أكتب هنا كما كتبت طيلة 4 أعوام ضد الاخوان فكراً و حكماً و سياسة أكتب بمبادئ اليسار التي تعلمتها من أساتذة نسوا ما علمونا إياه اكتب عمن تم نسيانهم عن مبادئ إنسانية لا تعرف فارق بين من مات في مكان أو آخر أو وقت عن آخر أكتب بإسم كل شئ تعلمناه من مراد وهبة و زكي نجيب محمود و فرج فودة و غيرهم ،  منذ عام كامل و في يوم 14 / 8 / 2013 ماتت مواطنة مصرية تُدعى أسماء محمد البلتاجي و لما كانت وفاة أسماء إلى الآن لا يُحاسب عليها أحد إلا أسماء بإعتبار انها من ذهبت إلى إعتصام رابعة العدوية في بلد ديموقراطي مع وقف التنفيذ حسب رؤية الليبراليين و أنها المسئولة عن وفاتها لأنها لم تنضم للرفقة الثورية التي توجهت لتهنئة د. محمد البرادعي على إنتصار ثورة 30 يناير (قبل فرار البرادعي إثر وفاتها) حسب رؤية الرفاق اليساريين و أنها المسئولة لأنها ألقت بنفسها للتهلكة حسب رؤية حزب النور فلكل ما سبق رأيت أن أكتب التالي من باب توضيح لماذا أسماء محمد البلتاجي مسئولة عن وفاتها ..

مشكلة أسماء البلتاجي أنها تعرضت للقنص من فرد أمن فلو كانت وقفت في مكان آخر برابعة فلربما كانت تعرضت لرصاصة من جيش الاخوان الإرهابيين المسلحين المختبئين في إعتصام رابعة و الذين فيما يبدوا لم يكونوا يجيدوا التصويب إذ لم يمت فرد امن واحد من القوات المهاجمة ، أو أن تقف في مرمى مواطن شريف يهاجم الاتحادية فتكون ضحية الاخوان أنفسهم كما تعودنا او ان تقف بجوار الصحفي أبو ضيف فتموت و تكون ضحية الاخوان أيضاً قبل حتى أي تحقيق ، كان على أسماء إفتراضياً ان تقف أمام مسلح إفتراضي إخواني بالعافية لتكون “شهيدة حكومية ، بكل الاحوال فهي من أصرت على أن تقف في مرمى قناص حكومي فهي مشكلتها !

مشكلة أسماء البلتاجي أنها تتحمل مسئولية قنصها حسب التقرير الرسمي فلو كانت أكثر هدوء في موتها لكان التقرير تجاهلها لكن أسماء تثير ضوضاء لأنها ماتت في رابعة فكان عليها الموت بشكل هادي بقنص صامت في مكان آخر كالتحرير يوم 28 يناير مثلاً حيث قُنص آخرين لم نعرف إلى الآن من قنصهم أو بمحمد محمود حيث المحتجين مسئولين عن موتهم أو في ماسبيرو حيث القى الأوغاد بأنفسهم تحت المدرعات كيداً للجيش فهي من أصرت على ان تُقنص برابعة لا التحرير او ماسبيرو أو محمد محمود و في 2013 لا 2011 فهي مشكلتها !

مشكلة أسماء البلتاجي أنها أسماء محمد البلتاجي فلو كانت أسماء محمد البرادعي لكانت الان بالنمسا و لو كانت أسماء أحمد عز لكانت الآن تحتفل بخروج أبيها الشريف الطاهر من سجن الظلم الثوري و لو كانت أسماء حبيب العادلي لكانت الآن تقلد زميلتها هدى جمال عبد الناصر تكتب خطبة أبيها في سب ثورة 25 يناير أثناء محاكمته التي لا تحوى قفص زجاجي كغيره فهي من أصرت أن يكون إسمها مقترن بمحمد البلتاجي لا غيره من شرفاء الزعيم الخالد محمد حسني مبارك فهي مشكلتها !

مشكلة أسماء البلتاجي أنها لم تتجه للتمثيل بدون إرتداء النصف السفلي من الملابس مثل سارة سلامة بل مثلت جيلها من الفتيات الإخوانيات في رابعة و هي ترتدي كامل ملابسها أوتتجه للرقص بعلم مصر مثل المناضلة صوفينار بل رفعت علم مصر أثناء الإعتصام أو تثير حملة عبر الفيس بوك لمنع التحرش و هي جالسة في بيتها بل أثارت حملة سياسية عبر الفيس بوك و هي في قلب رابعة فهي من أصرت أن تكون مشابة ل 99% من المصريات و ليست ال 1% الملونين فهي مشكلتها !

مشكلة أسماء البلتاجي أنها ماتت في رابعة أثناء فض دستوري مدني سلمي قتل 1200 بشري و لم تَمُت في هجوم الثوريين الشرفاء ببلدوزر على القصر الرئاسي أثناء حكم محمد مرسي أو بهجوم الثوريين الاكثر شرفاً بالمولوتوف على مبنى الارشاد و الذي يحاكم اليوم من هُوجِموا على الهجوم الذي تم و أنها ماتت برابعة و ليس في أكاديمية الشرطة حيث أشرف المواطنين يرفعون شعار آسفين يا ريس فهي من أصرت أن تكون في رابعة المدنسة و ليست اماكن اخرى مُشرفة فهي مشكلتها !

مشكلة أسماء البلتاجي أنها إرهابية خطيرة تحمل قلامة اظافر تقتل بها المواطنين الشرفاء و ليست مواطنة شريفة ترقص أمام اللجان بمؤخرتها إحتفالاً بإنتخابات شريفة تُدار من حكومة عينها مرشح رئاسي أو ليست مواطنة شريفة تطرد وفد دولي قال كلام لم يرق لها كما حدث من المواطنة الشريفة مرفت تلاوي و ليست مواطنة اكثر شرفاً مثل الهام شاهين لتغني إحتفالاً بإنتصارالمواطنين الشرفاء على نتائج الانتخابات فهي من أصرت أن تكون إرهابية لا شريفة فهي مشكلتها !

مشكلة أسماء البلتاجي أنها كانت أسماء البلتاجي في ميدان رابعة العدوية يوم 14 أغسطس في مرمى قناص مجهول مثل المجهولين بميدان التحرير قبلها بعامين و في لحظة كان المفروض فيها أن تكون بعيدة مثل أبناء كبار لصوص الحزب الوطني أو أبناء الكبار الغامضين وراء ورق اللعب .. أنها ليست من الطامحين بجنة الكنانة بل بجنة أخرى !

..
أسماء .. انت وحدك في السماء تجلسين و تقرأين القرآن كما كنت قبل قتلك تأنين في خفوت كما كنتِ لحظات موتك تصيحين تنادين امك سائلة إياها ان تأتي كما قلت همساً قبل أن تغادري بروحك و يذهبوا بجسدك إلى امك ، أسماء أنا لم أقابلك من قبل لكن أعلم قصة مشابهة لشاب يشبهك إسمه دنيز جيزمش تم إعدامه في ظرف غامض عام 1982 بعد ان حبسوه عامين ليصل لسن الاعدام و ظل الكل ناسين إياه حتى أُحيل قاتله للمحاكمه و صدر بحقه حكم المؤبد عام 2014 بعد 32 سنة من قتل ضحيته و ينال كنعان إيفرين عقابه .. أسماء انت كان قدرك أن تصعدي لتبقي هناك وحدك في السماء ..
..
للتواصل مع الكاتب : https://www.facebook.com/mahmoud.arafat.7503