أرجو من القراء أن يعتبروا هذا المقال محاولة للخروج من النص الاعلامي الرسمي سواء الغربي أو العربي و محاولة تجنيب الشعور العدائي المستمر ضد إيران من الامر و النظر لما سيأتي و بهدوء كامل لكي لا نكون جزءا من عمل دعائي مستمر أو مرددين لوقائع غير دقيقة او تضربها وقائع أخرى ، كلنا نعلم مدى تحيز الاعلام العربي و الغربي ضد ايران و ان التقارير الصحفية عادة يتم العبث بها و شهادة روبرت فيسك -كمثال هام- ليست ببعيدة حول ماكان يحدث لتقاريره حينما تتكلم عن ايران او اي بلد يدخل ضمن العداء الغربي ، هنا أطرح عليكم الاسباب التي جعلت حكم الاعدام سليما من وجهة نظري ووجهة نظر اي قاض طبيعي في قضية ريحانة جباري و اعرض لكم التزييف المهول الذي طغى على طرح وقائع القضية راجياً منكم الصبر للنهاية علماً ان مرجعيتي في الشأن الديني و السياسي تجعلني كلية مخالفا للمنظومة الايرانية لكن هل اسمح لأي طرف ان يجعلني مرددا لتزييف او تزوير؟
..
* في البداية حيرتني مسألة إعدام ريحانة جباري التي لم اسمع عنها الا مع اعدامها (98% من المحكومين بالاعدام في ايران رجال و هذه نسبة لا تصل لها اية دولة عربية لصالح المرأة) فإيران التي اعرفها تستطيع ان تتعاون مع اسرائيل عسكريا بعلم ملالي قم في اطار حربها مع العراق و تقدر على الاتفاق مع رجال ريغان على عدم الافراج عن الرهائن بالسفارة الامريكية لضمان هزيمة كارتر و تقدر على ان تتعاون مع امريكا في غزوها للعراق مقابل منافع مثلها مثل تركيا اردوغان و هي جاهزة لأي عمل براغماتي ممكن لتحقيق مصلحتها ، لذا فما سر اعدام فتاة ايرانية و ايران في عهد تريد فيه توسيع دوائر صلاتها بالغرب و علاقاتها به لتحقيق مكاسب اكثر مع بقاء الحقائق الثابتة لا تتغير تماما كما فعلت سوريا و تركيا قبل 2011 ؟
الاجابة ان ايران لن تفعلها الا لو كان الامر حقيقيا بشكل يجعل الغاء الحكم ضربة لسمعة النظام نفسه و هذا لن يتأتي في ايران لقضية ملفقة بالمرة ، لذا راجعت عدة مصادر منها قاضي المحكمة الاول و اوراق التحقيق المترجمة و تصريحات المتهمة و عائلتها ثم محاميها لأخرج بالتالي :
-1- قبل الحادث اتفقت مع المجني عليه على تنظيم ديكورات شقته علماً بأنها كانت تعرفه بشكل جيد منفصل عن الطلب الموجه منه لها و هذا الاتفاق على الديكورات سنده الوحيد كلامها فقط .
-2- حين تم اكتشاف الجثة وجدوا رقمها على هاتفه الجوال و من هذا الرقم استدلوا عليها في اجراءات تقليدية .
-3- استدعوها فأنكرت التهمة ووجدوا بصماتها على السكين .
-4- اعترفت ان السكين يخصها و انها اشترته قبل الحادث بيومين مماجعل الامر ضدها فلماذا تذهب بسكين اليه؟ .
-5- قالت انه حاول اغتصابها فأصابته لكن كون الاصابة من الظهر و السكين اشترته قبل الحادث بيومين و ذهبت به للرجل جعل موقفها دقيقا .
-6- أثبت فحص الجثة كذبها حيث انه تعرض للطعن اثناء قيامه بالصلاة و كان ظهره لها (نقطة محيرة في وجوده يصلي و قتلها له و هدف الاغتصاب المزعوم او الممارسة الجنسية حسب الادعاء لكن لو نظرنا لفكرة زواج المتعة نجد تفسيرا هنا) .
-7- كانت علاقتها بالمجني عليه مريبة حيث اخبرت زملاء العمل بأنه صديق لأسرتها و ليس عميلا لديها و سبق قبل الحادث ان تقابلا عدة مرات بأماكن مختلفة و كانت بداية معرفتهما لقاء صدفة.
-8- لم يجد الكشف الطبي عليها اثر لمحاولة الاغتصاب و كان الغريب انها ليست عذراءمع انها ليست متزوجة و لم تتعرض لاغتصاب مما انهى فكرة الدفاع عن الشرف .
-9- عادت و قالت مخالفة اقوالها الاولى انها فعلاً ضربته بالسكين لكن لم تقتله بل شخص آخر كان موجود قتله لأنها تركته و هو حي .
-10- لا فحص الجثة و لا المكان اشار لوجود شخص آخر و الجرح المصاب به من السكين هو ما قتله مما أضعف حجتها للغاية .
-11- لم تستطع ان توضح من الشخص الاخر المُفترض وجوده حسب اقوالها و كيف تضرب المجني عليه بسكين و الشخص الاخر يتركها تغادر .
-12- المادة الموجودة بالشراب و التي وصفت بالمخدر كانت مادة ملينة في كأس واحد فقط يفترض انه كأسه (بفرض انها مخدر و الدولة تكذب فكيف يحاول اغتصابها قبل تخديرها اذا كان يريد تخديرها اصلاً و كيف تضربه من ظهره؟) مع ملاحظة ان المجني عليه اشترى واقي ذكري و وضعه امام المتهمة و لم تسجل اعتراضا او تحاول المغادرة وبقيت بالمكان.
-13- اصر الاعلام على تكرار نقطة ان باب المكان كان مُغلق و هي نفسها قالت انه كان مفتوح مما سهل خروجها لأن المجني عليه اصيب بالسكين فالقى كرسي باتجاهها فهرعت للخارج و هو خلفها و مات امام الشقة مما جعل الجيران يستدعوا الشرطة .
-14- كل الادلة الرئيسية لم تأت من التحقيق الاول بل قالته و كررته و كرره محاميها امام القضاة و امام الاعلام فالادعاء باعترافات مكتوبة صنعت القضية لا مكان له في ظل انها قالت هذا علناً و امام المحكمة بلا ضغوط .
-15- من خلال اقول زملاء العمل و من رسائل خطيبها السابق عبر الهاتف لها فهي كانت موصوفة بسلوك غير لائق مع البعض من الرجال منهم مديرها بالعمل و خطيبها انهى علاقته بها حسب نص رسائله لها لأنها تقيم علاقات جنسية مما ساهم في الغاء فكرة الدفاع عن الشرف.
-16- إستمرت المحاكمة سنتين من 2007 الى 2009 و توالى عليها 5 قضاة و تم عرض القضية على المحكمة العليا التي صوت فيها 13 قاضي كلهم بالاعدام و لم يصوت احد ضد الحكم لعدم وجود أي شئ لصالح المتهمة بالقضية..
-17- صدر الحكم بعدد عامين و تاجل التنفيذ 5 سنوات كاملة في تجاوز لصالح ريحانة جباري للأسباب السياسية فقط .
-18- حاول القاضي ان يقنع اهل المجني عليه بالتنازل مما يخفف الحكم طيلة ال 5 سنوات لكنهم رفضوا .
-19- مع تصاعد الاتهامات للمحكمة و ضغوط اهل المجني عليه و خاصة مع مرور 5 سنوات كان الاعدام .
السؤال الان : بإستثناء إحتجازها لشهرين بدون معرفة مكانها لكون القتيل سبق له العمل بالمخابرات مما اثار احتماليات امنية جعلت احتجازها الغير قانوني يمتد شهرين ، باستثناء هذا و من الوقائع السابقة التي صدرت و نشرت من خلال عدة مصادر و في حوار مع احد قضاتها طرح من خلاله لماذا كان الحكم و الاسس التي استندوا عليها و عن البي بي سي و السي ان ان في كثير مما سبق و نقلا عن اسرتها و محاميها و اقوالها العلنية امام الاعلام كله اثناء المحاكمة (امام الاعلام هي تستطيع قلب الطاولة) هل لدينا أي رأي بخصوص الوضع؟ أخذاً في الاعتبار المحاكمة ذات العامين و الانتظار 5 سنوات كاملة .. لا اقول اصدروا حكما فهي ماتت لكن هل حقا القضاء كان منحاز؟ هل القضاء لا نجد مبرر له في الحكم؟ هل ما قرأناه كان نزيه؟ اترك لكم تقرير الامر ..
..
للتواصل مع الكاتب : https://www.facebook.com/mahmoud.arafat.7503
2 تعليقات على في مسألة ريحانة جباري ..
يعنى ريحانة فالاخرمطلعتش بريئة زى ماصوروهالينا؟!
ما ذكرته وقائع تكفي لنفي مسألة محاولة الاغتصاب و تاكيد ان القضاء كان منحاز لها بل الدولة عمليا انحازتت لها بتأجيل الاعدام لكن ايضا ربما انا مخطئ .. هدفي هنا عرض الوقائع التي قادت للإعدام و تبيان ان اي قاض يحترم نفسه ما كان الا ليصدر هذا الحكم .. الامر اكثر تعقيدا بكثير من مجرد مشكلة طائفية ..