هناك مقال للمفكر العربى ” الصادق النيهوم ” يدعو فيه الى فتح باب جديد للاجتهاد والابتعاد عن الفقه القديم , فيرد عليه احد مفكرى العرب من لبنان باننا فى حاجة تنحى الفقه من التشريعات وليس استبدال فقه باخر واننا بحاجة الى دولة علمانية حديثة بقوانين مدنية متطورة , فيرد الصادق بجملة واحدة ” انا معك فى الامنيات ولكن تحدث عن حلول واقعية “
ربما اكون من الناحية الفكرية قلبا وقالبا مع هذا المفكر اللبنانى , وانى مع خلق فقه جديد , فقه يؤمن بالانسنة قبل الالوهية , فقه يقلب موازين الفكر لدى المسلمين بمختلف الطوائف والمذاهب , فقه لا يصب جم فكره للنص الاسفل , فقه لا يحقر من المراة ولكن حتما سأكون مع الصادق النيهوم قلبا وقالبا فى مقولته سابقة الذكر , لانى حقيقة فى الواقع , اغوض فى ظلمات الناس هنا , اعرف كم هى شريرة مصيبتنا !!
اعرض هذه المرة موضوع من اكثر الاحاديث التى تدفع الصادق لان يقول انها امنيات فحسب , فكرة العالم الاسلامى والاعجاز , فمادام مجتمعنا يسمح لفقيه امى ان يحشر نفسه بين العلماء ويقول ما يشاء وعن ما يشاء باسم الله شخصيا , المهمة ” التنوير ” سوف تكون مستحيلة .. سوف نعرض بعض النماذج التى يصدقها العامة من المتعلمين بل انها وصلت لحد الحقائق والمقدسات عندهم .
اولا : قول القران على لسان النبى يوسف ” يا ابت انى رايت احد عشر كوكبا ” , يفسره احد السحرة بان القران يتحدث عن الاحد عشر كوكبا وهو ما تم اكتشافه الى الان , والواقع ان التوارة وهى قديمة عن القران تحدثت بذلك , ففى سفر التكوين على لسان يوسف ” انى حلمت حلما واذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لى ” ولو عاد هذا الساحر الى الاصحاح الثانى والاربعين لوفر على نفسه معاناة التاويل وسيعرف حينها ان الاحد عشر كوكبا هم اخوة يوسف ” فنزل عشرة من اخوة يوسف , يشتروا قمحا من مصر واما بنيامين فلم يرسله يعقوب مع اخوته “
ثانيا : اما هذا الساحر فيرى فى ايات ” ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين , ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ” كشف علمى صاعق سجل صدوره فى القرن السابع الميلادى وقت كان لا يعرف احدا عن تطور الاجنة اى شئ ولا يعلم هذا الساحر ان علم الاجنة كان قد تطور الى درجة عالية على يد خبراء التحنيط فى مصر القديمة , فيما نشر ابيقور دراسات متخصصة فى هذا الموضوع بالذات فى كتابان احدهما بعنوان ” طفل السبعة اشهر ” واخر بعنوان ” طفل التسعة اشهر ” بالاضافة الى مرشد الجراحين عن تفكيك الجنين فى الرحم وكانت مكتبة الاسكندرية التى ضمت حوالى نصف مليون مجلد تحتوى على فرع خاص بعلم الاجنة وامراض الحمل والولادة والقران فى الواقع لا يورد جديد بل ان هذه المعلومات متوفرة فى سفر ايوب ” الم تصبنى كاللبن وخثرتنى كالجبن , كسوتنى جلدا ولحما , فنسجتنى بعظام وعصبا “
.ثالثا : اما هذا الساحر فيقول ان القران اثبت كروية الارض بايات ” والارض بعد ذلك دحاها ” , والدحية هى بيضة النعامة ولكن لو بحثنا جيدا , فسنجد ان كلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها وقد اطلق العرب اسم الادحية على المكان الذى تبيض فيه النعامة لان هذا الطائر لا يبنى عشا بل يدحو الارض برجله والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند والدحية بفتح الدال هى انثى القرد .
اخيرا , ان الطفل لا يستطيع ان يفعل شيئا تجاه ما يسمعه من اساطير الفقه سوى ان يطوع نفسه للتعايش معها فى الظلام , فلا مفر من وقوع الكارثة ولا مفر من ان نغرق فى موجة بعد موجة من خريجى هذه المدارس وهذه الافكار .المواجهة
تعليق واحد على الساحر الاسلامى .. و الاعجاز القرانى
رائع يا احمد ، استمر في أطروحاتك ..