الواقع الأليم الذي يتمثل فيما تشهده منطقة الشّرق الأوسط من قمع وابتزاز ضد المرأة، باعتبارها أداة للجنس وآلة للفضيحة، هو واقع مؤسف يبعث على الحسرة والفاجعة.
إن الأغلبية العظمى من قاطني الشرق الأوسط يعيشون يوميًا في ناررٍ مستعرةٍ، لهيبها من الحكام الشموليين الذي يحكمون بالديكتاتوريّة والاعتقالات والفساد وقمع الرأي الآخر، ووقودها الدين. هذه النار شديدة الاشتعال على مجريات الأمور بشكل يصعب، بل يستحيل الفكاك منه. إن المنطقة في أغلبها تعيث في الجهل والفقر والتخلف، إلا قلة ممن يؤمنون بالحضارة والتمدن، تضيع أصواتهم وسط نباح القطيع الذي يملك صوتًا أعلى وتأييد أكثر من الغالبيّة المغلوبة على أمرها، والتي تتم السّيطرو عليها بسهولة باستخدام أداة الدين. إن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنزح، بل تنعزل عن العالم قرابة قرنين أو ثلاثة من الزمان.
تقدير القرنين أو الثلاثة ليس جزافيًا، فما شهدته آوربا من محاكم تفتيش القرون الوسطى، نشهده نحن الآن. ففي الحين الذي يحتفل فيه العالم بعد ثلاثة أيام بمرور أربعين عامًا على إرسال أول رسالة عبر الإنترنت، نحتفل نحن بأربعين جلدة إسلاميّة على ظهر لبنى أحمد الحسين. نعم، كلنا مشاركين في الاحتفال الكبير، حفلة زار الجلد، بين مراقبين ومؤيدين ومنددين، ولكن الحال يظل كما هو عليه. يبدو أن خدمة التليفونات ستظل مرفوعة من الخدمة لفترة أطول في المنطقة. ولا يوجد أدعى من تساؤل روبرت فيسك الجوهريّ الذي نعيد صياغته الآن، لماذا يحيى الشرق الأوسط متجذرًا في عصر القرون الوسطى؟!
ما حدث باختصار هو أن السّلطات السّودانيّة ألقت القبض على الصّحافيّة لبنى الحسين مع 18 فتاة أخرى، منهن مسيحيات من جنوب السّودان، في الثالث من يوليو/تموز الماضي، أثناء حفل عام، تطبيقًا لمادة في القانون تعتبر “ارتداء ملابس مخالفة للنظام العام والآداب، موجِبًا للجلد.” حيث أطلقت السّلطات سراح ست فتيات، بينما تم جلد عشر أخريات بأربعين جلدة، فيما رفضت هي واثنتان أخرتان تلك الاتهامات، وطلبن محامين وإحالة القضية إلى المحكمة.
وقد ذكرت الصّحفية السودانية، التي تكتب في جريدة الصّحافة عمودًا اسمه “كلام رجال،” أنها اختارت أن تتخلى عن الحصانة التي تتمتع بها كونها موظفة بالمكتب الإعلامي التابع لبعثة الأمم المتحدة في الخرطوم، بعدما منحها القاضي الخيار في الاحتفاظ بحصانتها أو التخلي عنها، معربة عن رغبتها في أن تجري محاكمتها كمواطنة عادية، بهدف “إظهار ما تعانيه المرأة في السودان.”
كما أبدت رغبتها في أن يتم توقيع عقوبة الجلد عليها، في حالة إدانتها، علنًا، مشيرة إلى أنها أرسلت آلاف الدعوات إلى نشطاء دوليين وسودانيين لحضور محاكمتها، في خطوة تهدف إلى الضغط على حكومة الخرطوم لتجميد العمل بالمادة 152 من قانون العقوبات، التي تجري المحاكمة بموجبها.
لقد وقفت لبنى موقفًا شجاعًا ضد تخلف وقمع سلطات السّودان في الشمال، ولم ترض بأيّة تسويات إلا أن يتم تعديل هذه القوانين الاعتباطيّة والتي تهدد حياة الأفراد، ومن هذه الوقائع بجانب رفض لبنى حصانة الأمم المتحدة التى تعفيها من المحاكمة، هنالك أيضًا وقائع أخرى مثل رفضها صفقة الدكتور محيى الدين تيتاوى رئيس اتحاد الصحفيين السّودانيين لشطب البلاغ مقابل تعهدها بعدم تكرار ارتداء ملابس مماثلة، ورفضها عفوًا رئاسيًا يرفع الحرج الدولى عن النظام ويبقى القوانين الشاذة.
وفيما اعتبرت لبنى أن هذه المادة، التي تقضي بجلد النساء، تخالف الدستور وتتجاوز أدنى مفاهيم الحريات، ومن شأنها تكريس العقوبة على فتيات أخريات،” فقد وصف محاميها نبيل أديب، وهو محامي له باع طويل في المجال الحقوقيّ، المادة نفسها بأنها “ليست ذات أهمية، بل مخزية ومثيرة للخجل، كما أنها تتضمن كثير من الانتهاكات،” داعيًا السلطات السودانية إلى ضرورة وقف العمل بها.
أمّا الحكم الذي صدر مؤخرًا لا يصدقه عقل جد. لقد فاق الأمر كل التوقعات، وبلغ السيل بنا الزّبى من هذه الأحكام التعسفيّة في حق الأفراد، فكل فرد له الحريّة في نفسه وأمواله ومعتقداته، فما بالك ملبسه؟! لقد تم، بكل أسف، الحكم بأربعين جلدة ضد لبنى، وعشرين جلدة على مرافقتَيها اللتان سانداها في الطعن في الحكم. ولكن بالفعل، كما ذكر سعد هجرس، وصمة عار من جانب الحكومة الإسلاميّة وشعاع أمل من قبل لبنى الشّجاعة.
جدير بالذكر أنه يجرى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في شمال السّودان، بينما جرى إعفاء الجنوب، الذي تقطنه أغلبية مسيحية ووثنية، من هذه الأحكام، وفقًا لاتفاقية السلام الموقعة عام 2005، التي أنهت حربًا أهلية دامت عقودًا بين الشمال والجنوب.
وعلى صعيد التخلف والقمع الممارس ضد المرأة باسم الإسلام، دين السّلام، ننتقل على الجانب الآخر تمامًا من البحر الأحمر، حيث ترزح المملكة الوهابيّة، وهي مكان صدور حكم آخر الأسبوع الماضي يقضي بجلد إعلاميّة سعوديّة تعمل للشبكة اللبنانيّة للبثّ الفضائيّ، إل.بي.سي.، ستين جلدة، لأنها تعمل لجهة غير مرخّص لها العمل في أراضي المملكة، تنشر “المجاهرة بالرّذيلة” “ومخالفة الآداب العامة.”
ألا تلاحظان أن السبب المشترك في محاكمة لبنى وروزانا، والذي ينبع من نفس المصدر الإسلاميّ الوهابيّ، هو “مخالفة الآداب العامة؟!” وهل هنالك مخالفة للآداب العامة تستوجب أربعين وستين جلدة على التّواليّ؟! وهل ارتداء البنطلون والعمل لصالح جهة غير مرخصة يعدّان مخالفة للآداب العامة في عصر الإرهاب المقنّع بالوهاب؟!
عندما أقابل امرأة تنتمي لمنطقة الشّرق الأوسط، سواء كانت تقيم فيها أو خارجها، وألمس مركب النقص هذا في شخصيتها، ألتمس لها كل الأعذار الممكنة، وسواء كانت هذه الفتاة متحررة ومنفتحة على ثقافات أخرى، أو محافظة تتشح بمظهر دينيّ، كأغلب المنطقة، يبقى هذا المركب جليًا بنسب متفاوتة، تقل بالتأكيد في الحالة الأولى عن الأخيرة، ولكني شخصيًا لم أقابل أي فتاة تخلصت تمامًا منه، والذي تشكل دعائمه الخربة تراكمات ألفاظ صدئة مثل العار، الحريم، العذريّة، الشّرف، غشاء البكارة، ساقطة، ناقصات عقل ودين، النساء مكانها البيت، النقاب، جسد المرأة، الدعارة القهريّة… إلخ من هذه الألفاظ التي تسيطر على عقليّة المرأة في هذه المنطقة من العالم، والتي تغذيها ثقافة ذكوريّة مسرطَنة ومسيطِرة سيطرة شبه تامة، من الفراش حتى اللغة الذّكوريّة المستخدمة. إنها ثقافة ذكوريّة شاذة تعاني من اضطرابات نفسيّة، ونفاق، وجاهليّة، وبربريّة، وازدواجيّة معايير حادة. فأنا على يقين تام أن من بين المائتين مواطن سعوديّ الذي رفعوا دعاوى قضائيّة ضد مازن عبد الجواد، لأنه تحدث عن الجنس في برنامج على إل.بي.سي.، هو أنفسهم “يزنون ويمارسون الرّذيلة.” ولكن الكيل بمكيالين يقضي بالمرء المنافق أن يستمتع بالجنس، ولكن هذا الاسم يتحول لأسماء أخرى وحشيّة مثل “ارتكاب الفاحشة والمنكر،” إذا سوّلت نفس أحد غير المرء المنافق أن يستمتع بالجنس هو الآخر، بل ويتحول نفس السّلوك لعار ودعارة وفقدان الشرف، بل والرجم حتى الموت، إذا أتت هذا السّلوك امرأة. نعم، إنه نفس النشاط، ولكن ازدواجيّة المعايير الأخلاقيّة تقضي على الذكر المنافق أن يطلق على النشاط نفسه أسماء مناوئة إن كان هو بمنأى مكانيّ عنه، وليس بمنأى أخلاقيّ.
ما تقدم ذكره يولّد ولا شكّ حالة نفسيّة شديدة التعقيد في صدور الفتيات العربيات أو المنتميات لعادات الشرق الأوسط الجاهليّة بصلة، وحتى إن لم تكن مقتنعة هي بما تفعله سواء كان حجابًا، أو نقابًا، أو تحفظًا في علاقة أو ما شابه، تظل مكتوفة الأيدي، أو تفعل ما تفعله إما في الخفاء، أو تتهرب من مسؤليته، أو يؤنبها ضميرها طيلة الوقت على مجرد التفكير فيه، لأنها مسجونة في غياهب مسجن الشرق الأوسط الكبير، الموصد بالعادات والتقاليد والدين، ولذا وجب عليها أن تساير المجتمع المزيف، حتى وإن كانت عكس رغبتها الحقيقيّة، إن أرادت أن تحيا وتتزوج “وتتستّر” بالمفهوم المصريّ للتستّر.
فالمرأة في مجتمعنا الشّرقيّ تشاهد أحدث عروض جوتشي لخطوط أزياء الشتاء الجديدة على موقع يو تيوب الشّهير، ولكنها تجد نفسها مرغمة في الصّباح على ارتداء الحجاب حتى تُرضي المجتمع الشاذ. وإن كانت سودانيّة، فهي مجبرة على ارتداء ملابس تراعي الحشمة، وتساير الآداء العامة، والبنطلون ليس كذلك بالتأكيد.
وهكذا تنشأ المرأة العربيّة مهشّمة نفسيًا، تلد ذريةً هشّةً منافقةً، لتكرر عملية بناء النفاق العمليّ من أول وجديد ولكن بعمق أكثر على الأجيال الجديدة، أو تمارس ما مورس عليها، وتعيد إنتاج الاستبداد والقمع مرة أخرى. تنتج لنا أجيالًا تعاني من ازدواجيّة أشد وطأةً، وتباينًا شديدًا، خاصة في الفتيات والنساء، بين ما يرضونه لأنفسهن وما يحدث بالفعل، أو ما يريدونه وما يجبرون على فعله، إن صحّ القول. لتحدث طفرة جينيّة سيئة السّمعة، تفصل فصلًا خبيثًا بين النمط الظاهريّ (فينوتايب) لهؤلاء النساء، ونمطهن الچينيّ (چينوتايب)، بافتراض رمزيّ أن الأول هو ما تبدو عليه المرأة العربيّة المتفتحة من قبليّة مفروضة عليها، والثّاني هو ما تتوقه لنفسها وهو الحداثة. هل سمعت قبل ذاك من امرأة عربية تحلم بالعمل كراقصة؟! إذن، أنت تدرك الفارق الذي أتحدث عنه. إنها تحلم بشيء لا يمكن تحقيقه في مجتمع كزيف كهذا، حتى لو كان هذا الحلم يكمن في مهنة، ولكن المجتمع يمارس لعبة الضغط المفضّلة لديه من جديد، ليرغمها على امتهان شيئًا آخرًا مغايرًا تمامًا، يقبله رجالات المجتمع، ويباركه الدين، وتقتص شريطه العادات والتقاليد. ونحن المتفرجون، وهي الضحيّة!
أتذكر وبشدة ما قالته المخرجة اللبنانيّة الرّائعة نادين لبكي في برنامج بوابة الشمس، البرنامج الذي كان يُعرض على قناة القاهرة والناس في رمضان الماضي، مع الإعلامية الفلسطينيّة رولا چبريل، والتي تعيش في إيطاليا وتحمل الجنسيّة الإيطاليّة، ومع ذلك باركت كلام نادين، لأنه الواقع التي تلمسه هي شخصيًا رغم معيشتها الآوربيّة. لقد قالت نادين بالنص اللبنانيّ، “بدي أكون زي بطلتي في سكر بنات، ما بدي أخاف من جسمي، في مشكلة كبيرة عندنا في العالم العربيّ، هي إن الست العربيّة بتخاف من جسمها. العلاقة بالجسد كتير معقّدة، بعدنا في كتير مواضيع بنتهرب منها وما بنقدر نواجهها أو نحلها… المرأة العربيّة عندها كتير شغف بشخصيتها وبحياتها، عندها كتير طاقات، بس بذات الوقت، كأنه في حواجز مثل المجتمع ونظرة الآخر لها تحول بينها وبين التقدم، في عندها واقع كتير ثقيل على كاهلها، وكأنها تعيش الأشياء التي بتعيشها بالخفاء والسر. في شرخ كبير بين شو بدها تكون؟! وبين شو بتسمح لنفسها تكون؟! أي الأشياء اللي بتسمح لنفسها تعيشها… بالواجهة شكلنا كتير مودِرن، شكلنا كتير متحضر، بس بالداخل عندنا كتير عقد نفسيّة.”
روابط ذات صلة:
- العدد الخامس والعشرون من صحيفة سودانيز أونلاين، الصفحة الخامسة والسّادسة.
- موقع سي.إن.إن الإخباريّ في حواره مع الصّحافيّة لبنى الحسين.
- الصورة من هذا الموقع.
22 تعليقات على واقع المرأة الشّرقيّة بين الحداثة والقبليّة
ما هذه المقالة الرائعه!!!… فلو ارادت فتاة ما التعبير عما يجول بداخلها عن الموضوع,,فما استطاعت طرحه بهذه الشفافيه و السلاسه معا.
شكرا أحمد زيدان.
أشكرك يا مي…
دمت بود..
وجهة نظرى الشخصية انك عالجت الغلط بالغلط
فى كتير من المسلمين عقولهم تجمدت فكريا من عقود كثيرة ولهؤلاء اقول ان النص الدينى ليس لة معنى تاريخى ثابت يتجاوزة الزمن والا اصبح قديما متجمدا وغير صالح لكل زمان ومكان بل لة بنية ثابتة يمكن ملؤها بمادة من كل العصور فالدين هو النشاط البشرى الذى يضفى على كل شىء معنى وقيمة فرغم اصلة السماوى الا انة عندما يدخل دو… Read moreر التطبيق يصبح ظاهرة اجتماعية يخضع لما تخضع لة كل الظواهر الاجتماعية من تداخل وتاثير وتفعيل والظواهر الاجتماعية بدورها ليست قلاعا مشيدة لانها تعود فى النهاية الى النفس الانسانية ومع ذلك…..
ومع ذلك فهو فى نفس الوقت لا يتعارض ابدا مع العقل فالعقل هو ما يميز بين الحقيقة والخرافة و لم يقم الدين ابدا منعزلا عن الحياة ولا قام ليعادى العلم ولا يتوقف عند ما وراء الغيب وما بعد الحياة بل جاء ليضيف الى ذلك الاهتمام بالفقر والحرية وحقوق الانسان والعدالة
ياصديقى العزيز يقاس تقدم المجتمع ليس فقط بما يحققة من تنمية اقتصادية واجتماعية وانما ايضا بمراعاتة للقيم الانسانية واحترام حرية الفرد وكرامتة فالقيم ترفع من اعتبار الذات وتمنح الاطمئنان للنفس فلا صحة نفسية بدون مجموعة من القيم وعندما نفقد القيم يفقد الفرد الشعور بكونة انسانا لة عقل وقيمة شخصية ويهبط وجودة الى مستوى الحياة الحيوانية
ان آلة المجتمع الحديث بكل تقنياتة لا يمكن ان تقدم المعنويات التى تثرى الروح وتكفل السلام للقلب
فهذا دور الدين.. فهو يعمل بمثابة منظم داخلى فى حياة الفرد لجعل الانسان اكثر انسانية
مرحبًا
أوك يا تامر، خليك عايش في معنوياتك، وخللي الغرب يتقدم، بس اعذرني لن تتقدم أي عقول تفكر تفكير دينيّ البتّة.
وبعدين يعني إيه نغير الدين كل فترة؟ يعني انت مش عايز علمانيّة إنما نغيّر شرائع الدين؟؟ طب ما دمنا إحنا اللي بنغيّر، ما تبقى علمانيّة بقى وخلاص، ولا إيه؟
حكايات “مينفعش الحياة من غير دين” “والدين هو القيم” والحوارات دي، يا ريت تتكلم عن نفسك يا تامر بك.
دور الدين في دور العبادة، وليس أكثر..
تحياتي
وبعدين علاج إيه اللي انت قصدك به؟؟ العلمانيّة علاج غلط تقصد؟؟
يا تامر بك، العلمانيّة ولا علاج ولا داء، دي هي المفروض تبقى أساس أي دولة حديثة، داء إيه يا ريس بس، وغلط إيه..
صباح الخير
الله..جميله جدا المقاله..عبرت عن كل مااردت قوله..الكبت يقتل الابداع..ولا اصدق ان هناك من ينكر ذلك و هو يرى وضعنا الحالي..اصبحنا مثل الالات التى تطبق تعليمات كتبت منذ الاف السنين..مازلنا نعيش القرن الرابع عشر عندما كان يقتل (باسم الدين)من يقول ان الارض ليست مسطحه!
شوف يا زيدان، أنا ليا رأي في الموضوع ده، احنا في دولة يجكمها الدستور، و اللي هو ببساطة مجموعة شرائع و قوانين متفق عليها من الأغلبية، و انا شخصيا بعتبروا contract بيني و بين الدولة، عاجباني شروطه و قواعده كان بها، موش عاجباني عندي اختيار من اتنين، اشوفلي بلد تانية أعيش فيها و أرض الله واسعة زي ما بيقولوا، أو أحاول أنشر وجهة نظري و أعتراضي بأدب يمكن الناس تقتنع بيه و نكون أغلبية ممكن تغير اللي موش عاجبني ده، انما ان واحد أي كان يمشي كلامه على المجموع فده غير منطقي أبدا حتى و لو كانوا كلهم غلط و هو اللي صح، و ده اللي ماشي في أي دولة محترمة في العالم، يعني على سبيل المثال هضرب مثال متناقض تماما مع اللي انت ذكرته، فرنسا ( كدولة علمانية ) و قانون منع الحجاب في الأماكن العامة، بغض النظر عن رفضي أو قبولي له أو كونه بيمثل اعتداء على الحريات أو لأ، فهو قرار الحكومة المختارة و الممثلة للأغلبية، و على الفرنسية المسلمة الالتزام بتطبيقه مع الأحتفاظ بحقها في الأعتراض عليه أو أن تجد لها بلدا آخر لتعيش فيه يكفل لها حرية ارتداء الحجاب، وقس على ذلك العكس، اذا كانت هناك غير مسلمة تعيش في بلد مسلم فهي ملتزمة بتطبيق قوانينه اتفقت مع قناعتها ام لم تتفق، و ألا فلتجد بلدا آخر يكفل لها تلك الحرية، المهم الحفاظ على النظام العام و حرية المعتقد بحيث لا يطغى أحدهم على الآخر، و ما دام النظام يكفل حرية الأعتقاد و الفكر فلا تجوز محاربته الا بفكر أو معتقد مثله، اما اذا لم يكن كذلك و كان نظاما مستبدا، فهذا شأن آخر، و التعامل معه يختلف، فأنا قد أختلف معك ولكني مستعد للموت في سبيل الدفاع عن حقك بالتعبير عن رأيك.
لي بس طلب صغنن منك يا زيدان، أن تكون حياديا أكثر في عرض مواضيعك، فكما ان للدول الأسلامية أو الشرقية عيوب فللغرب عيوب مثلها و لكليهما مزاياه، و يكفي ان أذكر لك مثالا قرأته أمس عن معاناة ( بعض ) المسلمين الألمان من التمييز العنصري سواء بالأهانة المباشرة أو التمييز في فرص العمل، فلماذا لا أجدك تكتب عما جرى لمروة الشربيني مثلا، يا سيدي الفاضل، لكل بلد عيوبه و مزاياه، و من غير الممكن أن تجمع الناس على فكرة و رأي واحد، فلقد اتفقوا على ألا يتفقوا أبدا، فلتبحث عمن يشاركك رأيك و تحترم من يخالفك و لتبقى المصلحة المشتركة هي الحاكم بينكما.
شكرًا جزيلًا عزيزتي امرأة..
@ Yossef
Quote
متفق عليها من الأغلبية،
Unquote
سوري، أنا مش متفق عليها، وعشان كده بكتب.
Quote
أو أحاول أنشر وجهة نظري و أعتراضي بأدب يمكن الناس تقتنع بيه و نكون أغلبية ممكن تغير اللي موش عاجبني ده، انما ان واحد أي كان يمشي كلامه على المجموع فده غير منطقي أبدا حتى
Unquote
قلة أدب إيه يا يوسف؟ وأمشي كلامي على مين؟؟ هو أنا ضربتك على إيدك عشان تقرا، ما انت اللي داخل تقرا بمزاجك، أنا ولا غلطت في حد، وانتقدت نقد موضوعيّ، انت شايفه مش حيادي، ده حقك. ولكني مقلتش أدبي، وأنا شايفه حيادي، وده حقي بردو.
Quote
غير مسلمة تعيش في بلد مسلم فهي ملتزمة بتطبيق قوانينه
Unquote
لأ مش ملتزمة، لما تبقى القوانين تعسفيّة بهذا الشكل. في الدول الإسلاميّة، هناك هوّة كبيرة بين الجريمة والاعتداء، من المفترض أن يكون كل اعتداء جريمة، وكل جريمة هي اعتداء، اعتداء على حق الآخر في الحياة أو على ممتلكاته. ولكن في الدول الشموليّة، لا سيّما الإسلاميّة منها، كل اعتداء جريمة، ولكن ليست كل جريمة اعتداء، لأن هناك حريات شخصيّة كثيرة لا تمثل اعتداءًا، ولكنها جريمةً.
Quote
و ما دام النظام يكفل حرية الأعتقاد و الفكر فلا تجوز محاربته الا بفكر أو معتقد مثله،
Unquote
هو النظام السّودانيّ أو حتى المصريّ يكفل حرية الاعتقاد والفكر؟؟ انت عايش في عالم تاني يا عم انت ولا إيه؟؟
Quote
لا أجدك تكتب عما جرى لمروة الشربيني مثلا، يا سيدي الفاضل،
Unquote
أنا فعلًا بجهز حاجة، وكنت مستني كلمة القضاء الألمانيّ الذي أحترمه كثيرًا… مروة الشربيني حصل عليها مزايدات بنت كلب، الموضوع انتهى، واحدة اتقتلت، وواحد هياخد جزاؤه بحياديّة بحتة، مفيش عندهم محاباة لألمانيّ، أو مسيحيّ، على مصريّ، أو مسلم. في بعض الناس هناك عنصريين؟؟ أي فرد في العالم يمارس عنصريّة ما، ولكن حكوماتهم ليست عنصريّة. وهذا هو المهم.
مش فاهمك في المجمل، انت قعدت ترغي كلام كتير ملوش علاقة بصلب الموضوع، وتقوللي مروة الشربيني ومش عارف إيه، وكل ده مسمعتش منك أي إدانة أو شجب لهذا الحكم التعسفيّ سواء في السودان أو في السّعوديّة؟؟ يعني مهانش عليك تقول في الأول أو في الآخر إدانة صغيرة ثم تقول اللي انت عايزه. ولا عشان انت مسلم، وهم مسلمين، متقدري تنتقدهم؟؟ يبقى انت كده عنصريّ ولا لأ؟؟
ماشي…
للأمانة العلميّة فقط، صدر أمس قرار بالعفو عن الإعلاميّة السّعوديّة، ومنسّقة قناة إل.بي.سي. في المملكة، روزانا، بعد ما تم أدينها بالتعامل مع جهة غير مرخّص لها العمل في المملكة، وتم الحكم عليها بستين جلدة.
تم العفو عن روزانا، وأنا أعتقد أن القرار جاء بضغط من سمو الأمير الوليد بن طلال، لأنه يملك حصة كبيرة من الشبكة اللبنانيّة للبث الفضائيّ…
تحياتي لكل المعلقين، المشجعين منهم والمستائين…
حقيقه الامر محير بالنسبه للمراه فهى ضحية هذه الحضارة التى اسميها بالحضارة المزعومه لانها ليست حضارة ومايطلق عليها بالحضاره العربيه بكل جراه وفى نفس الوقت هى الام التى تربى ابنائها وبناتها على نفس العفن حتى لو كانت حاصله على اعلى مستويات التعليم ولكن ارى اننا فى رده حضاريه لانتشار الفكر الوهابى واى احد هيتفرج مثلا على حفلات ام كلثوم سيتحسر على هذا الجيل الذى قتلته الفضائيات الوهابيه المدعومه باموال الجاز ومعها انهيار التعليم والحاله العامه فقد كنا ايام الملك الفاسد اكثر تحضرا وانفتاحا وخلقا
وارى العلمانيه هى الحل الوحيد للنهوض وشكرا
الملك لم يكن فاسدًا مثل فساد الثورة…
أعتقد أن الثورة التي ستقام عليها الجمهوريّة الثانية هي الثورة المعلوماتيّة…
شكرًا أسعد
اقول بحسب وصفهم له وانا اقصد ان مايقولون عنه فاسد كانت افضل مئات المئرات
يا زيدان، انا لم أعترض على حريتك في التعبير عن آرائك، بل على العكس تماما، أنا بحب فيك ده، و بدليل أنني ذكرت في ال comment ذاته ” فأنا قد أختلف معك ولكني مستعد للموت في سبيل الدفاع عن حقك بالتعبير عن رأيك “.
أما بالنسبة لموضوع ” أنشر وجهة نظري و أعتراضي بأدب “، فأنا أوكد لك اني كنت بتكلم عننا كلنا و عن نفسي أولا، ربما خالفني التوفيق في أختيار اللفظ فأسئت فهمي و لهذا تقبل اعتذاري، بس أنا كنت أقصد طرح و جهة النظر و انتقاد الفكر الآخر مع الحفاظ على قدر من الاحترام المتبادل يسمح باستمرارية الحوار.
امام بخصوص كلامي عن النظام، فأنا كنت أتكلم بصفة عامة بعيدة كل البعد عن أنظمتنا المأساوية المتهالكة، التي لا يمكن لعاقل أن يختلف علي استبداديتها و تعسفها، و لكن ما كنت أقصده و بوضوح أكثر، اذا وجد أحدهم ما لا يعجبه في دستور البلد التي يعيش فيها فعليه الالتزام بتطبيقه مع الاحتفاظ بحقه في النقد و التعبير عن رأيه و قناعاته و محاولة تغييره بكل ما هو متاح من الطرق المشروعة، و الا فليجد له بلدا آخر، و هذا لا ينطبق للأسف مع أنظمتنا التي لا تكفل حرية التعبير أساسا،
فعلى سبيل المثال أنا مسلم أعيش في أوروبا، و قوانين حقوق الحيوان هناك تمنعني من الذبح في عييد الأضحي، هنا أنا ألتزم بقوانين البلد الذي أعيش فيه مع الأحتفاظ بحقي في التعبير عن رفضي لمثل هذة القوانين، و كذلك المسلمة المحجبة تلتزم بقوانين البلد الذي تعيش فيه والتي تمنعها من ارتداء الحجاب، و الا فلنجد لنا بلدا آخر نعيش فيه.
و كذلك بالمثل مع الصحافية السودانية، هي تعيش في بلدها اذن فهي ملتزمة بتطبيق قوانينه مع احتفاظها بحقها في حرية التعبير عن وجهة نظرها، و ان لم تلتزم هي و أنا و أنت عمت الفوضي و سار كل منا على هواه و صرنا نعيش في غابة بلا رابط و لا حاكم.
لذا فأنا أوكدها لك ثانية، أنا احترم وجهة نظرك كثيرا مع اختلافي معها، و لك مطلق الحرية في التعبير عن رأيك في كتاباتك، و لو لم تعجبني مقالاتك لما تكبدت عناء الرد عليها، أرجو أن تكون و جهة نظري قد اتضحت و زال سوء الفهم،
و لكني ما زلت لم أعلم برأيك، اذا كنت في بلد لا تعجبك قوانينه و نظمه، ماذا أنت فاعل؟؟
فقط لأجعل السؤال أكثر تحديدا هل: 1- ستحاول التعبير عن رفضك لتلك القوانين مع الالتزام بتطبيقها الي حين تمكنك من تغييرها بالوسائل المشروعة
2- لن تلتزم بتلك القوانين لعدم اقتناعك بها و تتحمل تبعات ذلك بصدر رحب
3- تسلك مسلكا عنيفا ثوريا ضد هذا النظام المتخلف ذا التقاليد البالية، بل و ربما تستعين ببعض القوى الخارجية لاسقاطه
4- تسافر الي بلد آخر لا يعمل بمثل هذة القوانين و يكفل لك حرية الفكر التعبير
مع العلم انه لا يمكنك الاستعانة بصديق P:
آآآآآه، تصدق انشغالي بالدفاع عن نفسي كان هيخليني أنسى فعلن، الحكم تعسفي فعلن و ليس بغريب سواء من دولة تمارس القهر و التمييز و القتل والتجويع على أكثر من نصف شعبها فقط لأختلاف معتقداته، أو من أخري تعاني من الشيزوفرنيا و انفصام الشخصية بين ما تدعو و تتشدق به و ما تقوم بتطبيقه على أرض الواقع.
أشكرك يوسف عن مداخلاتك القيّمة، وأتقدم باعتذاري إن كان قد حدث أي سوف فهم.
بالتأكيد، سأسلك إما 1 أو 4، وأنا بالفعل أطبّق اقتناعي بالاختيار الأول، وهذه التدوينة خير دليل على ذلك.
أما 4، سألتجأ إليها عند اليأس تمامًا.
أعتقد أني عبّرت عن وجهة نظري التي أحسبها متوازنة وحياديّة تمامًا.
أشكرك يا يوسف،
تحياتي
The super issue just about this good topic will possibly be taken by dissertation writing service or at the buy thesis to buy research papers online from the custom writing service.
You can contact me, shMia for that!
Pingback: شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » آرابيكاست: كلنا ليلى بين التحرر والتحجّر
يا مسلمين هذه الفتاه تحاول ايقاظ الفتنه (لعن الله من ايقظها ) ولكن ما يحيرني جدا سكوت اوعدم وجود ولي امر لهذه المجاهره بالمعصيه اما لها اب اما لها اخ اما لها زوج ! وانا سوداني والحق ان فعلتها هذه لاترضي اي سوداني اصيل اما الجموع التي ساندتها بالتجمعات ليسوا سواء ابناء العاصمه ممن عصفت بهم عواصف الحضاره وإعتدات عيونهم علي مشاهده المسلسلات العائليه (المصريه والتركيه )مع اخواتهم ويا خزلان من هان عليه شرفه ويا خسران من هان عليه دينه …!!!! .