لماذا تحدد معظم الاولويات والتصورات فى الاجندة من وجهة نظر المادين ؟ الذين ماهم الاقلة . اين حق المشاركة للغالبية ؟

صحيح ان النزاعات الدينية عبر التاريخ كانت سببا للعديد من الحروب والصراعات وافة من اعظم الافات التى اعاقت التقدم والتطور

والامور الروحية والاخلاقية منغمسة تاريخيا فى تلك النزاعات العقائدية التى لاتقبل البراهين الموضوعية واعطائها دورا سيكون

بمثابة فتح الباب على مصراعيه لتك التاثيرات التى غذت الصراعات ..مما ادى الى فرض الوصاية والاحتكار بتشكيل هيكل مستقبل

البشرية فى ايدى معتقد عرفى يزعم بان الحق لايقع ضمن نطاق القواعد والاحكام الاخلاقية وان حقائق الامور مستقلة بذاتها

ولا تعتمدعلى القيم ومنفصلة عنها .  البعد الروحى للطبيعة البشرية حقيقة مسلم بها بالنسبة للغالبية العظمى من سكان العالم

ومن الانجازات العظيمة للدين التى كانت وما زالت ذات طابع اخلاقى عن طريق التعاليم الدينية استطاعت جموع غفيرة من الناس

فى كل العصور والبلدان ان تنمى موهبة وملكة المحبة وان يكبحوا جماح النفس والهوى وان يقوموا بتضحيات عظيمة من اجل

الصالح العام ويمارسوا العفو والتسامح والغفران ويتحلوا بالحلم والاحسان والكرم والعطف والحنان .. فبات لزاما على الانسانية

ان تفكر فى امر تلك الاصوات التى اصغت اليها لكى تكتشف مصدر البلبلة واختلاف المفاهيم التى تروج باسم الدين تلك البلبلة

التى ازدادت حدة بما طرا عليها من حواجز زائفة اختلقت لتفصل بين الايمان والعقل والعلم والدين والتى مصدها رجال الدين

فالمبدا الذى يفرض علينا ان نعامل الاخرين كما نحب ان يعاملنا الاخرون مبدا خلقى تكرر بمختلف الصور فى الاديان جميعا

ويلخص اتجاها خلقيا يختص بالناحية التى تؤدى الى احلال السلام ومن جهة يشير الى ناحية الوحدة والاتحاد التى تمثل الخاصية

الجوهرية للاديان هذه الخاصية التى اخفق البشر فى ادراك حقيقتها نتيجة نظرتهم المشبوهة الى التاريخ .

فعلى اتباع الاديان كلها ان يواجهوا الاسئلة الاساسية التى تثيرها هذه النزاعات وان يجدوا لها اجوبة واضحة

وعلى قادة الاديان ان يتحملوا المسؤلية ويتمعنوا فى محنة الانسانية بقلوب مملوءة بالرحمة والشفقة وبرغبة فى توخى الحقيقة

وان يسالوا انفسهم ما اذا كان بامكانهم دفن خلافاتهم الفقهية بروح عالية من التسامح ليستطيعوا العمل معا

فى سبيل احلال السلام وتعزيز التفاهم الانسانى