هل نحن في طريقنا ” للدوعشة ” ؟ ، من ” داعش” ، أم نحن في صدد أن يصبح عندنا دين الشعب ودين والغوغاء ؟ ، بالمختصر المفيد هل سنصبح بين دينين ؟ دين الذبح ، قطع الرأس أو قطع الأيدي ، أو أحد أعضاءك التي وهبك الله دون سؤال أحد ، لكن قبل ذلك كيف أصبحنا نتساءل ونتخوف ممن يهددوننا في ديننا أو لنقل في حياتنا بشكل عام ؟ ، في المقابل لدينا دين التسامح والحرية واحترام الآخر ، دين يكفل لك معتقدك وتوجهك ، بالمختصر أيضا دين يسمح لك بأن تعيش حياتك كما تريد.
هذه التساؤلات الغربية في نظر البعض والمشروعة تماما في نظري ألحت علي و أنا أطالع بين الفينة والأخرى صور الذبح والتقتيل والتهجير باسم الدين ، وأي دين يقبل بهكذا أفعال ، سوى أن يكون دين الغوغاء ؟. العراق ، سورية ، ومناطق أخرى كثيرة أنبتت رؤوس الشياطين ، شياطين الدم الذي سال دون رحمة ، فقط ليتلذذ به بعض المنحرفين ” الشواذ ” .
دعوني أسقط هذه الظاهرة على بلدي موريتانيا ، في نهاية سنة 2003 عمد الدكتاتور السابق معاوية ولد سيد احمد الطائع إلى إغلاق المعهد السعودي بحجة أنه صار مهدا لتخريج دفعات من الإرهابيين أو لنقل المتشددين الجدد ، أغلق المعهد ، وبعد سنوات بدأنا نكتوي بنار القاعدة ، ثم جماعات دينية رجعية ، وبعد ذلك أصبح أئمة المساجد يميلون أكثر للنموذج السعودي ” هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ، والحقيقة أن المطالبة بهذه الهيئة المثيرة للجدل والتي ستكون الرقيب عليك بدل ذاتك ، بدل ضميرك ليست الا تعبيرا عن النظرة الأبوية القديمة التي تقول بقصورنا العقلي والديني والحاجة الماسة الى توجيهنا كحيوانات برية شديدة الخطورة.
الدين لله، بالمفهوم المبسط ، لقد خيرنا بعد أن تم ايضاح كل شيء ” من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” فهل بعد ذلك تنصب علينا هيئة لترينا كيف نتصرف ؟
خارج السياق، المنكر هو ما يقوم به ساستنا ، نهب ثرواتنا و قتل الفقراء بإفقارهم ، بل قد يشترك من يريدون النموذج السعودي في عملية القتل البطيئة هذه ، بسكوتهم بل واشتراكهم المباشر في سرقة أموال الفقراء وتلميعهم لصورة الدكتاتور ليراه الفقراء الحاكم بأمر الله .
28
يوليو
2014
بين دينين !
هذه التدوينة ادرجت ضمن تصنيف إرهاب, الأسلمة, الشريعة الإسلامية, القاعدة
2 تعليقات على بين دينين !
أعتقد أن ذلك كاف لتدركوا بعد نظر الدكتاتور السابق معاوية ولد سيد احمد الطائع وأنه كان يرى مصلحة البلاد أفضل من الذين يتشدقون بديموقراطية تأتي بالخراب.
للأسف فٌإن محدودية الأفق لم تجعل الناس ينتبهون للمخطط الإسرائيلي الأمريكي بصناعة الجماعات الدينية على هذه الشاكلة الأغرهابية بهدف الإضرار بعلاقة الشعوب الإسلامية بدينها، وأعود بك لمقالي المنشور هنا قبل عدة سنوات بعنوان “من لذعة الشوربة ننفخ في الزبادي”
أعتقد أن مستقبل الدين بشكل عام سيتجه إلى الإنحسار بل سنشهد ظاهرة ضخمة جدا بالتحول عن الدين الإسلامي إلى الدين المسيحي وأيضا إلى الإلحاد وهذا نتيجة طبيعية لنفور الناس من العنف فالشعوب في طبيعتها تتجه نحو السلام وتبغض العنف مهما كان سببه ومصدره.
على العموم لم يكن قرار الدكتاتور معاوية حينها عن بعد نظر إنما كان ذلك نكاية في المملكة السعودية التي عرفت علاقتها بموريتانيا حينها تدهورا ملحوظا لأسباب عديدة، شخصيا لست من المقتنعين بنظرية المؤامرة التي ترجع كل شاردة وواردة لأمريكا وإسرائي بقدر ما أرجعه إلى الفساد والقمع و خنق الشعوب حتى لم يبق لها إلا التطرف ، بطالة وإقصاء و حرمان لا حدود له تلك هي مسببات ما يعانيه معظم الأنظمة العربية والإسلامية الجمهورية منها والملكية ، إذا الجماعات الدينية من هذا المنطلق ليست الا نتاجا لهذا الظلم ، أتفق معك في كون هذه الجماعات ستنفر الناس من الدين ، وهو ما يجب أن يواجهه فهم سليم للدين مقابل الفهم المتنامي الذي يولد العنف والإرهاب.