ما نواجهه في الشرق الاوسط عامة، و في مصر خاصة، من عنف و اضطهاد تجاه مختلفي الميول الجنسية و الجندرية ، ليس فقط عنف حكومات و مؤسسات دول ، انما ايضا عنف مجتمعي، استباح مختلفي الميول الجنسية و الجندرية ، و نتج عن مخالفاتهم للعادات و التابوهات الذكورية المُسيطرة و المُسيّرة للمجتمع بصورته البغيضة الحالية ، إن ذلك العنف طال حرمة بيوتهم و ممتلكاتهم و ارواحهم ، و الاستهانة بهم و اعتبارهم دون الكائنات الحية ، يسهل سرقتهم و قتلهم دون أي احساس بالذنب .
قد يعتقد بعضكم اننى متحامل بعض الشيء ، او افتري على المجتمع ، و لكن دعوني أستعرض معكم عدد من عناوين الصحف التي قد تثير اهتمامكم :
-
بائع فاكهة بالإسكندرية يقتل زميله الشاذ جنسيًا لطلبه ممارسة الرذيلة
-
طالبان يمزقان شاذاً جنسياً بالساطور لطلبه ممارسة الفحشاء معهما
-
عاطل يمزق عجوزا شاذا بسكين ويسرقه بعد معاشرته بمسكنه بالحدائق
-
حبس المتهم بقتل شاذ الإسكندرية 4 أيام والنيابة تطلب تقرير الطب الشرعى
وهذه عينة نتيجة لبحث سريع على Google .
ملخص تلك القضايا و غيرها ، لنسرق المثلي جنسياً ثم نقتله ، او لنعاشره و نبتزّه ثم نقتله ، او حتى لنقتله لمجرد كونه مثلياً و تجرأ و تودد الينا ..
فلنفعل ما نشاء بالمثليين، ثم نقتلهم ..
هذا الإحساس المترسخ ، بعدم أحقية مختلفي الميول الجنسية و الجندرية في الحياة ، نابع من خوف مجتمعي تجاه كل مختلف ، و من اعتياد تلك المجتمعات على قهر كل ضعيف و الفتك به ، و ما تقوم به الدول من قهر و قمع ، ما هو إلا انعكاس لما يعتقده المجتمع ، فإن مختلفي الميول الجنسية و الجندرية لا يسيئون للمجتمع بقدر عنفه تجاههم، هم و الأفراد سواء من الطوائف الدينية، المجتمعية المختلفة أو النساء.
نحن نعيش في مجتمع لا يقبل الآخر على أي حال؛ ينادي بالأخلاق و يضطهد الاقليات ويعايرها. ينتهكها و ينكر عليها حريتها و كرامتها و يلوم عليها.
ولن يحدث تغيير إلا بزيادة الوعي المجتمعي تجاه تقبل الاخر على اختلافه .