تحظر الكثير من دولنا مواقع الكترونية وتصادر الكثير من المواد المقروءة والمسموعة بهدف معلن وهو حماية المجتمع من الأفكار الضالة والمنحرفة ، أو التي قد لا تنسجم مع عادات وتقاليد هذه المجتمعات، ولقد سنت قوانين وتشريعات تعطي الحكومات الحق في مصادرة هذه المواد، ومعاقبة من يخالفها بعقوبات جسيمة.
ولكن في ثورة التكنولوجيا والعولمة في عصرنا الحالي، أصبح من السهل الحصول على ما يمنع بوسائل أخرى، فألم يكن من الأفضل تسليح الشعوب بالعلم والمعرفة لمواجهة هذا الانفتاح العالمي بدلا من منع لا جدوى منه؟ وهل عقولنا قاصرة لدرجة أن أولياء أمورنا عليهم أن يسمحوا لنا بما قد نستفيد منه و يمنعوا عنا ما يضر؟
لم يتم غرس الثقافة والمعرفة والقيم بصورة كافية لإحترام الغير دائما وإن كنا على خلاف معه، فأصبحنا لا نتقبل الإختلاف على العكس في الغرب تماما، ونلجأ بدورنا في مصادرة حرية الآخرين بالتفكير ونحاول دائما فرض مانعتقده أو نؤمن به عليهم بالإكراه.
في الإسلام نرى أنه لم يمنع المعرفة والإطلاع على شيء قط حتى وإن كان يخالف ماجاء به، روى لنا القرآن أن من المشركين من كانوا يقولون دائما “لا تسمعوا لهذا القرآن” وفي كل زمان ومكان كانوا “يجعلون أصابعهم في آذانهم” لعدم سماع الآخرين حقا كان ما يقوله أم باطلا، ألا يوجد نشابه بينهم وبين حكوماتنا اليوم؟