دون ترتيب مني وقعت على فيلم “نسر البرية” عن قصة حياة الراهب القبطي القمص  فلتاؤس السرياني الذي لم أكد أعلم  عنه شيئا قبلها. والحقيقة أن شأن الكنيسة القبطية من تاريخ الكنيسة إلى آبائها إلى الأديرة الملحقة بها ورهبانها هي سيرة تداعب وجدان كل مصري مسلم كان أو مسيحي, الكنيسة المصرية قديمة راسخة لها تاريخ وطني مشرف فضلا عن هالة الروحانية المحيطة برجالها وشاعرية المتواتر حولها من حكايات قديمة وحديثة زاخرة بالعظة والقيم الراقية.

فيلم نسر البرية فيلم مصري مسيحي طويل إنتاجه, الكنسي, غير بذخ يحكي حكاية شاب مصري قبطي اسمه كامل, ولد عام 1922 لأسرة مصرية  ريفية , عكفت على تربيته وإخراجه إلى النور رجلا صالحا رقيق الطبع تتعثر الحروف بين شفتيه باسمة مترددة لتمنحه سمتا طيبا قريبا للقلب محببا للنفس. يمنح الشاب كامل نفسه لمؤسسة الرهبنة وهو في عنفوان شبابه وإقباله المفترض على الحياة بكل إغواءاتها.

يضيف إلى الفيلم أداء الممثل الشاب فريد النقراشي الذي يشي من أدائه أنه درس الشخصية التي كان عليه أن يتقمصها حتى تلبسته إلى مدى بعيد, فجاء أداؤه لطيفا وقريبا من الواقع. في الوقت نفسه فإن الترانيم التي تم تضفيرها مع المشاهد المفصلية في الفيلم والتي لازمت تطور الشخصية منذ بداية الفيلم إلى نهايته قد أسبغت أجواء غاية في الشاعرية والروحانية على الفيلم.

أدعو قراء ومتصفحي موقع شباب الشرق الأوسط اليوم ليشاهدوا معنا فيلم نسر البرية أو بالأحرى أدعوهم لحالة التأمل التي يثيرها الفيلم.