الأجداد هما العسلية وحتة الجاتوه بالشوكولاتة اللى فى حياة كتير مننا.. ياما أمهاتنا جريت ورانا بالشبشب فى الشقة واحنا نجرى نجرى لحد ما نوصل عن نقطة معينة نقف وراها ونمسك فى هدومها ونقول بكل ثقة “الحقينى يا تيتا أو الحقنى يا جدو” وبعدين نطلع لساننا لماما ونكمل شقاوة جملة “أعز الولد ولد الولد” دى مش جملة “وان واى” عشان بردو أعز الأب أب الأب وأعز الأم أم الأم..
تيتا وجدو يعنى الصحيان بدرى على صوت الراديو ويا صباح الخير ياللى معانا والأكلة الحلوة اللى ليها ريحة تجيب آخر الشارع والأجازات اللى بنقضيها كلها هناك ونتقلب ونتغم لما ييجى أهلنا ياخدونا..
أنا عن نفسى مرات مثلت أنى عيانة وبموت ومش قادرة أقف وكان بابا بيشيلنى، ومرة تانية رميت جزمتى من الشباك وقلت مش لقياها وبردو بابا شالنى، ومرة بقى عيطت وصرخت منه فى الشارع والناس اتلموا افتكروه واحد خاطفنى وساعتها خدت حتة قلم كاتم صوت قدام الناس خلانى ساكتة أسبوع بعدها..
حب الأجداد مرتبط بالخروج والعيدية والحماية والحاجة الحلوة واللعب فى الشارع بالعجلة وهو الشىء اللى ماما عمرها ما كانت بتوافق عليه ودايما تيتا كانت تخلينى أعمله “من ورا ماما” عشان كده كنت دايما بزعل من تيتا لما تقولى يلا عشان هتروحى، وفى مرة قررت أنى أنزل أروحلها لوحدى وخرجت من الشقة وأنا عمرى 6 سنين وتوهت طبعا فى الشارع حوالى نص ساعة “على حسب ما حكولى” وماما خرجت من الخضة تدور عليا ونسيت المفتاح جوه الشقة ولما لقيونى معرفناش ندخل واستنينا بابا عند الجيران لحد ما جه من الشغل، وطبعا مش محتاجة أتكلم عن النتيجة “طبق الأصل العلقة اللى فاتت” غالبا احنا مبنتخيلش أن تيتا وجدو دول بيكبروا زينا ولا وشهم بيكرمش ولا بيجيلهم وقت ويتحركوا بالعافية، احنا بنعرفهم كبار أصلا بطقم سنانهم اللى بيحطوه فى الكباية كل يوم بالليل وعشاهم الخفيف ومرهم الروماتيزم وحباية الضغط والصوت العالى بتاع التليفزيون عشان سمعهم تقيل، هيكبروا أكتر من كده ازاى!!
الغريب بقى إنك بتحب تيتا وجدو بتوع أى حد فى الدنيا، كلهم ف نظرك ضعفاء محتاجين مساعدة ووشهم المكرمش بيكون برىء زى العيال فى إعلانات بامبرز، براءة كده تخليك عايز تاخدهم فى حضنك وتطبطب عليهم وتبوس إيديهم وتعيط.. كده من غير سبب لغاية دلوقتى مش معروف السبب فى دلع الجدود للأحفاد فى حين أنهم كانوا مطلعين عين عيالهم، كل الممنوعات اللى كانت مفروضة على العيال بقت حلوة ومتاحة ومسموحة للأحفاد كده من غير سبب، وبقى فيه عرف مجتمعى وقاعدة أسرية أصيلة بتقر أن الجدود بيبوظوا الأحفاد ويتلفوا أخلاقهم لأنهم غالبا بيدوروا على الحاجة اللى الأب والأم مانعينها ويسمحولهم بيها من باب “تعالى يا حبيبتى وانا أديهولك” كل ما بتضيق الدنيا فى وشى بفتكر ضحكتى اللى من القلب فى بيت تيتا، البيت الكبير بيت العيلة اللى كنا بنملاه طلوع ونزول ولعب وضحك وخناق وضرب، وبفتكر ريحة حضن تيتا اللى هو ترجمته فى الكلمات عند الناس: دفا- حنان- القعدة تحت البطانية فى الشتا- أكلة سخنة وأنت جاى من بره جعان- صلاة الفجر- أغنية يا صباح الخير ياللى معانا و تلات سلامات يا واحشنى