عرضت للمرة الأولى إليزابيث كيوبلر روس في كتابها الصادر عام 1969 تحت اسم ” عن الموت و الوفاة” مراحل خمسة يمر بها من يعلم أنه ميت؛ و قد لفت انتباهى تطابق هذه المراحل مع تصرفات الإخوان سياسيا منذ اللحظة التى تم خلعهم فيها من الحكم الذى استولوا عليه بالتزوير و التهديد بحرق مصر..
المراحل هى: الانكار – الغضب – المساومة – الإحباط – التقبل؛
فلنر كيف تنطبق هذه المراحل على ما يفعله الإخوان من بعد ثورة يونيو على حكمهم.
الانكار — “نحن بخير؛ نحن أهل الدين و لن يتركنا الله أبدا”، “لا يمكن أن يحدث هذا، ليس لنا”، “أمريكا لن تسكت على ذلك” – من أقوال مورسى الخالدة.
الغضب — “هذا ليس عدلاً”، ” كيف يحدث هذا لنا؟ أين الشرعية؟”، “فى اللحظة التى يعود فيها مورسى، سيتوقف الإرهاب فى سيناء”، “ستكون هناك سيارات مفخخة”، و طبعا اعتصام رابعة؛ ما أن دخل الإخوان المرحلة الثانية حتى تغلب عليهم ما يكنوه من مشاعر عنف و حسد، و مع عدم خروجهم الكامل من المرحلة الأولى طالت هذه المرحلة.
المساومة — “فقط أعيدوا مورسى و سنقوم باستفتاء على بقائه”، “مورسى لابد أن يخرج خروجا كريما”، “لا يجب إخراج الإخوان من الحياة السياسية فى مصر – كلمة الحانوتى بتاعهم: البرادعى”. عند الأفراد، المرحلة الثالثة تحتوي على الأمل بأن الفرد يمكنه فعل أي شيء لتأجيل الموت لدرجة المفاوضة مع قوى عليا (الإله مثلاً) مع ما قد يحمل هذا من تجديف.. فى حالة الإخوان هم يحاولون أى شيئ لتأجيل موتهم السياسى، و يتفاوضون مع من يجدونه من قوى إقليمية (تركيا مثلا) أو قوى عالمية (بعض الدول الأوروبية و أوباما – و لن أقول أمريكا) مع ما يحمل هذا من خيانة.
الاحباط – بعد أن فهموا حتمية الموت السياسى، أصيبوا بعلامات إكتئاب واضحة لكل من درس علم النفس، فتجد منهم التمسك بإشارة رابعة، و الغناء فى قفص المتهمين فى المحكمة، أو الصراخ فيه، أو تصرفات هستيرية مثل إصدار مورسى قرارا بالإفراج عن نفسه.. هذه التصرفات تبرز إحباطهم و عدم قدرتهم على فعل شيئ لتغيير مصيرهم.
التقبل — “ما حدث قد حدث و يجب أن أكمل الطريق”، “لا فائدة من المقاومة، من الأفضل أن استعد لما سيأتي و أتحالف مع السلفيين”، “إن انتهينا فسيخلفنا السلفيون و يرثونا، و هم أهل قبلة مثلنا”. فى الأفراد، تمد المرحلة الأخيرة الفرد بشعور من السلام و التفهم للفقد الذي حدث أو القادم؛ فى حالة الإخوان فقد قل العنف بشكل بدأ يبدو ظاهرا، و لكن فقط لعلمهم أن هناك امتداد لهم سيرث الساحة السياسية و هم السلفيون – و كما قال المثل العامى: اللى خلف ما ماتش.
و لا ننسى أن اللحظات السابقة للموت قد تنتفض فيها الجثة و بشدة أحيانا، و هذا ما سوف يظهر فى ما يعدونه ليومى 11 يونيو و 3 يوليو؛ لكنها ستكون الارتعاشة الأخيرة،
و بعدها سنعلن وفاة الإخوان.
و سنتابع استخراج السلفيين لإعلام الوراثة.