تحت أوراق الخريف المتساقطة و أمام الجدول المار بالقرب من البستان تجلس مريا الصغيرة بجسمها النحيف ووجها البهي أثقلتها هموم متراكمة فضعف قلبها وعجز أمام ظلم الزمن و قهر العباد فليس لها ملجأ الا أن تذهب و تجلس تحت الشجرة الكبيرة علها تجد الراحة التي لم تجدها في احضان منزلها المهترئ فتجد السعادة القليلة الباقية في حياتها التي تجتذبها بصعوبة من أقصى زوايا قلبها فتطلق بسمة ضئيلة عندما تصل اليها فتحضنها كأنها شخص تسعد الى جانبه أكثر من شخص حي بدمه و لحمه …
تراقب الاوراق المتناثرة وتتبعها بعينيها الى آخر الجدول و هي تحكي ما آلت اليه الأوضاع لصديقتها الوحيدة ثم تقفل راجعة و كأن كل الهموم انزاحت عن كاهلها فيرجع بصيص الأمل الى أحلامها لكن لا ينفك الزمن يخبئ لها من مفاجآته ما يدمي العين تارة ويثلج الصدر تارة اخرى ….يتبع