عمرى ما حسيت إنى معجبة بشكل أميرات ديزنى ولا إن قصصهم بتمثلنى.. ولا حتى بنات الحواديت اللى زى القمر وشعرهم أصفر مجرجر لحد رجليهم وعندهم خدم وحرس.. حتى سندريلا -أكثرهم شهرة وشعبية- اللى كانت متمرمطة من مرات أبوها اتنصفت فى اخر الحكاية وبقت اميرة واتجوزت الأمير من بين كل بطلات أفلام الأنيميشن “بوكاهانتس” هى اللى بتمثلنى.. بنت سمرا ومنطلقة وبتجرى حافية هنا وهناك، بتصدق أحلامها وتدور لها على تفسير، بتكلم الحيوانات والشجر “وبيردوا عليها”.

بوكاهانتس مكانتش أميرة مدللة مشاكلها خرافية “سحر وشعوذة ومراية وجزمة بفردة واحدة”، كانت بنت قوية دافعت عن قصة حبها ووقفت قدام قرارات قبيلتها ومنعت حرب كبيرة كان هيروح فيها أرواح كتير.. بنت سافرت لوحدها لبلاد متعرفهاش لمجرد شغفها بالاكتشاف وولعها بالفهم …بوكاهانتس أخلصت لحبيبها حتى بعد إشاعة إنه مات مقدرتش ترتبط بغيره لحد ما اكتشفت أنه حىّ، وده ممنعهاش أنها تسيبه وتبعد عنه لما فضّل أحلامه وطموحاته الشخصية على أنه يرجع معاها الغابة الصغيرة وأجِّل حياته معاها عشان طموح شخصى.. رغم حبها ليه مماتتش بعده ولا جريت على الساحرة عشان تساعدها وترجعلها حبيبها، قررت ترجع بلدها لوحدها لحد ما وقعت فى حب “الرجل الثانى” فى الحكاية اللى كان مجرد حارس بيحبها وعايز يعيش معاها فى أى مكان ف الدنيا.

إحساس غريب بيبعدنى عن حدوتة البنت المترفة الناعمة اللى صوتها واطى وبتتكلم وهى قافلة سنانها ويادوب سامعة نفسها. البنت القوية تجاربها مثيرة ومبتقفش على حد، لو الأهل غلطوا تحاربهم بقوة حتى لو اضطرت تستغنى عنهم، ولو الحبيب خستع ف نص السكة تكمل حياتها زى ما كانت من قبله، مفيش ظروف بتقهرها ولا حد بيقدر عليها، وفوق ده كله بتجرى وتتنطط وتغنى فى الشارع بصوت عالى وتصدق فى الأحلام وتكلم الشجر وتقرأ وتعيش حيوات جديدة.. جمالها مختلف، جمال من جوا، يتشاف ف عينيها وضحكتها وجنانها وهدوئها وغجريتها وكل الأحوال.

مبفهمش البنات اللى فاكرين أنهم عيب يندهشوا أو يبانوا متفاجئين ومبهورين “لاعتبارات الثقة بالنفس والشخصية التقيلة الراسية”، بنات جافة وروحها ممسوحة اللى متبانش فى عينيها نظرات الاندهاش بأى حاجة جديدة.. بوكاهانتس لما سافرت لندن انبهرت بكل تفاصيلها وركزت فى لبس الناس وبيوتهم وأكلهم وشكلهم وتسريحة شعرهم، عاشت بعمق لحظة رؤيتها لحاجة جديدة وصدقت حكمتى الشخصية اللى أنا مؤمنة بيها طول الوقت “لو بطلت أشوف حاجات جديدة واندهش بيها يبقى يا إما بطلت أشوف يا إما بطلت أعيش.. الاندهاش عيشة”.. بطلات الأفلام بنات من لحم ودم بيعيشوا معانا فترات، بننادى الممثلة باسم اكتر شخصية عملتها وشوفنا نفسنا فيها، ولما بنعلق صورتها ع الحيطة أو نحطها بروفايل بيكتشر بنكون قاصدين ملمح معين شوفنا نفسنا فيه. بطلة الفيلم هى أنتى فى فيلمك الخاص، كل واحدة فينا عندها فيلم. وممكن جدا تلاقى فيلمك عبارة عن مشاهد متجمعة من نجوى فى شقة مصر الجديدة ورقية فى حب البنات وسلمى فى أحلى الأوقات وزوزو فى خلى بالك من زوزو، وبوكاهانتس…

لما تلاقى بطلة الفيلم اللى بيمثلك متخليهاش تعيش فيلمك، هى عملت فيلمها وعاشته وانتى مكونتيش معاها، انتى كمان لما تصنعى فيلمك عيشيه انتى لوحدك، متقلديهاش ف مشيتها ولا لبسها ولا طريقة كلامها، ولا حتى طريقة حبها، وخليكى فاكرة أنها هى اللى دورت على شخصيتك وقلدتك وعملت شخصية “شبهك” عشان تجذبك وتتفرجى عليها وتحبيها، بطلة أفلامك المفضلة مش هتديكى مكانها فى الفيلم عشان تأدى بدالها، وانتى كمان متديش مكانك لحد.. اعجبى بيها وحبيها لكن احتفظى بكيانك فى فيلمك، ومتعمليش زى شادية فى عفريت مراتى لما تاهت بين البطلات لحد ما فاقت على كارثة. اصنعى فيلمك.. اصنعى حدوتك..