رواية “نابروجادا” لكاتبتها سلمى أنور تؤسس  مستعمرة نسائية صغيرة نسجتها الأقدار حول بطلة هذه الرواية..مستعمرة تسيرها قواعد النساء وهواجسهن وتحديات وجودهن على اختلاف ألوانهن, فيبدو رجال الرواية شاحبين, مقحمين على كل المفردات. رجال خلقوا لتتألق حولهم الراوية ونساء مستعمرتها الصغيرة…أو لتنتحبن جميعا بلا توقف! هي حكايات نساء تحكيها عنهن, وعن ذاتها بينهن, امرأة تقاطعت على ذاكرتها المتأرجحة بين المدن أقدارهن. هي حكاية مستعمرة نسائية لا وجود لها إلا في صدر امرأة شابة, خلفت وراءها شمس القاهرة ويممت وجهها صوب “نابروجادا”, الحي العربي في كوبنهاجن…تلك المدينة البعيدة التي لا تكاد تزاورها الشمس! وكنساء مستعمرتها, ممسوسة هي بطلة الرواية! ممسوسة بالحب واللهاث والإيمان والخوف والخزي ومعانقة أطياف الموتى كي تطيب الحياة…هذه رواية كل نسائها ممسوسات!