هناك .. بعيد عن العالم المضجر يوجد منفد لشيء ما لا يشبه هذا المكان حيث ضجيج سياراتكم و صراخ الصبية ليالي الشتاء القاتمة و طقطقت الأصابع على ارصفة المقاهي المملة .
كانت هذه الكلمات معلقت على باب غرفتي طيلة سنوات دراستي بالجامعة لا اذكر اين قرأتها او لمن هي .. فقط شيء يوحي على بوجدانية فضاء آخر غير هذا الذي نشآت فيه ، لطالما تبادرت لمخيلتي تلك اللحظات و انا عار على شاطئ رملي لا يراقبني الى اعين النوارس الحاقدة و تنتظر فقط الفرصة لتبرز كشكل احتجاجي فانا الذي انتهكت حرمت ملاذها و تقاسمته معها ..
احيان كنت اضيف لهذا المشهد السريالي شابة في مثل عمري بدون مواصفات محددت فقط هي الآخرى عارية و مثيرة بغنجها و كبريائها تشعل فتيل رغبتي الحيوانية تراودني عن نفسي حتى اندفع فتمنعني ..
كثير ما كنت هناك حين آمل الكتب و الطلبة المتحلقون حول استاذهم بنواياهم الحسنة و السيء ، كلما مللت الشارع المطل على البحر وسط البلد بعجائزه الشنطاوات اللواتي لا يتقن سوى تلقفك بنظراتهم المشمئزة و بوشوشتهم التي تلتقطها اذني الكبيرتان احيان ، غالبا ما يتحدثن عن بنات جيرانهن الطائشات العانسات ، ابتسم فهم كباقي اهل البلد لاشيء يؤرق وحدتهم سوى تهكمهم الغير مستساغ لكنه المبرر .
اكتب الآن هذه الآحرف و انا على عادتي ثمل لحدود النبوؤة ، في ركن دافئ من الحانة القديمة ، اجلس كالعادة بعد ان نزعت الحذاء بضع قهقهاة تستفز الآحساس بالآمان و ضوء خافت كموسيقى روك تتباذر على اذنيك من بعيد استلهم من المكان اسلوب الحياة و عبثية القدر الذي حشرني هنا و الآن ..تتراكم الآفكار و تتدفق المشاعر اترجمها احيان لحروف و كلمات وجمل مبهمت احيانا وصريحة آحيان آخرى .. لكنني لا اجد جدوى بعد للكتابة .
فقط انا ارفه عن نفسي لست كباقي اصداقاء من الكتاب و الشعراء حين تواتينا االفرصة للحديث الآدبي و ابتداع صالون رغم تواجدنا في مقهى شعبي لتفاخر بآساليبهم ببيوتهم بالقائهم و حتى بعنوانين قصصهم اجلس دائما احدق لهم ابحث عن شيء في ملامحهم اوهمهم انني اساير نقاشاتهم لكنني بعيد عنهم بآلاف الكلمترات احلق عاليا ثم اعوذ لملاذي ذك الشاطئ الذي اسميته كازبلانكا .