وصلتني منها رسالة غاضبة قبل نهاية اليوم.. “لم تكتب لي منذ حين”..

عذرا يا حبيبتي فلست مسؤولا عن حرج الحروف أن تأتيك في موسم الحج وليست بها استطاعة.. أنا وكلماتي فقرنا ليس عيبا.. لكن أرجوك أن تتفهمي.. ليس من السهل على الكلمات التي تراق على قدميك أن تتحمل جلال اللقاء.. وليس من السهل على الكلمات التي تطوف حولك أن تتحمل جلال التحقق.. فاعذريها إذا فرت أمامك.. فمثلك لم تدركها عبارات الصوفية بعد.. فإذا كانت تكفيك الإشارة.. فإنني أشير السماء وابتسم

***

هل تسمحين لي أمسح اليوم كحل عينيك قبل النوم؟

هلا تركتني مرة أغسل قدميك بماء الورد؟
آمل ألا تمانعي أيضا أن أمشط شعرك المبتل وأشرب الماء الساقط؟
وهل تسمحين يا حبيبتي أن أطهو العشاء لاثنين ولا آكل كالعادة؟
وهل ستتركيني أغني رغم قبح صوتي وخيبتي الموسيقية؟
وهل أكون طماعا يا جميلة إذا طلبت أن أسهر كالعادة على حافة فراشك حتى تنامين؟
هل ستسمحين لي أن أبقى كما أنا حبيبك الذائب على الجلد والباقي تحت أظافر والمشرش في خصلات شعرك كعطرك وهل تعدين ألا يعطل شيء سيرتي معك
لا أخفيك يا حبيبتي أنني صرت لا أشتاق لوجودك إلا في وجودك.. ففي غيابك أعيد اختراعك في هواياتي الصغيرة

***
أجلس بهدوء على حافة فراشها.. وأنظر كالعادة إليها وهي ترقد هادئة مستكينة على جانبها الأيمن.. أسبح فوقها وأغوص في أعماقها وأتأمل الجسد النائم حتى ترتبك بي الحواس.. لا أعرف إن كنت أشم دفئها أم أسمع عطرها أم ألمس جاذبيتها أم أتذوق لونها.. لكنني أحب أن أسهر طول الليل أراقب عبقرية هذه العقدة الحسية وألومها كثيرا لأنها تكون خلال نومها.. نائمة!