كثيرا منا يبكى عند مشاهدتة لفيلم حزين او ذو نهاية مأساوية,لكن البكاء يكون احد ردود افعالك و مشاعرك تجاة الفيلم,لكن عندما تشاهد فيلم مثل “بنتين من مصر” لن تبكى,لإن البكاء بالنسبة لهذا الفيلم يعد شىء من الرفاهيةو ردود الأفعال الباردة!

أثناء مشاهدتى لهذا الفيلم ,انتبهت كثيرا لنفسى و انا اقول “اوف” “ياربىى” “إية القرف دة!” و ساعدنى فى هذا الموقف إن قاعة العرض لم يكن بها غير ثلاثة اشخاص و هذا بالطبع لإن شعبنا الجميل لا يريد إن يعطى لنفسة ادنى فرصة ليدرك إنة ميت فى مجتمع متعفن و يشغل نفسة بأفلام تقضى على كل سنتيمتر من العقلانية بداخلة.

تسائلت ما هو مصدرألمى بالظبط فى هذا الفيلم؟

و تزاحمت الأجوبة فى عقلى,فقلت ربما لأستيائى الشديد من الحيز الضيق الذى تختارة “حنان” و دالياا” و غيرهم و هو الزواج و هذا لاعتقادهم و هوسهم بإنهم لا يستطيعوا إن يفعلوا ما يريدون و يعيشوا بحرية بدون زواج!! كما قالت إحدى الشخصيات فى جلسة علاج جماعى”يعنى مثلا انا لو دخنت سيجارة هيقولوا عليا منحلة لكن لو واحدة متجوزة هيقولوا ليها رجل”!!! و كثيرا من هذا الهزى…

ام كان وجة “حنان” و “داليا” الذى يتميز بشدة الحزن و الأسى و ذلك فى مواقف كثيرة فى الفيلم مثل وجة داليا عند فشل بدايات علاقتها بسياسى معارضة منافق ,استمرت فقط فى السياسة التى لا تستهويها لأعجابها بة و عند دموعها التى هزتنى عند فشل خطوبتها برجل أحبتة إلى حد إنها وافقت إن تعيش معة فى أرض صحراوية يزرعها بالرغم إنها طبيبة و على مستوى علمى ممتاز و الألعن إنها عرفتة من خلال مكتب زواج, ام عندما تعلقت بهذا الشاب المحبط من خلال الشات و عندما يقابلها يتم القبض علية لمجرد إنة يكتب و يعبر عن غضبة تجاة عفانة هذا المجتمع!

ام كان وجة حنان عندما سألت أحدى العاملات بإن ترضع طفلها الصغير لمجرد معرفة الأحساس,ام وجهها و ادائها عندما أخذها خطيبها ليتأكد من عذريتها! فانا انفعلت بهذ المشهد عندما قالت مفسرة كذب خطيبها للطبيبة” دة و لا جوزى و لا خرا,البية عايز يتأكد إنى شريفة”!! و بالرغم من تلك الأهانة يتركها لإنة لا يستطيع إن يقضى على الوساوس الاتى ساعدت على تأكل عقلة و حولتة إلى كائن ذكورى متخلف و متعفن إلى درجة شديدة!

و برع محمد امين فى أختيارة لشخصية “طنط عايدة” و هى عذراء وحيدة تجاوزت الأربعين و هى صديقة ل “داليا و حنان” و منتهى مأساوية الحياة كلها تظهر عندما تفول مجيبة لسؤال حنان(بتقضى يومك أزاى؟) فتقول (بالنهار شوية تريكوة و قراية لكن بالليل هو الى مش ببقى عارفة اعمل إية) و هى مصابة بالأرق دائما و تذهب للحديقة لتنام على صوت مرح الأطفال…

و احتوى ايضا الفيلم على شخصية طبيبة اخرى تملكها عفن المجتمع و أصبحت تمارس الجنس مع رجل لا تحبة,و هى تبرر لنفسها بإن تلك علاقة غير كاملة و على ورق عرفى و هذا لتحفظ عذريتها حينما تتزوج! و هذا نتاج مجتمع منحدر ثقافيا,تجاهل كل شىء فى القيم و الأخلاق و وضع الشرف فى غشاء البكارة!

ام كان شىء مختلف تماما و هو موت الكثير من الشباب فى الهجرة االغير الشرعية اثناء محاولتهم لأيجاد حياة افضل و ايضا ليهربوا من اسباب حزنهم و أكتأبهم!
ام كانت تلك الأبتسامة الرائعة على وجة هذا الشاب “طارق” عندما غادر مطار القاهرة مهاجرا,اتستحق الهجرة من مصر تلك السعادة؟
و كل هذا لا شىء بالنسبة لأخر مشهد فى االفيلم و هو فى مطار القاهرة الدولى عندما قررتا ثلاث بنات إن يجلسا مع هذا العريس المسافر إلى قطر و نظرا إلى ضيق وقتة فسيقابلهم فى المطار قبل طائرتة ب 6 ساعات و نظرا لوجود فتاة لم تكن فى الحسبان فقرر إن يقابل “داليا” و “حنان” فى جلسة واحدة و بهذة اللقطة ينتهى الفيلم بكل معانى الحزن و التعاسة على وجوة فتاتان جميلتان و هم فى أنتظار عريس الغفلة!