرافة اليونانية تقول ان قاطع الطريق بروكست كان يرقد صحاياه على سرير ضيق , فلو كانت الضحية كبيرة الحجم قطع اعضائها حتى تتناسب مع السرير , ولو كانت صغيرة , يقوم بمد اعضائها .. وهو ده اللى بيعمله المنهج الميتافيزقى مع الوقائع الاجتماعية .. فالاخلاق والقيم واحدة ولا دخل ولا علاقة بها والمجتمع وما يصيبه من تغييرات
المنهج الجدلى :
بيقوم المنهج الجدلى على فكرة اساسية وهى ان كل شئ متغير , المجتمع , الطبيعة , الانسان .. كل شئ فى تغير وكان ” هيجل ” هو من ابدع او توصل للنظرية دى الا وهى ” الجدلية ” فى خلال كلامه عن الانتفاضة البرجوازية على عهد الاقطاع فى اوروبا , ولكن هيجل كان بيرجع ده برده لفكرة واحدة , فكرة مطلقة ..
ماركس كان زميل هيجل , واخد منه فكرة ” الجدل ” وهى ان ولا اقولك تعالى نشوف ماركس نفسه قال ايه ؟
” لا يختلف منهجى الجدلى فى الاساس عن منهج هيجل فقط , بل هو نقيضه تماما اذا يعتقد هيجل ان حركة الفكرة التى يجسدها هيجل بالفكرة هى مبدعة الواقع الذى ليس هو الا الصورة الظاهرية للفكرة اما انا فاعتقد على العكس تماما ان حركة الفكرة ليست سوى انعكاس حركة الواقع وقد انتقلت الى ذهن الانسان “
لحد هنا , كلام ماركس بينتهى , وبيؤسس للمادية الجدلية , وبأن كل شئ يحمل نقيض يكون بينهم تضاد ونضال وهو اللى هنعرفه المرة الجاية بقانون ” نضال الاضداد ” .. فانت لو جيت حولت المياه الى بخار ماء , فالمياه لم تتحول لشئ تانى وانما تحولت لبخار ماء , يعنى صورة للاصل , يعنى الماء بيحتوى على نقيضه ايضا .. نفس فكرة الموت والحياة فى الانسان , الانسان كل يوم بيموت منه خلايا , وبتخرج خلايا حية اخرى , يبقى الانسان نفسه بيحمل الفكرة ونقيضها ” الموت – الحياة “
طيب هل ماركس وانجلز جابوا الكلام ده من عندهم ؟
لا بالطبع , ماركس وانجلز كانوا موجودين فى القرن 18 واوائل ال 19 .. ومعروف ان القرنين دول اشتهروا بالاكتشافات العلمية واللى فى الحقيقة كانت دامة لنظرية ” المادية الجدلية ” .. زى :
اكتشاف الخلية الحية
اللى بتتطور عنها الاجسام
اكتشاف تحول الطاقة
نظرية التحول والتطور عند ” داروين “
كتب ماركس ” رأس المال ” وكتاب ” الاضداد ” وكتب ايضا زميله ” انجلز ” ولكن بعد ان درسوا الطبيعة وحاولوا انهم يفسرو
ا المجتمع والانسان بالنظرية دى وعن طريق تطوره , وبالفعل اخد بالنظرية علماء كتير فى الوقت ده ولكن نصيب ماركس وانجلز من ” البرجوازية ” كان الحرب عليهم لان ببساطة نظرية المادية بتقول بجواز ازالة الطبقات دى … وده اللى هنتكلم عنه المرة الجاية ” الحرب على الجدلية وقوانينها ” .. سلام عليكم