في كوبنهاجن، أصادف أكثر من مرة تماثيل لرجال وأطفال ذكور، عراة.
لا أفهم المغزى تماما، لكن يلفتني ضمور أعضائهم الذكورية، إذا ما قورنت بأحجام مثيلتها في مصر، حيث يمكن أن ترى بسهولة الأطفال يلعبون في الشارع عراة النصف الأسفل..وفي بعض الأحيان يمكن أن ترى رجالا مختلين عراة تماما تحت الكباري وفي أماكن إلقاء القمامة.
يجلس اليوم بجواري رجل دانماركي، لا يحتاج كثيرا كي يقنعني أنه من نسل محاربي الفايكينج..فبنيانه المتين، وقبضته التي تعتصر يدي أثناء السلام والترحاب، كفيلتان بإقناعك بأنه الفايكنج نفسه شخصيا، وليس أحدهم أو من نسل أحدهم فحسب.
علبة سجائره تحمل تحذيرا للمدخنين يفرق كلية عن التحذيرات التي نصادفها في مصر.
التحذير يقول: التدخين يدمر الحيوانات المنوية ويقلل الخصوبة!
بينما لدينا صور لرئات مشوهة أو اطراف متآكلة!
“أسمع” عن أزمات الخصوبة في الدانمارك، وعن موجات الهجرة التي تجتاح البلاد..
وأضم ملاحظة التماثيل التي لا أفهمها (هل لا أفهمها حقا؟) وأضيف إليها تحذير علبة السجائر، وأربط المشهد كله بالشوارع الملأى بالشابات والخالية تقريبا من الرجال، وأتخيل شكل هذا البلد بعد عشرات السنين من الآن.
ربما كان الرجل الذي سلمت عليه اليوم، هو وحيواناته المنوية الهزيلة وقرينة حياته التي تعاني أزمة خصوبة في الأغلب، من آخر عينات قبائل الفايكينج.
لا أريد أن أقفز لاستنتجات متعسفة، لكن دراسات الأجناس والشعوب، تحكي لنا عن التغيرات التي ستطرأ على شكل الأجناس نتيجة اتساع حلقة التزواج بين أعراق البشر. فضلا عن التغيرات الحجمية التي ستجتاح شكل الكائن الحي وستغير هيئته عن الهيئة التي نعرفها حاليا وفقا لما تفيد به الدراسات البيولوجية.
أرتد لمصر مرة أخرى بخيالي..
رجالها الذين لا تقهر حيواناتهم المنوية..ونساؤهم الخصبات أبدا..وأرى الجانب المشرق في الأمر..
أنا في الأغلب (سأبقى!) وستبقى جيناتي على ظهر الكوكب..بينما صديقي الفايكنيج..ربما لن يبقى منه بعد مائة عام سوى رفات عظامه في مقبرة كئيبة بشمال كوبن هاجن.